قطرات الحب

موقع أيام نيوز

بتوجس منه خاصة أنه متشدد معها من وقت زواجها تفهمت سميرة وقالت

لو كده هنضطر نخبي على فريد إنك هنا لأنه ممكن يضايق

هو دا اللي لازم يحصل أنا مش عاوزة أروح البلد خلي أيهم يقف معايا! 

رغم أن سميرة رفضت هذا المزج في قراراتها غير العقلانية قالت

هحاول وربنا يستر

اغلقت زينة الهاتف وقد انتوت تأديب الآخر مرددة بداخلها توعدات له قالت

ارجع بقى متلاقنيش علشان تطنشني بالشكل ده..........!! 

تغاضى عن أمنيته والتي بسببها سيعاقب من اجتهدت في تدميره واليوم تبدلت مشاعره واستفاض ولهه نحوها بحفاوة وكأنه يتلهف لرؤيتها نقية لم تخنه استغنى باندفاع كالعادة عن رغبته في إنجاب طفل وتمنى ألا يحدث ذلك..

و برفقة زوجته داخل إحدى العيادات الخاصة جلس زين بجانبها ينتظر دورها فتأبطت سمر ذراعه بحب وتهلل قالت

فرحانة قوي أخيرا هيكون فيه رابط قوي يجمعنا!

قال بطلعة غير مفسرة

لسه متأكدناش!

قالت بانشراح صدر

بس أنا متفائلة هما خدوا تحاليل الډم وشوية وهنعرف!

علق زين على ذلك مستفهما

هو كان لازم ياخدوا تحاليل مني مش المفروض إنت بس!

اضطربت قليلا وعللت بخداع

ما إنت أول مرة ومتعرفش هو النظام كده بياخده عينة من الزوج والزوجة علشان لو فيه حمل يعملوا اللازم للجنين!

زادت حيرته أكثر وغرابته ولم يدرك ما الصلة بين ذلك وذاك فنظرت له سمر

بحذر متوترة من ريبته في ذلك وحين وجدته توقف عن أسئلته المقلقة لها ارتاحت ثم ترقبت بداية الشرارة التي ستنطلق بعد قليل بالاتفاق مع الطبيبة..

وفي ظل مناشدته ألا يحدث هذا الحمل نادتهما الممرضة فنهض زين وهي معه تتأبط ذراعه ثم تحرك معها ناحية غرفة الطبيبة ووجوم تعابيره كان يوحى بمدى الاستنكاف الذي هب كالريح عليه دون انتباه جلسا أمام الطبيبة ثم تأهبا لسماع وصفها للحالة فقالت بأسف مغشوش

أنا دلوقتي التحاليل قدامي ومضطرة مخبيش عليكم هو أولا مافيش حمل!

أشرق وجه زين بطريقة جعلت الحزن الذي زيفته سمر فور تلقيها الخبر يتلاشى وتحيرت في أمره خاطبها بمواساة مصطنعة

متزعليش يا حبيبتي أنا مش متضايق! 

رده جعلها تشك أكثر فكيف تغير من يوم وليلة فقد أضحى يحثها على ذلك منذ ارتبط بها ماذا جد الآن وقلقها ذاك ما جعلها تنظر للطبيبة بنظرة دفعتها لتكملة المهمة والتي تابعت بعملية دارسة

بس تحاليل الاستاذ زين فيها مشكلة

ذابت بهجة زين الداخلية وحدق بالطبيبة بعدم فهم لمقصدها أكملت

للأسف تحاليل حضرتك بتقول إن عندك مشاكل في الخلفة

بهتت تعابيره حين ألقت عليه الخبر الموجع ذاك قال

أيه الكلام ده تقصدي أيه

ردة فعل زين المبتئسة ذكرت سمر بنفسها وكم الشعور القاس في سماع ذلك فعلقت مشاعرها في خانة البرود وزيفت صدمة ممتزجة بالحزن الشديد هتفت

مش ممكن يا دكتورة حضرتك متأكدة!

تعالت نبضات زين بجزع وهو يترقب أن تشرح له وقبيل شرحها الذي لن يضيف شيء رسم حياة فارغة لن يهنأ بها قط قالت الطبيبة بأسف

التحاليل سليمة وحضرتك يا استاذ زين للأسف عندك عقم!

أخفض زين رأسه في ضياع ومن هيئته بدا وكأنه قد كبر في العمر فجأة وداهمت الهموم حياته أحست سمر به كونها تمر بنفس الأمر وحبها للبقاء معه جعلها تبقى على تنفيذ هذا الخداع المؤسف ثم جلست على طرف مقعدها لتقرب المسافة منه واسته حين أمسكت بكلتا يديه قائلة

متزعلش يا حبيبي أنا معاك على طول!

ببطء رفع رأسه لينظر لها وكم الحزن في عينيه اللامعة كان كفيلا بإعلان ما به تابعت بحنو جارف

اوعى تزعل نفسك والموضوع ده مش هيبعدنا عن بعض لأن باحبك بجد!

رمش بعينيه مانعا نفسه من البكاء فقد ظن وقوف الرب بجانبه كونه لا يريد هذه الزوجة وتقبل دعوته في رفضه هذه النعمة وها هو الآن يقابل نتيجة تعجرفه ثم تنهد پألم. 

وعي زين الآن للموقف وجاهد على التشدد أعلن رباطة جأشه حين قال

يلا نمشي من هنا بسرعة............!!

لاحظا الأخوان عدم وجود قبول بينهن وكأن شيئا ما حدث بينهن وبالأخص من جانب لين الذي بدا وكأنها المذنبة كأخيها فتابع سيف المقابلة بترقب واهتمام وسعد حين بادرت لين بمد يدها ل مايا للمصافحة وتقول

أهلا يا مايا عاش من شافك!

باعتياص تحملت مايا وجودها فهي تعلم جيدا أنها تبغضها خاصة وأن صديقتيها يحملن لها من العداوة الكثير قالت

نورتي المكان!

لطف لين الجديد أدهشها بالأخص وهي تتحدث وتتعامل مع الغير قالت

من شوية طلبت من سيف أعمل الشغل اللي مطلوب منك ولما ترجعي تكملي يا رب يعجبك.

رفعت مايا حاجبها قليلا متفاجئة من شخصيتها الجديدة فيبدو أن السفر للخارج جعلها تتخلص من صفاتها الدنيئة والسمجة فأحب سيف اللقاء الذي تخوف منه تدخل قائلا

طيب مش يلا نشوف شغلنا!

تحمست لين وقالت

تمام تعالى بقى مكتبي أوريك حاجة كده!

وبعفوية سحبته من يده الأمر الذي أحرجه وأحبه في ذات الوقت من وجود ألفة تجمعها به فحملقت مايا بهما بغيرة ظهرت ل نيفين وكأنها ضيق من وجود تلك

لين خاطبتها بهدوء

اوعي تكوني لسه متضايقة من وجودها!

تيقظت مايا وأخفت حالة نفورها تلك قالت

لا مافيش حاجة تزعل باين عليها شاطرة

قالت نيفين باعجاب

الصراحة ذكية جدا ولبقة في الكلام كسبت ودنا بسرعة

الجملة الأخيرة أحدثت قلق كبير في نفس مايا وجزعت من نبت علاقة تجمعها ب سيف فما يتضح لها هو ابتهاجه من انضمامها لهم وعدم اهتمامه بضيق لمى إن علمت رغم أن أخيها زين والعداوة بينهم ليست هينة وجاء السؤال المهلك على بالها ماذا ستفعل إذا حدث تجاذب بينهما. 

لاحظت نيفين شرودها غير المبرر سألتها لتنتبه

مايا اللي واخد عقلك!...........

أطعمت صغيرها واهتمت به جيدا ثم شاطرته اللعب في ألعابه كي لا تلامس يديه شيء حاد يضرها وكان لاقتراح زينة أثر عظيم في اخماد ارتعادها في كل مرة تضطر لمواجهة اتهاماته وتلقى الصفات القميئة من فيهه واليوم فقط استعادت اشراقتها وتكهنت للحظات رائعة ستنبثق بينهما ثم اغمضت عينيها تحلم وترسم أمان مدنفة..

خرجت من حالة الوله تلك على صوت الباب يفتح حدقت بالباب متشوقة لرؤيته وحين رأته يلج سارعت بالنهوض لتستقبله فتحرك زين بخطوات بطيئة للداخل وحين تفرست ملامحه انتبهت له بحالة لا تبشر بخير وارتابت في عدم تصديقه إياها بينما دنا زين منها واجما وحين وقف أمامها فتعجبت لمى لكن ضمته هي الأخرى وما فعله جعلها تقلق بشدة استفهمت

مالك يا زين!

كأنه يمتص منها شيء يفتقده أو لربما صدقها ويعبر عن أسفه فتابعت

أنا مش زعلانة منك أنا حابة بس تتقبل الولد وتفهم الحقيقة وتكون بينا بس.

كبت زين حزنه داخله وبالفعل قرر في طريقه إليها ألا يخبرها وتماشي مع اعتقادها ثم ابتعد عنها قال

لو كنت قولتيلي الحقيقة من الأول كانت حياتنا هتكون كويسة

تأملته بعشق وكأنها المرة الأولى التي تراه فيها هادئا رقيقا قالت

كان لازم اعمل كده علشان محدش ياخد الولد مني ملقتش غير الطريقة دي بس فكرت وقولت لازم تعرف الحقيقة لأن مش هستحمل ظلمك ليا.

قال ساخرا بحزن

أنا مكنتش عايز غيرك دلوقتي اتجوزت واحدة تانية

وضعت يديها على أكتفافه وقد رغبت في أن تحظى به بمفردها قالت

طلقها أنا مراتك الأولى نسيت كل اللي فات ويلا نبدأ من جديد

في نظراته نحوها لمحت لمى شيء مبهم لها هدوئه كان حزين جعلها تستنبط أنه مغموم من شيء فشعر زين بقلة الحيلة قال

مش هينفع!

رفعت راية ضيقها وقالت

ليه بقى!

ثم تذكرت موضوع حمل زوجته الأخرى واختلجت تابعت بتيه

يبقى هي حامل!

رددتها لمى بأعين دامعة بحسرة ولم يتحمل زين الحديث في هذا الأمر فتحرك منزعجا ناحية غرفة نومهما هنا تيقنت لمى أن هذا هو السبب فسوغت ڠضبها وبدت ثائرة فقد ظنت أن كل شيء على ما يرام الآن لكن تأزم عن السابق كثيرا وفقدت الشغف في الاستمرار هكذا..

بالغرفة جلس زين على طرف التخت منكبا يحدق بالأرض غير راغب في مواجهة أحد وبالأحرى ارتعد من انكشاف ضعفه أو يدفعه وجعه لإخباره بكل شيء ثم لمح أقدام الصغير كأنه يقف أمامه رفع رأسه فجأة فوجده بالفعل أمامه ينظر إليه ويبتسم أطال النظر إليه وتذكر كم البغض والعدائية التي كنها له وهنا عاب على نفسه في كراهية طفل صغير لا يفقه شيء وربط عقمه بقساوة قلبه تجاه هذا الولد ولأول مرة يشفق عليه ويشعر بالذنب حياله وضع زين يده على رأسه بلطف قال

حتى لو مكنتش أعرف حقيقتك ربنا بيعاقبني على اللي عملته فيك أسوء حاجة حصلتلي النهار ده!

كلام زين لم تتفهمه لمى التي تقف عند الباب وتتابع زاد

فضولها وخۏفها عليه ثم اقتربت منه سألته باهتمام

حصلك أيه يا زين إنطق وأيه علاقة يونس بالموضوع.........!!

لم يجد مهرب من والدته فالأخيرة لم تفارقه لحظة وتعمدت حين انتوى المغادرة أن ترافقه للفيلا بحجة أنها اشتاقت للصغار لكن نور رغبت في معرفة مدى سير العلاقة بينه وبين زوجته ووجل آيان من حدوث مشادة من ناحية والدته إذا علمت بمشاكلهما.. 

عندما ولجوا للداخل توتر آيان تأجج قال

اتفضلوا اقعدوا وأنا هاطلع أبلغ زينة والولاد! 

روح يا حبيبي ومتتأخرش

قالتها نور وهي تتحرك مع ابنها عمر ناحية الصالون أمامهما فصعد آيان للأعلى بخفة كبيرة معتزما تحذير زينة من التطاول وبالطبع تزيف أنهما بخير. وفور ولوجه لغرفة الأطفال شده حين رآها فارغة ظنهم مع أمهم فتوجه لغرفة النوم ثم فتحها.. 

أيضا وجدها فارغة خطا آيان للداخل مدهوشا وأخذ يمرر نظراته على ما حوله والاضطراب الذي سيطر عليه بغتة أصابه بالخۏف من اندفاعها وتهورها بالأخص إذا فكرت بالرحيل. 

وقعت عينا آيان على خزانة الملابس فوجدها مفتوحة على مصراعيها من ناحية ما تخصها وخالية تقريبا من الملابس وتوقع أنها تركت الفيلا رغم ألمه من ذلك ڠضب أيضا من تصرفها القبيح ثم بغيظ أخرج هاتفه ليتحدث معها ويستفهم أين هي!... 

لم تجيب عليه مع استمراره معاودة الاتصال حيث فعلت زينة معه بالمثل حين نظرت لهاتفها بتهكم وهي بالسيارة مع أبنائها متوجهة للقاهرة ثم كلت وملت من اتصالاته وقررت الإجابة عليه هتفت بنفور

أيه قرفتني عاوز أيه 

هتف باحتدام

فيه ست محترمة تكلم جوزها كده! 

ردت بلا مبالاة

إنت اضطرتني لكده وابقى طنشني زي ما عملت النهار ده أنا كمان باعرف اطنش! 

كانت تثير غضبه أكثر بردودها صاح باهتياج

إنت فين والولاد فين 

ردت بمكر

أنا راجعة بيت أهلي ومعايا العيال خلي الست اللي اختارت وجودها معاك تنفعك! 

لم يتحمل نزقها وهدر بها

اللي بتعمليه ده مش هينفعك ولا هيخليني أنفذ اللي في دماغك هتتعبي يا زينة من ردة فعلي

ميهمنيش! 

تحامقت وهي تقولها وذاك ما جعله يتيقن عدم حبها له قال

ماما كان عندها حق لما قالت دي عمرها ما حبيتك خلاص يا زينة اتأكدت ومش هغصبك! 

ألقى آيان الهاتف وقد احتقن پغضب كليا حاول التنفس بهدوء ثم جاء ليتحرك للخارج اصطدم بوالدته التي تقف عند مقدمة

تم نسخ الرابط