دوائي الضرير
المحتويات
حصل.. و أحنا مش عايزين خناق خلي البنت تهدى شوية بقى عشان تخف بسرعة..
سعاد يعني ايه
جميل يعني ماينفعش نخليها تعيش في جو فيه توتر و خناق.. لازم نحاول نوفرلها جو هادي عشان نفسيتها.
سعاد لما نشوف.
لاحظ آسر تجهم وجه هدى و حزنها فأمسك يدها بدعم حتى تهدأ قليلا فنظرت له و ابتسمت دون حديث..
و لكن التي تحدثت كانت سعاد و هي تقول بنبرة غيرة و غيظ يسمعها منها الجميع الأول مرة...
نظر لها آسر عبر المرآة بعتاب و خجلت هدى و سحبت كفها من يده.. فرد هو عنها....
آسر إيه يا ماما الكلام اللي بتقوليه دة
سعادپغضب إيه اللي مش عاجبك في كلامي انت كمان.. حبكت يعني تمسك ايدها دلوقتي.. ماتركز في طريقك و سواقتك بدل ما نعمل حاډثة أحنا كمان.
جميل يا شيخة فال الله ولا فالك.. إيه الكلام دة..
هدىبهدوء مازعلتش يا عمي طبعا.. أحنا فعلا كلنا مضغوطين.
و ماما كمان أكيد زعلانة و تعبانة من اللي حصل.. انا فاهمة و مقدرة.
سعاد إيه هو دة اللي فاهمة و مقدرة.. انتي هاتجبي عليا ولا إيه.
جميلپغضب سعااااااد.. كفاية بقى لحد كدة.. مش مكفيكي اللي عملتيه في المستشفى.. جاية تكملي هنا..
جميل و كلنا فينا اللي مكفينا و زيادة و لو قدرنا اللي انتي فيه مرة مش هانقدره تاني.. عشان كلنا زيك.. زعلانين و تعبانين فأرجوكي تسكتي شوية.. ممكن
لم تهديء ثورة جميل على سعاد من وقع جفاء معاملتها الجديدة لهدى و لكن آسر أمسك بيدها مرة
أخرى و بحنان و ظل متمسكا بها طوال الطريق.
وصل الجميع إلى ڤيلا عاصم أولا حتى يوصلوهما و يطمئنون عليهما و بالأخص على سارة.. فوالدتها كانت تشعر بالخۏف و القلق عليها و بالڠضب من عاصم.. قابلهما على باب المنزل الخارجي رجلا في بداية الخمسين من عمره.. يرتدي زي حارس الأمن.. يدعى عبده و تظهر عليه معالم الطيبة.
فركض نحو سيارة عاصم مرحبا بالجميع...
عاصم منورة بيك يا عم عبده.
و كانت بصحبتهم فاطمة التي أصر عاصم على إصطحابها معه حتى لا تشعر سارة بالوحدة في منزل جديد.. و لأنه يعلم ان سارة تحبها و ان فاطمة سوف تخفف عنها حدة وحدتها...
عاصملفاطمة دخلي يا فاطمة الشنط مع عم عبده.
آسربمزاحه المعتاد إيه دة يا عاصم دة انتو طلعتو اغنيا بجد اهو و عندكم عم عبده البواب كمان.
عبده صح يا عاصم بيه.
عاصم طيب اتفضلو.
دخل الجميع إلى تلك الڤيلا و التي يدخلونها لأول مرة.. كانت ذات أثاث حديث يبدو عليه الرقي و الجمال..
و لم لا.. فقد قامت هدى بإختيار كل جزء فيها أثناء إقامتها فيها أثناء فترة دراستها.. و كان عاصم قد إتصل بالخدم حتى يقوموا بتنظيفها قبل وصولهم و قد حدث.
دخلت سارة مستندة إلى والدتها خلف عاصم و خلفهم الباقين.. فتحدث عاصم..
عاصم اتفضلو يا جماعة.. البيت بيتكم طبعا مش محتاجين عزومة..
جميل طبعا يا عاصم يابني.
آسر بس ايه يابني الشياكة دي.. الفيلا تحفة بجد.
عاصم كلها زوق هدى.. هي اللي مختارة كل حاجة فيها من وقت ما كانت في الكلية.
آسر طول عمرها زوقها حلو.. دة كفاية انها اختارتني.
عاصمبمزاح يا سلام على الثقة... بس دي بقى جلت منها اوي.
سعادڼهرته پغضب واضح ليه بقى إن شاء الله.. هو ابني قليل ولا مش قد المقام.. و هي أصلا كانت تطول تتجوز جوازة زي دي.. ياكش بس هو النصيب.
جميلبحدة و عڼف لاااا بقى.. دة انتي اټجننتي رسمي يا سعاد.. انتي زودتيها اوي.. إيه الكلام دة.
سارة ماما.. ليه كدة تزعلي هدى
آسر ماما لو سمحتي بقى.. لحد هنا و كفاية اوي.. انا مراتي مش قليلة عشان تقولي عليها الكلام دة.. دة انا اللي المفروض أحمد ربنا كل يوم انه رزقني بزوجة زي هدى.. فأرجوكي ماتتكلميش عنها كدة تاني.. لو سمحتي.
سعادنظرت لعاصم بغيظ و تحدي و انت يا سي عاصم مالكش نفس تقول كلمتين انت كمان.
عاصم و اقول ليه.. ما جوزها و حماها ردوا عني و عنها.. و هي دلوقتي مسؤولة من راجل يقدر يجيب حقها و يرد عنها و يحميها.
سعاد آه.. يحميها زي ما انت حميت مراتك كدة.
سارة ماما.. ليه بتقولي كدة.. هو عاصم عمل ايه عشان تقولي كدة
لم ترد على إبنتها.. فهي لوهلة قد نسيت وجودها معهم.. و لكن نظرت لعاصم و كأنها تتهمه بأنه قد كان على وشك ان يجعلها تبوح بالسر الذي قد يودي بحياة إبنتها.. و نظر لها هو بتحدي بأن تقول الحقيقة و ما حدث بحق معهم.. و تتحمل نتيجة ما قد يحدث لإبنتها و لكن باغتتهما بسؤالها الصريح و لكن جميل رد عنهما پغضب مكبوت من جنون زوجته..
سارة دة عاصم بيعمل المستحيل عشان خاطري.. ولا انتو مخبيين عليا حاجة!!
جميل مافيش حاجة يا حبيبتي.. انتي عارفة أحنا بس كلنا زعلانين من اللي حصل و دة ضاغط على أعصابنا كلنا.. و خصوصا ماما كمان أعصابها تعبانة عليكي و على اللي حصل.
هزت سارة رأسها و لمعت عيناها بدموع الحزن على ذكرى ما حدث.. و لكن والدها جلس بجوارها مواسيا و ...
جميل الله بقى.. مالك بس يا حبيبتي.. مش أحنا اتفقنا ان ده كله قضاء ربنا و لازم نرضى بيه عشان ربنا يراضينا.. لازمتها إيه بقى الدموع دي دلوقتي
سارةرفعت رأسها من والدها و ابتسمت رغما عنها لا يا بابا مافيش دموع خلاص..
جميل حبيبة بابا.. خليكي واثقة في ربنا انه أكيد ان شاء الله هايعوضكم بكل الخير و بأكتر و احسن من اللي تتوقعوه كمان.
سارة ان شاء الله يا بابا.. ان شاء الله.
جميل طيب يا حبيبتي.. أحنا خلاص اطمنا عليكم و نمشي بقى.
سارة ليه يا بابا ما لسة بدري..
جميل معلش يا حبيبتي.. كلنا جايين تعبانين من السفر و محتاجين نرتاح و انتي كمان محتاجة تنامي شوية.. هانمشي دلوقتي و نجيبلكم بكرة ان شاء الله.
عاصم لا يا عمي تمشو إيه.. أحنا لسة هانتغدى مع بعض.
آسر لا معلش ماتعملوش حسابنا أحنا.. انا و هدى هانتغدى برة..
عاصم يابني هانتغدى الاول و بعدين ابقو روحو براحتكم.. أو ابقى غديها برة مرة تانية.
آسر لا معلش.. أحنا كلنا اضغطنا الفترة اللي فاتت..
و كلنا عايزين نفصل شوية قبل ما نرجع لأشغالنا و حياتنا.
و هدى كمان محتاجة تهدي أعصابها شوية عشان عيطت كتير و زعلت كتير.. و دة غلط عليها.
أشفقت عليها سارة خاصة عندما سالت دموعها و لعدة أسباب لم تعلم عنها سارة سوى مۏت إبن أخيها.. ظنت أن دموعها كانت حزنا على أخيها و زوجته و ما ضاع منهما..
أو بسبب إبن أخيها الذي كانت تشتاق لرؤيته بعد إنتظار طويل.
أو بسبب الطريقة الجديدة الجافة و القاسېة التي أصبحت تعاملها بها سعاد..
فقامت سارة من مكانها و إقتربت منها و بحب.. فهدى برغم كل ما حدث فهي صاحبة نفسية هشة تتأثر بأبسط الأشياء فما بالكم بكل ما حدث..
سارة هدى يا حبيبتي.. مالك بس.. طيب بټعيطي ليه دلوقتي هو المفروض مين ټعيط و مين اللي تواسيها.
هدىبدموع ربنا وحده يعلم انا زعلانة على اللي حصل قد ايه.. زيك و يمكن أكتر كمان.
سعادبنبرة ذات معنى ماحدش هايزعل قدها هي يا حبيبتي.. دي أمه.. أمه.. يعني ماحدش هايحس بۏجعها ابدا.
سارةپتعنيف خفيف ماما.. إيه الكلام دة.
هدىو بدأت في البكاء ربنا وحده اللي عالم انا زعلانة على اللي حصل و على ياسين قد ايه.. صدقيني يا سارة والله زعلانة عليه زي ما يكون ابني و اكتر والله.
سارة بعد الشړ عليكي يا قلبي ماتقوليش كدة.. اهدي بقى.
آسر ياللا يا هدى.. كفاية عياط بقى.. ولا مش عايزة تتغدي النهاردة انا جعت.
عاصمبمزاح لتخفيف حدة الوضع ما قولتلك خليك يا عم نغديكم النهاردة و رزقنا على الله.
آسربمزاح يا عم يجعل بيوت المحسنين عمار.. كتر خيرك يا عم.. شايلينك لوقت زنقة.
جميلمتماشيا معهما إيه يابني دور الشحاتة بتاعك دو انت و هو.
آسر خلينا نطلع منه بمصلحة يا عم جميل.. ولا بلاش.. انا أحسن حاجة هاخد مراتي و نمشي.. خد يا بابا مفاتيح العربية اهي.
جميل طيب و انتو
آسر هاناخد تاكسي عادي.
جميل لا طبعا.. انت ماتضمنش سواقته تبقى ازاي.. و هدى حامل جديد.. خلي ربنا يسترها..
آسر لا ماتخافش.. هابقى اخد بالي و اخليه يسوق بالراحة.
جميل لا مش مشكلة.. انتو اهم.. هاخد أنا تاكسي انا و مامتك.
سعادبجفاء مابركبش تاكسيات انا... يعني تبقى عربيتي و اركب تاكسي.
هدىبهدوء حتى تمتص ڠضبها قليلا لا يا ماما... ماينفعش طبعا.. حضرتك خدو العربية و أحنا هانتصرف... او ممكن نوصلكم الأول لو آسر مصمم على موضوع الغدا برا دة..
آسر طبعا مصمم.
هدى طيب ما تيجو تتغدو معانا.
جميل لا يا ستي انا عايز انام..
عاصم طيب خلاص انا عندي الحل.. آسر ياخد عربيته و انا هابعت عربية بسواق مع عمي جميل يوصله هو و مدام سعاد.. اظن دة حل مناسب.
تعجبت سارة عندما عاد عاصم يخاطب والدتها بمدام بعد ان قد بدأ ان يناديها ماما منذ زواجهما و لكنها لم تعلق... و لكن تحدث جميل بحماس..
جميل تمام.. دة حل كويس.. ياللا بينا بقى يا جماعةثم نظر لسارة ها يا حبيبتي مش عايزة حاجة
سارة لا يا بابا سلامتك..
سعاد حبيبتي لو عايزة تيجي تقعدي معانا يومين قولي ماتخافيش من حد ولا من حاجة.
جميلبسرعة حتى لا الاحد سارة شيئا هاتخاف من إيه ولا من مين يعني.. ماهي لو عايزة تيجي تقدر تيجي طبعا.. بس زيارة مع جوزها و يرجعو بيتهم تاني.
سعاد و هو يعني بيتنا خلاص مابقاش بيتها.
جميل لا يا ستي مش بيتها.. انا ما صدقت انهم اتجوزو و طلعو من نافوخي هاتجيبهملي تاني.
ابتسمت سارة و هي تعلم جيدا مدى حب والدها لها و أنه يقول ذلك فقط ليمازحها.. أما جميل فلم يكن يمازح سعاد.. بل قال ذلك حرصا على نفسية إبنته فقط..
فهو لن يبعدها عن منزلها و زوجها قط.. فهي و زوجها يحتاجان لبعضهما أكثر من اي شخصا أخر..
و بعد قليل رحل الجميع و كل إلى وجهته..
وقف عاصم قليلا أمام باب المنزل كي يودع البقية.. فإستقل
متابعة القراءة