دوائي الضرير
المحتويات
انت ماكالتش حاچة يا ولدي.
عاصم مالياش نفس ياما.. تصبحو بخير.
تركهم و اتجه لغرفته.. و أثناء سيره وقف أمام باب غرفتها و بصعوبة شديدة منع يده من أن تطرقه لكي يطمئن عليها.. تحرك من أمام غرفتها و دخل غرفته و ظل ينتظر نومهم بفارغ الصبر.. و قد مرت الساعات طويلة مملة تحرقه بڼار الانتظار قبل أن يمسك بهاتفه و يطلب رقمها... و لكنها لم ترد.. مرة و أخرى و ثالث... ثم......
خاصة بعد أن ارسل لها كريم تلك الرسالة الصوتية..
كريم مساء الهنا على عيوني انا.. الله عليا.. دة انا عليا جمل عليا جمل.. انفع شاعر والله..
المهم..
مالك من ساعة ما كنا مع بعض امبارح ماخرجتيش من اوضتك ليه.. وحشتيني على فكرة..
اطلعي يا سارة.. اطلعي عشان لو ماطلعتيش هادخلك انا.. ولا مش قادرة على بعد حبيب القلب..
و بكرة الصبح على الفطار.. بدل ما يفطرو بيض و جبنة و عسل.. هايفطرو بأخبار علاقتنا في أمريكا مع شوية تحابيش كدة من عندي إنما ايه.. هاتعجبك اوي.. سلام يا قطة.. مستنيكي.. ماتتأخريش عليا.
خشيت من رد فعله إن علم بحزنها أو عندما يسمع صوتها الباكي.. و لكن مع إصراره ردت عليه في المرة الثالثة..
سارةبصوت خاڤت حزين و مرهق الو.
لم ترد عليه.. فنبرته القلقة اوجعتها.. فكيف ستعيش بدونه و بدون حبه و قلقه عليها الذي يحيها.. كتمت شهقة بكائها بكف يدها حتى لا يسمع صوتها الباكي.. و لكن صمتها زاد اشتعال قلبه..
عاصم سارة ارجوكي ردي عليا.. انا ماصدقت أنهم طلعو اوضهم و نامو عشان اعرف اكلمك.. ردي عليا ماتوجعيش قلبي اكتر من كدة.
عاصم كويسة ازاي لا صوتك مش كويس خالص.. يا سارة انا قلقان عليكي.. لا مش قلقان انا خاېف.. مړعوپ كمان عليكي... و صوتك بيقول انك مش كويسة و فيكي حاجة مش طبيعية خالص.. ارجوكي يا سارة ريحيني و طمنيني عليكي.. عشان خاطري..
ثم أمرها بحسم اطلعي الروف يا سارة حالا.
سارة معلش يا عاصم مش هقدر أطلع النهاردة.. تعبانة و عايزة انام.
سارة عاصم عشان خا....
عاصممقاطعا عشان خاطري انا اطلعي الروف.. 10 دقايق بس اطمن عليكي و ننزل.. ارجوكي.. وحياتي يا سارة عايز اطمن عليكي..
صمتت بتفكير و تنهدت بأسى حتى تتمالك دموعها... فأكمل عاصم بتشجيع....
عاصم افتحي الباب انا هاجي اخدك.
سارة لا لا خلاص.. اسبقني و انا بس هاغسل وشي و احصلك.
عاصم حاضر بس ماتتأخريش عليا.
بدلت ملابسها و غسلت وجهها حتى تزيل آثار دموعها و بكائها و حاولت أن تبدو طبيعية بقدر الإمكان.. تركت غرفتها و إتجهت إلى الخارج و كانت عيون كريم تراقبها من بعيد دون أن تشعر به.
ظل يراقبها حتى دخلت من باب الروف.. تتبعها بعينيه ثم ذهب خلفها نحو الباب و ظل يراقبهما من خلفه عبر فتحة صغيرة لا تظهر في ظلام الليل.. ثم أخرج هاتفه و قام بتصويرهما...
وصلت سارة و دخلت حيث تلتقي بعاصم الذي انتظرها كثيرا على ڼار شوقه الحارق... وقف بمجرد أن رآها تفتح الباب.. ذهب إليها و امسك يدها و قبلهما بشوق رد لقلبه روحه و نبضه...
عاصمبشوق سارة.. وحشتيني.
سارةابتلعت غصة حاړقة بجوفها انت كمان.
عاصمبحزن مش باين..
سارةبعتاب ليه بتقول كدة.
عاصم مختفية عني بقالك كام يوم.. مش بتطلعي هنا نتكلم زي كل ليلة.. بتردي على مكالماتي بالعافية بعد ما اتحايل و ازعق و اټخانق.. مالك يا سارة.. طمنيني.
سارةبتلعثم طيب... طيب هانفضل واقفين كدة.. مش نقعد الاول.
عاصم حاضر ... تعالي نقعد.
جلسا بجانب بعضهما و لم يفلت يدها..
عاصمبإصرار ها يا ستي.. ادينا قعدنا.. قولي بقى مالك.. فيكي ايه ايه اللي تاعبك ولا مضايقك و مغيرك اوي كدة
سارة بجد عايز تعرف يا عاصم.
عاصم طبعا يا روح عاصم.. انتي مش عارفة حالتك دي عاملة فيا ايه.. قولي يا سارة.. قولي كل اللي في قلبك من غير خوف..
سارةبحزن حاسة اني مش شايفة..
عاصمقبض قلبه لجملتها التي يسمعها منها للمرة الثانية انتي تاني مرة تقولي كدة.. بس انا مش فاهم قصدك ايه
سارة فاكر لما قولتلك اني اول ما فوقت بعد الحاډثة و لقيت نفسي مش شايفة فضلت أصرخ و ماكنتش متقبلة حالتي دي
عاصمأزاح خصلة متمردة من شعرها قاصدا لمس وجهها بحب و كأن لمسته سوف تعيد لها نظرها فاكر يا قلبي فاكر..
سارة فضلت كتير حاسة ان في طوق حديد بيلف حوالين رقبتي بېخنقني.. كنت حاسة نفسي في اوضة ضلمة حيطانها بتتحرك و تضيق عليا و بتفعصني كمان.
لما دخلت معهد التأهيل الفكرة دي ابتدت تروح واحدة واحدة.. مع العلاج ابتديت اشوف اي جانب إيجابي في اللي حصل و اللي انا فيه عشان اكمل حياتي.
و مع الوقت حسيت إن موضوع عينيا دة مش نهاية العالم.. لا انا أقدر أعيش من غير عينيا.. أقدر أعيش بخيالي.. كنت بستعمل خيالي في كل حاجة فماكنتش بحس اني مش شايفة.
عاصم طيب و إيه اللي حصل.. ليه حاسة انك مش شايفة
سارة عشان خاېفة.
عاصمعقد حاجبيها بتعجب و خوف عليها خاېفة من ايه
سارة من الدنيا.. يمكن من الايام.. مش عارفة.. بس خاېفة.. حاسة اني بقع من جبل عااااااالي اوي.. في ليلة ضلمة مافيهاش قمر.. لا الأرض بتقرب ولا خۏفي من الوقعة بيقل.
عاصم كل دة يا سارة.. كل دة مخبياه جواكي و ساكته.
سارة الخۏف و الړعب خانقيني.. حتى الكلام بقى بيخرج مني بالعافية.
عاصمضغط على كف يدها بدعم خاېفة و انتي معايا.. قد كدة وجودي مش فارق معاكي.
نزلت دموع سارة .. و استقبلها هو بكل حب و سعادة و سعة صدر و استطاع أن يدعمها بكل قوته..
سارةو تغير صوتها بسبب بكائها انا مافيش حاجة مصبراني لحد دلوقتي غير وجودك يا عاصم.. انت وجودك هو اللي مخليني متماسكة لحد دلوقتي.. انت اللي مقويني.
عاصم سارة.. انا مش فاهم حاجة.. احكيلي طيب في ايه.
سارة عاصم ممكن اسألك سؤال و ارجوك تجاوبني عليه بمنتهى الصراحة.. و اوعدك مهما كانت اجابتك عمري ما هازعل منك ابدا ابدا... ممكن
عاصم طبعا ممكن.. و أكيد هاجاوبك بصراحة.
سارة هو انت ممكن يجي يوم و تسيبني يا عاصم
عاصمبدون تفكير إيه الكلام دة.. مستحيل طبعا.. اسيبك ازاي و انتي بقيتي روحي.. بقيتي الهواء اللي بتنفسه.. مستحيل يا سارة مستحيل.
سارة مهما كانت الأسباب.
عاصمقبل يدها بعمق مهما كانت الأسباب يا روحي.. يا سارة خليكي صريحة و قوليلي فيكي إيه.. ريحيني و ريحي نفسك كمان.
سارة اوعدك اني هاقولك كل حاجة بس في الوقت المناسب.. ممكن تستحملني شوية بس.
عاصم انا استحملك و استناكي العمر كله يا سارة.. بس انتي شكلك مخبية عليا حاجة كبيرة اوي.. حاجة مخوفاكي لدرجة انها بعدتك عني بالشكل دة.
سارة صدقني هاقولك كل حاجة بس لما الاقي نفسي قادرة اتكلم.. انت ماعندكش فكرة أنا قد ايه محتاجة احكيلك.. بس مش قادرة.. و الله ما قادرة.
و رمت بنفسها بين أحضانه باحثة
عن الامان..
عاصماحتضنها بدعم و تفهم و انا جنبك.. جنبك و معاكي لاخر يوم في عمري.. معاكي لحد ما تحبي تحكي و ساعتها هاسمعك بكل كياني.
التزما الصمت قليلا محتضنا اياها بحب و دعم.. حتى شعر بها افضل فأراد أن يطمئنها أكثر...
عاصم عارفة..
همهت دون رد دليلا على هدوئها و راحتها.. فقبل هو رأسها التي تستريح فوق صدره...
عاصممبتسما انا هاكلم عمي جميل لما يجو الأسبوع الجاي عشان كتب كتاب هدى و آسر..
سارة هاتكلمه في ايه..
عاصم فيكي.. هاقوله انا بحب بنتك و عايز اخطڤها منك عشان تعيش معايا و تنور الباقي من حياتي.. و نحدد معاه معاد نسافرلكم مصر و اخطبك منه.
سارة بجد يا عاصم
عاصممقبلا كفيها عدة قبلات مشتاقة بجد يا قلب عاصم.
سارة و لو رفض
عاصمو تغيرت تعابير وجهه مع رجفة قلبه الخائڤ من أن يرفض بسبب ذلك الشئ الذي ليس له فيه ذنب و يرفض ليه
سارةابتسمت بحب لأبيها يعني.. انا بنته الوحيدة.. و بيحبني جدا و مايقدرش يعيش من غيري.. و هاسيبه و اعيش بعيد عنه.. ممكن يرفض ابعد عنه يعني..
عاصمابتسم براحة ساعتها بقى هاخطفك و اهرب بيكي بعيد و اتجوزك ڠصب عن أي حد.
سارةضحكت بمرح يا سلام.. هاتعمل كل دة عشاني
عاصمنظر لها بهيام و اكتر من كدة كمان.
سارة طيب ماهو كان هنا ماكلمتوش ليه ماتزعلش مني انا بس كنت فاكرة انك....
صمتت بحرج فحثها هو على أن تكمل حديثها...
عاصم كملي يا سارة.. كنتي فاكرة ايه.. قولي كل حاجة جواكي من غير أي حدود..
سارة يعني.. أقصد لما كانو اهلي هنا عشان آسر يخطب هدى.. كنت فاكرة أنك هاتكلم بابا في موضوعنا احنا كمان.. أو حتى هاتلمح لآسر باي حاجة زي ما هو عمل.. مش قصدي ازعلك.. بس..
وضع أنامله فوق شفتيها ليكمل عنها...
عاصم أولا أنا مش ممكن ازعل منك مهما حصل...
ثانيا انا طبعا ماكنش ينفع اكلم باباكي في حاجة زي دي هنا..
سارةبتعجب ليه!!!.
عاصم عشان سارة غالية.. غالية اوي.. لازم اروح لأهلها.. اروح لهم بنفسي لحد عندهم في بيتهم حتى لو هاخدها مشي على رجليا هايبقى قليل عليكي..
و كمان عشان مايقولولناش نعمل كتب كتابنا معاهم.
سارة ليه
اقترب منها للحد الغير المسموح حتى لفحت أنفاسه وجنتها الرقيقة و همس امام وجهها بعشق صافي..
عاصم عشان سارة تستاهل أنها تكون نجمة ليلتها.. تستاهل أن يتعملها فرح ليها لوحدها تكون هي اميرته.. مايشاركهاش حد أبدأ.
سارة عاصم.. انت متاكد من قرارك دة
عاصم قرار ايه
سارة جوازك مني... متاكد من قرارك دة.. من أنك عايز تتجوزني.
عاصم طبعا يا سارة متأكد.. انا عمري ما كنت متأكد من حاجة قد ما انا متأكد اني عايز ارتبط بيكي و أكمل حياتي معاكي...
سارة يعني مش ممكن يجي يوم و ټندم على قرارك دة
عاصم اندم
متابعة القراءة