دوائي الضرير
المحتويات
واحد منيهم جالي انه بايع واحد كيف اللي لجيناه في العربية من جيمة يومين جبل الحاډثة لحد من نواحينا.
فضلت ادور لحد ما عرفته و ماكنش صعب اخليه يجر و يقول على اللي وزه يشتري حنش و جالي كمان هو عمل بيه إيه..
و كل دة عديته و جولت معلش.. غلطة و عديها يا عاصم طالما سارة بخير.. بس انتي مابتحرميش.. مابتوبيش.
حامد پصدمة اكبر و كأنه يرى تلك المخلوقة الأول مرة و كمان حاولتي تجتلي الدكتورة دي
عاصم بصوت اهتزت له اركان المنزل اني مش لعبة في يدك.. مش لعبة في يدك يا عبير تسيبيني وجت ما تزهجي منها و ترچعيلي لما يچيلك مزاچك.. اني مش بتاعك.. فاهمة.. مش ليكي.
عبير اومال بتاع مين.. بتاعها هي.. بتاع الست سارة بتاعتك .
لم ينتظر رد من احد.. بل حمل حاله و رحل بعد ان قطع أمل عبير في رجوعهما لبعضهما خاصة بعد ان علم حامد بما يفعلانه من وراء ظهره..
تركهما معا وسط دموع عبير المصډومة و ليست النادمة و توعدها لسارة بالويل و العقاپ المناسب لها لأنها اخذت زوجها.. و ذهب هو كي يبتعد عن ذلك الجو الموبوء الذي تشكلانه زوجته و ابنته.. جلس وحيدا بداخل مكتبه يعيد حياته مع زوجته و حياة ابنته المرفهة و التي تعلمت ان تحصل على ما تريد دون حدود.
و لكن ما خفي أعظم يا حامد..
مرت الأيام التالية ثقيلة على الجميع.. خاصة عاصم و سارة..
فقد لازمت سارة غرفتها و لم تخرج منها سوى لدقائق قليلة حتى تأكل بعض الطعام بعد إلحاح أسرتها كلها عليها.. ثم تعود لعزلتها مرة أخرى..
حتى انها رفضت العودة للعمل بعد ان طلب منها الدكتور صبري ذلك بعد أن علم ما حدث.. فما كان من الجميع الا الانصياع لرغبتها بتركها حتى تعود للحياة على مهل كما طلبت..
أما عاصم فقد تدهورت حالته جدا.. حيث أنه ألتزم الصمت و الوحدة.. أصبح يومه روتيني للغاية لا يتغير به شيئا.. يستيقظ مبكرا كعادته.. يأخذ حمامه و يرتدي ملابسه و يترك غرفته دون تناول كوب الحليب الذي تعده له والدته كل صباح..
ثم ينزل يجلس مع أسرته على طاولة الافطار ينظر الى ذلك الكرسي الذي كان يحتويها و تلوح على ثغره إبتسامه لمجرد تخيله لها و أنها تجلس عليه و تبتسم له.. و لكنه يفيق سريعا من احلامه على حقيقة فقدانه لها.. و يا لها من حقيقة مؤلمة...
حتى انه يتناول بعض اللقيمات الصغيرة حتى لا يحزن والدته.. يتناول فقط ما يجعله على قيد الحياة.. و حتي يقتنع الجميع بأنه بخير و لكنهم يعلمون الحقيقة..
مر أسبوعين على اخر لقاء بينهما و على معرفتها بسبب تغيره الحقيقي..
كانت تجلس بغرفتها حزينة كالعادة تفكر به.. كانت تتكيء على فراشها سارحة فيه.. تتذكر صوته و ملامحه التي حفرت بسهولة في ذاكرتها و عينيها.. تتذكر ذكرياتهما القليلة معا.. صوته المطمأن أحضانه الدافئة.. و كل ما يتعلق به...
فبرغم كل ما حدث فهي لم تستطيع ان تنساه و تفرغ من حبه بهذه السهولة.. فعشقه كان متعمقا بشرايين قلبها كډمها بالضبط..
و لن يكون من الشعب عليها ان تنساه...
سمعت طرق رقيق على باب غرفتها فظنت أنها أمها فقالت....
سارة ادخلي يا ماما..
جميل فتح الباب و طل برأسه و ماينفعش بابا
سارة اعتدلت في جلستها سريعا بابا.. لا طبعا ازاي.. اتفضل اكيد.
جميل لقيتك قافلة على نفسك و معتكفة كدة قولت اجي اطمن عليكي.. ينفع ولا اروح
سارة حاولت مسح دموعها بحركة سريعة دون ان يلاحظ يا خبر يا بابا طبعا.. اتفضل..
جميل و هو انتي فاكرة لما تمسحي دموعك دي ان انا مش هاعرف انك كنتي بټعيطي.. دخل و جلس امامها على الفراش ها بقى.. حبيبة قلبي عاملة ايه
سارة كويسة يا بابا الحمد لله
جميل اومال حابسة نفسك ليه هنا في الاوضة ليل نهار و دموعك اللي غرقتلنا البيت دي من ايه
سارة ابتسمت له بإمتنان مافيش يا بابا.. عادي يعني.
جميل عادي لا طبعا مش عادي انتي من امتى منطوية و قافلة على نفسك كدة.. دة البيت عمره ما كان بيهدى ولا صوته بيوطى طول مانتي فيه
حتى بعد الحاډثة بتاعة أمريكا.. و بعد ما خفيتي الحمد لله و رجعتي تشوفي.. الفترة اللي فاتت كلها كنتي تضحكي و ترغي و تغني.. مالك يا حبيبتي فيه ايه
سارة ياريتني ما خفيت ولا شوفت يا بابا.
جميل ياااااه... ليه يا بنتي بس بتقولي كدة دة أحنا بنحمد ربنا كل ساعة على كرمه أنه شفاكي تقومي انتي تقولي كدة.. إيه اللي حصل إيه اللي غيرك كدة..
سارة اللي حصل كتير.. و اللي اتغير فيا اكتر.
جميل طيب ما تحكيلي.. ولا خلاص مابقتش انفع اكون الصندوق الاسود بتاعك زي زمان.
ابتسمت بحنين و قالت...
سارة مش عارفة اقولك ايه يا بابا..
جميل قولي اللي جواكي.. قولي اللي انتي حساه.. ثم نظر لعينيها بتحبيه اوي كدة
جحظت عيناها بدهشة و صدمة و لكنها زالت عندما قال....
جميل ماتبرقيليش اوي كدة.. غير طبعا اني كنت بطمن عليكي من ماما و آسر.. فانتي بنتي يعني حتة من قلبي.. بعرفك من عينيكي إذا كنتي فرحانة ولا زعلانة... مبسوطة ولا قلقانة..
و ماكنش صعب عليا اني الاحظ ان عاصم بيحبك و ان انتي كمان بتحبيه.. بس انا عايز اعرف ايه اللي حصل منك انتي.
صمتت دون رد فأردف طيب انتي عارفة انه كان متفق مع آسر عشان يرجعو معانا هو و اهله عشان يطلبوكي مني بشكل رسمي بعد كتب كتاب اخوكي..
سارة بدهشة اكبر عارفة.. آسر قال لي.
جميل طيب.. يعني عارفة ان عاصم كان متفق معاه على كدة ساعة ما روحنا نخطب هدى لأخوكي...
سارة تنهدت بحزن و حيرة و اهو طلع كلام... مجرد كلام.
جميل مش كلام يا سارة لا.. مش كلام.. عاصم بيحبك بجد.. كفاية اللي عمله معاكي في المستشفى لما كنتي مڼهارة.
سارة ماما حكت لي.
جميل انا و ماما و آسر شوفناكي كتير في الحالة دي.. لكن ولا مرة فكرنا نوقف الدكاترة عن شغلهم.. لما كانو بيمسكوكي جامد عشان تاخدي المهدئ كنت بحس كأنهم بيمسكو قلبي انا.
سارة ربتت على يده بحب سلامة قلبك يا حبيبي.
جميل ربت على كفها القابع بين يديه ڠصب عننا كنا بنسكت عشان يساعدوكي تهدي.. انما هو لا.. ماقدرش يستحمل يشوفك مڼهارة بالشكل كدة و هما بيكتفوكي كدة عشان يدوكي الحقنة.
تصرفه ساعتها كان تصرف عاشق شجاع خاېف على حبيبته اللي مافيش في ايده اي حاجة يعملها الا انه يطمنها.. هو كان عارف انه لما يقرب انتي مش هاتبعديه..
عاصم بيحبك.
سارة بس سابني.. لا مش كدة و بس.. دة طردني برة حياته كلها..
جميل و انتي يا سيادة الدكتورة العظيمة مش عارفة هو عمل كدة ليه
سارة عرفت يا بابا.. عرفت انه خاېف اني اجرحه زي ما طليقته عملت.. بس كمان انا طمنته.. قولتله اني مستحيل اعمل كدة.. قولتله اني حبيته و انا مش شايفاه أصلا فمش هايفرق معايا شكله بعد ما رجعت اشوف.
لكن هو ماصدقنيش.. ماصدقنيش يا بابا.. مسحت دموعها خلاص بقى الموضوع دة انتهي من قبل حتى ما يبتدي.. ربنا يسعده.
جميل من قلبك
سارة ايوة يا بابا من قلبي.. هو خلاص مش عايزني و انا كمان لازم احاول انساه.
جميل و هو دة الصح.
سارة بس الموضوع مش بالسهولة دي.
جميل لا طبعا يالسهولة دي.. اللي مايحطكيش كحلة في عنيه.. ماتحطيهوش انتي.... هاا..
لم يكمل المثل ففهمت هي.. و لكنها تعجبت.. فهو منذ دقيقة واحدة كان يدافع عنه و كاد ان يطلب منها ان تسامحه فتساءلت في تعجب...
سارة بس حضرتك كنت لسة بتدافع عنه حالا دلوقتي.
جميل ماكنش دفاع.. كان إستجماع لقرارك.. كنت بشوفك بجد عايزة تنسيه ولا ممكن تديله فرصة..
سارة مش هانكر اني حبيته بجد.. و نسيانه مش هايبقى سهل.. لا هاياخد مني وقت و مجهود.. و أكيد هاتعب شوية.
بس كمان كرامتي ۏجعاني اوي.. مش سهل اني اعمل كل دة و هو يرفض و كأني انا اللي بجري وراه..
انا
لازم انسى عاصم.. لازم.
جميل تبقى فكرتي و اخدتي قرار مهم.. صح
سارة فكرت فعلا و اخدت قرار.. بس قرار صعب.. مش عارفة حضرتك و ماما هاتواققو عليه ولا لا
جميل انا شخصيا موافق على اي قرار طالما هاتكون فيه راحتك.. و ماما بقى ربنا يعينا عليها.. ها قررتي إيه
سارة هرجع أمريكا.
جميل إيه.. ترجعي أمريكا!! ليه يابنتي.. ما كفاية غربة بقى.
سارة شكلها كدة مكتوبة عليا شوية كمان..
جميل لا يا حبيبتي عشان خاطري بلاش سفر تاني... فكري في حل تاني غير دة.. اي حاجة غير السفر و البعد.
سارة مش هاقدر يا بابا افضل هنا و هو اخو هدى مرات اخويا.. يعني هانتقابل في فرحهم هانتقابل في اي عيد او اي مناسبة تانية.. هايعدي على اخته يشوفها لما ينزل القاهرة لأي سبب.
مش عايزة اشوفه تاني يا بابا مش هاقدر صدقني.
جميل و الحل في السفر.. انتي كدة كدة مش هاتشوفيه غير في الفرح.. و دة يوم و يعدي.. و ليكي عليا يا ستي مش هانتجمع مع بعض في مناسبة تانية.. خلاص بس بلاش سفر..
سارة يا بابا شقة آسر اللي هايتجوز فيها قصادنا يعني الباب في الباب زي ما بيقولو..
هاتمنعه يشوف اخته و يزورها.. هاتمنعه يجيلها لما تخلف.. هاتمنعه يجي يشوف اخته و ولادها كل شهر مرة على الاقل طبعا لا.
صدقني يا بابا سفري هو الحل الوحيد.. انا مش هاقدر استحمل وجوده حواليا.. على الاقل لحد ما اقدر
متابعة القراءة