قطرات الحب
حلق ندى من إدعاء والدتها الكاذب ثم أخذت تحدق ب ريان الذي غطت الصدمة وجهه وبدا متزعزعا ورغم أنه تمن ولدا لم ېقتله شغفه ليكون منها هي وأيقن أن سبيل عودته لزوجته سيدمر هكذا ولن يحدث فقال بشجب
إزاي الكلام ده مش ممكن!
زجرته السيدة بحدة وهي تتأهب لغلق الباب في وجهه هو ومن معه قائلة
أيوة حامل خلي بقى مراتك تعرف وأهلك كمان ما هو بنات الناس مش لعبة
كان غلق الباب عڼيفا مما جعل السيدة تكتم ضحكة انتصار وقحة فدنت منها ابنتها الصغرى تمدحها قائلة
أيوة كده يا ماما أديله هو فاكر بنات الناس لعبة
قالتها الفتاة بميوعة متدنية وكأنها قد ورثت الطباع عن والدتها والتي بدورها نظرت ل ندى بمغزى قالت
لو اتصل بيك قوليله على اللي اتفقنا عليه وبلغيه إنها شروطي أنا وهدديه إني هقول لمراته لو منفذش !!
خرجت لحديقة الفيلا لتتحدث بأريحية أكثر حين هاتفها عبد الرحمن فسألته رسيل في ترقب
اتصلت كتير حصل حاجة!
رد عليها بتأزق كبير
راندا من امبارح مختفية كلمت مامتها قالت مشفتهاش والمصېبة وأنا داخل أوضة مكتبك من شوية لقيت أوراقك كلها مختفية ومعاها عينة الدوا الجديد
ردت عليه بتوغر صدر
وراندا هتدخل مكتبي إزاي تلاقيه حرامي
وضح لها بأسف
أنا امبارح الصبح أديتلها مفتاح مكتبك علشان أروح مع آلاء تفك الجبيرة وكان لازم انهي شوية شغل فكلفتها بيه
هتفت باضطراب وقد تاهت في خطۏرة الأمر
يبقى سرقتني معقولة دا أنا وثقت فيها
تحير عبد الرحمن في خيانتها المفاجئة وقال
ليه تعمل كده دي مش أول مرة أديها الوكالة بدالي علشان تهتم بالمستشفى
لعنت رسيل غبائه بقسۏة أحرجته وأشعرته بالندم صاحت
دي الأمانة اللي وكلتهالك دا وعدك ل أيهم إنك تخلي بالك من كل حاجة في غيابي!
دارت رسيل حول نفسها وهي تتخيل تلاش ما سعت إليه في لحظة ثم تابعت في ضياع
يا ترى عملت أيه تاني أنا حاسة في مصېبة تانية مستنياني
بعد لحظات قليلة تذكر عبد الرحمن شيء هام ارتاب فيه سابقا وجاء دوره ليعلنه في شك
على فكرة أنا دخلت مرة المعمل عليها لقيتها بتلعب في العقار بتاعك والكلام ده قبل ما مدام ماريان تاخده
اهتزت رسيل فجأة حين تنبهت لكلامه المثير للريبة ثم أحست بسخونة بشرتها وتخوفت من فعل ما لم ترد الاعتراف به خاصة أن ماريان تأتيها نوبات إعياء متقطعة ثم سألت في نزق
تفتكر كانت بتعمل أيه!
أنكر عدم فهمها وقال موضحا بجهامة ليصدمها
ممكن قوي تكون لعبت في العقار وحبت تفسده علشان يجيب نتيجة عكسية !!
لم تكل من استمرارية مهاتفة والدتها التي قاطعتها منذ جاءت للقاهرة ولم تعطي لرأيها أدنى اهتمام وبعد جفاء طال لوقت ليس بقليل حثها تحننها وقلقها للإطمئنان عليها فأجابت
عليها مدعية الضيق وسرعان ما تبدل للخوف القاټل حين استمعت لنبرة صوت ابنتها المتعبة هتفت
مال صوتك إنت تعبانة!
بالفعل كان الإرهاق حليف ماريان منذ أخذت العقار خاصة ارتفاع درجة حرارتها التي ظهرت عليها قالت
أيوة سخنة شوية بس رسيل جنبي وخدت أجازة علشان تهتم بيا
هتفت نور بعصبية وهي تلومها
ليه يا ماريان توافقي على كده أنا مش مطمنة
سعلت ماريان بقوة وذاك ما جعل نور تزداد انفعالا هدرت بها
أنا جيالك وبالمرة أشوف رسيل ومصايبها
بمجرد أن نطقت ماريان بذلك لازمها السعال السحيق ولم تتوقف عنه فهتفت في هلع واضح
ماما أنا رجعت ډم!
انقبض قلب نور وهي تخبرها بذلك ودارت الدنيا من حولها وقبيل أن ترد عم صمت مقلق مستكين جعلها تردد في زعر مهلك
ماريان ماريان!!
في تلك الأثناء ولجت رسيل الغرفة برفقة أيهم بعدما أخبرته بكل ما حدث ثم تيبست موضعها بينما تابع أيهم الركض نحو ماريان مشدوها ثم شملها بنظرة مذهولة
وجه بصره ل رسيل التي تقف متجمدة وهتف
اتحركي يا رسيل واقفة ليه!
انتبهت لنفسها لتكمل سيرها نحوها فتفحص أيهم نبضها قال في إنكار
دا مافيش نبض!
كانت جملته بمثابة الضړبة القاضية ل نور التي كانت معلقة على الهاتف وتتابع ما يحدث رغم بعد المسافات فسقط الهاتف من يدها لتدخل في حالة من الإغماء الفورية !!
الفصل الثالث والعشرون
قطرات الحب
أوحت نظراتها نحو ابنتها ذهول عجيب فما تخبرها به بمثابة هذيان غير معترف به بل وكان كالنابع من الخيال فكيف يتم ذلك وما هي نتائج هذا التطور غير المسبق بأساس الموضوع وجوهره لكن حين بادرت بتذكر ما وصل إليه العلم من اكتشافات جديدة جعلتها إلى حد ما توسع أفقها للإستيعاب أكثر عن هذا الأمر..
وفي شغف شديد انبلج من السيدة منى تجاه ذلك سألت ابنتها
طيب والموضوع دا اتعمل قبل كده يا سمر
اومأت موضحة في حماس
أيوة مش كتير بس قالولي الموضوع نجح مع اللي عملوه وخلفوا.
تعمقت السيدة في التفكير بتركيز ودارت أمور ما سيحدث قادما في عقله المدهوش ومنها أن تخرج رحمها لتودعه في ابنتها كذلك قلقت من النتيجة ومدى خطورتها فعادت تسألها في ترقب
ودا مش ممكن يسبب خطړ يا سمر عليك!.
ابتسمت في ألم وقالت
واللي أنا فيه مش خطړ يعني ماما أنا صغيرة وبحلم يكون عندي بيت وأولاد أنا بټعذب.
لمحت السيدة اليأس يشع من طلعة ابنتها فردت عليها في قبول
موافقة تاخدي الرحم بتاعي أنا كلي فداك يا حبيبتي أنا مليش غيرك.
لم تشك سمر في عطف والدتها نحوها ثم في امتنان دنت منها لتضمها إليها رددت
متشكرة يا ماما ربنا ما يحرمني منك.
مسحت السيدة على رأسها وقد لاح حزنها من الموقف قالت
يا رب ينجح الموضوع أنا أول مرة أسمع عنه وبتمنى يكون كويس.
ابتعدت سمر قليلا عنها لتشرح في اطلاع
في أمريكا سألت وقالولي كده مبقاش فيه مستحيل يا ماما ممكن أرجع تاني زي الأول.
ابتسمت لها في محبة وقالت
خلاص ابدأي في الموضوع ده وأنا معاك يا حبيبتي.
فجأة تبدلت ملامح سمر للإقتطاب وكأن شيء تذكرته عكر صفو مزاجها فسألها السيدة بدهشة
أي تاني مضايقك!
نظرت لها بشجن وقالت
زين يا ماما أنا بحبه قوي بتمنى أرجعله.
کرهت السيدة معاودة التفكير في ذلك وقالت
خلاص ابعدي عنه كفاية اللي حصل بينكم وكمان اللي حصله بسببك هيخليه مبقاش حتى ليه رغبة يرجعلك.
تحمست سمر وقالت
أنا هاعمل العملية وارجع سليمة زي الأول والحمد لله محدش عرف باللي أنا فيه ممكن حضرتك تكلمي طنط مريم نرجع لبعض وأنا راضية بيه حتى بعد اللي حصل معاه.
لم تقتنع والدتها بتكملة هذه الحياة فيكفي لهذا الحد ما حدث قالت في تعقل
زين شخصيته مذبذبة مش عارف هو عاوز أيه ورجوعه لمراته وهو معاك بيأكد ده خليك بعيد أحسن وفكري في نفسك
تنهدت في اغتمام وقالت
أنا اتعلقت بيه.
ثم تابعت وهي تترجى والدتها على أمل
طيب كلميها قوليلها سمر ندمانه وهتقف جنبه وعملت كده علشان مش عاوزاه لحد تاني غيرها!
رغم رفض السيدة الظاهر عليها لم تكسر بخاطر ابنتها قالت
هكلمها يا سمر علشان خاطرك علشان نفسي أشوفك سعيدة.....!!
وعند وصولهم أمام الغرفة بادرت رسيل بالدخول لمتابعة الفحص معهم فمنعها أيهم بمبرر غير مقنع
متدخليش معاها سيبيهم يشوفوا شغلهم إنت إيدك بترتعش ومش هتقدرى تعملي حاجة.
حاولت أن تمرق لتتجاهل ذلك لكنه أصر وهو يأمرها
رسيل قولت اقفى مش شايفة حالتك عاملة إزاي.
ثم ضمھا إليه وسط تذمرها ليتابع في حنو
إهدي يا حبيبتي كده إن شاء الله هتبقى كويسة
ردت بحزن قاټل
لو حصلها حاجة هضيع أنا هنتهي يا أيهم.
شدد من
ضمھا ليرد عليها بردوده المشجعة
مستحيل وأنا موجود مش عاوزك تقلقي
وهي بين يديه ارتخت عضلاتها وكأنها استسلمت لمواجهة المشكلات التي ستلاحقها عما قريب فجعلها أيهم تجلس على المقعد معه وهو ما زال يطوقها فقالت
نور مش هتسامحني وأكيد مش هتسكت مافيش خير هيجي بعد كده كل حاجة خربت خلاص
ثم ابتعدت عنه وهي مقهورة وتبكي تابعت
مش هينفع أقعد اتفرج يا أيهم لازم أشوف حصل أيه بنفسي
ثم نهضت وهو بالتأكيد معها نظرت له باصرار وقالت
هروح مكتبي أشوف حصل أيه خليك إنت جنبها.
هز رأسه بقبول فسارت هي في عجالة ناحية قسمها الخاص بالمشفى بينما وقف أيهم يتابع رحيلها بقسمات غامضة هادئة تثير التعجب ثم انتبه لأحد الأطباء من خلفه يخاطبه
كل حاجة ماشية تمام يا أيهم بيه.........!!
كان صياحها عڼيف أعرب عن حالة الهيستيرية التي سيطرت عليها وهي تلقي كل الأدوات في المعمل بهياج صارخ هتفت بهيئة مدروسة
إنتوا إزاي تبقوا بالإهمال ده شايفين نفسكوا شغالين فين.
ثم التفتت ناحية عبد الرحمن لترمقه بغل خاطبته
إنت مرفوض ومراتك كمان مش عاوزة أشوفك هنا تاني.
أخفض عبد الرحمن رأسه في خزي فعنفته بازدراء
أنا مش هخلي حد يشغلك هطلعك من هنا بسمعة زي الزفت.
ثم ابتلعت ريقها لتهدأ قليلا رغم ارتعاشة شفتيها أمرت من حولها بحزم
كلمولي الشرطة أنا بتهمه بالتقصير وهو السبب في اللي حصل
رهبة رسيل وهلعها دفعتها للتصرف بتهور وعدم اتزان وبردة فعل تلقائية أمسك الأمن عبد الرحمن من كلتا ذراعيه في بادرة للتحفظ عليه وسط ذهوله بالطبع فهتف باعتراض
دكتورة رسيل أنا مليش دعوة المفروض توجهي الاتهام ل راندا هي اللي عملت كل ده.
تجاهلته رسيل ثم تحركت لخارج المعمل تائهة وكأن ما أخذته من قرار لن يفيد ورطتها الحقيقية في مواجهة نور ثم سارت بالرواق بمفردها تنتحب تحت أعين الأطباء والعاملين بالطابق ولم تنتبه لحضور السيد زاك منكتلا نحوها في اضطراب هتف
سيدة رسيل!
لفت نظرها له لتتوقف فأكمل في ڠضب حين وقف معها
أرأيت ما حدث لقد غادر هانك وإيما القاهرة صباح اليوم
حملقته به في جهل واستنكار فما علاقة ذلك بما هو قائم الآن فأردف شارحا في غيظ
هو المسؤول سيدة رسيل لقد خدعنا جميعا من البداية
صډمتها لما تسمعه منعه جعلت جسدها يتصلب كالود وكان السيد زاك يزيد من توالي مفاجآته وهو يتابع
كان يستغلك سيدة رسيل ويستغل أموال زوجك هذا ما علمت به منذ فترة قليلة.
ترنحت في وقفتها وكأنها ستسقط فحاول أن يمسك بها السيد زاك لكن تثبتت بصعوبة لتعيد توازن جسدها وهي تشير له بالا يلمسها فعاد يكمل في استياء
ما فعله لم أكن اتخيله فقد ارتحت قليلا حين رفضتي عدم اطلاع أحد على أبحاثك وهذا ما أسعدني حين طلبت ذلك بنفسي لأطمئن وقتها.
لم تستوعب رسيل كم ذلك فقد ضيف على الموضوع توبيخ أيهم لها وحقا لن يسامحها هو الآخر ثم بكت مرة أخرى بمرارة أشد استفهمت في ضياع
طيب اعمل أيه دلوقتي! أنا أكيد اللي هتحبس......!!
وضعت ابنتها منتصف الفراش ثم تحركت لتجلب زجاجة الحليب لها وأثناء سيرها مرقت من جوار هاتف زوجها المسنود على المنضدة وجدته يصدح توقفت زينة عن السير لتلتفت له ولأن زوجها داخل المرحاض يغتسل أعطت الإذن لنفسها لتجيب هي إذا استدعى الأمر..
وعندما سحبته لترد فوجئت بأنها الفتاة المدعية جنى فانعكس حنقها على ملامحها لتنزعج ثم ألقت الهاتف بضيق فبالطبع