دوائي الضرير
المحتويات
قامت بدفعها لتسقط على كرسيها الوثير و تركتها و رحلت مع والدتها..
اڼهارت سارة في البكاء لأنها لم تستطع أن توقف مثل هذه الحقېرة عند حدها و أيضا لأنها لم تستطيع رؤيتها لترد عليها..
فبرغم استقلالية سارة الا انها قد خاڤت منها بالفعل.. فهي قد دفعتها مرتين في دقيقة واحدة و من الواضح أنها كانت على أتم الاستعداد لفعل أكثر من ذلك..
ظلت سارة تبكي إلى أن اتت فاطمة لتدعوها لتناول العشاء.. و عندما عادت من العشاء أكملت بكاءها قهرا على ما حدث من تلك المدعوة عبير...
لم تغمض عينيها دقيقة واحدة و كانت مرهقة للغاية حتى أنها طلبت من فاطمة التي ذهبت لتدعوها لتناول الإفطار أن تعتذر لمن بالمنزل و تتحجج بأنها متعبة و سوف تستريح في مقصورتها لليوم.
نزل عاصم بكامل هيئته إلي عائلته المجتمعة على طاولة الإفطار.. دخل و القي تحية الصباح عليهم جميعا و جلس بمكانه...
كان واضحا على وجهه الإرهاق الشديد.. فاستنتج الجميع أنه لم ينام تلك الليلة مطلقا...
عاصم إصباح الخير..
الجميع إصباح الخير يا عاصم..
عاصمبعد أن جلس وحياتك ياما تجولي لحد من البنات يعملولي جهوة احسن راسي هاتتفرتك من الصداع.
عاصم لا ياما مالياش نفس.. بس خليها دوبل بن تجيل.. الا نافوخي خلاص هايفرجع صح.
عبد الرحمن انت مانمتش زين ولا ايه.
عاصم ها... لا عادي بس.. كنت جلجان شوية.. امال فين سارة ماصيحتش لسة اياك.
هنية بعت البت فاطنة تنده لها... عبال ماتاچي اكون عملتلك القهوة بيدي.
دخلت إليهم فاطمة وحيدة فسألتها هنية..
هنية فين ستك سارة يا بت يا فاطنة.
فاطمه بتجول مالهاش كيف تفطر دلوجت.. و بتبلغ الست هدى أنها بعافية النهاردة و ماهتجدرش تاچيلها.
هدى غريبة.. دي اول مرة تعمل كدة.. ماقلتلكيش مالها يا فاطمة ولا تعبانة من ايه.
فاطمةبتلعثم ماهو.. اصل..
هنية ماتنطجي يا بت.. مالك
عبد الرحمن في ايه يا بت المركوب انتي ماتنطجي و تجولي مالها البنية.
فاطمه هي زينة.. بس بصراحة اصل هي جالتلي ماجولش.. بس أصلها صعبانة عليا جوي.
عاصمبعصبية مفرطة بعد أن نفذت اخر ذرات صبره انتي عاتجولي ولا اجوم اديكي علجة مۏت تخليكي تنطجي.. ماتنتطجي يا بت انتي فيه ايه
و جالتلي ماجولش حاچة.. بس كمان النهاردة لما اتأخرت و الست هنية بعتتني ليها.. لجيت عينيها حمرا كيف الډم.. و شكلها يا حبة عيني مانامتش ساعة واحدة ولا داجت طعم النوم من اصله.
فماجدرتش اسكت ولا اجولكمش.. دي بنية وحدانية هنا من غير أهلها ولا أصحابها.. حرام نسيبوها أكده.
عبد الرحمن طيب روحي انتي يا فاطمة دلوج..
عاصم شوفت يابوي.. مش جولتلك.. بت اخوك زعلتها و هي كدبت و دارت عليها عشان ماتعملش مشكل بينك و بين عمي.
عبد الرحمن معاك حج يا ولدي... ام عاصم..
هنية ايوة يا حاج..
عبد الرحمن عاجولك ايه.. اني رايح لبيت اخوي دلوقت.. ساعة وراچع.. عبال ماچي تكونو فطرتوها البت الغلبانة دي.. دي بتاخد علاچ برضيك و محتاچة غذا.. و اني لما ارچع يبجى ليا حديت تاني معاها.
هنية حاضر يا
حاج.
عبد الرحمن ياللا يا عاصم.
اتجه عاصم و والده إلى منزل الحاج حامد.. و بعد السلامات المعتادة و ما إلى ذلك...
حامد بجى اكده يا عاصم... تطرد مرات عمك و بت عمك من دارك بالطريجة دي.. كانشى العشم واصل لا.
عاصم ماحصلش يا عمي.. مين اللي جال الحديت دة..
حامد يعني عايكدبو هما اياك.
عاصم لا العفو.. بس هما جاعدين اها.. يجولو لو كنت طردتهم.
صالحة امال كان معناته ايه حديتك امبارح ده
عاصم اني ماجولتيش غير أن اللي يدخل دوار الحاج عبد الرحمن المنياوي لازمن يحترم كل اللي فيه يا اما مايدخلوش من اصله.. ماجلتش اكتر من أكده..
صالحةپغضب و هو انت اكده ماطردتناش.
عبد الرحمن معنى كلامك انكم فعلا هينتو الضيفة اللي عندي في داري.. و عشان أكده عاصم طردكم كيف ما بتجولو.
صالحة بارتباك ها.. لا.. لا يا حاچ عبد الرحمن.. مش جصدي.. اني اجصد اني...
عاصم عاملا بمبدأ أطرق الحديد و هو ساخن ماهي سارة كمان جالت لابوي كل اللي حصل في الچنينة و حتى اللي انتو جولتوهولها في العربية بتاعتها..
عبيربدون تفكير كدابة..
عاصمنظر لوالده بنظره فهمها هو فقط شوفت يابوي.. مش جولتلك انها كدابة.
ظن الجميع أنه يقصد سارة و لكن والده فقط هو من فهم تلميحه على عبير.. ثم نظر عاصم لها مرة أخرى و أكمل بمكر عظيم لا يخرج سوى من عاصم المنياوي...
عاصم بس هو اني لسة جلت هي جالتلنا ايه عشان تكدبيها..
عبير اني ماروحتلهاش.
عاصممستندا يكفيه فوق عصاه الابنوس المزخرفة المماثلة لعصا والده دليلا على تطابق طباعهما و ذكائهما معا كيف بجى عاد.. إذا كنت اني بنفسي من بلكونة اوضتي شايفك داخلة عنديها انتي و مراة عمي و لما خرچتو كمان..
عبير ايوة.. اصل..
حامدپغضب ماتنطجي يابت انتي.. روحتولها ولا لا..
عبير روحنا لها يابوي بس..
حامد بس ايه.
صالحةبقلق مما هو آت اصل أحنا يعني ماطولناش عنديها.. دة هما كانو 5 دجايج بس.
عاصم اومال كدبتي ليه و جولتي انك ماروحتلهاش انتي و بتك.
عبيرفركت كفيها بتوتر و وتلعثمت پخوف ماهو.. ما.. ماهي اكيد راحت جالتلكم كلام ماحصلش عشان تكسبكم في صفها..
عاصم يعني ايه... طيب ما تجوليلنا جولتيلها ايه عشان نوجفوها عند حدها..
عبير اني.. اني بس جولتلها أن جعدتها معاك وحديكم عيب و مايصحش.. عشان هي بنية و انت راجل.. خفت عليك يا واد عمي من كلام الناس..
عاصم اممم لا فيكي الخير.. و إيه كمان.
عبير و أن.. أن اني و أنت يعني كنا متجوزين و أننا يعني هان.....
عاصم هان إيه.. نرچعو لبعض مثلا..
عبيربأمل كبير مثلا.
عاصمببرود طيب عارفة بجى هي جالتلنا انتي جولتيلها إيه
عبيربترقب و ړعب ايه
عاصم جالتلنا انكو روحتو لها عشان تطيبو خاطرها و تعتذرولها كمان.
عبيرپغضب أعمى إيه... هي مين دي اللي نعتذرولها..
ڼهرتها صالحة عندما أمسكت ذراعها تنهيها عما كادت ان تقوله و هي تصحح ما قالتها عبير...
صالحة ايوة ايوة يا عاصم.. أحنا روحنالها عشان نطيبو خاطرها بكلمتين... بالأخص يعني أنها بتعالچ هدى ربنا يشفيها..
خوفنا الا تديها دوا غلط ولا تعمل لها حاچة عفشة.
عاصم فيكو الخير.
صالحة بس بعد ده كله طردتنا من عنديها.. جال ايه ده بيتها و أحنا مچرد ضيوف فيه.. و كانت هاتحدتتنا من طراطيف مناخيرها اكده و كأنها صاحبة البلد كلاتها.
عاصم إيه رأيك يا عمدة يا كبير البلد... الدكتورة سارة يطلع منها ده كله ولا يتخاف منيها انها ټأذي هدى ولا اي مخلوج أصلا.
عبد الرحمن شهادة لله لا.. البنية بجالها مدة معانا بتتعامل مع اجل واحدة بتشتغل في السرايا كأنه صاحبتها.
لا عمرها اتعالت على حد ولا اتكبرت على حد.
عاصم و اني كمان شايف اكده.
عبير يعني تكدبونا و تصدجوها! تكدبو اهل بيتكم و تصدجو الغريبة.
عاصم ايوة.. عشان كل اللي جاعدين دول عارفينك زين يا بت عمي.. و اني و أبوي و امي جبليا عارفين سارة زين و انها مايخرچش منها العيبة ولا يمكن تعمل اللي انتي جولتي عليه ده.
ثم أكمل بتحد واضح و صريح...
عاصم و من الآخر بجى عشان ورانا مصالح.. انتي تسمعيني زين يا بت عمي عشان الحديت ده ماهكررهوش تاني..
نمرة واحد.. كلمة احنا دي ماعيزش اسمعها منيكي تاني واصل.. اسمي عمره ماهايتچمع باسمك في جملة مفيدة تاني ابدا مهما حصل..
نمرة اتنين.. اني مانيش عيل صغير عشان واحدة زيك تخاف عليا من كلام الناس.. و الناس اللي انتي خاېفة عليا منيهم كلهم عارفين مين هو عاصم المنياوي و اللي يستچري بس انه يچيب سيرته بحاچة عفشة يبجى هو اللي چاني على روحه.
نمرة تلاتة.. اني كنت جاعد معاها في الجنينة وسط كل اللي شغالين حدانا في السرايا.. و اصلا امي كانت جاعدة معانا و جامت جبل ماتيجو بمافيش دجايج عشان تچهز الوكل لابوي..
نمرة أربعة.. اللي يوزه شيطانه و يفكر بس مچرد تفكير أنه يچيبب سيرة عاصم واد الحاج عبد الرحمن المنياوي أو اي حد يخصه بحاچة عفشة.. الله في سماه لأكون جاطعله لسانه..
و اهم حاچة بجى.. ياريت ترحمي الناس من لسانك اللي بيدبح و هو مش داري دة.. ماشي
عبير و هي ست الدكتورة تخصك في ايه
عبد الرحمنبحزم لا يقبل النقاش طالما في بيتنا تبجى تخصنا يا عبير... فاهمة ولا لا..
عاصممكملا تعريتها أمام نفسها و على فكرة.. سارة لما سألناها انتو روحتولها ولا لا جالت لا..
و لما احرچتها و جولتلها اني شوفتكم و انتو داخلين عنديها جالت انك كنتي بتتأسفيلها و هي ماتعرفكيش زين و ماتعرفش انك ماتعرفيش تعتذري لحد.. جالت اكده و كدبت عشان ماتعملش مشاكل بين الاخوات.. عرفتي بجى الڤرج بيناتكم
حامدبحرج حجك عليا يا عبد الرحمن ياخوي.. حجك عليا يا عاصم..
عبد الرحمن حصل خير يا خوي.. ضيفتي اني هاعرف أراضيها.. لكن اللي حصل دة كبير و كبير جوي كمان.. بس على العموم لينا حديت تاني بعدين.. ياللا يا عاصم.
ترك عاصم و ابيه منزل عمه حامد الذي كاد ان ېحترق بنيران ڠضب و غيظ عبير و التي عزمت على خوض تلك الحړب بلا نية للإستسلام.
و عاد عاصم و والده مرة أخرى للسرايا ليجد الجميع معا هناك..
عبد الرحمنبنبرة مرحة حتى يخفف على سارة حدة ما حدث و ما عرفه واه واه.. كان السرايا نورها زايد عن الصبح ولا اية يا عاصم..
عاصميفرح لمجرد وجودها في نفس المكان معه كانها اكدة يابوي.
هنية ايوة طبعا اصل سارة ماكنتش موچودة الصبح..
سارة ازاي بقى منورة بيكم انتو اكتر..
هدى دي طلعت روحنا عشان نخليها تيجي.
عبد الرحمن واه واه واه.. ليه اكده يا دكتورة.. وكلنا ماعدش لادد عليكي اياك ولا ايه
سارةبخجل لا يا حاج عبد الرحمن ازاي تقول كدة... هو في احلى ولا اجمل من اكل ماما هنية.
اقترب عبد الرحمن من مجلسهم و خلفه عاصم.. و اقترب من سارة و جلس بجوارها...
عبد الرحمن اسمعي يا سارة عايز اجولك كلمتين جدام الكل هنا.
سارةبانتباه خير يا حاج عبد الرحمن.
عبد الرحمن خير يا بتي.. شوفي.. اللي حصل امبارح اني عرفته..
سارة صدقني يا حاج...
عبد الرحمن مصدجك من غير ما تجولي حاچة.. بس
اسمعيني الاول..
أني ليلة امبارح لما تهمتك انك عايزة توجعي بين الاخوات ماكنش اتهام زي ما انتي فاكرة ولا اني كنت جاصد ازعلك.
سارةبحزن
متابعة القراءة