دوائي الضرير

موقع أيام نيوز

كمان.. اهدي بقى.
تماسكت سارة قليلا ثم...
سعاد ياللا
ننزل دلوقتي و بعدين نتكلم.. المهم انتي بس خلي بالك من نفسك يا روحي..
سارة حاضر يا ماما..
نزلا مرة أخرى لتجد الجميع في انتظارهما ماعدا هو.. فسألت سعاد عنه...
سعاد إيه دة اومال عاصم فين
هنية چاله تلفون مهم طلع يرد و جال هاينام كمان..
سارةلنفسها صعد لينام.. يالغبائي فقد ذهب لينام... كم انك حقا غبية.. هل تظنينه سينتظرك.. فقد صعد لينام قرير العينين لا يقلقه شيئا.. هل سيبقى ليسهر معك كالسابق.. لا يا مخدوعة.. لا...
جميل طيب نستأذن أحنا بقى..
هنية توصلو بالسلامة.. 
جميلو هو يحتضن ذراعي سارة خدي بالك من نفسك يا حبيبتي.. ماشي
سارةابتسمت بتصنع حاضر يا بابا.. 
سعادلسارة طمنيني عليكي كل شوية.. اوعي تنسي.
سارة ماتقلقيش... انا هابقى كويسة..
جميللآسر شيل الشنط مع ابن عمك و تعالى يا آسر عايزك..
آسر حاضر يا بابا..
عبد الرحمن في حفظ الله..
خرج معهم آسر لينظر له والده نظرة عتاب يراها لأول مرة..
جميل خد بالك من اختك يا آسر.. فاهم.. خد بالك منها.
آسر ليه يا بابا بتوصيني اوي كدة.. هو في حاجة حصلت..
جميل انت عارف إيه اللي حصل.. بس مش وقت كلام ولا عتاب دلوقتي نبقى نتكلم بعدين.. بس المهم تاخد بالك من اختك و من قلبها و تخافظ على كرامتها.. و دي اهم حاجة.
آسربعد ان فهم قصد والده بابا سارة قوية و هاتقدر تعالج الموضوع دة.. و بعدين صدقني انا مش سايبها.. انا بس مديها مساحتها الشخصية زي ما حضرتك معودنا.
جميل يعني انت عارف
آسر ماهو...
جميل ماهو إيه.. يعني انت عارف باللي اختك فيه دة و واقف تتفرج هي دي وصيتي ليك عليها.. هو دة اللي انا ربيتك عليه طول عمرك.. هو دة دور السند اللي علمتك تقفه معاها
آسر ارجوك يا بابا.. ماتظلمنيش.. صدقني انا مش سايبها.. و عارف كل حاجة عن الموضوع دة ما انا حاكيلك كل حاجة... و بتكلم معاها دايما فيه..
لكن دة موضوعها هي و بس.. و انا ماقدرش اتصرف فيه غير لما هي تسمحلي.. حضرتك معودنا دايما على كدة.. ليه دلوقتي عايزني الغيها و الغي شخصيتها و قرارها..
جميل ماشي يا آسر.. ماشي.. عموما مش وقت كلام و عتاب نبقى نتكلم بعدين.. المهم دلوقتي اختك.. خد بالك منها.. انا بوصيك عليها اهو.
آسر ربنا يخليك لينا يا بابا و يديك طويلة العمر.. حاضر يا بابا... في عنيا زي ما طول عمرها في عينيا...
تركه دون حديث و بعد ان ركب جميل بجانب أمير و سعاد بالخلف..
سعاد إيه يا جميل.. كنت بتقول إيه لآسر..
جميل ولا حاجة يا سعاد.. بعدين.
سعاد كلمته
جميلبغيظ البيه طلع عارف.. عارف اللي بيحصل مع اخته و ساكت.. عارف ان البيه بيتهرب منها و ساكت.. طبعا.. ماهو اخو مراته.. لازم يعديله.
أمير في ايه يا عمي.. هو في حاجة حصلت
جميل مافيش يا امير.. مافيش.
سعاد لا يا جميل.. انت عارف آسر بيحب سارة قد إيه و مستحيل يتهاون في حقها.
جميل آه ماهو واضح.. بقولك إيه قفلي على السيرة دي مش وقته.. انا مش طايق نفسي.
لكن آسر قد تأكد من أن والده علم بما يحدث بين عاصم و سارة أو حتى أصبح لديه مجرد شك كبير.. فدخل الي السرايا متجهما...
هدى ها مشيو
آسربخجل من نفسه لم يلاحظه أحد ايوة.
هدىهمست له بهدوء دون ان يلاحظها أحد بعد ان رأت حالته مالك.. في حاجة حصلت
آسر لا مافيش... سلامتك.
عبد الرحمن طيب اني هاروح انعس اني بجى... البيت بيتك يا آسر... 
آسر طبعا يا عمي.. ربنا يخليك لينا.
عبد الرحمن تصبحو على خير..
هنية هدى.. البت فاطنة مچهزالكم العشا هناك على السفرة.. و لو عوزتي تسخنو حاچة تبجي سخنيها انتي بجى.. و لو چوزك عاز حاچة تانية ابجي اعمليله اللي يعوزه.
هدى حاضر يا ماما.
آسر صدقيني يا ماما هنية انا شبعان و كله تمام.. 
هنية عاجولك إيه.. اني جولت اللي عندي و انت مانتاش غريب.. تصبحو على خير.. ها يا سارة هاتنامي ولا هاتسهري معاهم
سارة لا يا ماما هنية هانام طبعا ولا عايزاهم يقولو عليا عزول..
قفز آسر من مكانه ليركض نحوها و يحتضنها و هو يشعر بالذنب و الندم بشكل كبير..
آسر إيه اللي بتقوليه دة.. انتي عمرك ما هاتكوني عزول.. فاهمة.. اوعي تقولي كدة تاني.. انتي روحي.. بنتي مش بس اختي.. ماشي.
سارةتعجبت قليلا ماشي يا عم فيه ايه
آسر انتي كويسة صح
هنية مالها عاد.. ما هي زينة اهي و زي الفل.
سارةنظرت له بحب ماتخافش عليا يا آسر.. صدقني انا كويسة.
آسر أكيد!!
سارة أكيد يا حبيبي.. ماتخافش.
هنية ياللا يا سارة أحنا بجى و نسيبهم... تصبحو على خير يا ولاد.
صعدا معا و لكن هنية اوقفتها قبل ان تتركها و تدخل لغرفتها..
هنية ماتزعليش منيه يا سارة... 
سارة ازعل من آسر!!.. مستحيل طبعآ..
هنية ماجصديش على آسر.. جصدي عاصم.
سارةتنهدت پألم ظهر في صوتها خلاص يا ماما هنية.. هو حر.. ربنا يسعده.
هنية ماهاتحدتش معاكي دلوجيت عشان باينلك لساتك زعلانة.. الصباح رباح و بكرة
كل شئ هايتصلح بإذن الله..
سارة ان شاء الله.. تصبحي على خير...
هنية و انتي من اهل الخير.
تركتها هنية و دخلت لغرفتها.. و اتجهت سارة لتدخل إلى غرفتها و لكنها لم تدخل.. نظرت لمكانها مع عاصم بحنين و شوق و ألم كبير... و قررت أن تدخل الى هناك لمرة اخيرة فهي سترحل بعد يومين و لن تسنح لها الفرصة مرة أخرى لتزور تلك القاعة... خاصة بعد ان علمت انه توجه لغرفته لينام... فعلمت انه ليس هناك..
دخلتها و جلست ليمر امام عينيها شريط علاقتها القصيرة معه.. حديثه الحنون.. ضحكته التي لم تسمعها سوى في وجودها و التي لم تخرج سوى لها.. كلامه المعسول و ذراعيه التي ضمتها بدعم و حب..
وجدت نفسها تبكي دون وعي.. تبكي حبها الأول و چرح قلبها... تبكي معاملته القاسېة لها.. تبكي احلامها الضائعة.. بكت قلبها المكسور.. بكت و بكت و لم تشعر بصوتها الذي يرتفع و ېمزق القلب.
أما هو..
فعندما شعر بجدران غرفته تضيق عليه و ټخنقه خرج إلى تلك الشرفة حتى يتنفس بحرية.. فقد اصبح هذا المكان هو مكانه المفضل اكثر من السابق.. المكان الذي يشعر فيه ان حي بحق.. المكان الذي يجعله يتنفس بحرية و براحة اكثر من غيره.. دخل و جلس بعيدا عن مكانهما معا ليتأمله بحزن.
فهنا ضحكا.. و هنا تعاتبا.. و هنا كانت بدايتهما.. ااااه يارب... لما تحملني ما لا طاقة لي به.. لما تعطيني ما لا استطيع حمله.. فساعدني يا رب.. ساعدني يا الله.
ظل غارقا في ذكرياته معها حتى سمع الباب يفتح و شعر بها قلبه قبل ان تراها عيناه..
لم يحرك ساكنا حتى لا تشعر به.. فقد كانت تلك هي فرصته الاخيرة حتى يتأملها بحرية للمرة الاخيرة قبل ان ترحل إلى الابد.
ظل يتأمل بكاءها و حزنها و لكنه لم يحتمل دموعها و نحيبها اكثر من ذلك.. خاصة عندما لسعتها برودة الجو.. ظن هو انها من طقس ديسمبر و لكنها في الحقيقة برودة بعده عنها.
كانت تجلس تحتضن نفسها بقوة حتى تعوض غيابه و شعرت على حين غرة بشئ يوضع على كتفها...
نظرت لتجده يقف خلفها يضعه سترة بدلته على كتفيها للتدفئة...
نظرت له بدموع العتاب التي لم يحتملها فأشاح بوجهه بعيدا و جلس امامها ليسألها بإهتمام..
عاصم انتي كويسة
سارةو قد أوقفت دموعها بكبرياء أنثى ايوة.
عاصم طول عمرك ماتعرفيش تكدبي.
سارةباستفزاز هايبقى انا و انت كفاية انت بتعرف تكدب..
عاصمتنهد بحزن صح.. معاكي حق.. طيب بټعيطي ليه على واحد كداب.
سارة و مين قالك اني بعيط عليك.. ياريت ماتديش لنفسك اكتر من حجمك.
قرر عاصم ان يتحملها حتى النهاية فتلك هي نتيجة جرحه لها.. فإن جرحها فعليه مداواتها أو على الاقل تحملها.. و هذا هو اقل شئ يمكنه ان يقدمه لها...
عاصم اومال بټعيطي ليه
سارة يهمك تعرف
عاصمبكل الحب الذي يغمر قلبه طبعا يهمني.
سارة ليه
عاصمزفر بتعب عشان بغض النظر عن اي حاجة تانية.. فانتي ليكي فضل كبير اوي في البيت دة.. و بقيتي اخت جوز اختي.. فلازم اهتم.
سارةپصدمة بس.. عشان كدة و بس
عاصمتنهد پألم لأنه على وشك ان ېجرحها ثانية ايوة.. بس.
تغلف صوتها پألم لم يعرفه قلبها من قبل و رسم على ملامحها صدمة إجتاحت كيانها و قالت پبكاء و دموع.
سارة انت إيه يا اخي.. جبت القسۏة دي كلها منين.. بلاش تعترف باللي كان بينا.. طيب انت إيه اللي جابك هنا دلوقتي.. المكان هنا مافكركش بأي حاجة خالص...
مافكركش بينا أحنا.. مافتكرتش لما كنا بنقعد هنا بعد ما كل البيت ينام نتكلم و نضحك و نهزر للفجر.. كنت بتشكيلي همومك و مشاكل يومك حتى لو في شغلك و حتى لو مافهمتكش اوي.
مافتكرتش كلمة بحبك اللي قولتهالي هنا.. مافتكرتش احساسك بيا و بوجودي معاك..
وقف هاربا من حصار كلمتها و لكنها ذهبت خلفه و أوقفته بكلامها تمنعه من الهرب..
سارة مافتكرتش يوم ما غبت عنك لما اهلى كانو هنا و اول ما دخلت هنا حضنتني من كتر ما كنت مشتاقلي.. ساعتها لما قلتلك حد يشوفنا قولتلي مش مهم.. اللي يشوف يشوف و انك عايز كل الناس تعرف اننا بنحب بعض.
عاصمبكذب انا عمري ما قولت اني بحبك.
سارةپصدمة انت ازاي تقول كدة انت بتكدب على مين.. عليا و على قلبك.. بإصرار لا قولتها.. و قولتها بدل المرة الف.. و مش بس قولتها بلسانك.. كمان قولتها بأفعالك..
قولتها لما روحت لبيت عمك عشان ماقتنعتش ان عبير و أمها كانو جايين عندي الكراڤان يعتذرولي.. قولتها في كل رسالة اهتمام على الواتس لما كان كريم هنا و انا كنت بمۏت لمجرد انه موجود في مكان انا فيه.
قولتها لما حضنتني في المستشفى عشان تخليهم يسيبوني و مايكتفونيش زي كل مرة بنهار فيها..
قايلها دلوقتي بعنيك دي اللي مليانة حزن و ۏجع... ليه.. ليه يا عاصم.. حرام عليك.
عاصمالټفت لها پألم توغل في ملامحه حرام عليكي انتي اللي بتعمليه فيا
دة... يا سارة انا مانفعكيش.. صدقيني والله مانفعكيش.. انتي تستاهلي حد احسن مني مليون مرة عشان انتي احسن بنت في الدنيا.
سارة بس انا مش عايزة حد يكون احسن منك.. انا عايزاك انت.. انت و بس يا عاصم.
عاصمصړخ پغضب و انا مانفعكيش قولتلك..
ثم تركها و توجه لغرفته و لكنها استفاقت سريعا و ذهبت خلفه...
أما عند هدى و آسر....
لم يتحدث معها.. ظل صامتا يفكر في حديث والده و يسأل نفسه... هل كنت على قدر امانة أبي.. هل اخطأت عندما سمحت لها بالتواجد معه في منزله حتى بعد اعترافه لي بحبه لها..
هل كان يجب ان آخذها عنوة بعيدا عنه...
تم نسخ الرابط