دوائي الضرير

موقع أيام نيوز

و يحاولان اقناعها بترك الطفل و لكنها كانت ترفض بشدة...
وجد عاصم أن ما يقوله آسر صحيح.. فحالة عبير ليست طبيعية مطلقا.. فقد كانت في حالة هستيرية غريبة يراها الجميع بها لأول مرة.. فسأل آسر...
عاصم طيب و بعدين.. هانعمل إيه
آسر انت حاول تشغلها و انا و خالد هانلف من وراها من غير ما تحس بينا و نمسكها كويس و ناخد منها الولد.
عاصم ماشي..
إتجه آسر بعيدا قليلا عن عاصم حتى يبتعد عن مرمى عيونها و بدأ عاصم في لفت إنتباهها...
عاصم عبير.. عبير اسمعيني.
عبير لا ماهسمعش.. حدش هاياخد مني ولدي.. فاهم.. ده ولدي اني.. اني و بس.
عاصم طبعا.. زي ما انتي عايزة.. هاعملك كل اللي انتي رايداه.. انا موافج اعملك اللي انتي عايزاه.. و هاسيبهولك.
عبيربشك مش مصدجاك..
عاصم لا صدجيني و كمان مستعد اردك و نتچوز تاني و الواد يتربى بينا.
عبير لا.. انت عاتجدب علي.
عاصم لا لا مش بكدب.. طيب هو مش ابنك دة محتاج لأب زيه زي باقي العيال.. ولا هاتربيه وحديكي.
عبير ايوة هاربيه وحدي.. 
عاصم طيب و ليه.. و لما يكبر يقولك أبوي فين.. و اشمعنى اني اللي من

غير اب هاتجوليله إيه.. كبري مخك يا عبير و ياللا نتچوز و نربيه بناتنا.
كانت تصب كل تركيزها على عاصم الذي كان يوعدها بحديث عن زواجهما و حياتهما معا و بدأت أن تهدأ و تصدقه و استجابت له بالفعل..
و أشار آسر لخالد بأن يحيطاها معا حتى تكتمل قبضتهم عليها...
و لكنها و للأسف لاحظت قربهما منها فتشنجت أعصابها مرة أخرى و ابتعدت سريعا عن الجميع و وقفت على احد الارائك تخنق الطفل بين ذراعيها و هي تصرخ فيهم جميعا...
عبير لا ابعدو عني.. ماحدش هاياخده مني لا.. ولدي لا..
خالد عبير هاتي الواد ده.. بطلي اللي عاتعمليه ده..
عبير لا يا خالد.. تعملش اكده فيا ياخوي.. ده واد اختك.. عاتديهم واد اختك!!
قالتها بصړاخ فصړخ هو امامها..
خالد مش ولدك.. مش ولدك يا عبير.
عبير لا ولدي.
عاصم لا انتي الحديت ماينفعش معاكي.
ثم تقدم منها محاولا أخذ طفله من بين براثنها و لكنها كانت معركة ضارية بين الجميع.. فقد كان عاصم يتمسك بالطفل و يحاول ان يأخذه من بين يديها.. و كان خالد يحاول ان يحيطها و يشل حركتها.
و لكنها كانت أقوى من كليهما و كأن هناك روحا شريرة قد تلبستها ظل الجميع على تلك الحالة من العراك حتى فجأة.....
الفصل الاربعون....
ليلة نفس اليوم المشئوم في مشفى سوهاج العام...
كان عاصم يجلس في رواق المشفى على احد المقاعد و كأنه ينتظر شيئا هاما تتوقف عليه حياته أو مماته..
لكنه كان يجلس و كأنه أصبح بلا روح.. ينظر إلى الفراغ بنظرات مېتة.. يجلس بلا حراك و كأنه أصبح هو و المقعد سواء..
لم يذهب من ذهنه ما حدث.. و كيف ينسى ما حدث...
Flash back...
كانت عبير تصب كل تركيزها على عاصم الذي كان يوعدها بحديثه عن زواجهما و حياتهما معا و بدأت أن تهدأ و تصدقه و استجابت له بالفعل حتى انها كادت ان ترتمي هي و الطفل بين ذراعيه..
و في نفس الوقت أشار آسر لخالد حتى يقتربا منها و يحيطاها معا حتى تكتمل قبضتهم عليها...
و لكنها و للأسف لاحظت قربهما منها فتشنجت أعصابها مرة أخرى و ابتعدت سريعا عن الجميع و وقفت على احد الارائك في أبعد نقطة يمكنها الوصول إليها و كادت أن تخفي الطفل بين ذراعيها و هي تخفيه عنهم أثناء صړاخها فيهم جميعا.. ما زاد من هلع و صړاخ الطفل أيضا..
عبير لا ابعدو عني.. ماحدش هاياخده مني لا.. ولدي لا..
خالد عبير هاتي الواد عاد.. بطلي اللي عاتعمليه ده..
عبير لا يا خالد.. تعملش اكده فيا ياخوي.. ده واد اختك.. عاتديهم واد اختك!!
قالتها بصړاخ فصړخ هو امامها..
خالد مش ولدك.. مش ولدك يا عبير.. و فوجي بجى حرام عليكي.
عبير لا ولدي.. ولدي و ماهاسيبهوش لحد.
عاصم لا انتي الحديت معاكي ماهايچيبش همه.
ثم تقدم منها محاولا أخذ طفله من بين براثنها و لكنها كانت معركة ضارية بين الجميع.. فقد كان عاصم يتمسك بالطفل و يحاول ان يأخذه من بين يديها.. و كان خالد يحاول ان يحيطها و يشل حركتها.
و لكنها كانت أقوى من كليهما و كأن هناك روحا شريرة قد تلبستها.. ظل الجميع على تلك الحالة من العراك حتى فجأة صمت صوت الطفل بشكل غريب.. و لكن لم يلاحظه احدا في خضم تلك المعركة العڼيفة..
ثم بعد كثير من الھجوم من عاصم و خالد و مقاومة من عبير إستطاع عاصم اخيرا ان يأخذ منها ابنه.. و قيدها خالد و آسر بعيدا عنهما.
عاصمو هو يحتضن الطفل آه.. اخيرا يا حبيبي.. ما تخافش يا حبيب ابوك.. أني اهو خلاص.. ماتخافش..
تفقد عاصم و قال بقلق...
عاصم ياسين.. ياسين رد عليا يا حبيبي.. رد على ابوك يابني.
عبد الرحمنمد له يديه سريعا حتى يأخذ منه الطفل هاته يا عاصم.. هاته اشوفه يا ولدي.
وقف الجميع في صمت مريب في إنتظار عبد الرحمن حتى يطمئنهم على الطفل.. حتى ان عبير قد سكنت حركتها في قلق بدا عليها حالها كحال الجميع كي تطمئن على الصغير..
أما عبد الرحمن فقد تناول الطفل من عاصم و أخذ يتفحصه بعناية.. مرت دقائق طويلة مريرة و هو يستشعر نبضه و أنفاسه.. و لكن عبد الرحمن و للأسف لم يشعر بأي منهما.. فنظر لعاصم بأسف شديد و قال..
عبد الرحمن لله الأمر من قبل و من بعد.. ربنا يصبرك يا ولدي.
عاصمبعدم تصديق جصدك إيه يابوي.. يعني إيه حديتك ده
عبد الرحمنپألم يعتصر قلبه البجية في حياتك يا ولدي.. ربنا يعوض عليك.
صمت لسانه لبرهة و هو ينظر لوالده الذي اخفض عينيه عن عيني عاصم الذي نظر لإبنه حتى يتأكد او ېكذب ما قاله والده..
و عندما تأكد مما قال والده جلس أرضا بضعف و يأس و لم ينطق بحرف.. 
و حتى أن آسر قد ترك عبير تحت تأثير صډمته و توجه لعبد الرحمن الذي كان مازال يحمل الصغير بيد و يستند إلى عصاه بيد أخرى.. و

فرت دمعة من عينه على فراق إبن شقيقته و تألم قلبه أكثر على حالها عندما تعلم بكل ما حدث...
حدث كل ذلك تحت عيني خالد الذي حزن بشدة على ما حدث و بسبب شقيقته.. أما عبير فقد كانت في حالة غير طبيعية.. فقد جحظت عينيها و هي تكذب ما قاله عمها...
عبير انتو عاتجولو إيه.. لا هو ما ماتش لا.. دة بس تلاجيه نايم.. هاته.. هاته يا عمي و اني هاصحيه.
هنا و وقف عاصم كالأسد المذبوح و وقف أمامها و صفعها صڤعة مدوية بكل قهر قد شعر به منها.. سواء بالماضي او بسبب ما حدث.. ثم أمسكها من ملابسها و أخذ يهز فيها پعنف و هو ېصرخ پألم..
عاصم جتلتيه.. جتلتيه يا عبير.. منك لله.. بس لا.. اني كمان هاجتلك كيف ما جتلتيه.. انتي اللي زيك مالوش مكان في الدنيا دي...
ثم قبض على عنقها پعنف و كاد ان ېقتلها بالفعل لولا عبد الرحمن الذي صړخ فيه...
عبد الرحمن لا يا عاصم.. سيبها يا ولدي.. ماتوديش روحك في داهية عشان واحدة زي دي.. سيبها يا ولدي الله لا يسيئك.
عاصمو هو يعصر عنقها بين يديه لا.. ماهاسيبهاش.. لازمن ټموت زي ما جتلت ولدي.. لازمن اجتلها.
عبد الرحمن الحجه يا خالد انت و آسر.
آسرپغضب و غل سيبه يا عمي.. دي تستاهل الحړق مش بس المۏت.
عبد الرحمن و يودي روحه في داهية عشانها.. طيب عشان خاطر اختك.. هاتعمل إيه من غيره.
و بالفعل إقتنع آسر سريعا لأجل شقيقته.. و ھجم برفقة خالد على عاصم محاولين بكل قوتهما ان يبعداه عنها.. و قد فعلا بصعوبة بالغة..
و ما أن تركها رغما عنها حتى ابتعدت عنه و التصقت بالحائط و سط السباب اللازع الغاضب الخارج من فم عاصم و المملوء حسرة و قهر أيضا...
و لكن حالتها هي ما كانت غريبة بالفعل.. فقد تشوشت رؤيتها و صمت أذانها عما يدور حولها.. لم ترى عاصم الذي يحارب حتى يصل لها مرة أخرى كي ېقتلها.
و لم ترى محاولات شقيقها مع آسر كي يبعدونه عنها... لم ترى سوى الطفل الذي يحمله جده و يغطي وجهه في إشارة أكيدة على مۏته...
و بدأت تهذي بحديث غير مفهوم...
عبير لا.. لا هو ماماتش.. ولدي حي ماماتش.. هو.. هو بس تلاجيه نعسان هبابة.. ماتخافش يا عاصم.. ماتخافش عليه.
عاصمبدموع قهر مؤلمة منك لله يا شيخة.. ربنا ينتجم منك.
عبير عاتدعي عليا ليه.. عملتلك إيه اني.. عاتدعي على ام ولدك دة اني مرتك و ام ولدك.
عاصمصړخ فيها پغضب انتي لا مرتي ولا ام ولدي.. ولدي انتي جتلتيه بيدك..
عبير لا ما ماتش.. ما ماتش.
عبد الرحمنبحزن على حفيده و حال ولده ماټ يا عبير.. ماټ و انتي اللي جتلتيه.
عبير لا.. لا.. لا.
ظلت ترددها بهمس هيستريري و هي تتجول دون هوادة بصالة الشقة.. كانت عيناها لا ترى بوضوح.. كانت مشوشة لا ترى سوى ياسين و هو ينادي عليها.. كانت تتخيله يناديها بماما.
عبير ايوة يا روح امك.. ايوة اني چاية اها.
عاصم ماتچيبيش سيرته على لسانك..
و هم ان يهاجمها مرة أخرى لولا خالد و آسر ثم والده الذي ترك چثة ياسين على الأريكة و ذهب لكي يحتوي بركان ڠضب عاصم الذي لن تهدأ ثورته.. و ظل اربعتهم في معركة لتحجيم ڠضب عاصم.
و كانت عبير تنظر لصورة ياسين المجسمة أمام عينيها و هو يفتح لها ذراعيه في طلب منه حتى .. و كانت هي تركض نحوه أو نحو تلك الشرفة ذات السور الغير مكتمل نظرا لكون البنية مازالت حديثة و لم يكتمل سكنها كله.. ليحدث ما قد تقشعر له الأبدان..
صړخ اخيها بها حتى تتوقف عن تقدمها نحو الشرفة.. و لكنها لم تسمع له..
و بالفعل قد حدث ما كان يخافه الجميع.. فقد زلت قدمها و إصطدمت بالسور الغير مكتمل و لم تستطيع التحكم في نفسها و سقطت خارج الشرفة.
أتجه الجميع نحو النافذة ليروا منظرا تقشعر له الأبدان و يدمي القلوب.. 
جحظت عيون الجميع من شكلها و خاصة خالد الذي يرى شقيقته بتلك الهيئة....
فقد كانت عبير تقبع ارضا تتوسط بحيرة من الډماء لم تحرك ساكنا و لم يبقى بها نفسا واحدا و صعدت روحها لخالقها..
تجمع الناس على صوت إرتطام قوي تبعه صړاخ بعض النساء طلبا للمساعدة و لكن قد فات الأوان..
و بعد قليل...
وصلت الشرطة و معها سيارة إسعاف و هم رجال الأسعاف أن يضعوا ياسين مع عبير في سيارة
تم نسخ الرابط