قطرات الحب
معايا!
ثم أبعدته عنها لتتابع بعملية وسط استنكاره
لازم نقارنك بالقرد
بدا عليه الصدمة والغيظ معا مما تتفوه به هتف موبخا إياها
قرد! نعم يا اختي!
وبالتأكيد تفهمت حالة سكوته تلك وأنه متفاجئ بل مصډوم من خداع التي فضلها عليها ولذلك استغلت الفرصة لتتقرب منه وتعطي له مفهوم قوي عن أحقيتها بأن تكون زوجته الأولى والأخيرة في حياته
شاركته سمر الجلوس أمام التلفاز وهي تضع بعض المقبلات على المنضدة أمامه ثم تأبطت ذراعه بوجه مبتسم قالت
بقالك أسبوع مش بتخرج حتى قعدت من الشغل ممكن أفهم ليه!
رقتها وحنوها وهي تخاطبه جعلته يسلم نفسه لها ويتفاعل معها بعدما قد أوشك على الانفصال عنها وينفذ رغبة الأخيرة التي صدق كذبها عليه رد زين عليها بألفة
بفكر في اللي حصل معايا سمر أنا عاوز أشوف حل علشان نخلف مينفعش أفضل ساكت كده
بالرغم من تقبلها حماسه معها شعرت بوخزة اخترقتها فحقا سيبوء ما سيقوما به بالفشل وتماشت مع رغبته وقالت
اللي تشوفه يا زين أنا معاك فيه حتى لو محصلش نصيب وخلفنا أنا هفضل على طول معاك
انشرح وجهه من أصالتها معه فلمحت سمر بطريق غير مباشر وهي تتابع
أنا بحبك صدقني ومش ممكن أخدعك في يوم من الأيام!
تأملها بمحبة وقد حمد الرب أنه دله على الطريق الصواب واكتشف كل شيء من البداية قال
خلينا نبدأ من بكرة إن شالله نسافر برة أنا عاوز يكون ليا ولاد
رغبته هذه المرة كانت خوفا من شماتة لمى فيه وربما تشفيها إذا علمت فود حاليا أن يجاهد لعدم حدوث ذلك ثم انتبه ل سمر تقول بمفهوم
فيه دكتور أعرفه صديق ماما هو ممكن يساعدنا ونشوف الأسباب عندك ويحلها
تمنى زين ذلك وتنهد فقد استولى الأمر على كامل تفكيره ولم يعد يهتم سوى بنفسه خاصة أن الأخيرة قد اختارت حياتها ولن يجبرها على البقاء معها بل سيردعها عما تفكر به تجاه أخته ولن يمهلها الفرصة لتنفذ مبتغاها الحقېر من وجهة نظره !!
مر أسبوع علمت به عن موافقة أبيها المبدئية ولم تشك لحظة أنه سيغير رأيه دون سبب قاطع فخاطبته بغرابة
حضرتك كنت موافق وكمان ماما هو حصل أيه!
احتفظ حسام بما أخبرته مريم به عن مدى وقاحة هذا الشاب الذي ارتبط مسبقا بزوجة ابنه الخائڼة قال
سيف فعلا شاب كويس بس أنا شايفه مش مناسب ليك!
علقت باستنكار شديد
مش مناسب!! حضرتك اللي بتقول كده من إمتى بتهتم بالكلام ده مش ده اللي ربيتنا عليه وعاوزنا نطبقه!
خشي حسام أن يتبدل مفهومها عنه فهو كما هو لن يتغير وما يلجمه عن قول الحقيقة أنه لا يريد مضايقتها من أجل شاب مخادع كهذا فرد بحذر
أنا زي ما أنا بس مامتك رافضة وكمان زين وقالوا مافيش داعي للإستعجال على الأقل يكون نفسه ويجيب شقة مش مأجرها!
ظهر الحزن والعتاب على ملامح لين وهي تستمع له فلمعت عيناها پألم وهي تترجاه
لو
سمحت يا بابا أنا موافقة اتجوزوه وهو كويس ومظنش ألاقي غيره يهتم بيا
حرصت لين في كلامها مع والدها على التهذيب أثناء إعرابها عن قبولها للأخير فأحس حسام بأن هذا الوقح قد تملك من مشاعرها وجعلها تتعلق به فضمھا حسام إليه وقد أراد أن يمنحها الأفضل هتف
لازم تعرفي إني عاوز مصلحتك وبقولك مصلحتك مش مع سيف ويا ريت تنسي الكلام في الموضوع ده
نبرة حسام وهو يتحدث أقلقتها بشدة واستنتجت منها أنه لربما يجبرها على ترك العمل معه قادما فهبت لترد بطاعة مزيفة
طيب يا بابا اللي تشوفه
تفاجأ حسام من تقبلها السريع فابتعدت لين عنه تمسح وجهها فمدحها بتعطف
عين العقل يا حبيبتي وإن شاء الله ربنا هيبعتلك اللي يستاهلك
رسمت القبول لأوامره وتوقفت عن المجادلة معه ثم استأذنت لترحل لكن بداخلها ظلت تعرض ما يحدث معها فميلها العڼيف تجاه سيف حثها على البقاء معه هو فلم تقابل شاب بطباعه وأخلاقه من قبل وأيقنت أن سبب الرفض من والدها غير مقنع ولن ترتضي به !!
توالت مفاجآته لها حين أخبرها بأنه أشهر إسلامه السنة الماضية رغم فرحتها من كونه أصبح ضيف مرحب به في دينها بل صاحب مكان زاد شغفها لمعرفة الأسباب وراء ذلك فسألته
وأعلنت إسلامك ليه كان فيه سبب محدد!
رد بتلقائية
لقد أحببته ووجدت فيه أمور كثيرة قد أفادتني في تجاربي سواء في الحياة أو في العمل!
ودت ماريان القفز فرحا ليس لأنه هكذا ستتقبله كزوج لكن مدحه للدين الإسلامي أبهجها بحق قالت
أنا كده احترمتك أكتر!
تفاءل زاك وهو يرد عليها
اتمنى أن تحبينني كذلك
شعرت بالخجل من لطافته الدائبة معها ولم تجد ثغرة واحدة تجعلها تتوقف عندها والآن قد ربطت تجليته بالأخلاق الحسنة بمدى انتمائه لدينها وأثناء حوارهما ذاك بداخل مكتبها انتبهت لدخول السيدة إيما دون استئذان وذلك ما ضايق زاك منها حين نظر لها بجمود دنت منهما مزيفة ابتسامة فها قد وجدته كما توقعت قالت
عندما أسأل عليك يقولون لي أنك هنا أريد فهم ما الأمر
تعجبت ماريان من أسلوبها ولم ترد عليها وتركت الجواب ل زاك والذي رد عليها بنبرة جافة
أردت فقط أن أشرح ل ماريان بعض الأمور عن العمل هنا!
جلست إيما مقابيله بنظراتها الحاقدة التي أدرك من خلالها غيرتها من ماريان فلم يتقبل زاك وجودها فخاطبها بغلظة
ما الداعي لوجودك هنا هل تحتاجين ماريان في شيء هام
انحرجت إيما من اسلوبه ناحيتها وقللت من ماريان حين ردت عليه
في ماذا سأحتاجها!! لقد كنت أبحث عنك أنت!
امتعضت ماريان من وقاحتها ولم تعلق فقط وجهت نظرة إحتقار نحوها وجاء رد زاك عليها حازما لرد اعتبار ماريان قال
وقت لاحق إيما لدي أمور كثيرة أود تناولها مع ماريان!
مرة أخرى أحرجها زاك ولم تتحمل إيما لتنهض مقررة المغادرة قالت
لك ما تريد دكتور زاك!
ثم تحركت للخارج مستاءة من فظاظته نحوها ورغم ذلك رفضت ماريان اسلوبه قالت
أحرجتها إحنا مكناش بنتكلم في حاجة مهمة
نفض زاك ذكر ما حدث مجددا وقال
أعارضك فمناقشة أمر ارتباطنا شيء هام على الأقل بالنسبة لي
رمشت عيناها بخجل وربما رهبة ولدت بداخلها فهي لم تفق مما حدث معها ولم تتناسى من كان زوجها وكلما تتذكره تكرهه تارة وتحبه پجنون تارة أخرى وكانت تتيقن يوم عن الآخر أن الحب لا يمحى بهذه السهولة ثم نظرت ل زاك وأرادت طمأنته لحسن أدبه معها قالت
لو فكرت اتجوز أكيد مش هختار غيرك !!
قامت بتجفيف يديها بمنشفة المطبخ وهي تتحرك لتفتح الباب لمن أتاها دون موعد وفور سحبها للمقبض
دق قلبها فجأة فقد عبرت رائحته لأنفها قبيل رؤيتها له ثم بعجالة فتحت الباب على مصراعيه لتجده يقف أمامها بطلعة أحزنتها حيث كان باهتا ونحيفا عن السابق وبعاطفة أمومة دنت منه لتحتضنه قالت
ابني حبيبي!
احتضن ريان والدته باشتياق كبير وعليه علامات الۏجع حيث أدرك تهوره وبالأحرى ندمه سحبته سلمى ليلج الشقة هتفت
ادخل يا حبيبي!
تحرك ريان معها للداخل ببطء وقد تردد في ذلك خوفا من ردة فعل أبيه حين يراه واستشعرت سلمى ذلك وقالت
دا بيتك ومعتز أصلا لو شافك دلوقتي مش هيسيبك تمشي
اطمأن قلب ريان ثم تحرك للداخل معها وقد خففت محبة والدته مما يعانيه في الأيام الدابرة ثم جعلته سلمى يجلس وهي بجانبه مشرقة الوجه سألته بتوق
أخبارك أيه!
تأملت ملامحه وهي تتابع بعدم رضى
مالك خاسس كده ليه وشكلك مهموم احكيلي يا حبيبي فيك أيه
عادت ملامحه الحزن تنجلي عليه كلما تذكر الماضي قال في ألم
مش مبسوط يا ماما حاسس إني ضايع وأنا بتهوري ده اللي بوظت حياتي وضيعت ماريان من إيدي!
نظرت له بشجن من أجله قالت
دلوقتي حسيت إنك ظلمتها يابني الخلفة بتاعة ربنا
رد مصححا ما فهمته
مش دا السبب يا ماما لو على كده بس مكنتش سيبتها إنما هي كانت بتجرحني بكلامها يمكن من غير ما تحس
مش فاهمة يا حبيبي قولي كان بيحصل أيه بينكم أنا مكنتش شيفاه
سألته سلمى بقلق جم فرد عليها مغموما
ماريان أوقات كتير بتحسسني بعجزي إني مش قد تلبية طلباتها وإن لازم تكلم أهلها يعملوا اللي عايزاها كلامها معايا بيبقى فيه تكبر شديد ومبقتش باستحمله منها
لم تتخيل سلمى أن ابنها يعاني في حضرتها هي تعلم بكل ذلك لكن لم تتوقع أن الأمر يؤلمه قالت
وليه مقولتليش وأنا كنت هحل الموضوع بينكم ليه تتجوز وتتصرف من دماغك!
قال بجدية
أنا متجوزتش يا ماما دي كانت تمثيلية عملتها أنا وندى وباين هتقلب بجد!!
سألته بجهل
يعني أيه!
أطرق ريان رأسه محرجا من الشرح لوالدته لكنه تشجع فقد جاء ليفرغ همومه عندها نظر لها وقال
من غير قصد حصل بينا علاقة!
اڼصدمت سلمى للحظات وسرعان ما عادت تقول بلا مبالاة
خلاص اتجوزها وطلقها علشان ميبقاش حرام!
رد بحزن وكسرة كبيرة
اتجوزتها يا ماما بس طلبت مني نأجل الطلاق شوية علشان أهلها ممكن يزعلوا ومش بعيد يتبروا منها
تفهمت سلمى بقلب نقي وضع هذه الفتاة وأنها قد ظلمت في المنتصف قالت
اللي عملته يا ريان خلى الكل يكرهك خصوصا نور يعني لو عملت أيه مش هتوافق على رجوعك ل ماريان
هتف بامتعاض
ماريان بتحبني وأكيد ندمانه على اللي حصل بينا ولو روحتلها ما هتصدق وترجع ليا من غير تفكير
كان ريان واثقا من كلامه جيدا فحركت سلمى رأسها باستنكار وقالت
بس اللي وصلني إنها نسيتك وهتتجوز أول ما العدة تخلص !!
اعتزمت عدم إعطاء الأمر أهمية ولو لنفسها فقط فما نفذته من خديعة أشعرتها بالدونية في حق نفسها وكم كانت حقېرة وهي تستغله بخسة ونذالة وجاءت فعلتها طواعية لرغبة والدتها
وبوضاعة شديدة أمرتها والدتها
متخليهوش يطلقك دلوقتي مهما حصل علشان كل اللي خططنا ليه يكمل على خير!
ردت ندى عليها بانصياع
مټخافيش مش هيطلقني هو وعدني بكده!
لمحت والدتها أنها غير راضية عما يحدث فرسمت قلة الحيلة والحزن عليها وهي تخاطبها
أنا باعمل كده علشان إحنا معندناش اللي يقف جنبنا أبوك ماټ وسابنا فقرا يعني اللي بتعمليه ده يا ندى مش حرام دا فرصة ربنا قالك استغليها!
جاهدت السيدة في إقناع ابنتها كي لا تتراجع في إتمام المهمة ومن ثم تفسدها أردفت
أختك محتاجة تكمل تعليمها زيك وأنا هجيب
منين أديك شايفة البير وغطاه!
أدركت ندى وضعهن المزري ولم تجد وسيلة أخرى لتخرج من هذا المأزق وبدأت خطتها وعليها التكملة فربتت والدتها على كتفها لتزيد حماسها قالت
ميكملش شهر كده وبلغيه إنك حامل وهو هيفرح وهيكمل معاك إنت وهينسى مراته خالص !!
رؤيته لها تعانده بهذا الشكل قد استفزه للغاية فهو لم يرغب لهذه اللحظة بأن يتطاول عليها أيضا يتخذ موقف حازم بصددها فلديه ما يرغمها على الانصياع له وكونه يحبها لم يرغب في رؤيتها تذل من قبل أهلها
هبط آيان الدرج بسرعة كبيرة وعينيه متصلبة بحنق عليها وهي تحمل هذا الولد الذي