قطرات الحب

موقع أيام نيوز

دفعها لقول ذلك وتخرج ما كانت تكبحه من عدم رضا في بقائه للآن مع زوجته الأخرى وهذا ما فطنه زين فقد تحمست بفضل والدتها فنهض هو الأخر ثم وقف أمامها قال

يعني لو طلقتها يا لمى هتفضلي معايا! 

أيوة! 

قالتها بجدية فعاد موضوع عقمه يراوده ثم سألها بترقب

وتوعديني لأي سبب تاني مش هتبعدي عني مهما كان أيه! 

لم تعي مقصده الأساسي وما تفهمته أنه يخشى ابتعادها عنه فأكدت مبتسمة

مش ممكن أبعد عنك لأي سبب طلقها ونفضل أنا وإنت وبس. 

وعد 

وعد يا زين! 

حثته بكلامها على تخليه عن الأخيرة فهذا ما أراده من البداية ابتسم لها لأول مرة تشعر بالراحة حين حدث ما كانت تبغاه فهي فرصة جيدة وتمنت أن يحدث ذلك سريعا قال

اديني كام يوم كده وهطلقها.......!! 

كأي أب في موضعه ذاك عليه التدخل بعقلانية لفض الأمر للصواب بالطبع فدعا ابنه للحضور لمكتبه بالفيلا وكانت الجلسة خاصة

بينهما بالأخص استغل زين عدم وجود نور ليحل الأمر دون ضجة..

جلس آيان مقابيله باحترام وقال

خير يا بابا!

سأله آيان رغم تيقنه مغزى دعوته له لكنه رسم الهدوء وبالطبع أعد الردود مسبقا خاطبه زين باستياء

سمحت لمراتك إزاي تروح لعند أهلها على أساس كنت معترض قبل كده تعملها وتاخد العيال.

رد حانقا

خدتهم من ورايا يا بابا وببجاحة سافرت من غير إذن

سأله زين بجهامة

وكل دا ليه واشمعنا لما رجعتوا فيلتكم

الشعور الذي وصل آيان احتفظ به لنفسه كونها لربما لم تتقبله وجاء ارتضائها للزواج ڠصب من أهلها فرد على والده بهدوء ظاهري

بابا لو سمحت خليني اتصرف معاها بطريقتي لأن مش هقبل طريقتها معايا بالشكل ده وكفاية لحد كده مش هجبرها عليا

استمع له زين بعين الدهشة هتف محتجا

بقى دي اللي فهمت الكل جاي تقول دلوقتي مش هجبرها عليا

رد بعزيمة فاجأت والده

أنا مش آيان العيل يا بابا أنا دلوقتي مسؤول عن تلت ولاد أنا باحبها بس خلاص كفاية عندها كرهته وتحكمها فيا جاب أخري

اختلف زين معه كليا وقال

كده بتهد أسرة المفروض تقعد مع مراتك وتتفاهموا من إمتى بيحصل خناق كبير كده بينكم إنتوا بينكم ولاد مفكرتوش فيهم

هتف بعصبية

اسألها يا بابا ليه تعمل كده أنا مكنتش بقولها لأ ودايما حبي ليها كان واضح للكل أعمل أيه تاني.

أنا هروح واتكلم معاها علشان مينفعش كده

رفض آيان بشدة وقال

الموضوع خاص بيا وأنا اتكلمت مع عمرو وفهمته كل حاجة وقالي إنها مش هترجع عن اللي في دماغها تبقى هي اختارت

ذهل زين ولم يستوعب كم الحماقة النابعة منه أو من زوجته غير الواعية هتف مستنكرا

أيه ده بسهولة كده أنا مش هقبل ده يا آيان اوعى تكون بتفكر في طلاق لأن مش هيحصل أنا مبطلقش حد

تهكم آيان من جملة أبيه الأخيرة وعلق عليها بطريقة أحرجته قائلا

طيب ما حضرتك طلقت ماريان......!! 

تجشمت من كم الأخبار التي تأتيها عنه وانفطر قلبها حين وصلها مدى السعادة التي ينعم بها حال انفصالها عنه ورغم أنها قد تركته وانتهى ظلت تتبع أخباره عبر الهاتف من صديقتها المقربة يسرا فخاطبتها ماريان پألم

أنا ھموت من اللي بيحصلي مش قادرة اتحمل إني انخدعت فيه وعاوزة انتقم منه

ردت عليها يسرا بنصح

انسيه يا ماريان هو خلاص اتجوز وشاف حياته ولو كان ظلمك ربنا مش هيسيبه

علقت ماريان بسخرية حزينة

باين أهو ربنا بيعاقبه دا حياته مبقتش كويسة غير بعد ما سابني زي ما أكون وشي وحش عليه!

ظلت يسرا تعطي نصحها لها فأضافت بتعقل

تابعي علاجك يا ماريان واشغلي نفسك بأي حاجة لأن لو فضلتي كده هتتعبي انسيه أرجوك.

أحست ماريان بالقهر وبكت في وجوم رغما عنها ثم أنهت مكالمتها سريعا لتأخذ وقتا خاصا للتنفيس عن حزنها المهلك لقلبها المكسور ودخول والدتها عليها بغتة أصابها بالإرتباك ونهضت فتضايقت نور من حالتها واكفهرت هتفت

هتفضلي كده ولا أيه إنت خلاص مبقاش فيه منك فايدة!

نظرت لها ماريان بأعين حزينة باكية قالت

عامل حفلة ومبسوط وأنا انكسرت وضاع حقي أنا مقهورة منه

دنت نور منها وكانت هي الأخرى غاضبة لكن زين طلب منها ألا تتدخل فضاق ذراعها وقالت

دا ابن خالتك مينفعش نأذيه حتى بس اللي ينفع ننساه ونشوف غيره

ردت ماريان بحرج وتردد

مش هينفع اتجوز مش مستعدة ارتبط بحد تاني دلوقتي!

أمسكتها والدتها من كتفيها وقالت في شغف

العدة بتاعتك استغليها بإنك تتعاملي مع الناس وكمان أنا قولتلك إن مستر زاك طلب إيدك

تلك الخطوة وترت أعصابها وهزت جسدها كليا فحمستها نور قائلة

النهار ده هتشوفيه وأكيد هيحاول يتكلم معاك متصديهوش واتعاملي

معاه أنا شيفاه مناسب ليك دكتور ومثقف وصغير مش كبير

حاولت ماريان أن تتقبل طلب والدتها بعكس قلبها الذي يرفض هذا العبث وهزت رأسها لتبدي موافقتها على ذلك فابتسمت نور برضى قالت

يلا بينا نجهز علشان نروح المستشفى مع رسيل....!! 

ضبطها للمنبه ما دفعها للإفاقة في موعدها فاعتدلت رسيل بصعوبة بأعين ناعسة فقد غفت في وقت متأخر ولم تأخذ نوم كاف يمنح جسدها النشاط وكل ذلك بسبب نزقها. 

وحين تذكرت ما حدث ليلة أمس تنبهت جيدا ثم حدقت ب أيهم تفحصت بدنه وملامح وجهه باهتمام هزته ليفيق وقالت

أيهم! 

لم يجيب عليها وانغمس في النوم بشدة فلم تضغط رسيل عليه وتركته يريح جسده فحالته أمس وصلت حد الهوس ثم نهضت لتتجه ناحية زجاجة الدواء رفعتها ڼصب أعينها وطاشت بعقلها في مفعولها الذي لم تتوقعه قالت

مش معقول المفروض دا يسكن الألم و... 

بترت بقية كلامها حين تذكرت القرد هتفت بشغف

القرد يا ترى أخباره أيه!

بعجالة وخفة ارتدت رسيل ملابسها وطلبت من عمتها متابعة أيهم كل فترة كي تطمئن عليه أكثر فما يريح قلبها أن أثر الدواء لن يصيبه بمكروه من الناحية الجسمانية ثم توجهت للمشفى برفقة نور وابنتها وعندما وصلت لم تفكر في شيء آخر سوى رؤية حالة القرد وعند ولوجها المعمل استقبلتها راندا التي هتفت بذهول

الحقي يا رسيل القرد طول الليل بعد ما شرب فضل يكسر في القفص وعايز يخرج وزي ما يكون اټجنن

تحركت رسيل صوب قفص القرد وهي تحملق به وجدته ساكنا وهادئا وربطت ما حدث مع أيهم به هنا أيقنت أنها لربما وضعت مقادير خاطئة أو أضافت عنصر مغاير قالت

أنا درست كتير وأخدت رأي مستر زاك وتابع معايا بس مش فاهمة المشكلة فين! 

قالت راندا بمعنى

على العموم هو جاي كمان شوية ممكن يفيدك

قالت رسيل بقلق

لازم أعرف الدوا دا ليه نتايج تضر أو لأ

ثم أمرت راندا بعملية

ابعتي لحد من الحرس يجي هنعمل تحاليل للقرد......!! 

بحديقة السراية جلست معها لشم الهواء النقي والجلوس تحت شمس الصباح المفيدة ومنها ترفه عنها بعدما وصل تشدد زوجها في عدم الموافقة على شروطها ولم تتوقع أن يصل الأمر ويتفاقم لهذا الحد المبغوض هتفت باستنكار

طلاق يا زينة إنت معاك تلت ولاد هتعملي أيه

هذا آخر ما فكرت به زينة ولم تتخيل أن يصل الموضوع بها لهذه النقطة وينتهي بطلاقها منه قالت

مش مصدقة آيان بسهولة كده يطلقني كنت فاكرة لما نكون لوحدنا هتكون حياتنا أحسن

هتفت جاسمين بظلمة

أنا سمعت عمرو بيتكلم معاه وكان باين جدا إن آيان مش هيوافق على طريقتك معاه وكان الاتفاق هو الانفصال بهدوء وهيفضل الود موجود

ابتسمت زينة في سخرية ورفضت قبول هذا الخطل لكن إذا كانت هذه نية الأخير في الرضا بتركها لا مفر من الإعتراض مسدت جاسمين على ظهرها لتواسيها وهن كذلك انتبهت جاسمين لحضور زوار قالت

فيه حد باين جاي عندنا

أعدلت زينة من هيئتها جيدا ثم نظرت بتكهن للقادم ثم نهضت هي وجاسمين لاستقبال الزوار. فولجت سيارة سوداء وللحظة تمنت زينة أن يكون أحد أقارب زوجها قد أتى إليها طالبا الصلح لكن السيارة كانت عادية وغير حديثه وكشف هوية صاحبها جاسمين التي لوت فمها وقالت في تهكم

كنا ناقصين دول كمان يجوا يقرفونا

ترجل من السيارة شاب ثلاثيني فارع الطويل وبجسد ثمين هيئته كانت ضخمة وملامحه قاسېة ذي شارب طويل ومن بعده ترجلت فتاة عشرينية قصيرة القامة وجسدها يملؤه الدهون من كل ناحية حد أنها تجد صعوبة في الحركة. 

جهلت زينة من هما حتى تحدثت جاسمين

وقالت

أهلا وسهلا نورت السراية يا ريس عمران

دنت الفتاة منهن مبتسمة باتساع تساءلت

فين عمرو 

نظرت لها جاسمين بضيق مكبوت فهي تتعمد استفزازها بسؤالها الدائم عن زوجها فسألتها زينة بهمس

مين دي! 

ردت جاسمين من بين أسنانها

صباح! 

جاء عمرو مرحبا بحفاوة كبيرة هتف

أهلا وسهلا سرايتي نورتي

ثم عانق عمران ومن العجيب انتظار صباح أن يعانقها هي الأخرى ليرحب بها لكن وقفت جاسمين حائلا ولاحظت زينة عدم قبول جاسمين للفتاة ثم دنت من أذن جاسمين وهمست

البت دي مالها بتكلم عمرو كده ليه! 

همست جاسمين بغيظ

بت سخيفة وبجحة عينيها من أخوك بترسم عليه

استنكرت زينة ذلك وظهر تنمرها عليها حين قالت

البغلة دي دي ملهاش شكل وعاملة زي الجاموسة هي وأخوها

ردت جاسمين بقسمات محتدمة

أخوك بيقول عليها مربربة وحلوة شكلها عجباه

كتمت زينة ضحكاتها بصعوبة وما زالت معترضة على قبول أحد لفتاة في هيئتها وحين دعا عمرو عمران للدخول سار الأخير لداخل السراية ومعه أخته فالټفت عمرو ل زينة قبيل تعقبه لهما خاطبها بمفهوم متشف صدمها

تعالي اقعدي مع الضيوف علشان تتعرفي على عريسك المستقبلي.........!! 

شاركت والدتها مشاهدة الفيديو المسجل رغم أنها قد حفظته عن ظهر قلب وظلت تتردد الكلمات المبهجة تلك في آذانها حين توقف هتفت والدتها بدهشة المتهلل

برافو عليك يا سمر بتعرفي تفكري الفيديو دا هيخلصك منها من غير ما تتعبي نفسك!

كشرت سمر فجأة حين تذكرت كلمات والدة الأخيرة لها هتفت

كانت بتقولها لو عايزك بجد يبقى تخليه يطلقني بنت ال...

لم تكمل سمر سبها كونها لم تعتاد على قول هذه الكلمات فأطالت والدتها النظر إليها تفكر قالت

أما بجحة صحيح خلاص زين لازم يشوف الفيديو ده لأنه أكيد دلوقتي بيفكر يتخلى عنك!

تحابقت سمر عليه وعاتبته قائلة

يعني قولتله إني واقفة جنبه وبرضوه مش عاجبه

ابتسمت والدتها بسخرية وكادت تضحك من حماقتها قالت

هنكدب الكدابة ونصدقها يا سمر إحنا عارفين إنه معندوش حاجة

بأعين حزينة نظرت بلوم لوالدتها واستشعرت أنها المعيبة فتراجعت والدتها عن تذكيرها بحالتها وقالت

المهم دلوقتي لازم نتصرف بسرعة ومن غير ما يعرف إنك ورا ده

ابتلعت ريقها ثم استعادت حماسها وهي تخبرها بما فكرت به قالت

أنا عاوزه يعني سيف ده عاوزة زين يشوفوا معاها طالما أبو الولد يبقى أكيد بيشوفه وبتقابله

علقت والدتها بضجر

وليه كل ده إحنا نبعتله الفيديو وخلاص.

ردت عليها بحنكة

مش كفاية أنا عاوزاه يشوف بعينه وهيحصل ده لأنها فعلا بتكدب عليه 

سألت والدتها بجهل

وهنجيب سيف ده منين وهنعرف إزاي بيقابلها فين!....... 

دفعته بغية داخلية في التقرب أكثر منها حيث وجدها الفتاة الثانية التي جذبته وحماسها في قضاء العمل معه لساعات طوال شجعته ليختارها دون تفكير وقبيل طرحه لطلبه الزواج منها

تم نسخ الرابط