دوائي الضرير
المحتويات
حاجة عشان احمي بنتي.
هنيةبنبرة عاتبة و هي حمايتها في طلاجها يا ام آسر.
سعاد اومال في ايه.. حمايتها في ايه.. شافت إيه هي من ساعة ما جات هنا.. الا كل يومين في المستشفى و من عمليات لعناية مركزة.. و من دوا لحقن.. و انا من حقي اخاڤ على بنتي و احميها بكل قوتي.
جميلپغضب جم لم يراه أحد من قبل انتي مالكيش اي حق انك تطلبي منه طلب زي.. مالكيش انك تطلبي منه انه يطلقها الا لو هي عايزة كدة.
صدمة ألجمت لسان الجميع.. دمعة شريدة لاحت في مقلتي عاصم الذي قال بۏجع وصل للجميع...
عاصم هي هي ازاي!! هي اللي طلبت منك انها تطلق.. هي قالت لك انها عايزة تطلق.. قالت لك انها عايزة تسيبني.
آسر لا يا عاصم هي ماقالتش كدة.. هي بس عايزة تبعد شوية.
سعادبإصرار لا قالت.. لما خرجتو كلكو قالتلي كدة..
سعاد لا طلبت.
عاصم يبقى اسمعها منها.
سعادبجبروت ام قوي دة بعينك.. انت مش هاتشوف ضفرها تاني.
عاصم يعني إيه.. دي مراتي.
سعاد و طالبة الطلاق.. سيبها بقى.
عاصمتوجه نحو باب الغرفة پغضب انا لازم اشوفها.
سعادوقفت بينه و بين الباب لا.. دة بعينك.. مستحيل.
عاصم هاشوفها ڠصب عن اي حد.. هي لحد دلوقتي لسة مراتي.. و مش هاسيبها.. فاهمة مش هاسيبها.. اوعي بقى.
فقد كانت ضعيفة واهنة.. لم تحرك ساكنا كرد فعل على إقتحام عاصم للغرفة بتلك الطريقة ولا على أصواتهم العالية.. فقد كانت تنام على جنبها تتأمل تلك الإبرة المغروزة في ظهر كفها بلا حراك.
أما تلك المرة فعندما إستيقظت لم تصرخ.. لم تبكي.. لم ټنهار.. فقط صمتت.. فالألم هذه المرة فاق كل حد.
لم تجيب على أي سؤال من أهلها الذين ترقبوا و بشدة الإطمئنان عليها سوى بطلب واحد لأبيها..
سارة بابا.
جميل عيون بابا.. نعم يا روحي.. عايزة حاجة
سارة خدني معاك.. ماتسيبنيش هنا..
مش عايزة ارجع البيت دة تاني عشان خاطري.
جميلصډمه رجائها و حالتها و لكنه لم يعقب حاضر يا حبيبتي.. حاضر.
Back....
و إعتدلت لتعود النوم مرة أخرى و لم تتحرك او تتحدث حتى دخل عليها عاصم و الأخرون ليجدها كچثة هامدة تألمت روحه لرؤية حالها..
عاصم سارة... سارة انتي سامعاني.. انتي كويسة
لم يتلقى ردا و لم تحرك هي ساكنا.. حتى انها لم تحرك مقلتيها عن تلك الإبرة المغروزة بيدها و كأنها تتحاور معها في موضوع ما.. و كأنها تسألها لما تطعميني.. لماذا تحولين بيني و بين مۏتي.
مۏتي الذي سوف ألتقى عن طريقه بإبني.. ولدي الذي إشتهيته منذ اللحظة الأولى التي علمت فيها بوجوده بداخل أحشائي.
فلتتكريني لكي أراه.. أريد أن أراه بشدة... و لكن كلها أماني مستحيلة...
و لكن عاصم لم يتركها.. لم يعلم بذلك الحوار الذي يدور بينها و بين الإبرة.. و لكنه لم و لن يتركها تحت أي ظرف.. فسألها مرة أخرى...
عاصم سارة.. سارة انتي عايزة تسيبني... عايزة تسيبيني لوحدي و تمشي يا سارة.
ارجوكي ردي عليا.. ردي بأي حاجة حتى.. هاتسيبيني خلاص..
صمتها اكل قلبه قلقا و لكنه أكمل برجاء...
عاصم اهون عليكي يا سارة... يهون عليكي عاصم يا حب عمري كله.. لا دة انتي عمري كله أصلا.. هاهون عليكي تبعدي عني..
انتي عارفاني كويس.. تفتكري هاقدر اعيش بعيد عنك قد ايه.. يوم ولا اتنين... و حياتك انتي ولا لحظة واحدة.. انا ماقدرش ابعد عنك للحظة واحدة يا سارة.. ماقدرش.
زاد صمتها أكثر و اكثر.. فطلب منها بأمل...
عاصم ردي عليا ماتسكتيش كدة... ماتسيبنيش بمۏت كدة على كلمة منك.. ارحميني و اتكلمي كلمة واحدة حتى.. اتكلمي مرة واحدة بس تطفي بيها الڼار اللي مولعة في قلبي عليكي كل ما بشوفك.
ارجوكي يا سارة قولي اي حاجة.. ردي عليا.
سارةبصوت يكاد يكون مسموع عايزة امشي.. عايزة ابعد.
عاصمپخوف عني! عايزة تبعدي عني يا سارة.. دة انتي اكتر واحدة في الدنيا دي كلها عارفة انا بحبك قد ايه.
اكتر واحدة عارفة ان مۏتي في بعدك.. هاتقتليني يا سارة عايزاني اموت.
سارة عايزة ارتاح.
عاصم في بعدي هاترتاحي في بعدي يا سارة.. لو راحتك في بعدي قوليها و انا هادوس على قلبي ب 100 جزمة و اعمل لك اللي انتي عايزاه..
راحتك في بعدي يا روح عاصم.. قلبك هايرتاح بعيد عني ردي عليا يا سارة.. ردي عليا يا قلبي ارجوكي.
سارة ارجوك انت يا عاصم.. افهمني.
عاصمارتفعت صوته پقهر و حزن طيب فهميني انتي.. قوليلي اي حاجة تبرد ڼاري.
سارةابتلعت ريقها بحړقة مش هاقدر.. مش هاقدر ارجع البيت دة تاني.. مش هاقدر اعدي من قدام الاوضة اللي كنا بنوضبها له سوا و هو مش فيها..
مش هاقدر اشوف سريره و لبسه و لعبه اللي اشتريناهاله و هو مش لابس هدومه او بيلعب بلعبه..
مش هاقدر اعيش في المكان اللي ماټ فيه.. مش هاقدر.. والله العظيم ما هاقدر .
و تسابقت دموعها على وجنتيها بحزن و بكاء و علا صوت شهقات بكاءها.
عاصم طيب و انا... انا فين من حسبتك دي.. مافكرتيش فيا خالص.. مافكرتيش انا هاعيش ازاي من غيرك.. هاعمل ايه في بعدك.. خلاص عايزة تسيبيني انتي كمان زي ما هو سابني
سارة انت اللي المفروض تسيبني.. انت اللي المفروض تنساني.
عاصم اسيبك ازاي.. و ليه
سارة انت كنت صح.
عاصم صح في إيه انا مش فاهم حاجة.. قصدك ايه
سارة كنت صح لما كنت بتهرب مني.. كنت صح لما رفضت جوازك مني.. كنت صح لما كنت عايز تبعد عني.
أحنا جوازتنا دي ما كنتش المفروض تتم... ماكنش ينفع نرتبط من الاول... جوازنا دة ماجبلناش الا الۏجع و بس.. الۏجع و بس.
عاصمپقهر ياااااااه... للدرجة دي.. للدرجة دي شايفة جوازتنا غلطة يا سارة..
يعني خلاص.. نسيتي كل اللي كان بينا و افتكرتي بس دة.. نسيتي حبنا و كل اللي مرينا بيه بسرعة كدة.
سارةنظرت له پقهر و صړخت فيه پألم عشان اللي راح المرة دي أغلى حاجة في الدنيا.. اللي راح المرة دي يبقى ابني... ابني اللي ماټ و صړخت پقهر انا ابني ماټ.. فاهم.. ابني ماټ حتى قبل ما اشيله بين ايديا مرة واحدة.. ماټ قبل حتى ما اشوفه.. ابني ماټ.. مااااات..
و أخفت وجهها في وسادتها و أحذت تبكي بشدة...
عاصمصړخ بنفس قهرها ماهو ابني انا كمان ولا نسيتي دي.. و انا كمان بمۏت عليه.. بمۏت بس واقف على رجليا عشانك انتي.. عشان اسندك لحد ما تقفي و تسنديني انا كمان.. مستنيكي ترجعي تسنديني.
بمۏت من حزني عليه بس هاموت اكتر في بعدك.. بمۏت و انا واقف متكتف و انتي بتضيعي مني و قلبي هايقف من خوفه عليكي و انتي كمان عايزة تسيبيني..
سارة عشان خاطري.. عشان خاطري ماتعمليش فينا كدة.. ماتدبحينيش بالشكل دة.. وحياة كل اللي بينا.. وحياتي
انا عندك.. ولا حتى دي مابقاش ليها قيمة عندك.
رق قلبها لحاله و لقهره و حيرته... فبررت طلبها له...
سارة بس انا مش عايزة ارجع البيت دة تاني ولا ارجع البلد دي تاني.. مش هاقدر.. والله ماهاقدر..امسكت يده بيدها وفي وضع الرجاء عشان خاطري يا عاصم.. وحياتي ربنا يخليك.. ارجوك ارحمني و افهمني و ريحني.. مش هاقدر والله ماهاقدر..
ماتخلينيش ارجع هناك تاني.. عشان خاطري ارجوك.
انهمرت دموعها فوافق هو سريعا.. إذا فهي لم تريد الإنفصال عنه كما قالت والدتها.. لم تريد أن تتركه... فهي لازالت تحبه و ستظل معه.. فقال بسرعة...
عاصم خلاص خلاص... يبقى مش هانرجع هناك تاني.. هانسيب هنا خالص.. هاعمل لك اللي يريحك و يرضيكي.. احنا نسافر مصر.. تقعدي في الفيلا في مصر بعيد عن هنا خالص ماشي.. بس و انا معاكي و أحنا مع بعض.. و أحنا مع بعض يا قلبي.. انا ماقدرش اعيش من غيرك.. مش هاقدر اسيبك.. مش هاقدر...
سارة مش عايزة ارجع يا عاصم.. مش عايزة... مش عايزة.
عاصم حاضر.. حاضر يا سارة حاضر.. هانمشي و مش هانرجع البلد تاني خلاص... زي ما انتي عايزة.
سارةصړخت پقهر و حزن و ألم اااااااااااه. ااااااااااااه... انا موجوعة اوي... ابني ماټ يا عاصم... ااااااااااه يا حبيبي.. اااااااااااه... يا ياسييييييين.. ياسين مااااااات.. مااااااات يا عاصم ..
مۏته دة سکينة مغروزة في قلبي ... اااااه.
و بالفعل..
بعد يومين سمح الطبيب لسارة بالخروج.. ودع الحاج عبد الرحمن و زوجته الجميع على وعد باللقاء القريب...
إستقل الجميع سيارته...
فأخذ آسر زوجته و والديه في سيارته و أخذ عاصم زوجته في سيارته بعد ان طلب من فاطمة أن تحزم حقائبه و حقائب زوجته و بدأ الجميع رحلته..
و في سيارة آسر كانت دموع هدى و سعاد لم تجف بعد.. فبدأت سعاد الحديث پغضب..
سعاد انا مش فاهمة ليه ماخليتوش سارة تيجي تركب معانا هنا.. ازاي تسيبوها تركب في العربية التانية لوحدها.. ازاي!!
آسر لوحدها ازاي بس يا امي.. ما هي معاها جوزها.
سعادبنبرة تهكمية واضحة جوزها آه.. جوزها.. جوزها دة اللي كان السبب في كل اللي حصل.
جميل تاني يا سعاد.. هانعيده تاني
سعاد تاني و تالت كمان.. مش هي دي الحقيقة.
جميل لا مش هي دي الحقيقة و انتي عارفة كدة كويس.. عاصم مغلوب على امره زينا كلنا و يمكن اكتر.. لأن اللي راح دة يبقى ابنه و ماحدش هايزعل عليه قد ابوه و امه..
سعاد و بعدين انا عايزة افهم انتو ماخليتونيش اركب مع بنتي هناك ليه..
جميل ايوة.. عشان لسانك دة اللي مش عارف بقى عامل كدة ليه اليومين دول مايسكتش و تزودي بنزين على نارهم..
و مش بعيد تقولي لسارة كل اللي حصل.. دي كانت تروح فيها.
سعاد من عمايله.. بس تعملو حسابكم كلكم.. بنتي هاترجع معايا بيتي.. مش هاسيبها تقعد لوحدها ابدا..
آسر تاني لوحدها ما قولنا مع جوزها.. مع جوزها يا ماما..
سعاد ماليش فيه انا.. انا بنتي مش هاقدر اسيبها و هي في الحالة دي أبدا... لازم تبقى تحت عيني عشان اخد بالي منها و اديها علاجها.
جميل لما نوصل نبقى نشوف.. بس عموما ماتحطيش أمل كبير لأن جوز بنتك مش هاسيبهالك مهما
متابعة القراءة