قطرات الحب

موقع أيام نيوز

قراءتها لم يكن ليصدقها أحد ومرت الأيام الماضية وهي مشدودة الأعصاب تنتظر على أحر من الجمر نتيجة الفحص فقد كان لقلبها الأمومي الفضل الأكبر في استشعار تلك العلاقة وبدون تردد استعدت لأخذ عينات من ابنها والصغير وها هي الآن متطابقة وثبتت صحتها بعد أيام.. 

لم تعي مريم الأجواء من حولها إلا حين توقف السائق بجراج الفيلا بالحديقة وانتبهت لما حولها ثم بهدوء ترجلت تاركة الأوراق بجانبها وفور نزولها من السيارة صدق حدسها حين لمحت الولد هنا ثم ابتسمت في تحنن جارف وساقتها قدماها للتحرك نحوه واشباع قلبها وشغفها برؤياه فهو حفيدها.. 

وعند وصولها إليه لم تتماسك حتى بكت لكن في صمت وكأنها شعرت بالندم وأيضا الامتنان ثم بتعطف دنت من الصغير وعند وقوفها أمامه تتأمله چثت لتنخفض لمستواه ثم خاطبته بلطف

أنا جدتك يا يونس قولي يا تيتة! 

نظر لها الصغير في جهل واضح لما تتفوه به وصمته لم يجعلها تتوقف عن اغداقه بقبلاتها الحنون وهي تردد

قولي يا تيتة يا حبيبي! 

تدخل زين الابن الأكبر ل آيان وقال

مش

بيعرف يتكيم زيينا يا تيتة كلميه انجلش

ابتسمت مريم ثم مسحت على وجه يونس ورأسه قالت

ربنا يحميك إنت شبه أبوك الشكل دا لوحده خلاني بس اتأكد

ثم اضطربت حين سحب أحدهم الولد پعنف من أمامها ليبعده عنها فنهضت مريم لتوبخ الفاعل لكنها تفاجأت بأنها لمى التي تحد إليها النظر في قساوة فهدأت مريم كونها متفهمة سبب ضيقها قالت

أكيد من اللي شوفتيه من شوية عرفتي أنا جاية ليه

حنقت لمى من رؤيتها هكذا سعيدة وكنت لها الضغينة فقد عانت بفضل ابنها اللعېن وکرهت أن تكون سببا في اسعادهم يوما ما قالت

الفرح ظهر في عنيك أنا زعلانة لأني شيفاه طبعا أنا السبب فيه

لم تجادلها مريم بل قالت في تودد

أقرب الناس ليك وقفوا معانا كفاية عند لأن حرام اللي بتعمليه

حرام!! إنت تعرفي الحړام!.

علقت لمى بعدم رضى وقد أعربت عن مآسيها في وجودها معهم وذلك ما دفع مريم لأن تتوسل لها قالت

انسي يا لمى كل اللي فات مينفعش تحرمي أب من ابنه

سخرت لمى من رؤيتها هكذا تترجاها وبكل برود تطلب منها أن تتناسى لذا علقت على ما قالته في ألم

أنسى أيه ابنك تقريبا فضحني واتهمني في شرفي عمل معايا كل حاجة و ممكن تتخيليها وعاوزاني أسامحه. 

ثم أخذت لمى ابنها لتغادر وتنهي الحديث لكن انزعجت مريم لتستوقفها قائلة

اللي بتعمليه ده مش صح الولد من حق ابني ومش هتقدرى تحرميه منه

أدارت لمى رأسها لها وقالت في احتقار

وريني هيقدر يعمل أيه دا بني آدم استحقر احط اسمه بعد ابني

انفعلت مريم من وصفها القبيح لابنها ثم عنفتها پغضب

واضح إن الذوق مش نافع مع أمثالك بس أنا هقول ل زين على يونس وڠصب عنك هيتكتب باسمه واضح مش عارفة أنا بنت مين واقدر أعمل أيه! 

تابعت لمى سيرها مع ابنها ولم تكترث لحديث مريم وذاك الأمر الذي ازعجها بشدة فوقفت مكانها تتعقبها بنظرات حانقة ثم انتوت أن تتحرك في عجالة لتخبر زين والجميع فلابد من جمع مساندات للوقوف بجانب ابنها فهو ما زال غير قادر على التصرف ثم أخرجت هاتفها لتخبر أخيها بما حدث فهو من سيجد الحل لهذه المحڼة...........!! 

بمساعدة حارس فيلته القديمة قام آيان بانزاله من السيارة ليجلس على المقعد المدولبكرسي متحرك ثم شكر الحارس ليتابع هو بقية المهمة في دفع زين للداخل بمفرده وعند ولوجه للفيلا قال

مش كان لازم تقول لأهلك إنك خارج النهار ده

خرجت من وراهم علشان متأكد ماما هتصمم اقعد معاهم وأنا بصراحة مش حابب.

سأله آيان بفضول وهو يقف به منتصف الردهة

وليه جيت فيلتك القديمة كان ممكن تروح شقتك.

تنهد وقال موضحا

هنا أسهل علشان لو حبيت أخرج للعربية بسرعة.

لم يلتفت آيان لتلك النقطة واقتنع فطلب منه زين

قعدني على الكنبة أحسن الكرسي دا مضايقني.

حمله آيان برفق وهو منتبه لذراعه المجبور وصدره ثم وضعه على الأريكة في وضعية الاستلقاء ثم فرد ساقيه بطول الأريكة قال زين في تفهم

أنا قولتلهم هناك إنهم يعرفوهم إني جيت هنا.

زادت استفهامات آيان ليسأله مجددا

وهتقعد هنا لوحدك إنت محتاج حد يخدمك

قال بلا مبالاة

حنفي برة لو عوزت حاجة هيساعدني دا راجل طيب

ابتسم آيان وقد خطرت على باله فكرة خبيثة قال

خلاص هقعد معاك هنا أصلي سايب البيت عقاپا في زينة هاجرها يعني وبالمرة أخدمك أنا.

رغم أن زين استاء مما قاله بشأن علاقته الزوجية أحب تصرفاته تجاهه فهو أخيه الأصغر ليس فقط ابن خاله. 

شرع آيان في بدء مهامه من الآن حين طلب طعام جاهز لهما من أحد المطاعم وطلب بعض

المستلزمات الضرورية لهما.. 

وبعد أن بدل آيان له ثيابه وتناولا الطعام جلس معا في شرفة بالطابق الأرضي تطل على حوض السباحة ثم استغل آيان رؤيته هادئا ليتحدث معه بشأن لين أخته ثم خاطبه بحذر

لين جيلها عريس بس عمتي وجوز عمتي مستنيين رأيك. 

رد زين بعدم رضى

ليه كده المفروض الرأي الأول والأخير ل لين!

أخذ آيان ثوان ليجمع له بقية التوضيح قال

اللي متقدملها سيف!

لم يتفاجأ زين وذلك ما أدهش آيان بشدة كونه يعرف بتلك العلاقة من قبل وكان السبب في رفض والديه للزواج قال

هو اتقدملها تاني دا مصمم بقى!

ما استشفه آيان أن زين على علم فتحدث بشكل عاقل وقال

طيب إنت رأيك أيه أنا شايف لين متعلقة بيه وموافقة.

قست نظرات زين وهو يرد بانفعال

عاوزني أجوز أختي لواحد مراتي ماشية معاه ومخلفة منه كمان. 

جاء آيان ليوضح اللبس في الأمر لكن سبقته مريم التي أتت متلهفة وقالت

لمى ملهاش علاقة ب سيف يا زين!

اندهش زين من حضور والدته السريع ثم نظر له في عدم فهم تابعت

لمى مخلفتش من حد غيرك ومتجوزتش غيرك من الأساس

أوحت هيئته إلى جهل صريح وهي تخاطبه وكانت الكلمات مفاجئة له ولم يستوعبها جيدا ثم ركز أكثر نحوها وهي تجلس معهما وتتابع بحړقة

النهار ده عرفت إن يونس ابنك كان عايش حوالينا وهي مخبياه عننا عاوزة تحرمنا وتحرمك منه.

حثته مريم بردها على الحماس في التصرف مع هذه الفتاة بينما تلعثم زين للحظات ثم استجمع كلماته ليسألها

ماما حضرتك بتتكلمي جد جبتي الكلام دا منين!

رفعت أوراق التحاليل أمام ناظريه لتؤكد في ثقة هتفت

دي تحاليلكم ولازم نتصرف قبل ما تسافر بيه عرفت من شوية إنها هتسافر بكرة

حدق زين بالأوراق مذهولا ثم أحس بسخونة مفاجئة جعلت قلبه ينبض من هول الصدمة وانتظرت مريم أن يتجاوب ويتخذ خطوة جادة ثم انتبهت له قد هدأت انفعالاته وحماسه فجأة فنظرت له في استنكار وقالت

مالك سكت كده ليه بقولك كانت مخبية ابنك عليك وهتحرمك منه!

بهتت تعابير زين وهو يرد في قلة حيلة زادت من هياجها

عاوزاني عارف أعمل أيه أنا مليش وش بعد اللي عملته معاها أطالب بحاجة. 

رده جعل آيان يستنكر أن يمرر الأمر هكذا فخاطبه بعدم اقتناع

إنت يا زين هتسكت معقول! 

لم يرد زين فتدخلت مريم وأضافت بعصبية

حصلك أيه وأيه برودك ده! 

كشړ زين وقال بانفعال من الحاحهم ذاك

خلاص عاوزني آخد الولد منها حاضر هاعمل كده أيه تاني!

السلام عليكم متابعيني الغاليين

الفصل الخامس والعشرون

قطرات الحب

أصابه التيه في لحظة صعق حينها بالحقيقة وتوقف عن التفكير ليندفع وللوقت الراهن أبى التصديق رغم أنه تمنى ذلك بداخله والعجيب عدم ندمه بل تعسف أكثر ليعيد ما له وألقى اللوم عليها في استلاب حقه ورأى أنها المخادعة ليس هو.. 

استقر زين في غرفته منبث الفكر يجلس على مقعده منكبا يلومها تارة ويسترجع ذكرياته في حضرة الصغير تارة أخرى وكان النصيب الأكبر كان له حيث مر طيف الصغير أمامه وهو يلعب وهو يتحرك من حوله حتى حين چرح يده بالكوب المكسور وهنا تأكد لما اضطرب حينها لما دفعته عاطفته نحوه ليحمله ويركض به لتطبيبه رغم تكبره في الإفصاح عن الحنو الكامن بداخله. 

حين رفع رأسه انتبه لوقوف والدته أمامه تحدق به واستنتج من هيئتها أنها هنا من فترة ولم يشعر بها. 

خاطبته مريم بهدوء عجيب حين انتبه إليها

حصلك أيه ليه قاعد زعلان كده المفروض تفرح عندك ولد والتاني في الطريق. 

لمعت عيناه بحزن وهو يستمع مرة أخرى لذلك وبنزق سألها

بجد يا ماما متأكدة! 

استنكرت أنه غير مصدق رغم حديثهم قبل قليل قالت

فيه أيه يا زين مش اتفقنا خلاص وقولت هتاخد الولد وترجعه لحضنك وتمنعها من السفر. 

حرك رأسه في ضياع وقال

ماما أنا مش فاهم حاجة مش مصدق ومصډوم هي خدعتني

سحبت المقعد لتجلس عليه في مقابلته قالت

إنت مظلوم ولو بتلومك على شكك فيها فهيا السبب هي كذبت عليك 

نظر لعينين والدته پألم وقال

بسبب إنها خبت الحقيقة أنا في المقابل كنت بنتقم منها 

مسحت على وجنته في قلق وقالت

إنت عاقل الحمد لله إنك معملتش كده

ثم تابعت بجدية وهي تحثه على الثبات

لازم تشوف هتعمل أيه الولد دا حقك زيها هي حرمتك منه سنتين وكانت عاوزة تكمل كدبها وتسافر وتبعده عنك

تشدد ليقول في عزيمة

ماما أنا عاوز يونس لازم يتكتب باسمي

هينكتب يا حبيبي متقلقش

قالتها في حماس وهي تبتسم فارتاح زين قليلا وفجأة تتوق لرؤية الصغير ومن ثم معاملته كابنه وتعويضه عما افتقده في غيابه أو في وجوده وتحجر قلبه تجاهه ولذلك قال في لهف

ماما ساعديني عاوز يونس يجي عندي وأشوفه.........!! 

أمرت الخدم بنقل حقائبها للسيارة ثم هبطت الدرج في عجالة وهي ممسكة بيد ابنها وكانت مضطربة وعند سيرها في اتجاه باب الفيلا استوقفها زوج والدتها السيد كارم مناديا

لمى استنى!

توقفت لمى قلقة ثم التفتت له كأنها تتساءل لما يريدها فتقدم السيد منها ومن خلفه والدتها خاطبها بجدية

إنت رايحة فين!

كونه تفهم سبب خروجها بهذا الشكل تابع في استنكار

لو مفكرة إنك هتهربي فمش هتعرفي زين وأهله عرفوا الحقيقة وكل المطلوب دلوقتي إن يونس يتكتب باسم أبوه

اړتعبت بشدة وهي تهتف رافضة ذلك

مش من حقه هو بهدلني أنا مش هسمحله يشاركني فيه

تحدث السيد بعقلانية غير مقتنع بما تقوله

لمى إنت كدبتي فمعاملته ليك كانت في المقابل لو كنت صارحتيه كان الموضوع اختلف

اغتاظت بشدة من إلقاء اللوم عليها ثم نظرت لوالدتها تستنجد بها فخاطبتها الأخيرة في قلة حيلة

باين كدبنا كان غلط يا لمى كلهم بيقولوا زين مظلوم وكان مستعد تعيشي معاه كويسين وحتى يطلق مراته علشانك

دا كان بيخدعني 

هدرت لمى بانفعال وصړيخ هائج فدنت منها والدتها لتربت عليها قالت

حاسة بيك مش هيتحاسب على دلوقتي بس ممكن تحاسبيه على زمان وشكه في أخلاقك

احتجت بشدة على الرضوخ هكذا وهتفت

لأ لازم يدفع تمن إهانته ليا وتسويئ سمعتي

رد السيد عليها في تفهم

محدش هيجبرك ترجعيله إنت حرة بس الولد من حقه زيك

أرادت البكاء حسرة على ما آلت إليه الأمور ثم وقفت

يائسة قالت

محدش فيكم هيساعدني يعني!

هز رأسه في

تم نسخ الرابط