قطرات الحب

موقع أيام نيوز

اتضح أهمية الموضوع لذا صمت وجلس بجوارها دون كلمة حتى انتهت مكالمتها.

تنهدت رسيل وهي تضع هاتفها جانبا ثم أخذت تهز تخت طفلها أمامها خاطبها بدهشة

مالك سايبك الصبح كويسة! 

انقشعت عليها علامات الحيرة وهي ترد

الجماعة الأجانب النهار ده استنيتهم يجوا الفندق بس لقيتهم بيكلموني وبيقولوا إنهم راحوا فيلا عايش فيها صديق ليهم

بلا مبالاة وقال

ما عادي فيها أيه إن طلع ليهم صديق يقعدوا عنده! 

ثم أخرج علبة سجائرة وقداحته ليشعل واحدة ردت معللة سبب حيرتها

وقت طلبوا مني اروحلهم هناك لقيت نفسي مترددة وخاېفة ورفضت أروح واتحججت ليهم

أنصت هنا إليها باهتمام قال

عملتي الصح مينفعش تروحي لوحدك عند ناس أول مرة تشوفيهم

طلبت رسيل بجدية

أيهم ابحث عن الناس دي وشوف شركتهم في أمريكا عاوزة ابتدي شغل معاهم وأنا مطمنة. 

رد بموافقة

هاعمل كده من غير ما تقولي بس اتصرفتي صح لما مروحتيش

تنفست براحة كونها فعلت الصواب قالت

كلمت مدام نور من شوية احكيلها بس واضح فيه مشكلة عندهم باين بخصوص بنتها اللي متجوزة في شرم

متحاوليش تدخلي هما قرايب مع بعض

ردت متفهمة ذلك

أكيد طبعا مليش دعوة

ثم انتبهت له ېدخن سيجارته فقالت عابسة

اطفي السېجارة مش شايف الولد! 

وعي أيهم لما يفعله ثم اطفأها سريعا قال

مخدتش بالي. 

لامست بشړة طفلها بلطف وابتسمت له تأمله أيهم بمحبة وقال

حبيبي نايم زي الملاك

اومأت لتؤكد كلامه تذكرت شيء ما ثم نظرت له قالت

نسيت أقولك سليم النهار ده وامبارح بيسأل عن رسيل هترجع إمتى علشان المدرسة لما تبدأ هيدخلوا سوا وكده

قال مستنكرا

سليم! دا مكنش بيطيقها لما تاخد لعبة من بتاعته

ردت معارضة بتذبذب داخلي

بالعكس دا بيحبها و... 

قاطعها بعدم اقتناع

رسيل قولي إنها وحشتك إنت بلاش تلفي وتدوري

ابتلعت ريقها في توتر عللت

وفيها أيه لما توحشني أنا بس عاوزاك تقول لباباك يجوا لأن عمتي بتحب هناك ومش بتسمع مني

أظلم عينيه نحوها فتابعت بتردد

علشان سليم يرضيك يزعل! 

تيقن ميلها للصغيرة واستمرارها التودد لها كونها بنت بالطبع لم يمهلها الفرصة لتجديد حماقتها السابقة ثم مال على ابنه وحمله وسط غرابتها من ردة فعله قال وهو ينهض به

هطلع أنيمه فوق وأنام جنبه علشان جاي تعبان

تفهمت رسيل سبب ما يفعله فقالت له بحنق وهو يتحرك للأعلى

على فكرة اللي في دماغك مكنتش بافكر فيه

تجاهلها أيهم وصعد للأعلى وظلت هي مكانها تصر أسنانها بقوة من سخافته معها زفرت بضيق لكن ما زال أمر عملاء الخارج يشغلها حتى عاودت التفكير فيه قالت

الأهم عندي دلوقت الشغل الجديد هو ده اللي هيعملي مستقبل كويس......!! 

تجهزت وارتدت ثيابها ووقف هو من خلفها يتابعها حتى تأهبت للذهاب حملت زينة ابنتها الصغيرة على كتفها ثم التفتت له قالت

مش هغيب هسلم عليها وهرجع على طول أصلها وحشتني

رد بحزن مزيف

كده هفضل لوحدي ما تخليها بكرة ولا يوم تاني

تحركت ناحيته وهي تقول بمفهوم

الجماعة زمانهم على وصول العب مع الولاد على ما يجوا

أومأ على مضص موافقا فدلفت هي للخارج وهو خلفها يحاول كفرصة أخيرة اقناعها بالبقاء ولكنها كانت ترفض وتصمم..

عند نزولهما للطابق الأرضي وقبل مرورها من باب الفيلا انتبها لدخول السيدة نور مع ابنتها ومن خلفها السيد زين ردد آيان بترحاب عظيم

حمد الله على السلامة 

رد زين بهدوء ظاهري

الله يسلمك! 

نظرت نور ل زينة بطلعة قطوب ولم

تتحدث بينما تعودت زينة على طريقتها تلك وبألفة رائعة تحركت نحو ماريان لترحب بها قالت

حمد الله على السلامة محدش قالنا إنك جاية

تعمدت نور وهي تهاتف ابنها ألا تعلن ما حدث ل ماريان والتي ردت برقة شديدة

الله يسلمك يا زينة! 

سحبت نور ابنتها للداخل وقالت بغلظة

هنفضل واقفين كده جايين من سفر وعاوزين نقعد ونرتاح 

ثم تحركت بابنتها نحو الصالون أمامها فامتص زين عبوس زينة نتيجة كلام نور حين همس لهما بتوضيح

أصل ماريان تعبانة ونور متضايقة شوية

سلامتها يا أنكل

قالتها زينة بذوق فلحق زين ب نور ليجلس بجانبها وكذلك آيان الذي جعل زينة تبقى لبعض الوقت حين خاطبها

اقعدي شوية وبعدين اخرجي

وافقت زينة لتجلس معهم فهذه الأصول وهي تتحرك حاملة الصغيرة نحوهم تعقبتها نظرات نور الغير مفسرة وكانت أعينها بالأخص على الصغيرة ثم وجهت أبصارها لابنتها مشفقة عليها فما حدث معها كانت هي السبب الأساسي فيه حين دفعتها لعدم الإنجاب الآن وها هي زوجة ابنها لديها من الأبناء ثلاثة. 

قبل جلوس زينة معهم استوقفتها نور بلطف مزيف

شكلك كنت خارجة روحي متعطليش نفسك

استغربت زينة من ردة فعلها كذلك آيان قالت

فعلا كنت خارجة ومكنتش هتأخر

روحي والايام جاية ابقى اقعدي مع ماريان

جهلت زينة سبب تحول طريقتها لكن تماشت مع رأيها وقالت

طيب عن إذنكوا! 

نظرت زينة ل آيان بمعنى ثم تحركت لتغادر وحين خرجت من الباب قالت نور بجدية

مش عاوزة زينة تعرف سبب زعل ماريان مع جوزها

عاتبها زين بشدة

بقى دا سبب موافقتك لخروجها يا نور زينة بقت مننا مينفعش اللي بتعمليه ده

أيد آيان حديث والده فقد ازعجته والدته بذلك قال

أنا مع بابا زينة زيي هنا بالظبط والمفروض تعرف بكل حاجة

وضحت نور بانفعال

هتشمت فيها كانت على طول تقولي سيبي بنتك تخلف وأنا أرفض

استفهم آيان بغرابة

ودا علاقته أيه بوجود ماريان! 

حاذرت نور في الرد خوفا من چرح مشاعر ابنتها قالت

تعبانة شوية عندها مشاكل في إنها تحمل تاني

نظر آيان لاخته بعين الشفقة وهنا فقط تفهم سبب ردة فعل والدته تجاه زوجته فبالفعل كانت ترفض انجابها مبكرا بحجة أنها صغيرة بينما ودت ماريان البكاء وتماسكت بصعوبة فسأل آيان باستنكار

وهو ريان زعلها علشان كده! 

ردت نور كابحة ڠضبها من الآخر

قليل الأصل مكنتش فكراه كده

كل ذلك جاء بالسلب على نفسية ماريان وشعر زين بها فقال لينهي هذا الحديث السخيف رأفة بحالة ابنته

كفاية كلام في الموضوع ده مش عاوزوه يتفتح تاني.......!! 

عادت لفيلا والدتها لتمكث معها من جديد وباقتضاب شديد شرحت موجز ما حدث بداية من ذهابها مع سيف حتى حضور زين وطلاقه لها وابتأسن كل من زينة التي حضرت لرؤيتها بعد غياب دام لثلاث سنوات ومايا التي أشفقت على وضعها الميؤوس منه.

قالت السيدة إيمان باستياء

أما وقح صحيح ليه عين بعد اللي عمله معاك جاي عاوزك كده تلاقيه عاوز يبهدلك مكفهوش اللي عمله معاك

ثم أردفت بنصح مقارب للتنبيه

اوعي تضعفي يا لمى وتقولي علشان الواد دا ابنك وإنت اللي تعبتي فيه

تابع السيد كارم ما يحدث باعتراض احتفظ به بداخله تاركا زوجته تفعل ما تريد فهي ابنتها فتدخلت زينة لتقول بتردد

بس اعتقد من حقه يعرف بابنه يعني لازم يكون على اسمه علشان الولد لما يكبر ويعرف

ردت عليها السيدة إيمان بسخط

نكست لمى رأسها في ألم وعقلها لا إراديا يتذكر بينما حذرتها السيدة إيمان

زينة مش عاوزة حد يعرف ب يونس حتى آيان جوزك

أعلنت زينة طاعتها تاركة الحرية لهم قالت

مش هقول حاجة

تصلبت نظرات السيد كارم على لمى شاعرا بمدى معاناتها في مواجهة موقف صعب كهذا تعامل معها

بعطف أبوي وهو يخاطبها

لمى متعمليش حاجة مش راضية عنها لمجرد العند حياتك دي بتاعتك إنت مش علشان ترضي حد تيجي على مستقبلك

استنبطت السيدة إيمان أنه يقصدها بحديثه فردت عليه بغيظ

وأنا قاصدة أدمر حياتها يعني ما هو بقلة أصله وتربيته أهان بنتي وكان لازم يتربى على اللي عمله هي سهلة لما حد يتهم غيره في شرفه لمجرد إنه شاكك بس من غير دليل

لم تتحمل لمى كل ذلك فليكفي ما مرت به اليوم قالت بأسى

لو سمحتوا محدش يدخل ومش محتاجة من حد ينصحني أنا عارفة باعمل أيه وكفاية اللي أنا فيه

أبان تحنن السيدة على ابنتها وهي تخاطبها

يا حبيبتي محدش بيحبك ولا عايز مصلحتك غيري لأن لو فكرتي ترجعي ليه فدا غلط هو شك فيك ودي حاجة مش صغيرة واكيد هتتكرر

للمرة الثانية تدخلت زينة لتوضح الأمر عليهم قالت

بس زين كان ضحېة لما يوصله إنها بټخونه وبدليل هو آه كان كيدي بس حطوا نفسكوا مكانه

ثم تابعت حديثها وهي تنظر ل لمى بالأخص قالت

خصوصا إن لمى كانت متعلقة ب أيهم ورسيل ملهاش ذنب إنها لما يوصلها إن لمى لسه بتفكر فيه تتجنن الموضوع ملخبط وكان لصالح حد قاصد يوقعنا في بعض

تأملت السيدة إيمان تعابير ابنتها ونتيجة وقع كلمات زينة عليها وتوجست من لينها في العودة للآخر فحتما ستندم لكن فاجأتها لمى حين قالت باحتدام

مهما حصل مش هسامحه علشان لما هو عارف إني وحشة وأخلاقي زفت كده كمل جوازوه مني ليه كان بعد وسابني في حالي

ذاك هو الأمر المحير بالنسبة لهم لكن جاء من رغبة زين في الزواج منها ليأخذ ثمن مقابل لحبه لها حين وسم علاقته بها بطريقة مستقبحة نتجت عنها نفور وكراهية. 

قطع جلستهم العائلية ومناقشتهم الحادة بعض أفراد الأمن وهم يلجون من باب الفيلا دهش السيد كارم من وجودهم ونهض أولا وهن من بعده وتحرك في المقدمة ليسألهم

خير فيه أيه! 

رد الضابط بروتينية صدمتهم جميعا

الفصل الثالث

قطرات الحب

استحوذت عليها غرابة عجيبة من معاملته اللطيفة معها ومن جموحه حين تتركه ولو للحظة ذاك التغيير السريع في حالته لم يعجبها وظلت متحيرة جلبت له سمر مشروبا باردا ثم توجهت به لشرفة غرفتهما لتراه منغمسا في شروده فتنهدت ولم يفق هو سوى على صوت وضعها للصينية أمامه على المنضدة الصغيرة انتبه لها زين وزيف ابتسامة سريعة لم تقتنع بها ففضولها ېقتلها لمعرفة سبب تبدل معاملته لها وسبب ما يشغل تفكيره عنها..

جلست بجانبه مبتسمة برقة لمعت عيناها وهي تخاطبه بعدم تصديق

لحد دلوقتي مش متخيلة إنك بسرعة كده اتعودت عليا! 

لم يبدي زين ردة فعل بملامحه كي لا ترتاب في شيء فأردفت سمر موضحة ما يخالجها

أصل اللي يشوفك أول ما جينا هنا ميقولش إنك هتتقبلني على طول كده أو كلامك معايا في حفلة جوازنا

تجهزت الكلمات في عقله ليرددها على لسانه فورا قال

أنا قولت ده تضيع وقت إننا ناخد لسه على بعض والكلام الفاضي ده وقولت الحب بيجي بالقرب أحسن

ابتسمت باستحياء وهو يلاطفها بنبرته الدمثة خاصة نظراته المغازلة المتصلبة عليها وبدون تفكير منها وضعت رأسها على صدره قالت

باحبك! 

مرر زين يديه على شعرها يمسده ليوحي بذلك لها نفس المحبة التي امتصتها منه في حين تبدلت تعابيره لغموض غريب كأنه يستقبح ذاك الكذب على قلبه قبلها فتنافرت مشاعره وتخبطت أفكاره وفي لحظة خاطفة اختار كرامته ليقتص من من تلاعبوا به واستسخروا منه ولن يتصاغر بتاتا..

اجتث هذا التفكير القاټل فيما يحدث له معتزما أخذ حق كرامته المسلوبة بطريقته أخذ زين نفس طويل ثم أعاد حديثه ل سمر قائلا

أنا على فكرة مستعجل على الولاد يعني الموضوع يهمني

نبرته الجادة جعلتها تأخذ الأمر باهتمام رفعت رأسها لتنظر له فوجدت جدية في عينيه ولم تعلن قسماتها أي اعتراض أو قبول بل قالت باقتضاب

إن شاء الله!

نهض زين وبدت

تم نسخ الرابط