دوائي الضرير

موقع أيام نيوز

منك احسن تبعدي عني زي ما مامتك كانت عايزة تعمل.
سارة ماما!!
عاصم ايوة... خاڤت عليكي لدرجة انها كانت عايزاني اطلقك...
سارة نظرت للمصډومين من حولهما و انتو كنتو عارفين كلكو خبيتو عليا.. ازاي
جميل عاصم اللي طلب مننا دة.
سارة و انت كمان يا بابا!! انت ازاي توافقه على حاجة زي كدة.. ازاي توافقه انكم تخبو عليا حاجة زي دي.
جميل عشان وقتها كان معاه حق.. انت كنتي تعبانة و الله اعلم لو كنتي عرفتي ساعتها كان هايبقى حالك إيه.. كلنا شوفنا اننا نأجل معرفتك للحقيقة و لو لمدة صغيرة.
سارة صغيرة!! انتو مخبيين عليا بقالكم اكتر من 5 شهور.. مستنين إيه تاني
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لم

يرد عليها أيا منهم.. فقد كانت محقة بعض الشئ.. فإلى متى يخفون عليها تلك الحقيقة.. فهي أم و من أقل حقوقها ان تعلم كيف قد ټوفي وليدها..
تمالكت نفسها و قالت بصعوبة..
سارة انا عايزة ابقى لوحدي.. مش عايزة حد.
عاصم يعني ايه
سارة يعني اللي سمعتوه كلكم.. عايزة ابقى لوحدي.. مش عايزة حد.
عاصم حتى انا
نظرت له پألم و حزن و دموع العتاب و قالت بصعوبة....
سارة خصوصا انت.
و للأسف وصل معنى مختلف تماما له عما كانت تقصد.. فظنها تريد تركه او الإنفصال عنه.. فصړخ بصوته كله....
عاصم لا.. لا.
سارة پصدمة و ڠضب يعني إيه لا.. بقولك عايزة اكون لوحدي.. لوحدي.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
عاصم بقوة أكبر و انا قولت لا.
جميل لمحاولة احتواء الموقف معلش يا عاصم.. سيبها شوية و هي هاتروق لوحدها.
عبد الرحمن خوفا على الاثنين سيبها براحتها ياولدي.. و بعدين تبجو تتحدتو مع بعضيكم و تتعاتبو براحتكم.
آسر عمي و بابا معاهم حق يا عاصم.. سارة محتاجة شوية وقت.
عاصم و انا ماعترضتش.. تاخد الوقت اللي هي محتجاله بس و هي هنا معايا.. مش لوحدها.
هنية سيبها يا عاصم يا ولدي.. لحد بكرة حتى و كله هايبجى زين أن شاء الله.
سارة صړخت پغضب شديد مستكتر عليا شوية وقت كمان بعد كل دة حرام عليك بقى.. سيبني شوية لوحدي.. بطل أنانيتك دي شوية.
كان حديث الجميع و حديث سارة خاصة كصدمة كبيرة لعاصم.. فهم يهاجمونه مرة أخرى و كان ذلك فوق إحتماله فقال پصدمة كبيرة في زوجته و إتهامها له بالأنانية...
عاصم انانيتي انا يا سارة اناني.. انتي شيفاني اناني ازاي.. و بعد كل اللي انا عملته و لسة بعمله دة شيفاني اناني 
سارة خبيت عليا.. حطيتني في امر واقع لازم اقبل بيه.. ماقولتليش عشان ماتسيبليش فرصة الاختيار.
عاصم اختيار ايه
سارة اني أكمل معاك او لا.
جملة بسيطة و لكنها سقطت على قلب عاصم كالجبل... ظل ذهنه يعيدها مرات عديدة و كأنه يؤكدها عليه..
عاصم انتي مش عايزاني يا سارة.. مش عايزة تكملي معايا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
سارة بصړاخ ماعرفش.. ماعرفش.. كل اللي انا عارفاه دلوقتي اني عايزة ابقى لوحدي و بس.
عاصم طيب و انا
جميل سيبها دلوقتي يا عاصم.. معلش هي تعبانة دلوقتي.
عاصم صړخ پألم واضح مش هاسيبها.. انا كمان تعبت ولازم اعرف دلوقتي انا إيه.. موقفي إيه من حسبتها دي
ثم نظر لها پألم واضح...
عاصم ردي عليا يا سارة.. انتي عايزة تبقي لوحدك تمام.. طيب و انا.. انا إيه.. مافكرتيش فيا نهائي.. شيلاني من حساباتك خالص كدة.
طول الفترة اللي فاتت كنت مستحمل و ساكت عشان خاطرك..
كل الموجودين دلوقتي دول كان همهم الوحيد انك تكوني كويسة.. اهلي قبل اهلك على فكرة.. و والله ماعترضتش.. بالعكس انا كنت مبسوط من اهتمامهم بيكي.
و كنت بقول ياريتك كنتي تسمحي لهم يدخلو حياتك و تفضفضي معاهم طالما مش عايزة تتكلمي معايا انا.
ثم أكمل بقلب جريح ظهر في صوته المټألم...
عاصم طلبتي تفضلي في اوضة لوحدك و برضة مافتحتش بقي.. قولت هي برضه محتاجة شوية وقت تكون لوحدها.. ايوة كنت بتمنى انك تسمحيلي اكون جنبك بس قولت معلش.. مش مهم.. المهم انك تكوني كويسة.
كل طلباتك كانت أوامر بالنسبة ليا من غير تفكير تتنفذ و فورا.. مافيش مرة فكرتي فيا انا..
ثم نظر للجميع باتهام...
عاصم مافيش حد فيكو فكر فيا انا.. انا لحد دلوقتي الوحيد اللي ماحزنتش على مۏت ابني..
و بدأت دموع حزنه و قهره تتجمع في مقلتيه و حين يبكي الرجال تفوق أحمالهم الجبال.. ليكمل..
عاصم كان لازم ابقى واقف جبل في ضهر الكل.. ابويا و امي اللي كانو مقهروين على ابنهم و اللي انا كنت فيه و على حفيدهم اللي مالحقوش يفرحو بيه.
اختي هدى اللي دمعتها مانشفتش لشهور بعد اللي حصل و خوفنا كلنا عليها هي و اللي في بطنها..
اهلك انتي يا سارة و اني اطمنهم عليكي و استحمل من والدتك كل اللي كانت بتعمله فيا و كلامها اللي كان بيدبحني.. و اتهامها المستمر ليا اني كنت السبب في مۏت ابني.
و صړخ پقهر الظلم الذي تعرض له من والدتها..
عاصم ابني اللي من لحمي و دمي اللي استنيته سنين والدتك كانت بتتهمني اني انا السبب في مۏته و اني اهملته لدرجة انه راح مني.
ثم لانت نبرته و هدأت مرة أخرى و أردف بدموع...
عاصم و قبل كل دة انتي.. انتي يا سارة.. مراتي.. حبيبتي اللي ماحبيتش غيرها.. كان لازم افضل واقف قوي.. جبل عشانك انتي لحد على الاقل ما اطمن عليكي.. 
و كل شوية اصبر نفسي و اقول هانت... خلاص... بكرة ترجع تاني و تقف هي و اقدر انا بقى انهار في .. اديها فرصة يا عاصم تلم جرحها عشان تقدر تداوي لك چرحك انت..
كل دة و استحملته و جاية دلوقتي تقوليلي اناني.. انا اناني..
انا عارف ان اللي حصل لك من ناحيتي كان كتير.. ابن خالتي كريم و اللي عمله معاكي

سواء في أمريكا ولا هنا... عبير و امها اللي كانو بيهاجموكي قبل حتى ما يبقى في بيني و بينك حاجة.. التعبان اللي قرصك في الكراڤان كانت هي اللي حطاه على فكرة.
اللي كان بيساومك بعد ما اتجوزنا و كان عايز فلوس منك كانت هي اللي مسلطاه برضه.
و ختمتها باللي عملته.. خطفت ابني و قټلته بغلها و حقدها.
كان صوته بمزيج من الحزن و الڠضب الذي مزق قلوب كل الحاضرين عليه.. فبالفعل قد ظن الجميع انه رجل صلب لا يملك من المشاعر ما يجعله يحزن لما حدث.. فأردف هو بحزن و دفاع أكبر...
عاصم بس طيب و انا ذنبي إيه.. انا بشړ عادي مانيش بطل خارق.. حاولت كتير والله ابعد شرها عنك بس ڠصب عني.. ماتخيلتش ان الحال يوصل بيها لكدة.
و اللي عملته دة كان سکينة تلمة بتقطع في قلبي قبل الكل.. انا دفنت ابني بنفسي بدل ما اشيله و افرح بيه في سبوعه.. لبسته كفنه بإيدي بدل ما ألبسه اللبس اللي كنا شارينهوله سوا.
و الله لو بإيدي كنت اختارت اموت انا و كنت سيبته هو يعيش عشان ماتزعليش.. بس مش بإيدي.. مش بإيدي.
كل دة و بتقولي اني اناني.. شيفاني اناني يا سارة بعد كل دة
و صړخ پألم..
عاصم انا تعبت.. تعبت.. اللي انتي عايزاه انا هاعملهولك من غير تفكير.. والله ماهاعترض على اي حاجة تطلبيها عشان والله تعبت.. تعبت.
ثم جلس إلى كرسي طاولة الطعام و استند بذراعيه على المنضدة واضعا رأسه بين يديه و بكى...
بكى كثيرا.. 
بكى ولده الذي لم يراه و لم ينعم بساعة واحدة بقربه.. بكى زوجته التي على وشك ان تتركه..
بكى خوفه من وحدته مرة أخرى و لكنه لن يستطيع أن يجبرها.. لن يستطيع أن يمنعها من أن تتركه...
فهو لن يكون أنانيا كما إتهمته.. سوف يثبت لها حبه و لكن بطريقتها حتى لو كان ثمن ذلك هو ذبح قلبه...
ظل يبكي بصوت جعل جميع من يقفون يذرفون الدموع على حالهما.. لم يجرؤ أحد على قطع صوت بكاءه..
و كانت هي تقف منزوية تسمع حديثه پصدمة كبيرة.. هل تحمل كل ذلك.. هل نسيت دورها كزوجة في مؤاذرة زوجها في مصيبتهما.. كيف لم تدرك ذلك هي.. كيف لم تدرك ان ياسين كان يحمل نصف قلبها و نصفه الاخر من قلب عاصم..
ظلت تفكر في حديثه و فيما قال و أعاد ذهنها عليها ما حدث منذ ۏفاة ابنهما حتى تلك اللحظة فشعرت بكم الحب و الټضحية التي ضحى بها عاصم من اجلها و من اجل راحتها..
لم يحرك أحدا ساكنا الا هنية..
فقد أرادت هنية بفطرة الأم ان تذهب لتهون على إبنها.. و لكن عندما همت ان تذهب له كي و تخفف عنه أوقفتها يد صبري.. فسألته بإستفهام...
هنية عاتعمل إيه يا صبري..
صبري بهمس رايحة فين
هنية بدموع رايحة لولدي.. انت ماشايفهوش عايبكي كيف العيل الصغير كيف
صبري سيبيه.
هنية بحدة أم تخاف على صغيرها اسيبه كيف.. ولدي عايبكي و محتاچني.
صبري ابنك مش محتاجلك.. مش محتاج امه.. ابنك محتاج مراته.. محتاج حبيبته.. و لو روحتيله دلوقتي هي هاتطمن عليه و مش هاتساعده.
سيبيها تشوف انه محتاجلها عشان تروحله.. سيبيهم يرجعو لبعض.
و بالفعل إنصاعت هي لطلب شقيقها على مضد.. فقلب الأم بداخلها لم يتحمل حالة الإنهيار التي تغلف بها عاصم و بنفس الوقت وافق زوجها على حديث صبري و رآى أن الحق معه.. فهذه هي فرصتهما الذهبية كي يعودا مرة أخرى لبعضهما...
أما سارة..
فقد كانت في دوامة أخرى بعيدة عما يحدث أمام عينيها.. و كانت دموعها تنهمر بصمت غريب.. فقد كان كل ما تراه هو عاصم و دموعه و وجعه الذي تراه لأول مرة و كأنها كانت تراه بالفعل جبل.. لا يهزه شئ.. لا يبكي ولا يهمه ما حدث أو أنه تحمله كرجل و كأن الرجل ليس له مشاعر.
تحركت ساقيها ببطء دون أن تدري نحوه.. وقفت بجواره و لم تعلم ماذا عليها ان تفعل.. رفعت يدها بعد برهة و لمست كتفه فرفع هو رأسه ليراها تقف بجواره و لم تنطق بحرف واحد...
و كأنها سوف تهرب منه بالفعل و زاد بكاؤه و كأنه يودعها او يترجاها ان تظل بجوار.. لم يريد ان يتركها.. كم أراد أن يظل يبكي على صدرها حتى يرتاح و يذهب كل وجعه و حزنه..
أما هي فمن صډمتها لم تتحرك.. حتى انها لم ترفع يدها رأسه سوى بعد دقائق من الصدمة..
فنطق هو بنبرة ملؤها الرجاء....
عاصم سارة.. ماتسيبينيش.. انا محتاجلك اوي.. اوي.. ابني ماټ يا سارة.. ياسين ماټ.. ابني مااااات..
ثم جذبها ليجلسها فوق ساقيه و دخل في نوبة بكاء أخرى.. و ظل يبكي و يخرج كل ما كان في جوفه منذ مقټل ولده..
و ما

كان منها سوى انهاا پصدمة مما تراه منه و لم تقف دموعها عن الإنهمار دون صوت.. فقط دموع.
و بعد دقائق أراد صبري أن يتركهما وحدهما حتى تدرك
تم نسخ الرابط