قطرات الحب
الغرفة وقد استمعت لكل شيء وذاك البادي على ملامح وجهها الحادة خاطبته نور بحزم
كويس إنك فوقت لنفسك والبت دي أنا عاوزاك تربيها......!!
وهي جالسة معه بالصالون شرحت باقتضاب له الهراء الذي حدث رغم تفاهة الأمر كان مثير للدهشة والاستنكار فعقب أيهم على ما قالته بغرابة
كل الضجة دي علشان يكسرولك مكتبك!
هو الآخر لم يقتنع وفطن وجود غموض وراء ذلك تابع
مش مطمن يا رسيل أكيد في سبب ورا كده وكبير كمان
قالت بجدية
علشان كده عاوزة منك تجبلي أمن زيادة لأن بجد مبقتش مطمنة بيتهيألي فيه حد عاوز يأذيني!
هيحصل واطمني مش هيحصل حاجة تانية!
ترددت رسيل في إخباره بأمر متعلق بعملها لكن نظرات أيهم حين تفهم عليها جعلتها تطلب منه بحرج
أيهم هتديني الشيك إمتى اللي كلمتك في البلد عليه!
لم يبالي أيهم في البداية لكن زاد الأمر وكثرت طلباتها رغب في الرفض أو التملص منه لكن نظراتها الواثقة نحوه أرغمته على الموافقة وعلى مضض قال
يومين كده وهيكون جاهز لأني مشغول في مصاريف كده!
ارتاحت رسيل قليلا كونه لم يرفض في المجمل قالت
بإذن الله هعوض كل اللي بتصرفه ده!
زيف بسمة لها فهو لن ينتظر المقابل واعتراه شيء غريب أدرك من خلاله أنها ستفشل لذلك وجد أن ماله ينفق في الفراغ...!
وهي تترجل من
السيارة استقبلتها سميرة بترحيب حار وفور رؤية زينة لها خاطبتها بتنبيه
مش عاوزة حد يعرف يا عمتي بحاجة دلوقتي!
احترمت سميرة رغبتها ثم تحركت للداخل مصطحبة إياها والأبناء وحين علمت رسيل بحضورها اڼصدمت وتخيلتها جاءت لزيارتها لذا تهللت لتقابلها باحتفاء جم ثم احتضنها بحرارة ورددت
أخيرا شوفتك بعد شهور!
ابتعدت رسيل وتابعت بتوبيخ محبب
مجتيش ليه البلد كنت مستنية أشوفك وحشتيني!
رحب بها السيد مروان أيضا ثم دعاها للجلوس والراحة وبالفعل فعلت سألتها رسيل بترقب
فين آيان ولا جاية لواحدك!
ردت ناظرة لعمتها بتلجلج
قولت أجيلك اقعد يومين والولاد يلعبوا مع بعض
تبسمت رسيل وقالت
كفاية إني شوفتك بخير وكويسة!
ثم انتبهت رسيل لقدوم أيهم قالت
أيهم جه أهو أصل كان عمي بيكلمه
أخفت زينة ارتباكها وتوجست من معرفة والدها بوجودها هنا وقبيل أن تحذرهم على التكتم كان قد انضم أيهم لهم وقد تفاجأ ب زينة فوجه لها الحديث بجدية
باباك لسه مكلمني وطلب مني أشوفك فين
ذابت أوصالها من فرط رهبتها فها قد كشفت الأمور فتابع أيهم بمفهوم صدمهم
آيان باين مكلمه وبيقول لو عايزة تطلقي معندوش مانع......!!
الفصل الثاني عشر
قطرات الحب
أرغمه على طلاقها وشدد من موقفه وحصر ريان في التنفيذ أو من عدمه وفي النهاية أذعن لأوامر زين الصارمة فنظراته الحادة أخضعته لإنهاء الأمر. وتعمدت ماريان حينها القدوم مع والدها لفندقه فسطوة والدها في إخضاعه أعجبتها حين أمره زين بالحضور للإسكندرية أحست ماريان بأنها تلذذت برؤية مهان هكذا واستمرت توجه له نظرات الامتهان الواضحة ورغم ذلك لم تتشفى فيه بالقدر الذي يستطع إخماد كسرة قلبها منه..
وحين انتهى كل منهما من التوقيع على الورقة خاطبه زين بضيق رغم هدوئه
أنا مكنتش عايز منك حاجة ولا كنت هطلب في يوم يمكن علشان اتساهلت وسلمتهالك من غير أي مقابل دا خلاك تفتكرها رخيصة.
أراد ريان النفي وإعطاء مبررات لكنه صمت فلم يعد هناك مجال للجدال في الماضي وجلست ماريان حزينة وكبحت ذاك الألم بداخلها وزع زين نظراته عليهما وشعر بخيبة الأمل فقد ظنهما سيخلفانه في قصة حبه وفشل الأمر تابع بجدية
مهما حصل هتفضل ابن أختي وبس كده اتفضل مع السلامة!
اهتزت نظرات ريان عليه خجلا من خاله ثم نهض مخفضا رأسه واجما ولذلك لم يوجه له زين أي عتاب بل اقتضب لينهي الأمر بهدوء ودون ضجة تحرك ريان ليغادر الفندق وحين ابتعد أطلقت ماريان العنان لدموعها التي حبستها عنوة نظر لها زين بشفقة وفطن تزييف لا مبالاتها في حضور الآخر أخذها لأحضانه وقال
خلاص يا حبيبتي أنا عملت اللي طلبتيه جبته عندك علشان يطلقك.
ذلك فقط لم يكفي وأرادت المزيد من القسۏة عليه فأعلنت عدم رضاها قائلة
كان نفسي تبهدله أكتر أنا انجرحت يا بابا!
لم ولن يستطع زين فعل ذلك هو ابن أخته واحتراما للأخيرة لم يتمادى في عقابه قال بهوادة
ولو يا ماريان ابدأي من عندك وحاولي تعرفيه إنك قوية وأحسن أفضل بكتير من إنك تشغلي بالك في الاڼتقام منه هتبقى كده ضعيفة قدامه.......!!
للمرة الأولى تشعر بذاك الوله المرتدع معه وبأعينها الملجومة ظلت منذ تيقظت تتأمله وهو غافي بجانبها بقبول جامح وشددت من لف ذراعها عليه محبة فيه وذلك ما حثه على الإفاقة فتنمل في نومه لتنتبه له فترقبت صحوه حتى فتح عينيه عليها مباشرة ابتسمت لمى له وقالت
صباح الخير!
اعتدل زين قليلا وهو يتثائب قال
صباح الخير!
لاحظت لمى عبوسه الذي لم يتغير حتى وهو معها ليلة أمس خاصة أن رده عليها أمس لم يقنعها بالمقارنة مع هيئته البائسة قالت
هتفضل زعلان ولا أيه كتير بيخسروا صفقات وبيكملوا
ثم تحركت لتجلس باعتدال تابعت
شكلك مش عاجبني حاسة فيه حاجة تانية!
فورا زيف الثبات وبصعوبة احتج على فهمها الخاطئ قال
هيكون فيه أيه يعني أنا واحد بزعل على شغلي بقالي سنين لوحدي بشتغل لحد ما كبرته.
نبرته الحادة دفعتها لتصديقه أيا كان السبب في ضيقه لانت من معاملتها له خوفا من انزعاجه منها فقد أحبت أنه بات يعاملها جيدا ثم مالت على صدره وضمته قالت
خلاص متتعصبش أنا بخفف عنك ودا قصدي
حركتها تلك أوجمته أكثر وتخيل لو علمت بعدم إنجابه ماذا ستكون ردة فعلها هل ستكمل معه أم تتخلى عنه وجاء الرد التلقائي في نفسه أن الأمر متوقف على درجة الحب والتوافق باغتها بسؤاله لها قائلا
بتحبيني!
اعتبرت سؤاله مبادرة لمرحلة الود المتبادل وأنه بات يتقبلها عن السابق ابتسمت وقالت
أيوة ولما رجعتلك دلوقتي ندمت على سنين بعادنا عن بعض
وضع يده أسفل ذقنها وحثها للنظر إليه خاطبها بتردد
مهما حصل مش هتسيبيني!
لم ترتاب في كثرة أسئلته وظنتها لخوفه من الفراق مجددا قالت مؤكدة
عن نفسي لأ!
قال بصدق أبلج إشراقة وجهها
أنا كمان
باحبك ولما قولتيلي إنك معرفتيش غيري ومخنتنيش متعرفيش قد أيه انبسطت وحبي ليك زاد أكتر.
ارتاحت لمى كونه صدقها واستشعرت حياة هنيئة قادما برفقته فاتسعت فرحتها وقالت
أفهم من كده إنك خلاص اتقبلت يونس وهتحبه!
هز رأسه ليقول مبتسما بقبول
كمان هخليه يقولي يا بابا عاوزة أيه تاني!
تفاجأت لمى بقوله ذاك وانتفضت فرحا اعتدلت غير مستوعبة ما قاله للتو هتفت
بجد يا زين هتخليه يقولك بابا.
بجد مش بهزر وأنا آسف إني كنت بكرهه سامحيني!
ود زين بذلك أن يرضيها فقد تخوف من علمها بأمر عقمه ووجود الولد بينهما ربما يغنيهما عن آخر فدنت منه بغتة وتبادلت معه الحب مجددا فاستقبل زين لهفها ذاك وأخرج كامل تتيمه وشغف بكل تفاصيلها.......!!
ذاك التجاذب لم يأتي من فراغ فتلك الذبذبات المتبادلة بينهما حملت مشاعر كانت واقفة على أعتاب الحب تريد فقط لمن يسمح لها بالخروج وانطلقت مع تبادل النظرات والانسجام في العمل سويا وجاهدت لين حينها أن تتجاهل ولم تتمكن من ذلك ف رقته معها ووسامته قد جذباها حد أنها كانت تشعر بالخجل والميل له في بعض الأوقات نهضت لين من جواره قائلة
خلاص عرفت متشكرة قوي!
نهض سيف هو الآخر وقال
لو مش فاهمة أي حاجة تعاليلي أنا.
ابتلعت ريقها في توتر فهي فتاة وما تراه منه جعلها تدرك أن هذا الشاب يكن لها مشاعر ما وتحيرت متى نبتت قالت
هيحصل!
جاءت لتتحرك فولجت نيفين عليهما الأمر الذي جعل لين تتوقف قالت نيفين بعملية
كنت عاوزة أقولك محتاجين توصية من الجمارك في البضاعة اللي هتوصلنا علشان مش عاوزين عطلة وكده
تدخلت لين مقدمة العون قالت
ممكن أكلم بابا يشوف الموضوع!
لم يرد سيف تدخله فهذا يعني أنه سيظهر قليل الحيلة أمامه ولذلك قال بمفهوم
مش عاوزين نشغله عندي حد أعرفه هيساعدنا هو بسرعة هيخلصلنا الموضوع هروح واتكلم معاه!
لم تمانع لين وقالت
طيب كويس.... استأذن أنا!
دلفت للخارج فأمر سيف أخته بجدية
ابعتيلي مايا!
ثم توجه لمكتبه فتعجبت نيفين من خشونته التي ذابت برحيل الأخيرة كالعادة لم تعلق وتوجهت لتفعل ما أمرها به...
حضرت مايا لمكتبه في لحظات حين دعاها فنهض سيف من مقعده متحركا ناحيتها قال
مايا كنت عاوز منك طلب!
ردت بترحيب
اتفضل يا سيف قول على طول
قال ببسمة لطيفة
ممكن تاخديلي ميعاد من والدك قوليله إني عاوز أقابله أنا عارف إنه كان عند أختك وشغله كان متعطل!
ارتبكت مايا بشدة ولم يلاحظ سيف ذلك بالأحرى لم يهتم وسريعا تفهمت أنه يريد التحدث في أمر شخصي يجمعهما ابتسمت بخجل لم يتفهمه وقالت
حاضر هكلمه إنت عاوز إمتى
يا ريت الإسبوع ده!
دق قلبها بشدة من فرط فرحتها قالت
خلاص النهار ده هاخدلك ميعاد معاه وهأكد عليه بنفسي يفضى يكلمك!
أشرق وجه سيف واتسعت بسمته وذاك ما جعلها تتيقن صدق حدسها وتساءلت هل حقا كان يميل لها دون أن تدري ثم توردت وجنتيها وغلب عليها استحياء جم وحين طال وقوفها غير المبرر خاطبها بتردد
طيب خلاص روحي لشغلك!
اومأت له بامتثال وعلامات الخجل عليها وكان سيف لا يعيها وذلك بفضل طلبه الذي لم يعلن لها عنه وحين خرجت من مكتبه طاشت فيما دار بينهما وخططت في عقلها أمور شتى ستفعلها لاحقا حال خطبته لها......!!
انفردت بها داخل غرفتها واستمعت لها جيدا حين سردت لها زينة ما حدث تفهمت رسيل غيرتها وقالت
كنت زيك على فكرة وعاوزة أقولك طالما جوزك بيحبك ومهتم بيك طنشي الكلام ده عند أغلب الستات وأخرهم جيسي.
ظهر على زينة وجل عظيم واكتراب انتشر على قسماتها قالت
مكنتش أعرف هيكلم أهلي ويقول كده افتكرت مش هيستحمل يبعد عني
ويروح يصالحني دلوقتي عمرو عرف وأكيد هيجي عليا.
رغم أن ما قالته زينة لم ترضى رسيل عنه لكنها تضايقت مما تفوهت به هتفت
لا طبعا مش هنسمح بده إحنا أهلك ولازم نكون في صفك.
جاء رد زينة الحزين عليها حين عارضت
خاېفة عمرو يجبرني أرجعله ما إنت عارفاه يا رسيل مبيحبش دلع البنات وقد أيه كان شديد معانا!
أيضا قلقت رسيل من ذلك وبداخلها لن تسمح بحدوث هذا الهراء قالت
أيهم موجود وهفهمه يتكلم معاه بالعقل وإنك ليك الحرية في حياتك.
أشعرتها رسيل بالراحة وهدأت من خۏفها لكن طرأ عليها سؤال محير فاندفعت وسألته قائلة
طيب لو آيان رفض ينفذ طلبك هتوافقي تسيبيه زي ما قال ل عمرو لأن من كلامه ده مش هيعمل كده!
ردت زينة بامتعاض
المفروض يحبني ويعمل اللي يريحني هو مش شايف أبوه بيعمل أيه لأمه دا لو غلطانة مش بيتكلم ولو أبوه عاتبها بيبقى بحب.
تفهمت رسيل ما تريده وتتمناه وردت بتعقل
بس سببك ده محدش هيقبله لأن دي حاجة بتكون بينك وبينه ومش سبب قوي إنك تبعدي عنه أو يكون دا سبب انفصالك منه لا قدر الله.
تجهمت زينة وقالت
هو اضطرني بحسه طالما