دوائي الضرير

موقع أيام نيوز

و عموما انا مش عايز منكم حاجة انا هاروح انزل اشوف شغلي و اكل عيشي.. و هانزل جعان كدة بسببكم.. حسبي الله و نعم الوكيل فيكي يا هدى انتي و هنية..
كشفت راسي و اتجهت.. منكم لله.
و تحرك بالفعل كي يخرج لعمله و رسم الحزن على وجهه بحرفية شديدة من قسۏة زوجته و والدتها عليه اللتان لم يطعماه.. صدقت هدى و والدتها تمثيله الذي لم ينطوي على شقيقته التي تعرفه حق المعرفة.
و على حين غرة كان آسر يختطف طبق الفاكهة من على ساقي هنية و هو يقول....
آسر طب هاتي بقى الطبق دة.
هنية عاتعمل إيه انت
آسر اللي مايجيش بالزوق يجي بالعافية.. بس.
هدى شوفي النصاب.. دة انا صدقته و صعب عليا و كنت هاعيط.
سارة غلبانة.. دة ممثل قدير دة.
هدىو هي ترفع صوتها طيب هات حتى التفاحة اللي نفسي فيها طيب الا تطلع في راس الواد.
آسربتقزز مصطنع الا... الا منك لله يا بعيدة.. سلام.
رحل و أغلق الباب خلفه و لم يهتم بنداء زوجته تحت أصوات ضحكات هنية و إبتسامة سارة الهادئة.
هنية خلاص بجى بتنادي على مين انتي.. زمانه وصل مكتبه.. خليكي انتي و اني هاجوم اعملك طبج غيره.
سارة خليكي انتي يا ماما.. انا هاعمله.
هنية خليكي انتي.. شكلك تعبانة يا حبة عيني.
سارة لا يا حبيبتي مش تعبانة ولا حاجة.. و بعدين هدى تعبها راحة.. و هو انا هاتعب لأغلى منها.
هدى حبيبتي انتي.. خدي بوسة بقى.
هنية ربنا يخليكو لبعض.
سارة و يخليكي لينا يا ماما.. ثواني و الطبق يكون جاهز.
تركتهما و رحلت و نظرت هنية في إثرها بحزن و تأثر لتسألها هدى..
هدى مالك يا ماما.. سكتي ليه
هنية صعبان عليا حالها يا هدى.. البت يا كبدي عليها تجوليش اتبدلت.. بجى هي دي سارة اللي كانت تملى البيت حدانا ضحك و فرحة و حديت.. بجي هي دي سارة اللي الضحكة ماكنتش بتفارج وشها.
طيب و الله ده حالها ساعة ما جاتلنا اول مرة و هي يا كبدي مابتنضرش كان احسن من دلوجت.
هدى و انتي شوفتي إيه يا ماما بس.. دي ابتدت تضحك معانا اخيرا.. دي من ساعة ما رجعت من سوهاج و من ساعة اللي حصل كنتي تشوفيها تقولي عليها تمثال لا بيتحرك ولا بيتكلم.
ولا الاكل.. كانت مطلعة عين عاصم و عنينا معاها عشان تاكل لها لقمة ولا اتنين.
هنيةتنهدت بحزن ربنا يچازي اللي كان

السبب.
و رن هاتف هدى فرفعته لترى من الذي يحادثها...
هنية مين يا بتي.
هدى دي البت سهام.
هنية سهام مين.. الا تكون البت سهام زميلتك اللي كانت معاكي في الكلية اهنه.
هدى آه هي.
هنية و دي عايزة منيكي إيه بت المحروج دي.
هدى حرام عليكي يا ماما.. ليه بتقولي عليها كدة
هنية ماخبراش يعني البت عينها مدورة.. يكفينا الشړ..
هدى يا ماما.. يا ماما حرام عليكي إيه الكلام اللي بتقوليه دة بس.
هنية ايوة.. اني من يوم ما شوفته ماحبتهاش.. خدي بالك منها زين.. ولا مافكراش انتي لما زارتك في الفيلا اهنه و اني كنت بزورك انتي و اخوكي.
البت فضلت تجولك.. لا مش ممكن دي تكون امك.. دي شكلها أصغر منك.. دي ماخبرش إيه.. لحد ما طستني عين رجدت فيها سبوعين.
هدىضحكت بمرح يا ماما هو انتي لسة فاكرة.
و كادت سارة ان تدخل إليهما حتى سمعت ما جعل ساقيها تتجمدان مكانيهما...
هنية ايوة فاكرة.. و خدي بالك الا تحسدك انتي و اللي في بطنك.. 
هدى لا يا ماما.. سوسو ما تعملهاش.. و بعدين دي كانت بتتفق معايا عشان تيجي معايا المستشفى و انا بولد.
هنية بلا سوسو بلا حنتوسو.. اني جولتها كلمة البت دي ماتاچيش المستشفى ولا تشوف الواد حتى... فاهمة ولا لا
هدى خلاص فاهمة فاهمة.
ثم دخلت عليهما سارة تحمل طبق الفاكهة و بالكاد تحملها ساقيها.. وضعت طبق الفاكهة أماميهما و قالت في عجالة...
سارة طبق الفاكهة اهو.. عن إذنكم.
هنية على فين يا بتي.. ما انتي جاعدة معانا نتونسو مع بعض.
سارة معلش هاروح اشوف ماما... بقالي كتير سيباها لوحدها.
هدى طيب يا سو ما تروحي حاولي تقنعيها تيجي تقعد معانا شوية.. طيب هاتصدقي انها بقالها يجي 3 شهور مادخلتش البيت هنا.
سارة حاضر... ان شاء الله.. سلام.
و تركتهما و رحلت و لم يتوقف عقلها عن التفكير فيما سمعته.. فهنية تخاف على حفيدها من حسد سارة و كانت تلك نقطة سوداء تضاف لحياتها.
ما منعها من زيارة أخيها في منزله و من زيارة هدى حتى يوم ولادتها..
Back...
قطع شرودها عاصم و هو يسألها...
عاصم إيه يا سارة سرحتي في ايه
سارة لا يا حبيبي ماسرحتش ولا حاجة.. بس زي ما قولتلك.. خليني انا دلوقتي و انا هاروحلهم بعدين.
عاصم خلاص و انا كمان مش هاروح.
سارةبسرعة لا.. إيه اللي بتقوله دة.. ماينفعش طبعا تسيب هدى في الوقت دة.
عاصم يبقى تقوليلي الحقيقة.. مش عايزة تروحي ليه
سارة عاصم انا...
عاصم اتكلمي يا سارة.. في ايه يا روحي.
علمت انه لن يهدأ حتى يعلم و لن يذهب لشقيقته بسبب ذلك.. فلا مفر من أن تقول له الحقيقة...
سارة هاقولك بس لازم توعدني انك مش هاتقول لحد.. ماشي.
عاصم طبعا يا قلبي.. اي حاجة بينا عمرها ما بتخرج برة ابدا.. ها بقى قولي في ايه..
سارة بصراحة خاېفة.
عاصم خاېفة.. من إيه يا حبيبي بس و انا معاكي.
سارة خاېفة من ماما هنية.
عاصمبتعجب أمي!! ليه.. حصل حاجة انتي ماقولتليش عليها قالتلك حاجة ولا عملت لك حاجة ضايقتك
سارة لما كنت عند آسر اخر مرة حصل موقف كدة مش عارفة.. بس بصراحة ضايقني.
عاصم موقف إيه.. تعالي نقعد و احكيلي.
أخذ بيدها و جلس بجوارها على الأريكة و لم يترك يدها.. بل و أحاطها بذراعه أيضا و قال في حنان...
عاصم ها يا حبيبي احكيلي إيه اللي حصل.. عملت إيه ام عاصم زعل القمر بتاعي.
سارة عاصم انت وعدتني ان ماحدش خالص هايعرف بالكلام دة.. عشان خاطري ماتقولش لحد.
عاصم حاضر.. قولي بقى.
سارة كنا قاعدين مع بعض و قمت اعمل لهدى طبق فاكهة و انا راجعة سمعت ماما هنية بتقول لهدى انها ماتخلينيش احضر معاها الولادة..
عاصمو زاد تعجبه و ليه بقى
سارةو لمعت الدموع في عينيها عشان.. عشان خاېفة احسن احسد هدى و الولد.. خاېفة عليهم مني.
عاصما إيه يا حبيبي الكلام دة.. مستحيل أمي تقول حاجة زي دي.. دي بتحبك اوي و مش ممكن تفكر فيكي كدة ابدا.. تلاقيكي بس فهمتي غلط.. ولا يمكن كانو بيتكلمو على حد تاني اكيد مش انتي.
سارةبدموع لا يا عاصم كانو بيتكلمو عليا.. لما هدى قالتلها ان سوسو مش ممكن تعمل كدة ماما هنية كانت بتقولها بلا سوسو بلا بتاع.
عاصم طيب خلاص.. خلاص اهدي و بطلي عياط و انا هاشوف الموضوع دة.. هما ازاي أصلا يقولو كدة ولا يفكرو كدة
سارةقامت بسرعة لا يا عاصم عشان خاطري انت وعدتني.
عاصمباصرار و انا مش ممكن اعدي كلامهم دة كدة.. لازم اعرف هما ازاي يفكرو فيكي كدة أصلا.. بصي خليكي انتي هنا و انا هاروح المستشفى اطمن على هدى و ارجعلك على طول.. ماشي.
سارة ماشي يا حبيبي.. و ابقى طمني عليهم.
عاصممقبلا رأسها حاضر.
و بالفعل تركها عاصم و إنطلق إلى المشفى حيث تضع هدى مولودها و وجدها بغرفة العمليات لم تخرج بعد.. فقابله الجميع...
عاصم ها يا جماعة إيه الأخبار
آسربقلق لسة جوة.. لسة.
هنية كيفك يا عاصم.. عامل ايه يا ولدي.
عاصم الحمد لله

يا ام عاصم.
جميل اومال سارة فين ماجاتش معاك ليه
آسر ايوة صحيح.. هي ازاي ماتجيش معاك.. دة انا ليا كلام معاها بقى.
عاصم معلش يا آسر أصلها تعبانة شوية.. بس هاروح اجيبها كمان شوية.
سعاد تعبانة ازاي يعني.. مالها سارة
عاصم مافيش بس ضغطها واطي شوية.
آسر و سيبتها ليه لوحدها.. ما كنتش المفروض تسيبها و تيجي يا عاصم.
عاصم معلش هي نامت أصلا و انا قولت هاطمن على هدى و ارجع لها قبل ما تصحى.
آسر طيب بس ابقى طمنا عليها هي كمان.
عاصم اكيد.
و سمع الجميع صوت باب العمليات يفتح و خرجت منه هدى مستلقية على فراشها و خلفها فراش صغير فيه طفلها الصغير.. و تبعها الجميع لغرفتها.
و حضر الطبيب و طمأن الجميع على حالها و تركهم معها هي و مولودها.. و هنأها الجميع بسلامتها...
جميل الف حمد الله على سلامتك يا هدى يا بنتي.
هدىبوهن الله يسلمك يا عمي.. شوفتو النونو.
آسر طالع زي القمر شبهي.
عاصم و هو كدة يبقى قمر برضه.
هدى اخس عليك يا عاصم.. هو في زي آسر.
آسر حبيب قلب آسر انتي.
هنية ربنا يا بتي يفرحك بيه و يتربى في عز ابوه.
جميل يارب.
أما سعاد..
فلم تفارق فراش الصغير.. و برغم فرحتها بوليد إبنها و قدومه بسلام إلا إن ذهنها ظل يذكرها بسارة و معاناتها.. حتى أفاقها جميل حين قال...
جميل إيه يا سعاد مش هاتقولي حاجة..
سعادمسحت دموعها التي لاحظها الجميع الف مبروك يا ولاد.. ربنا يخليه ليكم و تفرحو بيه.
آسر و يخليكي لينا يا ست الكل يا قمر انتي.
هدى هي فين سارة صحيح
آسر ماجتش.
هدى نعم يعني إيه ماجاتش.. ازاي ماتجيش النهاردة.. ازاي.. هي اكيد تعبانة صح ماهي مش ممكن تسيبني النهاردة كدة بمزاجها.
عاصم ايوة ضغطها واطي شوية بس و ماقدرتش تيجي.
هدى و انت ازاي تسيبها لوحدها..همت ان تتحرك من الفراش انا لازم اروح اشوفها.
و لكن الجميع نهرها بشدة و اقترب منها آسر و عاصم لمنعها من الحركة...
عاصم تروحي فين يا بنتي انتي.
آسر اهدي يا هدى.. هاتروحي فين يا مچنونة انتي دلوقتي دة انتي لسة خارجة من ولادة.
هدى حتى لو خارجة من قلب مفتوح... لازم اروح اشوف سارة.
سعادبحنان لم تظهره من مدة كبيرة لا لا يا هدى.. تتعبي يا حبيبتي.
نظر لها الجميع بدهشة من تغيير حالها و إهتمامها بهدى و صحتنا التي لم تقدر ان تخفيه اكثر من ذلك.. فنظرت للجميع بتوتر و هي تقول بتلعثم....
سعاد إيه.. ماهي ممكن تتعب فعلا.. و بعدين الولد.. الولد محتاجها كويسة... فأنا بقول خليكي يا هدى ما تتعبيش نفسك و انا و عمك جميل كنا هانروح لها لما.. لما تخرجي يعني و نطمن عليكي انتي و البيبي.
جميلمؤكدا حديثها ايوة فعلا.. قولنا هانروح نشوف سارة بعد ما نطمن عليكي.
هدى طيب روحو بسرعة و طمنوني عليها اول ما توصلو.
رحل جميل و سعاد و لكن آسر لم يقتنع إطلاقا بحجة مرض سارة فهو يعلم ان عاصم لم يكن ليتركها وحدها تحت أي ظرف إذا كانت مريضة حتى لو لكي يكون مع شقيقته في ولادتها..
فسأله بكل صراحة...
آسر و ادي بابا و ماما مشيو خلاص.. قولي يا عاصم بقى.. في ايه و سارة ماجتش
تم نسخ الرابط