دوائي الضرير
المحتويات
قصدك ايه
شاكر كريم راجع أمريكا تاني.
كريم خليني اخلص الرسالة بتاعتي و اشوف مستقبلي بقى انا كمان و ادور على بنت الحلال اللي انت خليتني اتخيل اني خلاص مش هاقدر الاقيها اصلا.. خليني اتلم بقى.
عاصم ابتسم له ربنا يرزقك بواحدة تلمك بجد.
شاكر رافعا يديه في وضع الدعاء و انا كمان و النبي يارب.
ضحك الثلاثة معا و قال عاصم..
كريم ان شاء الله.
عاصم طيب ما تدخلو تحضرو سبوع زياد ابن هدى.
كريم لا مافيش داعي نبوظ اليوم دة عليكم.. ماعتقدش حد هايكون مرتاح في وجودي.. و بعدين انا معاد طيارتي يادوب الحقه أصلا..
كريم أحنا عرفنا باللي حصل.. بس بصراحة ماحدش فينا كان ليه عين يجي يعزيك.. ربنا يعوض عليك.
عاصم ربنا كبير.
كريم هانستأذن احنا دلوقتي بقى عشان معاد الطيارة بتاعتي.. و ابقى اعتذر لسارة بالنيابة عني.. و لو اني مش عارف اعتذر لها عن إيه ولا ايه
عاصم خد بالك من نفسك.
تركاه وحيدا ورحلا إلى مقصدهما.. و دخل عاصم الى منزله مرة أخرى و قرر ألا يخبر أحد عن تلك الزيارة قط.. حتى لا يعكر صفو هذه الليلة السعيدة.
اخر فقرات الإحتفال التي قامت بها هنية.. فقابلته سارة التي كانت على وشك الخروج لإستعجاله..
عاصم إيه يا روحي رايحة فين
سارة كنت خارجة اشوفك.. انت كنت فين كل دة
عاصم مافيش انا موجود اهو.
سارة اومال ايه اللي اخرك برة كل دة
عاصم سلامتك يا قلبي مافيش حاجة... دة بس حد كان عايزني في شغل و مشي خلاص.. و نظر حوله لهدوء المنزل اومال فين باقي الناس
عاصم طيب ممكن تخليهم 4 قهوة احسن انا حاسس ان ام عاصم كانت بتدق الهون في دماغي.. عملت لي صداع فظيع.
سارة سلامة دماغك يا حبيبي.. حاضر و هاعملهالك بإيدي كمان.
تركها لتذهب إلى المطبخ لتعد لهم القهوة و نظر هو في إثرها بأمل.. ثم دخل هو إلى الحديقة الخلفية ليجد والده بصحبة جميل و صبري يجلسون معا في هدوء بعد إنتهاء حفل السبوع يتناقشون في بعض الأمور...
عاصم منورين يا جماعة.. دة البيت زارته البركة النهاردة بيكم والله.
جميل منور بيك و بمراتك يا عاصم.
عاصم في حياتك يا بوي.
صبري و انت عامل ايه مع سارة دلوقتي يا عاصم.. وصلت لفين
عاصم تنهد بتعب ماوصلناش والله يا خال.. زي ما أحنا على أخر حاجة حكيتهالك.
جميل عاصم.. انا بجد بقيت قلقان على سارة اوي اكتر من اي وقت.. في كل حاجة كانت بتحصل لها قبل كدة كنا بنبقى كلنا حواليها و معاها و حتى هي كمان كانت بتتكلم معانا و مش بتحب تبقى لوحدها و بتطلب وجودنا حواليها.
لكن المرة دي كل ما اكلمها تقولي كويسة و انا مش شايفها كويسة خالص.. بالعكس دايما تعبانة و حزينة و ماحدش فينا عارف يعمل لها حاجة ممكن يريحها بيها.
عبد الرحمن ربنا كريم يا چميل ياخوي.. ربنا شايف كل حاچة و مطلع على الجلوب.. و ربنا هايجف معاها زي ما وجف جبل اكده.
جميل و نعم بالله يا حاج عبد الرحمن.. بس برضة حالتها كدة مش مطمناني خالص.. ثم نظر لعاصم بحذر و بعد تفكير ماتفكر تاني يا عاصم في إقتراح دكتور صبري انك توديها المستشفى.. هناك هايبقى احسن أكيد.
عاصم بشكل قاطع لا طبعا.. انا مراتي مش مچنونة عشان اوديها مستشفى.
صبري و مين بس اللي قال انها مچنونة.. و بعدين انت اللي بتقول كدة يا عاصم.. إذا ماكنتش انت كنت اول واحد كان بيتحايل على هدى عشان تروح المستشفى.. و بعدين الاهتمام هناك هايبقى أكبر برضة.
عاصم لا يا خال لا.. هدى غير.. هدى وجودنا جنبها ماكنش معوضها عن اللي خطيبها عمله.. لكن انا موجود جنب سارة.
وجودي جنبها في المصېبة دي هو اهم شئ... لأن أحنا في المصېبة دي مع بعض.. لو ماوقفناش مع بعض و سندنا بعض مين يقف جنبنا.
و إذا كان على الاهتمام فمش ممكن حد يهتم بيها اكتر مني.
جميل ماشي يا عاصم كلنا معاك و موافقينكزعلى كلامك دة.. بس....
عاصم قاطعه بهدوء مابسش يا ابو آسر.. وجودكم على عيني و على راسي يا عمي طبعا و أكيد مهم.. أحنا من غيركم ولا حاجة.. بس الچرح دة بالذات لازم نداويه أحنا الاتنين بنفسنا.. لازم نداويه مع بعض و ببعض.
عبد الرحمن عاصم عنديه حج.. مافيش راچل صح يجبل مرته في صحتها و لما تمرض يسيبها.. دة مايبجاش راچل.. ربنا يعينكم و يصبركم يا ولدي و يعدي المحڼة دي بخير.
عاصم ربنا كبير يابوي.
ساد صمت لمدة وجيزة حتى سأل صبري...
صبري طيب و هي عرفت ان عبير هي اللي.....
عاصم رد بحزن لا يا خال.. لسة ماعرفتش.
صبري بس أنت عارف إنها لازم تعرف.. و انا قولتلك كل ما تقولها بدري كل ما ۏجعها هايخف أسرع.
جميل دة غير زعلها منك كمان.
عاصم نظر له بتعجب مني انا!! ليه
جميل لأن سارة هاتشوفك في الحكاية دي انك كدبت عليها و إن انت خبيت عليها و دة هايزعلها منك اوي.. خصوصا لأنها مابتحبش حد يخبي عليها حاجة.. عايز اقولك انها يمكن تزعل مننا كلنا أحنا كمان عشان خبينا عليها معاك.
عبد الرحمن و خصوصي في حاچة زي دي.
عاصم و هي هاتشوف خۏفي عليها و اني خبيت عنها حاجة ممكن توجعها بالشكل دة و يمكن تجرحها اوي كمان اني كدبت عليها.. انا بس كنت خاېف عليها.
صبري ماختلفناش.. بس كمان ماكنش ينفع تخبي عليها حاجة زي دي كدة ولا كدة كان هايجي اليوم و تعرفها.
عاصم و لو كانت تعبت!!
جميل كان هايبقى تعب بتعب... يعني هي دلوقتي مرتاحة.. ماهي تعبانة برضة.
عاصم يعني إيه!! انتو كنتو عايزيني اعمل إيه.. اروح لها و هي لسة والدة و يادوب عرفت
ان ابنها ماټ و اكمل عليها و اقولها ان اللي قټلته تبقى عبير طليقتي.. عايزني اقولها إيه.. ان عبير من كتر الغل اللي هي فيه خطفت ابننا و اول فرحتنا و قټلته بإيدها.. ازاي يعني
صبري بس كمان يا عاصم....
و قبل أن يكمل حديثه سمع الجميع صوت تحطيم آت من الخارج... فأنتفض جميع من بالمنزل ليجدوا سارة تقف في مدخل الحديقة متجهمة لا تتحرك و كأنها تحولت لتمثال أبكم...
كان أول من ركض نحوها هما عاصم و آسر نظرا لسرعتهما و تجمع الباقين حولهم ليطمئنوا عليها...
عاصم سارة.. إيه يا روحي اللي حصل!!
آسر شكلها اتشنكلت في السجادة وقعت الفناجين.
نظر حولها فلم يجد اي سجاد.. فقد كانت تقف على أرضية عاړية ليس عليها شئ.. و لكنه لم يهتم بالأمر فنظر لها مرة أخرى و قال...
عاصم فداها 100 فنجان.. بس تعالي كدة بعيد عشان ماتتعوريش.
هم ان يمسك بيدها و لكنها لم تتحرك معه فنظر لها ليجدها تنظر له بنظرات خاوية ليس بها سوى قشرة كثيفة من الدموع لم تعلم متى و كيف تكونت...
و لكنها ظلت على ثباتها حتى أن قلب عاصم قد أنبأه بإحتمالية وجود شيئا ما و لكنه لم يعلم ماهيته.. و لكن آسر لم يفكر في ذلك فسألها بعد أن طال صمتها....
آسر سارة انتي كويسة ولا اتعورتي ساكتة ليه في حاجة بټوجعك
عاصم مالك يا قلبي.. مخضۏضة كدة ليه
أيضا لم تنطق بحرف واحد و مازالت عينها مثبتتان على عاصم و بهما سؤال واحد لم يفهمه سواها.. و جاهد فمها ليخرج ما يلهب قلبها و سألت سؤال غير واضح الكلمات و كأن لسانها يأبى ان يقولها...
سارة بصعوبة انت.. هي.. هو انت.. اللي أنا.. سمعته دة...
و صمتت و كأنها لم تعرف ان تكون سؤال تكون إجابته مرضية لها و لا تذبح فؤادها الذي لم يشفى جرحه بعد... و لكن عاصم إرتعب بشدة مما قد يكون قد وصل له فلم يعقب على أمل ان تنسى سؤالها و لكن سعاد سألتها پخوف..
سعاد في ايه يا حبيبتي.. مالك مسهمة كدة ليه
آسر مالك يا حبيبتي.
سارة و لم تحد نظرها عن زوجها و كأنها تريده ان يجيبها دون ان تسأل انت.. انت كنت.. بتقول ان.. انت قولت ان..
عاصم ازدرد لعابه بحذر و ترقب سارة
سارة هو.. هو ياسين.. هي.. هي عبير ليها يد في اللي حصل
عاصم سارة انتي..
سارة نفضت يده عنها و صړخت فيه رد عليا.. عبير طليقتك ليها يد في اللي حصل لياسين إبني رد عليا.. انطق.
صدم الجميع من حديثها و لم يعلم احد عن مصدر معلوماتها.. و ظل الجميع يتسائل كيف علمت و ماذا عرفت.. لكن عاصم نظر لها پخوف و كان جسده ينتفض بړعب و يحاول هو أن يثبته و نطق اخيرا..
عاصم سارة اسمعيني.. أنا...
إقترب منها كي يحتوي يديها بيديه و لكنها هزت رأسها نفيا و ابتعدت عنه خطوتين.. و بما فعلت أشعلت في رأس الأخر نيران ملتهبة من الخۏف الذي ظهر جليا عندما جحظت عيناه بړعب حقيقي....
فأكل هو المسافة الفاصلة بينهما في خطوة واحدة و أمسك بيدها بقوة و قال پخوف و هو ينظر في عينيها...
عاصم لا.. لا.. انا ماعملتش كل دة عشان في الأخر تبعدي عني.. انا خبيت عليكي عشان خۏفي انك تسيبني فمش هاسمحلك انك تسيبيني و تبعدي دلوقتي لا.. فاهمة لا.
تفاجئت حالها كحال الجميع بذلك المارد و تلك القوة التي خرجت منه بشكل مفاجئ حتى أن أحدهم لم ينطق و قرر الجميع ترك الساحة لهما حتى يخرج كل منهما ما بداخله للأخر..
ظل ممسكا بيدها و هو ينظر لعينيها بإصرار و قوة بينما نظرت هي له پخوف و برهبة... خاصة عندما تبادر لذهنها ذلك المعنى المقيت و هو انه لم يخبرها بشئ حتى تبقى بجانبه دون ان يلتفت هو لمعاناتها و إلى رأيها..
سارة ليه خبيت عليا ليه
عاصم عشان خۏفت.. خۏفت عليكي و خفت منك.
سارة سألته باستفهام حائر عليا و مني ازاي
عاصم ترك يدها ببطء خفت عليكي من صدمة زي دي.. و انتي كنتي لسة تعبانة من الولادة أصلا دة غير خبر مۏته.. خۏفت عليكي لو عرفتي تتعبي اكتر.
و خۏفت
متابعة القراءة