دوائي الضرير

موقع أيام نيوز

بذلك من قبل.
فقطع جميل صمتهم بسؤال بديهي يصدر من أب غيور محب..
جميل بالبساطة دي
عاصم زفر و كأنه على وشك الدخول لحرب شعواء و هو كذلك بالفعل لا يا عمي مش بالبساطة دي.. انا اول ما شوفت سارة في البيت عندنا لما خالي صبري جابها عشان هدى.. كل اللي جه في بالي اني كنت عايز اعرف مين دي
مين دي اللي خطفت عيني بدون اي مجهود منها.. فجأة لقيتني مركز معاها.. مع عنيها اللي حتى و هي مش شايفاني لكن قادرة تخطفني لدنيا غريبة و جديدة عليا.
مع كلامها عن هدى و خطة علاجها و عن مساعدتنا أحنا ليها..
مع ضحكتها و روحها الجميلة اللي تجبر اي حد انه يحبها... 
مع طيبة قلبها و حبها اللي ماشية توزعه على كل اللي حواليها..
مركز مع كل حركة عفوية منها.. مع حكمتها و دماغها الكبيرة العاقلة.. فجأة لقيت نفسي مشغول بيها اوي.. و فجأة برضه خۏفت..
تعجب الجميع من تصريحه بالخۏف.. فها هو عاصم كبير بلدته و عمدتها القادم يقولها بكل جرأة و صراحة انه خائڤ... فأكمل هو...
عاصم ايوة خۏفت.. خۏفت احبها.. خۏفت انها ماتقدرش تحبني هي كمان و تبادلني مشاعري.. خۏفت من أهلها اللي ماكنتش اعرفهم يرفضوني عشان يعني.. ظروفي و البهاق و كدة.
خۏفت هي ټندم لو لقيت حد بيتريق عليا و يقول لها إيه اللي انتي متجوزاه دة.. ولا يقولها مالقيتكيش غير دة..
بس للأسف كان الوقت فات و كنت خلاص حبيتها و وقعت فيها.. و ساعتها خۏفي كان اكتر بكتير.. خۏفت اني اكون بحبها و هي ماتكونش بتبادلني شعوري دة..
و لو حبتني هي كمان.. ياترى هاترضى انها تسيب شغلها اللي بتحبه و حياتها اللي خدت عليها في القاهرة و تيجي تعيش معايا في بيتنا في الصعيد.. 
و اهلها.. اهلها هايوافقو يجوزوها لواحد زيي.. واحد عنده بهاق و الناس دايما بتتجنبه و تتجنب تتعامل معاه.. مش عايز اقول ان في منهم بيقرف أصلا يتكلم معايا كلمتين الا لو مضطر.. فما بالك بجواز و نسب...
كل دي اسئلة كانت في دماغي مالهاش اي اجابة.. و قررت اني مش هاحاول ادور على اي اجابة ليها و سلمت اني مش هاشوفها تاني ابدا.. هاتخلص مهمتها مع هدى و تمشي و اعيش انا على ذكرى المدة اللي كانت عايشاها معانا.. لحد ما...
صمت ليسأله جميل...
جميل لحد ما إيه كمل..
عاصم لحد ما قرصها التعبان في الكراڤان بتاعها..
تألم الجميع لتلك الذكرى السيئة خاصة والديها و اللذان لم يكون بجوارها في تلك الأزمة.. فأكمل هو بصدق..
عاصم حسيت ساعتها ان ربنا بيحذرني و بيقولي انا بعتهالك لحد عندك و اديتك فرصة انك تعيش معاها.. اديتك فرصة تحب و تتحب فأوعى تضيعها من ايدك..
و قررت اني استغل الفرصة اللي ربنا بعتهالي و اتمسك بيها بكل قوتي.. كبت غيظه و أكمل پغضب مكتوم و لما كريم جه و عمل اللي عمله.. و سارة فتحت تاني و بقت تشوف..
أكمل بذكرى الحزن و الخۏف اللذان كان يشعر بهما وقتها و أكمل...
عاصم ساعتها رجعت لحيرتي.. و خۏفي وقتها سيطر عليا و سألت نفسي هي ممكن سارة ترضى بيا بعد ما تشوفني.. ممكن تقبل تتجوزني و انا فيا اللي فيا دة.
و طبعا للاسف مالقيتش غير اجابة واحدة.. لا طبعا... إيه اللي يجبرها تتجوز واحد زيي و تعيش في قرية في الصعيد بعيد عن الدنيا اللي كانت عايشة فيها.. كنت خاېف ماتقدرش تكمل معايا زي ما طليقتي عملت لانها ماقدرتش تتحمل حالتي دي.. إيه اللي يجبرها تعيش مع واحد مبقع زي ما كريم كان بيقول عليا.
سارة پغضب ممكن ماتجيبش سيرة الزفت دة تاني.. انا بجد

بتعب من مجرد اني اسمع اسمه...
جميل شدد من إحتضانها اهدي يا حبيبتي.. اهدي.
عاصم اسف مش قصدي.. خلاص مش هاجيب سيرته تاني.. و أكمل سارة بنت جميلة و مرحة من بيت طيب.. دكتورة قد الدنيا.. ليه تربط نفسها بيا.. فقلت اني انسحب انا بدل ما تجرحني هي.. 
و فضلت عايش في عڈاب بعدها عني.. و فضلت احارب حبي ليها و احارب تمسكها بيا و شجاعتها اللي للاسف ماكنتش عندي انا و هي بتدافع عن حقها و حبها.
لحد ما هدى قالتلي انها مسافرة.. قلبي ساعتها وجعني اوي.. حسيته هايخرج من مكانه و يسافر معاها.. ماقدرتش اسيبها تبعد عني.. فجيتلها ثم نظر لدموعها الصامتة جيت اعتذرلها و اطلب منها تسامحني على غبائي و خۏفي.. بعترف انها كانت اشجع مني و حاولت تدافع عن حبها اكتر مني..
عشان كدة انا جاي النهاردة اطلب منها فرصة تانية... فرصة اعوضها عن كل حاجة وحشة حسيتها مني.. عن كل دمعة نزلت من عيونها بسببي.. ثم اعتدل و نظر لجميل بجدية انا جاي اطلب منك ايد سارة يا عم جميل.
ساد صمت مريب لعدة دقائق.. كانت هدى و هنية و سعاد و معهم آسر يشعرون جميعا بالفرحة لما حدث.. فقد عادت سارة من سفرها الغير معلوم مدته و اخيرا اعترف عاصم بمشاعره التي كادت ان ټخنقه من كبتها...
و لكن عبد الرحمن و الذي هو اب كجميل كان هو الوحيد الذي يشعر به.. فجلس صامتا في ترقب لرد فعل جميل الذي يعلم أنه سوف يكون حازم.
كانت سارة تشعر بما يجيش بقلب عاصم.. تقدر مشاعره السلبية التي تكونت من تجربته السابقة.. سعيدة لما آلت اليه الامور.. فهو بعد كل شيء هنا في منزلها يتقدم لخطبتها بعد ان اعترف بحبه لها امام الجميع..
و كانت عيونه معلقة بها.. ينظر لها بندم و اعتذار و حب.. ود أن يذهب اليها يحتضنها و يكفكف دموعها.. يعتذر لها عما بدر منه حتى ترضى عنه.. 
أما عبد الرحمن و جميل فهما أبين اولا و اخيرا.. يشعر احدهما بما يشعر به الآخر.. فقد كان عبد الرحمن مقدرا لمشاعر جميل كثيرا.. فهو اب لإبنة وحيدة و لم يتمنى لإبنته ابدا ان تقع في مثل هذا الموقف فرأف بحال جميل..
و الذي كانت الافكار تتضارب برأسه.. فعاصم يحبها.. و لكنه جرحها و اوجعها.. و لكن حبه يظهر على وجهه قبل حديثه.. و لكنها ابنته مدللته.. فلابد ان يعاقب عاصم على چرح قلب صغيرته اولا قبل ان يرد على طلبه..
جميل و انا إيه يضمنلي انك ما ترجعش تجرحها تاني.. دي بنتي الوحيدة و انت جرحتها مرة قبل كدة و لسة بتألمها لحد دلوقتي..
عاصم قلبي اللي جابني على ملا وشي زي ما انت قولت.. ولا دة مش ضمان كفاية
جميل بجفاء متعمد لا مش كفاية.. كلام الحب دة تبقى تقولهولها هي عشان تسامحك.. انما انا لا.. كلامك دة مايلزمنيش..
عاصم يبقى حضرتك تطلب الضمان اللي يناسبك.. مهما كان انا تحت امرك و أمرها..
جميل تقصد فلوس يعني ولا كنوز الدنيا كلها تسوى دمعة واحدة من عيونها.
عاصم معاك حق.. و انا تحت امرك في الضمان اللي تشوفه مناسب.. آؤمر يا عمي.
لم يجيبه على الفور.. بل نظر لتلك الصامتة تنتظر رده بقلق تجلى على ملامحها.. و سألها بحنان...
جميل إيه رأيك يا سارة موافقة على كلامه دة بعد اللي حصل
سارة مش عارفة.
جميل لا يا حبيبتي.. لازم تبقي عارفة.. لازم تبقي متاكدة كمان.. دي حياتك يا حبيبتي و لازم انتي اللي تقرريها.. و لو ان انا ليا شوية تحفظات.. لا كتير.
سارة نظرت له بترجي خفي لو انت مش موافق انا عمري ما هاعارضك.. لو مش عايزني اتجوزه مش هاتجوزه.. و انا عارفة انك أكيد هاتختارلي الصح.. لو شايف ان جوازي منه غلط.. 
لو شايف انه مش جدير بيا او انه هايجرحني تاني ولا ان قلبي مش هايبقى في أمان معاه يبقى خلاص ترفض و انا مش هاكسر كلمتك حتى بيني و بين نفسي.
قبض قلب عاصم المسكين الذي كاد ان يعترض و لكن يد والده كانت الاسرع لتوقفه حتى لا يتأزم الوضع.. فهدأ رغما عنه ليسمعها تكمل...
سارة انا ماعنديش اي حاجة في الدنيا دي كلها اغلى منك.. انت اهم حد عندي في الدنيا.. مش ممكن اعمل حاجة ڠصب عنك أو ضد رغبتك..
جميل طيب و دموعك دي.. اعمل فيها إيه.
سارة و قد تحررت دموعها فجأة ماهو انت هاتمسحهالي.. صح
جميل و هو يمسح دموعها بحنان صح..
احتضنها و هي تبكي خوفا من رفضه لزيجتهما و له الحق في ذلك.. و أيضا خوفا من تكون قد إتخذت قرارا خاطئ بمسامحته بتلك السرعة و هو كان يستحق عقاپا أكبر.. و لكن على عكس المتوقع...
جميل انا مش هاطلب منك ضمان مادي ولا غيره يا عاصم.. عارف ليه
لم يرد

عاصم من فرط توتره و حماسته فحديثه يدل على موافقته المبدأية على الاقل.. فأكمل جميل..
جميل عشان قسما بالله لو فكرت بس مجرد تفكير انك انك تزعلها بس.. مش هايكفيني فيها روحك ساعتها.. سامع هاخليك تسيبها و رجلك فوق رقبتك.. اوعي تفتكرها سهلة ولا ان مافيش وراها رجالة تجيبلها حقها منك لا.. سارة كبير و غالية اوي و وراها اللي يحميها من اي حاجة تضايقها.. فاهم.. فاهمني يا عاصم
عاصم بترقب لموافقته الوشيكة فاهم.. فاهم والله.. و انا وعد مني قدام الموجودين هنا و قدام اي حد في الدنيا كلها اني عمري ما هازعلها تاني ابدا..
جميل وعدك دة بقى انا هاتأكد بنفسي انك هاتنفذه.
عبد الرحمن يعني نجولو مبروك
جميل نظر لسارة و قبل ما بين عينيها مبروك يا قلب بابا..
تنفس عاصم الصعداء اخيرا وسط زغاريد هنية و سعاد و مباركات الجميع لبعضهم... و نظراته لها و كأنها اعظم انتصاراته بل هي بالفعل كذلك.. و نظراتها هي المعاتبة له و التي فهم منها على الفور ان رغم موافقتها إلا أنها لازالت غاضبة منه.. بل حزينة أيضا.
و على الفور و قرر ان يحاول ان ينفرد بها بأي طريقة حتى يبدأ رحلة إسترجاعها و التي يعلم أنها ستكون طويلة جدا...
أنتهت التهاني و التبريكات و دخلن السيدات إلى المطبخ و بدأن في اعداد الطعام و كان عاصم مازال يراقبها عبر المطبخ المفتوح عن كثب.. يراقب شرودها و هدوءها و حزنها أيضا.. 
لاحظه جميل الذي قد أكلته غيرته على ابنته.. فنبهه حتى ينتبه له...
جميل إيه يا عاصم.. مش معانا انت.. إيه اللي واخد عقلك
عاصم تنحنح بإحراج احمم.. لا سلامتك يا عمي.. ما انا معاكم اهو.
جميل طيب.. أحنا كدة اتفقنا على كل حاجة تقريبا لكن طبعا لازم نتفق على معاد تاني عشان تيجي تطلبها رسمي و يكونو العيلة موجودين... يعني اعمامها و خيلانها و
تم نسخ الرابط