دوائي الضرير

موقع أيام نيوز

يا حاچة.. خير.
هنية ما ماليش عاد.
عبد الرحمن واه.. عليا اني برضيك.. دة انتي خلاص جربتي تفرجعي.. جولي مالك في ايه
هنية يعني انت عاچبك مرة ولدك و سوجانها العوچ اكده.. 
عبد الرحمن خليكي حجانية يا حاچة... من مېتة ساجت العوج بس.. دة البنية من يوم يومها كيف البلسم.
هنية اومال ايه الدلع الماسخ دة ثم بدأت

في تقليدها لا ماكولش.. لا ماشربش.. لا مانامش.. دة تسميه إيه ده
عبد الرحمن اسميه مراة ولدك و بتتوحم و الحبل تاعبها و باين عليها كمان.. إيه مانستحملوهاش هبابة يعني.
هنيةبعدم رضا لا طبعا.. نستحملوها.
عبد الرحمنضاحكا هههههههه.. مش من جلبك.. هاتيلي طيب الصحن اللي هناك دة و اعملي لولدك و مرته صنيتهم خليه يوكلها لجمة.
هنية حاضر..
أما بالأعلى بغرفة عاصم....
دخل عاصم الى غرفته فوجدها تجلس على الفراش و تعطيه ظهرها.. تنهد بتعب و تحرك نحو الفراش هاتفا بإسمها...
عاصم سارة.. حبيبي..
لم تعطيه إجابة فجلس خلفها.. و أكمل..
عاصم حبيبي انتي لسة زعلانة.. صدقيني ماما مش قصدها دي بس خاېفة عليكي.
فأمسك بذراعيها ليديرها اليه حتى يراها فوجد الدموع تحفر مجراها على وجنتيها.. فسألها پخوف..
عاصم سارة مالك بټعيطي ليه.. حصل إيه بس لكل دة..
سارةبدموع مافيش حاجة..
عاصم ازاي بس مافيش و انتي عمالة ټعيطي بالشكل دة.. يا حبيبتي اهدي شوية طيب عشان اللي في بطنك..
و هنا لم تحتمل هي أكثر فهبت واقفة پغضب قائلة...
سارة يوووه بقى.. هو كل حاجة عشان اللي في بطنك.. كلي دة عشان اللي في بطنك.. ماتاكليش دة عشان اللي في بطنك.. اعملي كدة عشان اللي في بطنك..
طيب و انا.. مابقاش ليا لازمة خلاص الا عشان اللي في بطني صح
عاصممسايسا مين بس اللي قال كدة.. انتي اهم و اغلى حاجة عندي.
سارة حاجة مجرد حاجة.
عاصمبشئ من الڠضب و بعدين بقى يا سارة ماهو مش طريقة دي.
سارة صح... انا اسفة.. خلاص ماتشغلش بالك.. روح نام انت عشان تصحى بدري لشغلك و انا مش مهم.
قالت جملتها پغضب ثم تركته و ذهبت لتجلس على أحد الكراسى و هي تضم ساقيا تخبيء وجهها الباكي بهما.. فعلم هو انها نوبة من نوبات هرموناتها المچنونة.. فالحمل قد أثر عليها بشدة و جعلها أكثر عصبية و أكثر ضعفا أيضا في نفس الوقت..
فاتجه نحوها و جلس امامها على ركبتيه بحنان... امسك ذراعيها التي تحاوط بهما ساقيها و رفع وجهها الباكي له...
عاصم مالك بس يا قلبي.. إيه اللي مزعلك و انا اصلحهولك.. قوليلي إيه اللي يريحك و انا اعملهولك..
سارةبدموع المشكلة اني مش عارفة مالي.. انا واثقة ان انت و ماما هنية و بابا عبده بتحبوني اوي.. و بتقولو كدة عشان صحتي أنا قبل البيبي.. 
بس مش عارفة ليه الكلمة دي بقت تضايقيني..
عاصم خلاص مش هاقولهالك تاني.. و هاخلي ماما ماتقولهالكيش تاني.. 
سارة لا ماتقولهاش.. هاتزعل.
عاصممبتسما من طيبة قلبها حاضر مش هاقولها خلاص.. كفاية عياط بقى عشان خاطري.. و بعدين انتي اكتر واحدة المفروض تبقي عارفة ان كل دة هرمونات حمل مش اكتر.. 
سارة دة جنان حمل مش هرمونات حمل ابدا.
عاصم هههههههههه.... احلى جنان في الدنيا و على قلبي زي العسل.. بس بالراحة عليا شوية انا مش قدك..
أما هدى و آسر و الذي بلغت سعادته عنان السماء بخبر حمل زوجته كانا يعيشان اجمل ايام حياتهما.. 
فبعد حمل هدى اصبح آسر يراعيها و يسهر على راحتها اكثر من ذي قبل.. فقد كان يوصلها لجامعتها صباحا و يمر عليها بعد عمله ليعودا معا إلى المنزل..
و التهبت حرارة حبهما كثيرا في تلك الفترة.. فقد كانت هدى تطلب حبه و عشقه طوال الوقت و كان هو اكثر من سعيد لتلبية طلبها..
و في ذات ليلة...
كانت هدى تجلس على تلك الأرجوحة التي تقع في ركن بعيد في بهو شقتهما و هي تقرأ كتابا يخص دراستها عندما وقعت عينها صدفة على زوجها و هو يجلس أمامها يعمل على حاسوبه المحمول و هو لم يلاحظ هيامها به.
أخذت تنظر له بحب و هيام و كأنها تراه لأول مرة.. وضعت طرف قلمها بفمها و ظلت تتأمله بحب.. دخلت بذهنها إلى ذلك العالم الجميل الذي لم يكن به بشړ سواها معه و ظلت به و لم تلاحظ حتى انه انتبه لها.
أما آسر..
فقد كان يعمل على حاسوبه على ذلك الملف الذي طلب منه رئيسه رأيه الصريح فيه.. رفع عينيه صدفة ليأخذ جرعته الدورية من محبوبته الذي يأخذها كل بضع دقائق ليجدها على نفس وضعها.
ابتسم لها بحب و غمزها بجرأة و لكنها لم تحرك ساكنا.. عقد ما بين حاجبيه بحيرة.. ثم وضع حاسوبه جانبا..
وقف بعد دقائق ليتجه إليها.. لم تحيد نظراتها عنه إلى أن جلس بجوارها على نفس الأرجوحة فهي تتسع لشخصين.. نظر لها و هتف بإسمها بهمس...
آسر هدى...
همهمت دون رد فسألها دون تردد بنفس الهمس..
آسر مالك يا قلبي..
هدى مافيش.
آسر اومال بتفكري و سرحانة في ايه اوي كدة
هدى فيك.
آسرإبتسم بحب و اعتدل لها يا يختي... بس اشمعنى يعني
هدى اصلي بحبك اوي.
آسر دة انا اللي بمۏت فيكي.. 
هدىبعد ان فاقت من شرودها إيه دة يا آسر انت بتعمل إيه هنا مش كنت بتشتغل على الكنبة
آسر ماهو انا لما الاقي القمر دة

مركز معايا اوي كدة لازم اسيب الدنيا كلها و اجيله جري مش اسيب شغلي بس.
هدىبتلعثم و... و هو انا كنت مركزة معاك يعني
آسر هو انتي ماكنتيش عارفة ولا ايه
هدىبعصبية كي تخفي خجلها لا طبعا انا ماكنتش مركزة معاك انا كنت مركزة في المذاكرة.. انت بتضحك عليا.
آسر لا ماحصلش انتي كنتي بصالي و مركزة اوي و سرحانة كمان بدليل انك ماخدتيش بالك مني لما قمت و جيتلك هنا و قعدت جنبك غير لما كلمتك صح
هدىبخجل بجد كنت سرحانة اوي
آسر اوي اوي كمان.. في ايه بقى يا ست الكل.. إيه اللي واخد عقلك.
هدى انا نفسي مش عارفة و مستغربة نفسي اوي... بقيت مركزة معاك اوي اكتر من اي وقت قبل كدة.. بقيت عايزاك تفضل قدامي كدة 24 ساعة و افضل ابص عليك..
بقيت بتوحشني حتى لو بعدت عني ربع ساعة بس.. مش عارفة إيه اللي انا فيه دة.
آسرمقبلا يدها التي مازالت بين يديه دة اسمه حب يا قلب آسر من جوة.
هدى طيب ما انا بحبك من يوم ما عرفتك و ماكنتش ببقى عاملة كدة.. بس انا حاسة اني الفترة دي بقيت بحبك اكتر.
آسر دة انا اللي بقيت بحبك اكتر و اكتر و اكتر..
هدى اييه رايح فين انت.
آسر انا شخصيا فاضي ماوراييش اي حاجة في الدنيا دي كلها اهم منك... و انتي بقى.. وراكي حاجة اهم مني
هدى لا بس...
آسرو هو يقف وحشتيني و انا عارف اني واحشك يبقى نستنى إيه بقى.
مرت شهور الحمل على خير لكلاهما.. و مع اقتراب شهر سارة التاسع زاد خۏفها و مع خۏفها زاد توترها مما جعل وسواسها الداخلي يزداد و يزداد..
فقد كان أقل ألم تشعر به يجعلها تتصور انها سوف تلد.. و توقظ عاصم و توقظ المنزل كله حتى تهدأ و تمر تلك اللحظة فيزفر الجميع بأريحية و لكنهم يخبئون بداخلهم سخطا على تلك التي توقظهم من اجمل أحلامهم على وهم ولادتها..
حتى أن عاصم نفسه قرر انه لن يلتفت إلى أي من تشنجاتها تلك مهما حدث..
إلى أن جائت تلك الليلة..
كان الجميع نيام في هدوء و في نفس الوقت في ترقب تحسبا لحدوث نوبة ړعب من نوبات سارة بولادتها..
و كانت ليلة عادية الا عليها..
كتمت ۏجعها و ألمها في داخلها على أمل ان تمر تلك الليلة بألمها كالعادة و لكن ذلك لم يحدث..
و عند مرحلة ما لم تستطيع كبت ۏجعها اكثر من ذلك.. نكزت عاصم و الذي لم يكن نائما من الأساس فهو قد شعر بها ما أن استيقظت و ظلت تتقلب يمينا و يسارا پألم و لكنه لم يتحرك حتى إن كانت نوبة كاذبة تذهب لحالها..
و عندما نكزته...
سارةپألم عاصم... عاصم..
همهم عاصم دون رد...
سارة عاصم قوم.. اصحى انا شكلي بولد.
عاصم قديمة.. 
سارةصړخت بۏجع عاصم انا مابهزرش..
انتفض هو عندما تغيرت نبرتها للبكاء و الألم و التي لم يكن قد سمعها منها قبل ذلك.. جلس بجانبها فوجد دموعها تبدأ في التناوب من عينيها.. فسألها بقلق ...
عاصم ايه يا سارة مالك.. انتي تعبانة بجد ولا زي كل مرة.
سارة مش عارفة.. مش عارفة.
عاصممزمجرا بحدة عارفة لو طلع مقلب زي كل مرة هاعمل فيكي إيه.. هاولدك دلوقتي قيصيري و بإيدي مش في مستشفى حتى..
سارةپغضب انت بتهزر
عاصم ما انا زهقت.
سارة ااااااااه..
عاصمبجدية إيه دة انتي تعبانة بجد.
سارة اومال هاصحيك الساعة 3 الفجر عشان اهزر معاك.
عاصم عملتيها كتير يا قلبي قبل كدة.
سارة لا كنت ببقى تعبانة بجد مش هزار.. بس المرة دي انا تعبانة اكتر بجد.. اااه..
عاصم طيب اهدي.. اهدي و قوليلي حاسة بإيه
سارةبدموع حاسة بخبط جامد اوي في ضهري.. و بطني ۏجعاني اوي.. انا تعبانة اوي يا عاصم..
عاصمبحيرة اعمل إيه طيب.. اعمل إيه اجيبلك ايه
سارة هاتلي ماما.. هاتلي ماما بسرعة.. كلم بابا كمان.
عاصم لا ماما و بابا إيه دلوقتي.. دول بعيد اوي.. بس ماما انا اقرب.. ثواني هاندهالك.
و هب من على الفراش بسرعة الفهد و اتجه نحو غرفة والديه و أخذ يطرق الباب بسرعة و عڼف ...
عاصم اما.. يا ام عاصم.. حاج عبده..
ظل على حاله حتى فتحت والدته الباب و وقفت امامه متسائلة....
هنية خير يا ولدي.. إيه اللي مصحيك دلوجت.
عاصم سارة ياما تعبانة اوي.. شكلها عاتولد.
هنيةبنفاذ صبر تاني!! ما كنا ارتحنا منيه الموال ده بجالنا كام يوم.
عاصمبجدية و قلق لا ياما.. شكلها تعبانة جوي.. باينها هاتولد صح.
هنية واه.. طيب وسع اكده لما اشوف بيها ايه
تركته و ذهبت الى غرفته حتى ترى ما بها.. و استوقفه هو صوت والده الذي سأله....
عبد الرحمن مالها مرتك يا عاصم
عاصم ماخبرش يابوي.. شكلها هاتعملها الليلة.
عبد الرحمن ربنا يچيب العواجب سليمة و يجومها بالسلامة.
عاصم يارب يابوي يارب.. اني هاروح اشوفها و اشوف امي عاتجول إيه.
ذهب خلف والدته و دخل الغرفة ليجد والدته تساعدها على الجلوس على الفراش بعد ان كانت متسطحة عليه....
عاصم إيه ياما

بتجوميها ليه
هنية شكلها عاتولد صح يا عاصم.. كنت هاعدلها عشان تنام شوية الساعتين دول لحد الصبح.
سارةپبكاء عاصم الحقني انا خاېفة اوي.
عاصماقترب منها ماتخافيش يا قلب عاصم.. انا معاكي و مش هاسيبك.
هنية تجلجيش يا سارة.. دة انتي بكرية يعني لسة بدري على ما تولدي.
سارة كلملي ماما يا عاصم.. هاتلي ماما عشان خاطري.
عاصم حاضر يا روحي حاضر.. نوصل المستشفى و هاكلمهملك على طول.
هنية مستشفى
تم نسخ الرابط