دوائي الضرير

موقع أيام نيوز

وقفو و صفقو بحرار لهذا المشهد الرومانسي.. حتى اقترب منهما جميل بغيرة ابوية و هو يقول..
جميل بنزق مش كفاية كدة ولا إيه.. العرض دة مش هايخلص
عاصم و هو يتركها ببطء اسف يا عمي.. بس ماكنتش مصدق انها رجعت.
جميل لا صدق.. سيبها بقى ثم نظر لإبنته و حاوطها بدعم و فرحة لعودتها انتي إيه اللي رجعك..
نظرت سارة لكمال بإمتنان و قالت...
سارة في مشكلة في الباسبور بتاعي و مارضيوش يسفروني.
جميل مشكلة ايه
كمال و الذي أكمل عنها لا يا عمي مشكلة بسيطة كدة تتحل في السفارة و تسافر بكرة لو حبت..
تنهدت سارة بتعب و دخلت في حضڼ والدها الذي كان يشعر بها تتمزق ألما.. فكره عاصم في تلك اللحظة أكثر من ذي قبل.. 
هنا و تبع جميل جميع افراد الاسرتين حتى يرحبوا بعودة سارة مرة أخرى..
سعاد و هي ټحتضنها حبيبتي.. يا حبيبتي.. الحمد لله انك ماسافرتيش.. الحمد لله..
هدى كدة يا سو عايزة تسيبيني لوحدي.. دة انتي اكتر واحدة عارفة ان ماليش اصحاب في الدنيا دي غيرك..
سارة حقك عليا يا هدى.. و بعدين ما انا رجعتلك اهو.
هدى غمزتها بمكر رجعتيلي انا برضة.
صمتت سارة و لم تعقب إلا ان هنية انقذتها...
هنية بطلي حديتك الماسخ ده... حمد على سلامتك يا سارة يا بتي.
سارة الله يسلمك يا ماما هنية..
عبد الرحمن ياللا بجى عاد نروحو و نتحدتو في البيت..
جميل ياللا يا جماعة نروح..
عبد الرحمن و بالمناسبة دي اني عازمكم كلكم برة على حساب عاصم..
عاصم و انا موافق طبعا.
جميل لا معلش مش هاينفع.. و ان كان ولابد يبقى انا اللي عازمكم عندنا في البيت.
عبد الرحمن ماهاتفرجش يا چميل ياخوي... عندينا عنديكم.. أحنا واحد.. ولا ايه
جميل أكيد طبعا.. اتفضلو.
انطلقو معا و اخذ عاصم الحقائب من كمال الذي عاد بها كما ذهب...
عاصم متشكر يا كمال.. مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه و اكلمها ازاي
كمال مربتا على كتفه ولا يهمك يا عم.. بس ابقى عد الجمايل.. كدة ليا عندك اتنين.
عاصم اتنين ليه بقى.. انت دخلتني اكلمها بس
كمال و رجعتهالك كمان.
عاصم عقد حاجبيه بعدم فهم. ازاي
Flash back...
لاحظ كمال تردد سارة في إعطاء جواز سفرها لضابط الأمن ففهم كمال ترددها و قدر حيرتها.. فبسط يده لها و قال...
كمال عنك يا دكتورة.. هاتي الباسبور و انا اخلصهولك.
اعطته له بيد مرتعشة.. أخذه و ذهب لزميله و تحدث معه دقيقتين و عاد لها مرة أخرى قائلا بأسف..
كمال أنا أسف يا دكتور.. مش هاتقدري تسافري النهاردة.
سارة إيه.. ليه
كمال اصل الڤيزا بتاعتك هاتنتهي بعد شهر و نص و أنا أخاف أحسن تعرضك لأي مشكلة هناك لو كسرتيها يعني.. و انتي هاتبقي لوحدك و كدة.
فحبيت اقولك تأجلي سفرك النهاردة و جددي الڤيزا و ابقي سافري براحتك..
صمتت بحيرة و لكنها فهمت معنى حديثه الخفي فأكمل هو بتشجيع..
كمال ها إيه رأيك تجددي الڤيزا ولا تكسريه.
كان يقصد هو عاصم و ليس الڤيزا.. فنظرت له بحيرة كبيرة و لم ترد عليه.. فأكمل هو بتوضيح...
كمال عاصم صاحبي من زمان.. أحنا بلديات على فكرة.. بس شغلي خلاني اسيب البلد ڠصب عني.
و عمري ما شوفته كدة.. هو بيحبك بس واضح انه جارحك اوي و شكله عامل مصېبة.. بصي ربيه زي ما انتي عايزة.. بس سامحيه.
خدي وقتك خالص و اعملي فيه اللي انتي عايزاه.. دة يوم المنى يوم ما اشوف عاصم متشعلل كدة بڼار الحب.. دة كان هاريني تريقة ايام زمان.
و انتي كمان باين عليكي بتحبيه و مش هاين عليكي تسافري و تسيبيه كدة..
فكري و قوليلي رأيك..
إبتسمت له و لم تأخذ وقتا طويلا في التفكير... و اتخذت قرارها..
Back..
كمال بس يا عم.. و اهي رجعت و شكلها هاتربيك.
عاصم انا مش عارف اقولك يا كمال.
كمال ولا حاجة.. بس اوعى تنسى تعزمني على الفرح.
عاصم ابتسم بأمل أكيد طبعا.. انا متشكر اوي لكل حاجة.
كمال العفو يا سيدي.. ياللا.. روح لهم بقى دول زمانهم مشيو من بدري.
احتضنه بإمتنان و شكر ثم تركه و لحق بهم ليجدهم في انتظاره و آسر يتحدث مع والده...
آسر ممكن يا عمي ناخد هدى تركب معانا..
عبد الرحمن ممكن طبعا يا ولدي.. روحي يا هدى مع چوزك.
عاصم بس كدة هدى هاتعمل زحمة.
هدى ليه بقى إن شاء الله شايفني تخينة اوي كدة يا سي عاصم
عاصم لا طبعا ماقصدش.. بس هاتقعدي فين
آسر بمكر جنب سارة و ماما ورا و بابا جنبي.
عاصم طيب انت خد هدى و

أحنا ناخد سارة عشان كله يبقى مرتاح.
آسر بإستفزاز و انت تاخد سارة ليه..
عاصم يعني إيه ليه.. انت عايز تاخد الاتنين
آسر مستمرا في إستفزازه ايوة.. وضع ذراعه حول سارة واحدة اختي ثم وضع الآخر حول هدى و التانية مراتي.. انت بقى تاخد واحدة منهم ليه 
جميل و الذي كان يتابع حديثهما بصمت خلاص يا آسر ياللا.. هات اختك و مراتك و ياللا..
عاصم عمي جميل.
جميل دون ان ينظر له لا يا عاصم و ركب بمقعده ياللا يا آسر.
تحرك الجميع لأماكنهم و اقترب آسر من عاصم و هو يهمس..
آسر ابويا هايعمل معاك الجلاشة..
نظر له عاصم و عقد حاجبيه بإستفهام فأكمل...
آسر شايف انت ابويا الكيوت العسل دة.. لما حد يمس سارة بالذات بهمسة حتى.. شوف هايتحول ازاي.. ربنا يكون في عونك يابني.. قلبي معاك والله..
ثم تركه و ركبا مكانيهما ليجد عاصم والده يحدثه...
عبد الرحمن عايز اجولك كلمتين يا عاصم..
عاصم جول يا بوي.. 
عبد الرحمن عمك چميل.
عاصم ماله
عبد الرحمن مهما يعمل و مهما يجول النهاردة تعديله و تسمعه و انت ساكت.. تجوله حاضر و نعم و بس.. ده طبعا لو كنت عايز تتچوز سارة و عايزه يوافج...
عاصم طبعا عايز..
عبد الرحمن يبجى تسمع كلامي زين عشان اني لو مطرحه و عملت في بتي زي ما انت عملت.. الله في سماه ما اچوزهالك لو وجفت على شعر راسك.
عاصم إيه يابوي انت معايا ولا معاه
عبد الرحمن مع الحج د و الحج معاهم.. ياللا اطلع وراهم و ربك يعدلها...
و انطلقوا جميعا إلى منزل آل جميل...
الفصل التاسع و العشرون....
وصل الجميع إلى منزل الاستاذ جميل و صعدوا معا و استقروا بغرفة الصالون.. جلس الجميع و حرص جميل أن تجلس سارة بجانبه.. ظل محتضنا يدها بكفه و ذراعه الأخرة يحيطها بدعم و حب و بادلته هي ذلك بأن أخفت يدها بين يديه.. و إختفت هي نفسها بأحضانه طلبا لملجأ آمن..
جميل إيه يا ام آسر.. مافيش عشا النهاردة ولا ايه
سعاد بس كدة.. دة احلى عشا يجهز حالا حلاوة رجوع سارة بس و انها مش هاتسافر..
قررت سارة إتباع خطوات الخطة التي أعطاها لها كمال دون حديث و بشكل غير مباشر فقالت بغيظ و كبرياء أنثى مچروحة...
سارة مين قال يا ماما ان انا مش هاسافر.
سعاد ازاي دة.. و لما انتي هاتسافري كنتي رجعتي ليه من على باب الطيارة.
سارة زي ما الأستاذ كمال قال.. مشكلة في الڤيزا ماكنش ينفع أسافر بسببها و هاروح الصبح السفارة و هاخلصها بكرة و اسافر على طول.
سعاد مشكلة إيه دي بقى إن شاء الله.
سارة بعدين يا ماما مش وقته.. عندنا ضيف.
هنية بعتاب لطيف اكده يا سارة بجى دي اخرتها.. يعني أحنا ضيوف برضيك
سارة لا طبعا يا ماما هنية.. انتو اصحاب بيت.. و بعدين انا قولت ضيف.. ضيف واحد مش ضيوف.
عاصم و جصدك مين بجى بالضيف دة.
سارة نظرت له بتحدي ماقصدش.. و اللي على راسه بطحة بقى.
إبتسم عاصم بفرحة لم يعلم مصدرها.. فها هي قطته الرقيقة قد اشهرت مخالبها في وجهه مرة أخرى كعادتها و سيكون هو أكثر من سعيد في محاولة إسترضائها أو حتى تقبل ڠضبها... و لكن جميل قال بإصرار...
جميل سارة عيب كدة.. دول خلاص بقو أهلنا و مافيش بينا حد غريب.. 
سارة طبعا يا بابا.. و مش قصدي على ماما هنية ولا الحاج عبده ولا هدى طبعا اللي بقت مراة اخويا..
عاصم قصد عليا يعني يا سارة
سارة رفعت حاجبها بعناد والله زي ما قولت من شوية.. اللي على راسه بطحة بقى يا أستاذ عاصم.
ذهل بشكل مبالغ فيه.. فهو قد أصبح ببطحة الأن.. و نادته ب أستاذ حتى ترد له جزء مما فعل بها.. فهي تعامله برسمية كما فعل هو من قبل.. و لكن جميل تدارك الأمر مرة أخرى...
جميل ما ياللا يا سعاد جهزيلنا عشان بقى..
سعاد حاضر.. حالا..
و لكن عاصم لم يطيق صبرا لمدة أكثر.. فقال بحرج من جميل بسبب ما فعله مع سارة من قبل..
عاصم تنحنح مقاطعا احمم.. بعد اذنك يا عم جميل.. كنت عايز اقول كلمتين بس الاول قبل ما اي حد يقوم عشان يبقو قدام الكل.
جميل كلمتين إيه دول يا عاصم و مايستنوش لبعد العشا يعني.
عاصم لا يا عمي للأسف مايستنوش.. ممكن
نظر جميل لإبنته بتساؤل فبادلته هي بنظرة استعلاء و تجاهل متعمد.. و لكن الحقيقة التي كانت بداخلها هي انها ارادت و بشدة ان تصرخ و تطالب أبيها ان يوافق و بل و ان ترجوه أيضا ان يسمعه و يعطيه فرصة أخرى كي يصلح ما بدر منه.. فتنهد جميل بحيرة و قلق على وحيدته...
جميل ماشي.. لما نشوف.. قول يا عاصم اللي عندك..
عاصم انا طبعا مش محتاج اني اتكلم في اللي حصل النهاردة عشان كلكو عارفين سببه.
جميل لا انا ماعرفش.. احب اعرف.. إيه اللي يخليك تيجي من الصعيد على

ملى وشك و معاك اهلك و تروح المطار لبنتي عشان تخليها ماتسافرش
إيه اللي يخليك لما هي تفوق من اللي كانت فيه و ټنهار و تبقى محتاجة مهديء تجري عليها و تحضنها بالشكل دة قدامنا كلنا و كأنها حقك و من غير ما تعمل ايوحشاب لأي حد ولا حتى ليا انا.. ابوها.
إيه اللي يخليك تدافع عنها بالاستماتة دي قدام اهل كريم برغم اني عارف ان سارة عمرها ما تغلط غلطة زي دي.. و عارف كمان ان عقاپ اللي عمله كريم في الصعيد على عملته دي كبير اوي.
بس دة برضة ابن خالتك يعني على الاقل اي حد غيرك كان هايطالب بأي عقاپ اهون شوية من اللي انت عملته.. لكن انت اصريت عليه و كأنك بتقول للناس كلها ان سارة عندك اهم من خالتك و ابنها.
و عندي اسئلة كتير اوي كمان بس اعتقد اجابتهم واحدة.. ها اتفضل رد.. ليه
عاصم عشان بحبها..
صمت الجميع ليس لأنهم تفاجئوا بذلك الرد او لأنهم لم يعلموا تلك الحقيقة و لكن تعجبهم صدر عن سهولة اعتراف عاصم بحبه بتلك السرعة و السهولة و كانه لم يرفض ان يعترف
تم نسخ الرابط