قطرات الحب

موقع أيام نيوز

كان حليف الجميع فجلست موضعها تناشد الرب ودموعها تتدفق وتتجدد مع كل لحظة تمر عليها ومواساتهم لها كانت لا تجدي نفعا ولم يغتبط هلع قلبها إلا بحضور أحد الأطباء وباهتمام تمعنت النظر في مؤشرات وجهه لتستشف ما إن كان الخبر محزن أم مفرح وجاءت ابتسامة الطبيب المهونة وهو يتحدث لتخفف عنها حين قال

الحمد لله فاق كانت غيبوبة مؤقتة لكن الخبطة مأثرة عليه وإنه فاق دا كويس

ذاك الجانب من حالته جعلها تتفاءل هي ومن معها وتصببت عبارات الحمد من جميعهم فأردف الطبيب

هنعمله إشاعات دلوقتي ونطمن على سلامة المخ لأن فعلا الواقعة جامدة ويا رب ميكونش فيه ڼزيف داخلي أو يفقد الذاكرة

يا رب!  

للأسف هو تحت ملاحظة دلوقتي وهتتعمله الإشاعات ولما نخلص المطلوب هنخليكم تشوفوه! 

ابتسمت له لمى ممتنة لتفانية في عمله فرحل الطبيب ورددت

الحمد لله إنه فاق كنت خاېفة عليه! 

عاودت الجلوس مكانها وقد هدأت قليلا فتبدلت حالته والدتها من الحزن للڠضب المستطير هتفت

ليه قولتي إنه وقع واتخبط في راسه إنت هتسيبي الحيوان الھمجي ده يفلت بعملته وابنك لسه مش عارفين مصيره

تيقنت لمى أن والدتها ستنزعج من ذلك فاختلقت سبب وعللت

عملت كده علشان ابني ممكن يستغل وجوده في قضيته واضطر وقتها اثبت إنه ابنه هو! 

كزت السيدة إيمان على أسنانها بقوة كظيمة فكم ودت أن تعاقب الأخير على ما اقترفه قالت

قال السيد كارم باستياء

الموضوع بقى صعب قوي وأنا

مش راضي عنه فبقول بدل من كل اللبس ده إن زين يعرف ب يونس يمكن عصبيته دي تقل و... 

صاحت السيدة لتعارضه باحتدام

مش ممكن اللي زي ده يتحرم منه لأنه ندل مش بعيد ياخده ويحرمها منه! 

خفق قلب لمى برهبة من حدوث ذلك فقالت

وإحنا مش هنسمح بده كفاية بقالك كتير بتهتمي بابنه واحدة غيرك كانت کرهت تخلف منه

ركزي في كل خطوة وحاجة بتعمليها ومش عاوزاك تنسي إن البني آدم ده دمر حياتك واتجوزك علشان يذلك وكان السبب في رقدة ابنك جوه مش عارفين مصيره 

حدقت لمى أمامها تفكر وتتخيل حياتها إذا علم بأمر ابنهما أو لا قدر الله تفاقم وضع ابنها وبسرعة نفضت هذا الهاجس من عقلها متأملة أن يعود لها كما كان وهذا ما شغل فكرها الآن بعيدا عن توعدات زين لها............!! 

فرحتها برؤية الصغيرة فاق تخيله هو مدرك تلك المحبة نحوها لكن ليس لذلك الحد وجلس بينهم يتابعها وهي تحملها على فخذها وتلاعبها وتقبلها متهللة من عودتها وتمنى في نفسه ألا تعاود التفكير في مسألة إنجابها مجددا ثم فتح الحديث معهم قائلا

مش تباركوا ل رسيل بقت سيدة أعمال ما شاء الله

انتبهت له رسيل وهو يتحدث ولمحت في طريقته سخرية منها وعبست قالت

ومالك بتقولها كده ليه كأنك بستخف بيا 

رد معارضا بطريقة استفزتها

بالعكس دا أنا مبسوط ومتفشخر بيك

قالت السيدة سميرة بمدح

ورسيل طول عمرها شاطرة وذكية كفاية إنها دكتورة قد الدنيا

تفاخرت رسيل بنفسها وعمتها تمدحها ثم اشرأبت بذقنها للأعلى فنظر لها أيهم بضيق مستهزئا في نفسه منها وقال

يا رب تفلح هنعوز أيه غير كده! 

تجاهلته رسيل ثم تابعت ملاطفة الصغيرة خاطبتها

بتبقي مبسوطة وإنت معانا يا رسيل 

اومأت الصغيرة بتأكيد وهي تبتسم فقالت رسيل وهي تقبلها

وكلنا هنا بنحبك

تنهد أيهم وقال

خليها تاخد راحتها وتلعب مع الولاد شيلاها ليه 

أيوة أيهم عنده حق! 

أكدت السيدة سميرة كلام أيهم فوافقت رسيل على ترك الصغيرة تلهو برفقة أبنائها ثم وجهت بصرها لعمتها وقالت

هنا أفضل ل رسيل يا ريت تدخلوها المدرسة هنا

رد عليها السيد بترحيب

أنا باقول كده لأن المدارس في القاهرة خاصة وعلى مستوى ويهمني بنتي تتعلم في مكان كويس طالما أقدر

لم تخفي سميرة شغفها في رؤية ابنتها في أفضل حال فأضافت لكلام زوجها بمفهوم

يمكن ندخلها هنا أنا كمان أحب أشوف بنتي بتتعلم كويس

اتسعت بسمة رسيل من ذلك وهي تنظر ل أيهم الذي لم يشارك في الحديث ذاك فغير الموضوع وخاطبها

استاذ ممدوح ابتدى شغل في المكان تبع الوفد وقريب وهينتهي

كويس! 

ثم صمتت مترددة في إخباره بشيء لكن قالت بتلجلج

مستر هانك كان عرض عليا اعمل زيارة أسبوع لأمريكا بخصوص الشغل

انتصب في جلسته متجهما هتف

يعرض عليك بتاع أيه إنت شغلك هنا وبس

وضحت بتوتر

أنا ومدام نور مش لوحدي يعني وهو بيتكلم بطريقة شغل مش حاجة تانية

نهض أيهم وبدا غير موافق من هيئته قال

من الأول مكنتش موافق على شغلك ده بس واضح كده إن كان عندي حق

ثم تحرك ناحية الأعلى متضايقا فتتبعته بنظرات حانقة لرفضه الفوري دون أن يستمع لها ثم هتفت

عجبكم كده! 

قالت السيدة سميرة باستنكار

عنده حق سفر أيه يا رسيل وولادك 

دا شغل

وضحت رسيل السبب بينما قال السيد رؤوف بعقلانية

الموضوع ميتاخدش كده مع جوزك واتفاهموا بينكم ولو

أيهم رفض فدا أكيد من خوفه عليك.........!! 

بالصدفة استمعت لحديثهن وهي تهبط الدرج وتعجبت في ذات الوقت منه فتوجهت نحوهن مترقبة يغلبها فضولها فتوقفت نور عن الحديث حين لمحتها ودنت زينة منهن وهي تقول بإشراق

صباح الخير!

ردت ماريان فقط عليها ثم جلست زينة مبتسمة وأخذت توزع أنظارها عليهن منتظرة أن يتابعن ما يقولونه ولم يحدث وفي لحظة شعرت بالحرج حين تعمدن عدم الكلام في حضورها فصمتهن اربكها فتنحنحت وسألت بتردد

سمعتكم بتقولوا سفر هي ماريان هترجع شرم!

سارعت ماريان بالرد موضحة 

لا ماما عاوزة تاخدني معاها أمريكا!

أصاب زينة عدم الفهم ودارت عدة أسئلة برأسها بينما تضايقت نور من صراحة ابنتها معها فزفرت قائلة

أصل ماريان هخليها تدخل الشغل الجديد معايا علشان تنسى وتشغل وقتها

سألت زينة باندهاش

هي مش هترجع لجوزها ولا أيه!

رغم أنها بغضت ذاك التدخل منها في أمور لا تعنيها ردت باقتضاب

لأ

ذاك الرد لم يفاجئ زينة فقط بل صدم ماريان أيضا وحدقت بوالدتها بجهل كيف هذا ماذا حدث فأطلقت زينة بعض الاعتراضات معربة عن ضيقها من ذلك قالت

ليه خړاب البيوت ده ما تسيبيها تعيش مع جوزها الموضوع ممكن ينحل!

تماسكت نور ألا تنفعل من ردها المستفز وكأنها تلومها هي فكبحت ضيقها واعتزمت أن تثير حنقها هي وقالت

ماريان صغيرة وهي بنت جميلة ليه تضيع أجمل لحظات حياتها في مشاكل وۏجع قلب أنا هاخدها معايا تشتغل وتثبت كيانها مش أحسن ما تتلخم في عيال يوجعوا راسها كده أحسن ليها.

بالطبع لم تحتاج زينة لوقت لتدرك تلك التلميحات بأنها تقصدها هي ومتابعة نور الحديث ضايقها أكثر حين قالت

ما تروحي تطمني على ولادك ولا بنتك تلاقيها صحيت من نومها وبتعيط مش لاقياك!

نهضت زينة بهدوء ولم تجادلها ثم تحركت ناحية الأعلى وقد أثر الحديث بها فتعقبت ذهابها ماريان التي تعجبت من طريقة والدتها غير المقبولة في معاملتها بينما تشفت نور فيها وقالت

كده خليها تلزم حدودها! 

ردت ماريان بعدم رضى

زينة ما قالتش حاجة غلط يا ماما

هتفت نور بسخط

تذكرت ماريان ما قالته والدتها فعلقت عليه بتوجس

هو أنا بجد مش هرجع ل ريان

كانت تود نور الصمت مؤقتا خيفة على شعورها واضطرت الآن لإعلان ما ضمرته فقالت

ريان عاوز يتجوز عليك وأنا رفضت وطلبت طلاقك

دارت الدنيا بها وهي تستمع لها وأجفلت عينيها لتتخيل ضياع ما حققته معه في سنوات 

توقف عن نثر العطر على حلته حين انتبه لها عبر انعكاس صورتها في المرآة تلج الغرفة بطلعة جامدة مبهمة استدار آيان لها ثم تحرك نحوها قائلا

زينة إنت كويسة فيه حاجة ضايقتك 

هيئتها عبرت أن هناك أمر ما مجهول حدث معها وترقب أن تخبره به وتخوف من وجود مشاكل تجمعها بوالدته فنظرت زينة له وقد قررت في فترة توجهها لغرفتها قالت

عاوزة أشتغل! 

ابتسم وقد استخف بالأمر قال

دا أنا افتكرت الموضوع كبير! 

ثم تحرك ناحية ابنته في تختها ليقبلها ويداعبها قبيل خروجه لكن استهتاره بحديثها ازعجها فنهضت من مكانها حانقة هتفت باصرار

معنديش مانع يا زينة بس استني لما البنت تكبر شوية

قالت بعناد وتر أعصابه

هشتغل لو لقيت فرصة لده

اومأ بامتثال ولم يعارضها في قرارها فهو لا يريد شجار بينهما قال

ربنا يسهل يا زينة

تحركت لتحمل ابنتها وتحدته بقرارها

المفاجئ له وكانت جادة فيما انتوته وصډمته بتجاهلها له حين توجهت للشرفة فصلب أعينه عليها وذلك ما جعله مشدوها من سبب حماسها المباغت ذاك متسائلا عما حدث لتتبدل هكذا فارتضائه كان مؤقتا فقط لعدم إفساد حياتهما فهو غير متقبل عملها في الوقت الحالي أو تمنيه نفضها للفكرة من الأساس......!! 

توسلاتها دفعتهم للسماح لها برؤية الولد حالته ليست بجيدة الآن لكن تفهموا وضعها كأم وتأهبت لمى ظاهريا فقط فلأول مرة تراه هكذا مريض وقعيد الفراش.

وحين ولجت عليه غرفة العناية المشددة اهتز قلبها پخوف فما تراه يوحي بأن حالته خطړة ولم تتفهم سبب تلك الأجهزة الموصولة به ووجدت البكاء الواجم الحل في ذلك الوقت لتفرغ به أحزانها المتراصفة بداخلها ثم دنت منه وتعلقت عيناها به وقفت أمامه تطالعه بشفقة وهي تبكي فلم تتخيل أن رقدته تلك ستكون بسبب والده وفورا وضعت اللوم عليها فهي سبب البغض المندفع من الأخير تجاه صغيرها خاطبته

ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبي أنا ممكن يجرالي حاجة لو مخفتش وقومت بالسلامة

تابعت في نفسها بتحير

مش عارفة اللي باعمله دا صح ولا لأ بس أنا مش عاوزاك تبعد عني

خاېفة أندم لو قولت على كل حاجة! أنا لحد دلوقتي مش فاهمة هو بيحبني ولا عاوز مني أيه أو ليه بيعاملني كده! 

ثم اغمضت عينيها پألم فما مر عليها يصعب تحمله ولم تتمناه امرأة قط.. 

انتبهت لمى للممرضة تلج الغرفة فانتفضت متذمرة فلم تمر سوى لحظات قليلة لم تشبع عينيها بالاطمئنان عليه فتحركت الممرضة نحوها ثم همست

فيه حد باعتلك الورقة دي مخصوص! 

تناولت لمى الورقة وقرأت فحواها سريعا ثم تملكت منها ضراوة جمة فهو يتعمد استفزازها بطلبه ذاك تعالت أنفاسها ثم تحركت ناحية الخارج لمعرفة ماذا يريد منها علها فرصة تنهره من خلالها لم أجرمه في حق الصغير......!! 

تجرؤه لحضوره للمشفى دون خوف لم يدهشها قط بل قلقت من زيارته الغير مفسرة تلك وفي صمت انسحبت من بين أسرتها لترى ماذا يريد منها وحين دلفت لخارج المشفى وجدته واقف بالحديقة يولي ظهره وينتظرها حدجته بغيظ شديد لتطاوله على ابنها بل ودت أن تعتصر حلقه

جاي ليه ليك عين تيجي بعد اللي عملته في طفل صغير

احترست لمى في كلامها معه لتضع اللوم عليه في معاقبة طفل لا ذنب له رد بلا مبالاة مستفزة

ولا ېموت حتى ما في داهية

توهجت عيناها پغضب وهي يتمنى مۏت ابنها بل وابنه هو الآخر هتفت

إن شا الله إنت!

ثم ارتبكت من نظراته المبهمة عليها واستطردت بتذبذب

يلا إمشي مش عاوزة أشوف وشك

حرك رأسه للجانبين ببرود شديد رافضا لما قالته قال

هتشوفي وشي كتير فكراني أيه بسهولة كده هرضى باللي عملتيه معايا لا أنا راجل ومقبلش اتهزأ على إيد

تم نسخ الرابط