قطرات الحب

موقع أيام نيوز

لذلك فهي بعكس ما تصفه فقال آيان مدافعا عنها

زينة مش كده يا ماما ومش قصدها حاجة!

لم يعجبه زين ذاك الاشتباك اللفظي في الحديث وتدخل قائلا بعقلانية

مافيش الكلام ده يا نور أنا كلمت حسام ولين وجنى هيكونوا موظفين زي أي حد حتى زينة معنديش جمايل وفيه ناس هتعلمهم الشغل!

هدأ انفعال زينة قليلا من كلام حماها لكن ذلك لم يخفف من نفورها تجاه لين أو وجودها في نفس المكان برفقة زوجها فمدحت فكرها بالعمل معه لربما لثير حنقها بينما نظر لها آيان بطرف عينيه متمنيا أن تكون غيرتها تلك تعبر عن حبها له وليس شيئا آخر تفاجئه به......!!

الفصل السابع 

قطرات الحب

غمرها بدفء تحنانه ورسم مخطوطات مدنفة استعاضت بها عن جفائه الفترة الدابرة وبرمت معه قبالة عززت به ولائها له وأقرت ناظريها بأوقات الألفة التي جمعتهما وصدقت على ذلك بأنها ستفعل المستحيل لتنقية حياتهما من الشوائب الزائلة وبداخلها تراقصت أوتارها طربا من شواظ حبها له ولم تخفي ذلك وهي تعبر عن ما يخالجها أمامه سواء بعبارات الحب والامتنان أو بأفعالها الدمثة التي تروق له. استسلمت سمر لتلك اللحظات التي استلبتها من أوقات فراغه لتحيي مشاعر مكنونة لم تنتبه لها من قبل وكانت تخطفهما فترات وردية كانت أغلبها على الشاطئ حين جلست برفقته وهو يضمها من الخلف وكانت في صدارة استقبال نسمات الهواء واشباع نظراتها بما يغدقها به مع رؤية الأمواج تتزاحم أمامها. 

وعلى النقيض هو فقد زيف زين واقع ما هي عليه الآن بمشاعر مراوغة تصنعها فقط ليخلق جو أسري يفتقده وتمنى رسم أحلامه مع من أحبها لكنه ارتضى بما عليه وأقنع نفسه باعتياص أن ذلك الصواب ثم وجه بصره ل سمر التي تتأمل المياه بصبوة وأدرك أنها حاليا لربما انخدعت بزيف ما منحه لها ثم تنهد بعمق كبير ولم يحتمل البقاء هكذا أكثر من ذلك فخاطبها مخفيا لابتئاسه

اليومين خلصوا يلا نرجع علشان فيه شغل متعطل عندي.

انتفضت مغمومة من انتهاء لذة ما عاشته مكتربة من العودة لحياة الغلاظة والازورار السابقة استدارت له قائلة

يعني هترجع لشغلك وتسيبني لوحدي

تأهب زين لينهض حين سحب المنشفة ليغطي أكتافه قال

مش هنفضل يعني هنا على طول أنا عندي شغلي وبكرة جامعتك تفتح

ثم نهض وقد قرر المغادرة فلحقت به ثم وقفت أمامه مذعنة لما انتواه قالت

المهم تفضل معايا كويس كده على طول بلاش طريقتك معايا أول ما اتجوزنا

طلبت منه بتخوف ألا يكرر جفائه فابتسم لها نافيا ما يقلقها قال

عاوزك تنسي اللي فات من هنا ورايح إحنا زي أي اتنين ومتقلقيش هكون كويس معاك

قالها بمحبة وهو يطبع قبلة على وجنتها فتهللت أساريرها قالت

وأنا هاعمل اللي يسعدك وهحاول مخيبش ظنك فيا

لف ذراعه حول كتفها ليسحبها معه أثناء سيره متوددا إليها بقدر منحها ما افتقدته من لطف معه وهما في طريقهما للعودة للفندق قالت

عاوزين كل جمعة نيجي هنا نقعد على الشط شوية المكان مش بعيد علينا والجو هنا ظريف

قال متقبلا ذلك

هيحصل!

تنفست بغبطة جمة فقد استقرت حياتها وفي ظل ما هي عليه عاد التفكير في رغبته للإنجاب تطاردها فتبدل وجهها قليلا للتوجس والقلق الذي حاولت اخفائه ودق قلبها فجأة بشيء نغص فرحتها وبقلة حيلة اعتزمت ترك الأمر لوقته فلتعش لحظاتها الآن لربما قادما تجد الحل الأفضل لكليهما.......!!

انحنت بجزعها لتتأمل هذه المواد الكيميائية جيدا متفحصة كل واحدة على حدا اعتدلت رسيل معربة عن إعجابها بنظافة المعمل ومدى الجهد المبذول للتسنم به وجهت حديثها للسيدة إيما التي ترافقها قائلة

المكان بالفعل ممتاز والمواد والأدوات التي به ستساعدني كثيرا

بدت إيما مستنكرة أن طبيبة أطفال مثلها تقوم بتلك المهمة فعلقت بغرابة

ما تفعلينه يعارض مهنتك الأساسية!

ابتسمت رسيل ووضحت لها بدراية

لقد درست الطب سبع سنوات وتخصصت في السنة الأخيرة اخترت قسم الأطفال من أجل أولادي لكن ذلك لا يمنع إن لدي مواهب وأفكار أخرى

أعجبت إيما بثقتها ومدى الذكاء التي تتسم به فذاك جعلها متيقنة أنها ستفلح في مهمتها قالت

كما ترين سيدة رسيل لدينا كل شيء لكن ينقصنا المال لتنفيذ هذه المبادرة التي نسعى لتحقيقها

مطت رسيل شفتيها بتفهم وهي تمرر نظراتها على المواد مجددا قالت

سأحاول مساعدتكم لكن المال ليس

كل شيء أقصد لابد من النجاح أولا في صنع أدوية مفيدة وينجح أيضا مفعولها

صحيح سيدة رسيل ونحن الآن نضع آمالنا عليك

قالت رسيل بابتسامة ممتنة

أشكرك

قالت إيما باحترام وسماحة

اتمنى أن تكون أوقاتك سعيدة معنا تفضلي لترتاحي قليلا فالغد مليء بأعمال كثيرة!

ثم دعتها لمغادرة المعمل والسير معا نحو الخارج فتحركت رسيل معها وهن يتحدثن بألفة حتى وصلن ل نور التي تتحدث مع السيد هانك والسيد زاك وكانت تقول بلباقة

أنا مسؤولة عن عملية الشحن والتفريغ دي شغلتي يعني هساهم باللي أقدر عليه وهاعمل دعاية كتير في مصر وبإذن الله هنتوفق فيها

انضمت رسيل لهما قائلة

جيد جدا هذا لدي إحساس بنجاح كبير قادما

هتف السيد هانك برزانة

الجهد الكبير سيكون على عاتقك سيدة رسيل فنجاحك أولا فيما ستقومين به سيدفعنا للنجاح بالتأكيد

قالت رسيل بجدية

الغد بإذن الله سأبدأ التجارب في المعمل وسأري المواد اللي سأحتاجها حتى بعد عودتي لمصر

قالت إيما بعملية

هذه مجرد زيارة لمعملنا اعتقد أنك ستكررين الأمر فربما تحتاجين لمكان مجهز للقيام بتجاربك مثل هنا!

بالفعل فكرت رسيل في ذلك فضيق الإمكانيات ربما سيعوق ما تسعى لفعله قالت

اعتقد سأفعل ذلك لاحقا!

غابت نور بعقلها عن مشاركتهم الحديث حيث ظلت مراقبة جيدة لأفعال السيد زاك ونظراته تجاه ابنتها ماريان ومن فهمها أدركت إعجابه بها ونظرا لخجل ابنتها من ذلك اعتزمت الرحيل بها من المكان قالت

هنروح الأوتيل نرتاح شوية لأن ماريان بنتي لسه مش متعودة على الشغل وكده

ابتسم زاك ل ماريان وقال

إذا أحببت السيدة ماريان أريد أن أرافقها للتجول في المدينة قليلا بعيدا عن العمل

قبل أن ترد ماريان قالت نور برفض لطيف

شكرا مستر زاك هي مش بتحب تخرج مع حد غريب عادات مصرية لأنها كمان خجولة شوية

وقفت ماريان ملتصقة 

نستأذن إحنا لأن بجد عاوزين نرتاح.........!! 

بدا مبهورا بأناقتها وهي تجلس على المكتب الذي خصصه لها وجزء بداخله أحب فكرة أن تكون بجواره حتى في مكان العمل ثم وقف يتمعن النظر فيها وهي تتدرب على معرفة كل شيء تجاه عملها المسنود إليها بينما شعرت زينة بأنها افتقدت ذاك الإحساس الممتع منذ تركت جامعتها ودفنت نفسها بين أمور شتى أخذت منها أجمل سنوات حين كرست وقتها لتربية الأبناء فقط ونسيانها أشياء أفضل ووصفت نفسها بالرعناء.

طلب آيان من الموظفة المغادرة ليكون هو برفقتها ابتسمت زينة حين خاطبها معبرا عن قبوله ما تفعله قائلا

لايق عليك يا زينة سيدة أعمال بجد

نهضت من مقعدها بوجه مشرق أغلقت زرار بذلتها وقالت

آه طبعا إنت بس اللي مستقل بيا أنا طول عمري شيك وحلوة وإنت عارف كده! 

قالتها بثقة شديدة وهي تتحرك ناحية النافذة تتابع ما يحدث خارج المبنى فتحرك آيان خلفها ثم حاوطها بذراعيه من الخلف قال

عارف كويس أومال باحبك ليه!

مالت رأسها للجانب لتتحدث معه عن قرب أكثر قالت

شغلي هنا مؤقت بعد كده تشغلني معاك!

ضحك بخفوت وقال مطيعا

أكيد أنا أصلا عاوزك جنبي!

ثم لفها لتكون في مواجهته فتلقائيا طوقت عنقه بود أكمل

أي حاجة مش فهماها تكلمي مدام ألفت اللي كانت هنا هي رئيسة العلاقات العامة وبتدرب أي حد جديد

قالت بحماس

هتعلم بسرعة كل حاجة وفجأة هتلاقيني أحسن منك

قهقه معجبا بحماسها ذاك هتف

أما أشوف! 

ضيقت نظراتها وقالت معلقة على كلامه

أومال مامتك بتقول ليه إنك هتعلم لين لما تيجي هنا!

تضايق آيان من حديث والدته كونه سيسبب تكدر لحياته مع زوجته تنهد وقال

على فكرة لين هتشتغل برة عند

حد تعرفه بس جنى حابة تيجي هنا

تفاجأت زينة بذلك وزاد تحيرها وظنت أنها تدبر مخطط ما جهلت تفسيره فهذه الفتاة شيطانية قد تلقت من سمومها الكثير ابتعدت زينة عن آيان ثم تحركت بضع خطوات قالت بتجاهل مصطنع

أحسن!

ثم توجهت لتجلس مجددا فخشي آيان أن ذلك يحدث فجوة بينهما لمشاكل تقف متربصة على أعتاب حياتهما قال متجها نحوها

متشغليش بالك هنا مكان شغل مش حاجة تانية!

نظرت لعينيه بقوة وقالت

أيوة مكان شغل علشان مش هسمح بحاجة تانية!

وقف بجوارها ثم مرر أنامله على قسمات وجهها قال بوله

من غير ما تتعصبي أو تفكري في أي حاجة أنا باحبك ومفيش ست هتخشي قلبي بعدك

ارتخت تعابيرها التي بدت منزعجة ثم ظهرت بسمة صغيرة وقد أحبت ذاك العشق فهي تدرك جيدا مدى تفانيه في إسعادها وما ترتاب فيه حث والدته في التفكير في غيرها لذا قالت بتشدد

وهو دا اللي أنا عاوزاه منك......!! 

ظلت تتحايل كي تجعله يتراجع عن ملازمتها ومن ثم معاونتها في نقل الأثواب والأقمشة للشقة لكنها فشلت بالطبع وقد رهبت من تزمت زين إذا علم بحضوره لشقته وحين انتهت لمى من وضع كل شيء في الشقة رغم عدم ترتيبه قالت

متشكرة يا سيف اتفضل إنت وأنا هرتب كل حاجة

كما هو رفض وقال

هساعدك ننظمهم لوحدك هتتعبي دول كتير!

بداخلها تأجج وجل شديد من مكوثه أكثر من ذلك فشددت من شكرها واعتراضها على ذلك قائلة

لو سمحت يا سيف أنا هاعملهم لوحدي اتفضل إنت

أعلن ضيقه من عدم تقبلها وجوده في شقتها لذا عاتبها قائلا

على الأقل اعزميني على قهوة دا أنا أول مرة أدخل شقتك!

ذابت أوصالها وتحيرت في التصرف معه فقالت بتعقل

أنا خاېفة إن وجودك هنا كتير يكون غلط زين ممكن يعمل حاجة تأذيك وإنت معايا!

ما وصله من حديثها أنها تخشى عليه من الأخير فابتسم بود لها وقال

أنا حياتي فداك وميهمنيش يعمل أيه!

نبرته الودية في رده البكتها وأدرك انها زادت الأمر سوء بفهمه الخاطئ له لكن ذلك لم يغير من نيتها في رحيله قبيل معرفة زين بذلك قالت بهدوء ظاهري

متشكرة قوي يا سيف أنا كمان مش عاوزة مشاكل

امتثل لرغبتها وقال

زي ما إنت عاوزة يا لمى أنا همشي ولو فيه حاجة عاوزاها قوليلي

ابتسمت ممتنة لشهامته الدائبة معها قالت

أكيد هكلمك!

تحرك سيف للخارج وسط نظراتها وحين خرج وأغلق الباب تنفست الصعداء وهي تضع يدها على قلبها فالشقة ليست لها كما تدعي بل ملك ل زين تحركت لمى للداخل متجهة ناحية ابنها الذي يلعب على الأرضية بألعابه انخفضت لمستواه ثم قبلت رأسه ورغم أن زين لم يعرف به للآن أحبت أن يكون بالقرب منه تمنحه وجود الأب دون دراية مناشدة الرب أن يكتشف الأخير ذلك بنفسه وعلى الأقل يدقق النظر فيه يستشف مدى التشابه بينهما تنهدت لمى بقوة وهي تتخيل ألفة زين مع الولد وحاجته الملحة ليكون هم الثلاثة في مكان واحد يغطيه التآلف والمحبة.

رن هاتفها الجوال فنظرت للمكان الذي وضعته فيه نهضت تاركة

تم نسخ الرابط