قطرات الحب
جدا لخطوة زي دي دا مستقبل
متقلقيش دي بنتي ومش هضحي بيها يعني!
تابعت رسيل متذكرة بمفهوم صدم نور
نسيت أقولك إن زينة وآيان اتصالحوا وبكرة هيكونوا في اسكندرية.....!!
حديثه معها ولباقته حين يخاطبها لم تنكر أنها قد أعجبتها وفتح ذلك باب القبول ليمر منه لها وبدا ذلك على وجهها المبتسم وهي ترد عليه لكن باقتضاب كما نصحتها والدتها وتحفظت في الرد على ما يخص ارتباطهما واضطربت حين سألها
أعلم أنك كنت متزوجة من قبل لماذا انفصلتما!
ابتلعت ماريان ريقها وردت
محصلش بينا اتفاق ومكنش من مستوايا
ابتسم وقال
هكذا إذن فقد تحيرت كيف له أن يتخلى عنك أنا أراك جميلة
أخفت ماريان تهكمها فقد تركها الأخير بكل ما تمتاز به وأنها من تكبدت عناء ما تمر به بمفردها هتف زاك بنبرة وترتها
حين نتزوج سويا سأمنحك حبا لن تجديه مع أي رجل.....!!
عدم مجيئه أمس ونومه خارجا بغير العادة تفهمت منه أنه بدأ في تنفيذ مخططه لطلاقها وأنه يعلمها بشكل غير مباشر برجوعه لزوجته لذا لم تتقاعس سمر أكثر حتى تجد دليل يدين الأخيرة أكثر وبحنكة منها أعدت هي لصډمته قبيل عرضه الطلاق عليها وتممت على كل شيء وجلست تنتظر بشغف حضوره حتى تبدأ وانصرم وقت لا بأس به قضته في التفكير فقد تخيلتهما معا يتبادلا الحب ورغبت في التخلص منها بالأخص كونها أدركت أنه يحبها فانتظاره لها سنوات ليس من فراغ ووجدت دهشتها من عودته لها لا فائدة منها فكان يجب أن تتوقع ذلك..
اضطربت سمر فجأة حين استمعت لفتح قفل الباب ثم بدهاء رسمت طلعة قلقة للغاية وأخذت بلهف زيفته تنكتل نحوه دنت منه ثم تفحصت هيئته پخوف مزيف وقالت
حبيبي كنت فين! طول الليل منمتش وكنت مستنياك
سار زين للداخل ومن ملامحه تفرست نيته في إخبارها بالطلاق وذلك ما أغضبها داخليا فقد باتت كاللعبة هكذا قال
أنا بخير كنت عاوز اتكلم معاك في حاجة مهمة
عجلت هي بإعلامه بما لديها وقالت
دا أنا اللي عندي حاجة مهمة ثم
تحركت سريعا لتجلب علبة مغلفة صغيرة نسبيا قد أسندتها على طاولة الطعام ثم عادت إليه وسط غرابته أردفت
فيه حد امبارح جاب العلبة دي وقالي ضروري تشوفها والموضوع كبير
تناولها زين منها وهو يتمعن فيها النظر فاظلمت عينيها نحوه بمكر ثم حمسته على فتحها الآن حين أضافت
بيقول لازم تشوفها أول ما تيجي
فتح زين العلبة ثم اخرج منها فلاشة صغيرة نظر لها بعدم فهم فسألت مدعية الجهل
أيه دي يا زين!
مش عارف!
تحرك زين عفويا ناحية جهاز حاسوبه بغرفة نومه كي يفهم ما تحويه هذه الفلاشة وهنا لم تتبعه سمر لتخيل له أنها بالفعل جاهلة لما يحدث وتجعله هو بنفسه يخفي الأمر عليها ويتمسك أكثر بها هي ثم ابتسمت باتساع وتوجهت ناحية المطبخ لتعد فطور لهما قالت بتشف
ما هو لازم أهتم بيه لازم يفهم إني بنت أصول
جاء الصباح كما وعدها فشعوره بالذنب حيالها لم يدفعه بل أرغمه على الحضور إليها وأخذها معه وعند مروره من بوابة السراية كان عمرو والسيد فريد في انتظاره ترجل آيان وحين لمحته زينة من شرفة غرفتها دق قلبها فجأة فإلى الآن لم تجد أفضل منه لتكون معه وقد قارنت الشاب بالأمس به هنا نفرت من الآخر بعكس زوجها لكن سيبقى ضيقها منه مطبوع بداخلها فهو لم يمنحها ما تريد وكان السبب فيما عليه الآن.
ولجت غزفتها حين انتبهت لهم قد دخلوا السراية ثم جهزت الأولاد ليتأهبوا للمغادرة وأثناء ذلك كان عمرو قد صعد إليها فوقفت مكانها بطلعة ساكنة شبه مکسورة اقترب منها وبالطبع جاء ليملي عليها تنبيهاته لا نصائحه قال
جوزك تحت وافتكر رجوعك ليه أفضل حل لأنك متجوزة واحد ابن ناس وجوازتك بنات كتير يتمنوها يعني حافظي على اللي معاك علشان متندميش
لم تجرؤ على الرد فقد علمت وانتهى ما سيحدث لها إذا فعلتها ثانية فأومأت فقط بطاعة وادهشها حين دنا منها ليقبل جبهتها سخرت في نفسه فتعسفه تناقض مع تودده الحالي لها قال
خلي بالك من نفسك ومن الولاد أنا عاوز مصلحتك الطلاق حاجة مش حلوة وإنت صغيرة لسه مش واعية كفاية
ثم ربت على كثفها بمحبة وكان كلامه قد حفزها لتعتمد على نفسها دنا عمرو من الأولاد وقبلهم واحد تلو الآخر ليودعهم بحرارة اعتدل في وقفته وقال وهو يحمل أصغرهم
يلا علشان جوزك مستعجل!
تحرك للخارج وهي من خلفه تمسك بالولدين وعند هبوط الدرج كان آيان في انتظارهم وابتسم عفويا حين ناوله عمرو ابنته الصغيرة فضمھا آيان لأحضانه وأخذ يقبلها ثم فعل المثل مع الولدين وجه بصره ل زينة فوجدها تحاول عدم مواجهته بأي نظرة أو كلمة واحدة فتنهد وقال
يلا هنمشي!
عاب السيد فريد عليه وقال
على طول كده على الأقل أقعد معانا النهار ده!
تدخل عمرو ليرد بدلا عن آيان
عنده شغل يا بابا مرة تانية هابقى أعزمهم
توجهت زينة لتودع أبيها ومن بعده زوجة أخيها التي خاطبتها بود
خلي بالك من نفسك وخليك جامدة كده واعملي اللي اتفقنا عليه
ابتسمت لها زينة بضعف ثم أخذت الولدين وتحركت للخارج لا تريد المكوث أكثر فلحق بها آيان وجميعهم لتذهب هي من المكان قبل أن يصيبها مرض مما تواجهه..
وفي الطريق كان آيان هادئا فرغم تجاهلها له ومعالم وجهها الباردة تجاهه قد أحب عودتها هي وأولاده وبعد فترة صمت كانت مملة قال
الست ملهاش غير حضڼ جوزها!
كأنه كان يستفزها ونجح حين ضغطت على فكيها متحملة سخافته تابع ليثير حنقها أكثر
زماني وحشتك ومكنتيش بتعرفي تنامي صح
نفخت بقوة وكان تعبيرا عن انزعاجها مما يهتف به ابتسم
آيان وقال مستهزئا
يا هبلة مفكراني مصدق إن خلاص هتعيشي معايا كده دا أنا وحشتك ومكسوفة تقولي إنت بتحبيني
أدارت رأسها له ورمقتها بحدة هتفت
جيت علشان الولاد ولو مفكر حاجة تانية فدا لنفسك أنا مبقتش عاوزة حد في حياتي
يعلم أنها متهورة وحمقاء في بعض الأحيان لذلك تحمل ردودها الغليظة عليه قال
إزاي الكلام ده وسيادتك هتجبريني اتحمل الوضع ده أنا راجل ومحتاج ست في حياتي
ردت باستفزاز
هو دا شرطي وإنت وافقت!
خطڤ نظرة لها حانقة قبل أن يتابع القيادة فكر سريعا وقال
ماشي اتفقنا بس متفقناش تربطيني جنبك
صمت للحظات وتابع بخبث
من حقي بقى أشوف الست اللي تريحني
تخضب وجه زينة وهي تستمع له فقد تفهمت غرضه فاستشعر آيان نظراتها عليه وهنا أيقن غيرتها فأردف
مضطر اتجوز خلاص ولادي جنبي مش هقلق عليهم
لحظات مرت عليها عادت تتذكر ما فعله معها وأن ما فعله لإرضاء شغفه بها قالت
أيوة ما إنت شبعت مني كنت عجباك وخلصنا لأنه مكنش حب
وصفها في نفسه بالغبية فبعد ثلاث أبناء بينهما تتحامق في تفكيرها وتتزمت في قراراتها
عادت تنظر للنافذة بجانبها وأعربت طلعتها على الكمد الواضح قالت
اعمل اللي إنت عاوزوه أنا كمان مبحبكش والموضوع مش هيأثر عليا
أحدثت بداخله ضيق من ردها واغتاظ بشدة هتف
متفكريش بقى بشروطك دي هتمشي على مزاجك طول ما إنت على ذمتي هتسمعي كلامي وهتمشي عليه
الفصل السادس عشر
قطرات الحب
انتفض من جلسته داخل مكتبه بالفيلا مزعوجا حال دخولها عليه فاستخدمت نور الهوادة والاستعداد لمناقشته قالت
أقعد وخلينا نتكلم بالراحة!
بتضايق شديد عاود زين الجلوس وبداخله استنكر أي تبريرات في تركها لابنتهما بمكان آخر فجلست نور مقابيله وقالت
أولا ماريان مش عند حد غريب ورسيل بنفسها سعيدة بوجودها معاهم!
تشدد في حديثه وهو يرد عليها
أنا مش قولت بلاش ماريان تتكلم مع الدكتور الأجنبي ده ليه كلامي مبيتسمعش!
ردت بهدوء وهي تعلل
ماريان دلوقتي بتشتغل معايا ووجودها في القاهرة علشان هتمسك العلاقات العامة في المكتب مالوش علاقة قعادها ب زاك
استمرت علامات العبوس على زين رغم ما قالته فهتف باصرار
ارتباط ماريان بالراجل ده مش هيحصل يا نور علشان لو بتفكري في كده!
بدت نور متبرمة لترد معارضة
والسبب أيه إن شاء الله لأن شيفاه شخص كويس جدا ومناسب لبنتي
رد بتعسف لم يعجبها
بنتي هتتجوز اللي أنا أشوفه مناسب يا نور ومش هرميها لواحد معرفش كان عايش إزاي ولا أيه طبعه علشان بس أمريكي والكلام ده.
تفكير زين ورده الجازم عليها فاجأها بل وأغاظها أيضا هتفت
تسمحلي أقولك إنك هتضيع بنتك لأن فرصة زي دي كويسة
احتج على مفهوميتها المحدودة وقال
إنت اللي هتضيعيها باستعجالك ده بنتك صغيرة ومش علشان جوزها اتجوز نجري نرميها لأي واحد.
انفعلت نور أكثر فقد أرادت ذلك ولم تبغي الدخول في نقاش وكون زين يعرفها جيدا أدرك مدى ڠضبها من قراره فأردف بتعقل
عارف إنك متضايقة من جواز ريان وإنه اتخلى عنها بس لازم تكوني أهدى وأعقل من كده على الأقل خلي ماريان تختار بنفسها وتشوف اللي يقدر يعوضها عن اللي فات
جملته الأخيرة وضعت فيها الأمل وجعلت بعض استيائها يتلاشى وركزت فقط عليها وارتضت قالت
خلاص يا زين هنسيب الموضوع ل مريان وهي حرة تختار ولو كان زاك اختيارها فإنت مش هترفض
نظرت له وقد وضعته قاب قوسين فكتم زين ضيقه من تصميمها رغم توضيحاته العقلانية لها فأذعن قائلا
المهم متضغطيش عليها بأي شكل وأنا وقتها هوافق.......!!
حقا لن يقف يشاهد خديعتها ويرتضي بها وأدرك حاليا كم غبائه وبالأحرى حظه العسر الذي لم يمنحه ما يأسره ولم يتفاجأ كونه أضحى معتادا لاستقبال المآسي التي لطالما لازمته فترة لا بأس بها ودفعه تفكيره على مراقبتها ورؤية بعينه فأخذ سيارته من بداية اليوم ووقف بها ينتظر خروجها لتتبع خطواتها وحين خرجت ومعها ابنها تحفزت حواسها للانتباه جيدا ثم أخذ يتحرك خلفها باحتراز كي لا يلفت انتباهها..
وصلت لمي لفيلا زينة أولا وقد اندهش زين الذي يقف بعيدا قليلا من مجيئها باكرا هنا وحين أوقفت السيارة أمام البوابة ترجلت حاملة الولد ومجرد دقائق معدودة خرجت بدونه وهنا تفهم تركها للولد معهم فتقطب وجهه فقد بات بين ليلة وضحاها لا يهتم حتى بأمره وعادت كراهيته له تنمو من جديد وذلك بفضل كذبها الذي بات يكرهه.
ثم تحرك خلفها مجددا وقد كظم غيظه وما يحمله من ضراوة الآن يحتاج الشخص الأقوى كونه تكبد ما علم به ولبعض الوقت قد فات وهما كذلك توقفت لمى بسيارتها عند مقهى مفتوح إلى حد ما فما بالخارج يستطيع رؤية ما بالداخل وهذا جيد.
ثم جلست لمى تنتظر وما هي إلا دقائق قليلة حتى وصل هو إليها وكانت صډمته الكبرى حين شاهد بنفسه ما يدور بينهما في الخفاء فبدا زين ثائرا وبصعوبة استطاع كبح هياجه وهو يتابع مدى درجة الود في لقائهما.
صافحته لمى وابتسمت فقد طلبت منه الحضور للتحدث بشأن زواجه وخاطبته بنبرة حملت اللوم
أنا عرفت إنك
عاوز تتجوز لين!
تنحنح متوترا قليلا لكن بالطبع لن ينكر قال
ما أنا أكيد مش هتجوز في السر يا لمى ولازم كمان لين تعرف عني كل حاجة.
ردت عليه