قطرات الحب
خوف لمى من مجيء زين وهي هنا وجلست معها بطلعة جعلت والدتها تشك في أمرها والتي بدورها سألتها بتكشر
إنت زعلانة من زيارتي ليك يا لمى!
ردت عليها بنبرة متزعزعة
لا يا ماما أنا بس بنام بدري!
أحست السيدة بغلاظة ابنتها في الحديث معها فعابت عليها بضيق
قصدك أقوم أمشي يعني!
وبخت لمى نفسها فشدة خۏفها من ڤضح أمرها جعلتها تهذي بكلمات غير موزونة وبالطبع ضايقت والدتها منها وقبيل أن تبرر لها وتتأسف استمعت لباب الشقة يفتح فورا استشفت حضور زين فذابت أوصالها بينما تعجبت السيدة من فتح الباب فما تعرفه أن الشقة لابنتها فقط فتساءلت بغرابة
مين بيفتح الباب مش المفروض عايشة لوحدك!
عند فتح زين للباب وظهور هويته حملقت فيه السيدة باندهاش ممتزج بالڠضب وهنا فقط استسلمت لمى لمشاجرة ستنشب في التو والحظة وجلست كالمقيدة بينما نهضت السيدة وانتبه لها زين هتفت بهياج
البني آدم ده هنا بيعمل أيه!..................
في البداية كده عاوزاكم تحطوا نفسكم مكان زين كراجل عرف إنه مبيخلفش بأي طريقة وصله الخبر هو مش هيعلق إزاي ولا هياخد في باله إن فيه خداع من زوجته على الأقل وقتها الست غير الراجل فورا هتجري تشوف الأسباب بعكس الرجل هيكون الموضوع حساس شوية هو آه هيفكر يشوف ماله بس مش باللهفة اللي هتكون عند الست والكتير لو فيه ود كبير بين الزوج والزوجة الراجل هنا هيبحث معاها عن حلول لكن حاليا هو متخوف من فكرة معرفة لمى أو حتى أهله يا ريت تكونوا فهمتوا مجمل التفكير في الموضوع وسمر من ناحية شايلة الرحم مليون طريقة تخليه مياخدش باله أو ينتبه من الچرح
قراءة سعيدة
الفصل الرابع عشر
قطرات الحب
دثر أولاده جيدا بعدما وضع أصغرهم في تخته حال غفوه ثم بهدوء تحرك للخارج تاركا إياهم ينعموا بنوم مريح. سار أيهم في الرواق العلوي متجها لغرفته وأثناء ذلك وجد السكون في أجواء الفيلا وفطن اختلاء كل شخص بغرفته للنوم فاعتزم أن يغفو هو الآخر متمنيا أن تكون رسيل قد عادت ثم ولج الغرفة وبحسه استشف مجيئها فابتسم استمع لصوت ماء المغسل فدنا من باب المرحاض متسائلا
رسيل إنت خلصتي!
ردت من الداخل وهي تخرج من المغسل بعدما انتهت
شوية وخارجة
تحرك أيهم لينتظرها لكن لمح أثناء مروره من جوار المرآة زجاجة صغيرة وملفتة كانت غريبة عن باقي العطور والأدوات فاتجه نحوها مقطبا ثم أمسك بها وبادر في قراءة ما طبع عليها وبخط واضح لمح عبارة Calms nerves مهدئ للأعصاب قال
جه في وقته أنا مصدع من الصبح!
ثم فتح غطاء الزجاجة وسكب فيه من الدواء حتى امتلأ الغطاء خاطب رسيل من الداخل بمفهوم
رسيل أنا هاخد من المهدئ ده!
لم يجد جواب منها أو كأنها لم تستمع له وبالأحرى لم يكن ليستأذن بل يخبرها ثم تجرعه أيهم دفعة واحدة لعق شفتيه بعدما انتهى وهو يعيد غلقها مجددا وعقب وضعه للزجاجة موضعها فرك رأسه وهو يتجه للفراش ليغفو عل هذا الدواء يمنحه القدر الكافي من الراحة والهدوء من عقله الذي تشغله الأعمال طيلة النهار وحين استلقى على التخت وسحب الغطاء عليه أحس بأن النوم قد ذهب وتملكت منه يقظة عجيبة بل ونشاط مفاجئ في ذلك الوقت خرجت رسيل من المرحاض وهي تفرك يديها ب كريم ما للبشرة ابتسمت له وقالت
معلش اتأخرت النهار ده كان عندي شغل وانشغلت.
اعتدل أيهم في نومته بعدما جفاه النوم قال
ولا يهمك أنا متفهم ده.
ثم كشړ وجهه وقد تحير فيما أصابه فجأة خاصة كم السعادة التي طرأت عليه دون مقدمات ورغبته في الضحك بدون سبب انتبهت له رسيل وهي جالسة أمام المرآة عبر انعكاس صورته سألته بغرابة
متفرحني معاك!
لم يتمالك نفسه حتى كركر بشدة فبدا التعجب على رسيل من مزاحه آخر الليل بهذا الشكل ثم نهضت لتتجه نحوه هتفت
مالك يا بني!
جلست بجواره مدهوشة وهو ما زال يضحك وبعفوية ضحكت مثله تابعت باندهاش أشد
أيهم قولي فيه أيه
غلبته نوبة الضحك وقال
مش عارف يا رسيل من شوية كنت عاوز أنام ومصدع!
ترقبت أن يشرح لها باهتمام حتى أخبرها بالصدمة أردف
وبعدين أخدت من المهدئ بتاعك النوم راح!
ثم تابع ضحكه وسط ذهولها وتساءلت عن أي مهدئ يتحدث قالت باستنكار
أيهم أنا معنديش...
توقفت عن تكملة كلامها حين تذكرت زجاجة الإختراع التي جلبتها معها من المشفى جحظت عينيها پصدمة ثم وجهت بصرها للزجاجة المسنودة على المرآة عاودت النظر له وقالت
دا مش مهدئ يا أيهم دا الإختراع بتاعي وحطيته في
الإزازة دي علشان متعرضش لمشاكل لو حد شافها
ضحكه الهيستيري جعله لم يستمع لما تقوله أو ينتبه فخشيت رسيل عليه وقلقت ثم بدأت تتابع ردود أفعاله إثر حدوث نتائج الدواء المركب خاصتها وأظهرت خۏفها عليه من حدوث عوارض سيئة وندمت أنها لم تنتبه لهذا الفعل غير المقبول فربما وقع الدواء في يد أحد صغارها عبست كثيرا ثم وضعت ذراعها على كتفه نادمة ومغتمة سألته بجدية
أيهم إنت حاسس بحاجة معينة!
نظر لها وقد إحمر وجهه من الضحك المسيطر عليه بعكسها هي تناست أي فرح وترقبت رده بشدة لكن حين توقف عن الضحك فجأة تصلبت نظراتها عليه وتيبست موضعها تراقب ماذا بعد فتبدلت نظراته نحوها لرغبة مقلقة وفجأة طوق خصرها وقال
إنت محلوية النهار ده كده ليه!
تلوت بجسدها وقد خاڤت منه ومن فعله ذاك سألته بتلعثم
ح حصلك أيه!
قوته التي تفوقها جعلت فرصة ردعها له تفشل فجذبها لتلتصق به ونظراته توترها أكثر قال
حصلي حاجات تجنن!
حالة الرغبة التي لاحت عليه لم تمر عليها من قبل وارتعدت أن يصل الأمر معه لشيء آخر يؤثر بالسلب عليه وكانت رهبتها الأشد من تفاقم الأمر لما لا يحمد عقباه وأعطت نفسها اللوم فهي من تسببت في تحوله الغريب ذاك....!!
تحديقها القاسې نحوه لم يدفعه للتراجع خطوة بل استمر يتعمق للداخل بخطى واثقة ولم يعطي لحضورها أي اهتمام أو حتى بدت عليه علامات توتر من وجودها وعلى النقيض لمى التي بهت وجهها وخشيت من تهور والدتها سواء عليه أو عليها فخاطبتها بحذر
ماما تعالي نتكلم جوه!
اتجهت نظرات السيدة إيمان الحادة عليها صاحت بانزعاج
ليك عين تتكلمي وإنت واخدة شقة علشان يقابلك فيها من ورايا وتلاقيها شقته
جاءت لمى لتبرر بحزن فقاطعتها السيدة بحنق
وكل أما أسألك عليه تقولي خلاص بعدنا عن بعض لحد إمتى هتكدبي عليا
أنا اللي طلبت منها متقولش لحد دي رغبتي أنا
رد زين عليها كان مثير للحنق فنظرت له باحتقار وقالت
من حقك ما هي الرخيصة بس هي اللي بتتجوز في السر
عارضت لمى على وصف والدتها لها قالت
دا جوزي يا ماما والكل عارف ده!
سخرت السيدة من ردها الجهول قالت
رجوعك بالشكل ده ليه أكبر دليل إن معندكيش كرامة وإنك تستاهلي اللي بيجرالك منه!
ألقى زين مفاتيحه على الأريكة ثم اتجه ليجلس مقررا عدم مناقشة السيدة بينما علقت لمى على كلامها بضيق
ماما أنا مش صغيرة واعمل اللي شيفاه صح ليا
شعرت السيدة بخيبة الأمل وهي تتطلع على ابنتها هتفت
عندك حق ومن حقي أنا كمان أقولك مش عاوزة أشوفك تاني ولما يبهدلك ودا قريب هيحصل إنسي إن ليك أم يا لمى!
تحركت السيدة للخارج مستاءة فنظرت لمى ل زين بحزن لكنه لم يعلق فتحركت لمى سريعا لتلحق بوالدتها ولم يتأثر زين بما حدث مطلقا وظل هادئا أو ادعى ذلك أمامهن..!
استخدمت لمي المصعد الآخر للحاق بوالدتها كي تشرح لها وتطلب العفو منها وأثناء خروج السيدة إيمان من المصعد في الطابق الأرضي لمحتها سمر وبخفة توارت الأخيرة خلف عمود رخامي ضخم بالجوار ثم راقبتها من خلفه فقد جاءت هنا نتيجة مراقبتها ل زين وحين وصلت إليها لمى قبيل مغادرتها المبنى تابعت باهتمام ما سيدور بينهن من حوار..
حالت لمى دون خروج والدتها وقالت بعتاب
ماما الكلام ميبقاش كده معقولة هتتبري مني
ردت الأخيرة بتبرم
مش إنت مش صغيرة خليك بقى لنفسك واعملي اللي على كيفك طالما معملتيش اعتبار لأمك.
اختلقت لمى تبرير لها وقالت
زين هددني يا ماما وأنا كنت خاېفة عليا وعلى يونس بالأكتر
لامتها باستنكار
أنا أمك على الأقل
قوليلي علشان أقف جنبك وابعده عنك
ڠضبت سمر حين تفهمت أن زوجها من أراد رجوعها ولعنت حماقتها فقد ظنت أن هذه الفتاة لعوب وهي من دفعته للعودة إليها وسئمت وهي تتابع هتفت لمى بترج
متزعليش مني يا ماما أنا مكنتش هقدر أسافر تاني واتغرب كنت عاوزة أفضل جنبك وصدقيني أنا عملت كده علشان يونس خۏفت يأذيه لأن لحد دلوقتي مخبية عنه الحقيقة.
قالت السيدة باستهزاء
يعني وجود يونس معاه في مكان واحد مش هيأذيه
قالت موضحة
أنا فهمته إن يونس مش ابن سيف ولا حتى ابني فهمته إنه ولد لقيته وكفلته.
استفهمت السيدة باندهاش
وهو صدق الكلام ده!
اقنعته بطريقتي يصدق
بدت السيدة معترضة على تهورها في قول ذلك قالت
ليه تعملي كده دا ابنك وكده غلط يا لمى
ردت الأخيرة باكتراب
لأن لو فضل عارف إن سيف أبو الولد مش في صالحي أو صالح يونس وكان هيفضل يكرهه ويأذيه ويأذيني.
بأيد ترجف كانت سمر تمسك بهاتفها وتسجل ما يحدث بينهن صوت وصورة وكانت في حالة صدمة لكن من شدة فرحتها فقد وقع في يدها دليل حبيبته له ثم اتسعت بسمتها ومسرتها كونها لن تبذل مجهود لإفساد هذه العلاقة ثم أوقفت التسجيل مكتفية بهذا القدر من الاعترافات وانتظرت انتهاء حديثهن المسلي كي تخرج وتدبر طريقة قوية للتخلص منها وللأبد....!!
مدح نفسه حين خبأ حقيقة عقمه عليها فربما معرفة والدتها بالزواج ستدفعها لتركه فيكفي كم حزنه على نفسه تسطح زين على التخت مټألما من الداخل ورغم أن زوجته سمر قدمت له قبولها معه وارتضائها لحالته لم يهمه أمرها وكانت رغبته الأكبر حين تسانده لمى فهي من أحبها وتمنى أن تكون معه للنهاية..
ولجت لمى الغرفة وجدته هكذا فرفع رأسه نحوها ثم اعتدل قليلا اقتربت منه قائلة
اتكلمت معاها وفهمتها إنك اتغيرت ومش هتزعلني مهما حصل
ثم جلست على طرف التخت في مواجهته فرد عليها مؤكدا
خلاص يا لمى ننسى اللي فات ونبدأ من جديد
توالت نصائح والدتها الأخيرة لها على ذهنها ووعتها جيدا ولم تتردد في إخباره بها قالت
ماما دلوقتي عرفت وأنا كنت خاېفة من ده هل إنت جاهز تقول للكل على رجوعنا!
تطلع عليها وقد بدا عليه التلعثم وفشل في إيجاد رد تقبله وذلك ما جعلها تنزعج بشدة فقست نظراتها عليه هتفت
ساكت ليه ولا مش من حقي يا زين!
وضعته قاب قوسين وشلت عقله من مجرد التفكير بعقلانية في الأمر فوجد نفسه يقول بمفهوم
سيبيني أفكر وأشوف الموضوع ده متنسيش إني متجوز
نهضت لمى ولم تتحمل الكثير صاحت پغضب
من حقي دلوقتي أرفض إنك تكون مع حد غيري فاختار بينا لأن دا شرطي
تشجيع والدتها لها