دوائي الضرير
المحتويات
تعتبر أقرب واحد لهدى و هي اكيد بتثق فيك جدا.. فلو انت رافضني أو ثقتك فيا مش كبيرة و اللي واضح جدا طبعا انها مش موجودة أصلا خالص فوجودي هنا مالوش لازمة.. لان هدى هاترفضني زيك بالظبط.. سؤالي بقي هل انت بتثق فيا...
و طبعا الإجابة واضحة.. لاء.. بس لازم تديني فرصة.. اديني فرصة اثبت نفسي ليك و لو ماقتنعتش سهلة.. هامشي.
صمت عاصم قليلا يفكر و لم تحد عينيه عنها.. فظل يتأمل وجهها و شعرها و عيونها الخاطفة برغم انها لا ترى ..
لم يكن يحتاج الوقت للتفكير فهو يثق في خاله صبري و يعلم كم يهتم بحالة أخته و كم يحبها و أنه لن يرشح لهم سارة إلا لأنها طبيبة متميزة و متمكنة.. و لكن ما يثير خوفه و قلقه هو شيئا آخر لا يعلمه..
عاصم موافق.
سارة تمام.. يبقى اتفقنا.
ثم دخل أحد الغفر و يدعي حسان ليبلغ عاصم بوصول من يسأل علي سارة...
حسان سي عاصم بيه.
عاصم ايوه.
حسان في واحد اسمه فوزي واقف برة و بيسأل علي ست الدكتورة.. و معاه اتوبيس كبير جوي.
سارة ايوة ايوة.. ممكن يا... اسمك ايه
حسان خدامك حسان يا ست هانم.
سارة ممكن يا حسان تساعده يوصل الكرافان.. قصدي الاتوبيس بحنفية مية و بلاعة..
سارة طيب ممكن يا حسان تروح لعم فوزي و تساعده في اللي هايقولك عليه.
نظر حسان لسيده ينتظر منه الاذن فسأل عاصم اولا..
عاصم ممكن نفهم احنا لاول.. مين فوزي و إيه الاتوبيس اللي معاه دة..
سارة آه طبعا.. انا أصلي جايبة معايا كرافان.. بيت متحرك كدة عشان اعيش فيه.
هنية بيت بيتحرك كيف يعني
عاصم ليه... و حد قالك أن ماحداناش اوض تجعدي فيها..
صبرى ده بيت يا حاج.. بيت متنقل.. زي الاتوبيس كدة يا ام عاصم بيبقى مجهز من جوا للسكن.. فيه سرير و كرسيين
و ترابيزة صغيرة و مطبخ صغير و حمام.. عشان الناس اللي بتسافر كتير يعني..
هنية يادي العيبة ازاي بجى اكدة.. يبقي بيت الحاج عبد الرحمن مفتوح و تجيبي الكرا... البتاع ده
هنية تحفظيه.. تحفظيه يعني ايه.
صبري سارة لازم تبقى عارفة المكان اللي هي بتتحرك فيه عشان مايحصلهاش اي حاډثة و فعلا البيت كبير أنها تحفظ كل اللي فيه من سلالم و كراسي و عفش و اوض.. كدة احسن.
سارة لا طبعا.. هادخل.. بس انا أخري الصالة هنا و اوضة هدى بس و دول سهلين عليا.. إنما صعب اني اعيش هنا و يبقي مطلوب مني اطلع اوضتي أو اتحرك ناحية الحمام أو المطبخ و كدة.. ممكن بقي حسان يروح لعم فوزي يركبولي الكرافان.
عاصم روح يا حسان و شوف عم فوزي ده عايز ايه و اعمله معاه.. ماتسيبوش الا أما يخلص اللي هو عايزه.
حسان أوامرك يا بيه.
سارة طيب انا عايزة اشوف هدى لو سمحتو
هنية ايوة طبعا.. اتفضلي معايا.
سارة لا معلش.. ممكن تجيبوها هي هنا.
صبري ليه المفروض أول لقاء بينكم تكونو لوحدكم.
سارة بس انا شايفة أنه مش هينفع.. هدى عدى عليها دكاترة كتير و زهقت منهم.. فلو حست أن انا جايالها مخصوص و مش ورايا غيرها ممكن اوي تعند معايا و ماترضاش بيا.
لكن لو حست أن انا مثلا صديقة البيت هنا مش مجرد دكتورة اعتقد ده تأثيره هايبقى افضل.. خصوصا لما تشوف أن البيت كله مرحب بيا.. خصوصا استاذ عاصم زي ما قلت من شوية.
هنية بس ماعاترضاش تخرج.
سارة بسيطة .. خلي الوحيد اللي بيقدر عليها يخرجها..
نظر الجميع نحو عاصم الذي أطلق تنهيدة قلقة و وقف ليذهب ليحضر أخته دون حديث..
تركهم عاصم ليدخل و يحضر شقيقته لتقابل الطبيبة الجديدة كما طلبت منه... فتوجهت سارة لصبري و سألته بهمس وصل لأذن هنية و عبد الرحمن....
سارة دصبري.. حضرتك معاك حقنة مهدئة
صبريبتعجب حقنة مهدئة ايوة.. بس ليه
سارة هاتها و جهزها عشان هانحتاجها... و دلوقتي انا عايزة اروح اسمعهم من غير ما يشوفوني.. ممكن
صبريبقلق لمعرفته بذكاء سارة الغير متوقع ناوية على ايه يا سارة
سارة حالا هاتعرف كل حاجة.
عبد الرحمن مش نعرفو يا بتي ناوية لها علي إيه.
سيارة كل خير يا عمدة.. خليها على الله.. بس زي ما اتفقنا اسمعو كلامي شوية.
صبريبعد تفكير طيب قومي معاها يا ام عاصم انتي و الحاج عبد الرحمن و انا هاجيب الحقنة و اجي وراكم.
قام كل منهم لوجهته و وقفت سارة بصحبة هنية و عبد الرحمن.. و وقفوا معا خارج الغرفة يستمعون الي حديث عاصم مع شقيقته و انضم إليهم صبري بعد لحظات...
اما عاصم فقد دخل إلى غرفة هدى و وجدها تجلس وحيدة حزينة كعادتها.. فنظرت له و رسمت بسمة مزيفة و قالت...
هدى عاصم!! جيت بدري النهاردة يعني.. خير في حاجة ولا ايه
عاصم و هو لازم يكون في حاجة عشان اجي اقعد شوية مع اختي حبيبتي ولا ايه
هدى مابتعرفش تخبي ولا تكدب.. في ايه يا عاصم.
تنهد عاصم ليستعد لما هو مقبل عليه... فهو يعلم أنه هدى سوف ترفض أن تعرض على طبيب نفسي مرة أخرى حتى يقنعها بضرورة الخضوع للعلاج الطبيعي... و لكن ليس أمامه سوى أن يقنعها...
عاصم انتي اتغديتي
هدى ايوة و ماتغيرش الموضوع... مالك
عاصم مافيش بس اصل خالك صبري برة و.. و معاه ضيف.. و كان يعني عايز يشوفك قبل ما يسافر.
هدىپغضب تاني.. تاني يا عاصم تاني.. مش كنا خلصنا من موضوع الدكاترة دة.. انا مش تعبانة.. انا بس مش مستعد للعلاج الطبيعي دلوقتي .
و اكيد لما احس نفسي جاهزة للعلاج هاعمل كدة...
عاصم ماشي يا حبيبتي انا معاكي.. بس كمان الدكتور ممكن يساعد برضه شوية..
هدىحركت الكرسي ناحية النافذة پغضب يساعد في ايه بس.. اكيد مش هيكون معاه عصاية سحرية عشان ينسيني بيها اللي حصل و يرجعني تاني هدى بتاعة زمان و يخليني امشي على رجليا تاني.
انتي صح.. انا اكيد ماعنديش عصايا سحرية عشان اعمل كل
دة.
تفاجيء الاثنين من ذلك الصوت الذي اخترق حديثهما الأخوي و قاطعه بتطفل فتوجه نظرهما على الفور ليجدا سارة تقف و خلفها الجميع.. نظرت لها هدى و سألتها بفضول...
هدى انتي مين!
سارة انا الدكتورة الجديدة.
هدى انتي
سارةبتأكيد ايوة.. و على فكرة انا فعلا مش معايا عصايا سحرية ارجعك بيها زي الاول او اقدر بيها امحي السنة اللي فاتت دي من حياتك.
هدى و أما انتي مامعكيش عصايا سحرية جاية ليه..
سارة انا مش معايا.. لكن انتي معاكي.
تحركت سارة إلى داخل الغرفة و هي تحاول أن تتمسك بأي شيء حتى لا تتعثر.. و كادت بالفعل أن تقع لولا تلك اليد القوية التى لحقت بها..
كانت يد عاصم الذي حاول جاهدا الا يساعدها و أن يرى إلى اين ستستطيع أن تصل و لكنه ما أن رآى قدمها تتعثر بسلوك ذلك الحاسوب حتى انتفض و سندها..
لمسة يده لها جعلته يشعر أن بشئ غريب يسري في جسده لا يعرف مصدرها.. فنظر لها ليجدها تبتسم و اعتذرت بهدوء..
سارة انا اسفة معلش اصل انا ماعرفش المكان هنا.
عاصم ولا يهمك.. حصل خير.
ساعدها لتستقر و تقف بجانب مكتب هدى....
أما هدى فكانت تنظر لها بعيون جاحظة.. أنها ضريرة.. ضريرة تعالج قعيدة.. و نعم الاختيار.. و لكنها لن تعطيها الفرصة.. فتكلمت بكبرياء...
هدىبتهكم و كمان عامية.. اختيار ممتاز الحقيقة يا خالو.
سارةببرود شكرا شكرا.. لا داعي للتصفيق.
هدىبغيظ دة إيه البرود دة
عبد الرحمنبحزم هدى.. عيب اكده..ثم قال لسارة حقك علينا يا دكتورة.. امسحيه فينا عاد.
سارة ماحصلش حاجة يا حاجة عبد الرحمن..
هدىو كأنها لم تسمع والدها اممم... حلو اوي.. و انا بقى معايا عصايا سحرية ازاي بقى يا.. يا دكتورة!!
قالتها بتهكم واضح تجاهلته سارة عن قصد...
سارة علاجك يا آنسة هدى مش في ايد حد غيرك.. لو كان مرضك في جسمك كان سهل يتعالج.. ديتها ايه يعني.. هو اي دكتور يديكي حتة حقنة بنج أو منوم في كوباية عصير و نعالجك براحتنا و انتي نايمة مش دريانة بحاجة.
لكن مشكلتك أن مرضك هنا و هناو أشارت لعقلها و قلبها و دول للاسف علاجهم في ايدك انتي مش حد تاني.. انتي و بس.
هدى و لما علاجهم في أيدي انا و مش في ايد حد تاني.. سيادتك جاية تعملي ايه هنا
سارة جاية بس اوريكي الطريق.. جاية اعرفك ازاي تستعملي العصاية السحرية اللي في ايدك.. مش استعمل لك انا بتاعتي..
كل واحد فينا عنده عصايته السحرية الخاصة بيه لوحده.. بتاعته هو بس.. اللي ماينفعش حد غيره يستعملها لأن محدش يعرف يستعملها غيره..
لكن احيانا العصاية بتضيع مننا و بنحتاج اللي يدلنا على طريقها او ازاي نستعملها..
هدى بقولك ايه انا مش فاهمة منك حاجة ولا عايزة منك حاجة.. كل اللي انا عايزاه منك دلوقتي انك تمشي و انا مش عايزة دكاترة.. انا مرتاحة كدة..
سارة بس في غيرك تعبان و مش مرتاح لحالتك دي.
هدىعقدت حاجبيها بتعجب تقصدي مين
سارة أهلك مثلا.. والدك و والدتك اللي يمكن مش بيبينو أنهم زعلانين عليكي قدامك عشان ماتزعليش لكن من جواهم تعبانين و ماليهم الحزن على بنتهم الوحيدة اللي مش هاين عليها تفرحهم و تقف تاني على رجليها.
هدى مين اللي قالك كدةثم نظرت لوالديها انتو اللي قولتولها كدة.. بتشتكوني لواحدة غريبة..
خلاص زهقتو مني انتو كمان و مش عايزيني قولو انكو خلاص زهقتو مني و أنا أمشي و اسيبلكم البيت و اريحكم مني.
عبد الرحمن ايه بس يابتي الحديت ديه احنا برضيك نزهجو من نور عينينا.
هنيةپبكاء و دموع يابتي احنا خايفين عليك.
سارة على فكرة ماحدش منهم قالي حاجة.. بس واضح يعني جدا من كلامهم عليكي أنهم مقهورين عليكي جدا زي اي ام و اي اب ممكن يتحطو في مكانهم.
هدى و انا ماشتكتش لحد.. انا مبسوطة كدة.. و هما مش مفروض يزعلو طالما انا مش زعلانة انا حرة.. و بعدين مالقيوش واحدة غيرك عشان تعالجني.. ايه من قلة الدكاترة مالقيوش غير واحدة عامية تعالجني
سارة لا مش من قلة الدكاترة.. و بعدين اوعي تتخيلي انك ممكن تخليني امشي لما تهينيني.. ولا تبعديني من هنا لمجرد انك تفكريني بعجزي انا كمان.. تؤتؤ.. انا بقى تنحة و باردة و قاعدة
على قلبك .
هدى فعلا تنحة.
عبد الرحمن هدى... و
متابعة القراءة