قطرات الحب

موقع أيام نيوز

خاطبه السيد مروان باهتمام

إنت من امبارح مش عاجبني يا أيهم قولي فيه أيه! 

استدرجه السيد بحذر ليتفهم سبب خلافه مع رسيل نفخ بقوة وقال

رسيل عاوزة تسافر فرنسا علشان الشغل ومصرة! 

ضم السيد ثغره كأنه يفكر بجدية في ذلك قال بترو

شغلها مع الإجانب سمحت بيه وكان المفروض متسبهاش من غير ما تعرف كل حاجة عنهم علشان كده متردد في سفرها

زكا امتناعه عن مشاركته لها قائلا

أن سألت عنهم وجاتني معلومات كويسة

يبقى خلاص خاېف من أيه دا شغل! 

أجفل أيهم في الأمر فكيف ستتغيب زوجته عنه طيلة هذه الفترة سيبقى مشغولا بها بالطبع نهض وبداخله مستاء قال

هكلم زين بيه وأشوف رأيه في الموضوع.....!! 

أظلمت عينيها وهي تتقدم منه ثم أخذت تتجسس محاولة أن تلتقط بعض الكلمات عند وصولها إليه انتبه زين لها تصنعت الابتسام ثم جلست بجانبه تفهمت الأمر حين خاطب المتصل

والله الموضوع مش عاجبني خصوصا إن نور من وقت جوازنا مش بنسافر غير سوا

ركزت معه لتعرف وجهة نظره قال زين بتفهم

لسه بفكر في الموضوع لما آخد قرار فيه هقولك

فركت كفيها بغيظ ثم أحدت إليه النظر حتى أنهى الحديث هتفت باصرار

عاوزة اعرف دلوقت رأيك في السفر! 

تعجب زين منها لم يخفي عدم رضاه من أسلوبها قال

نور طريقتك

مش عجباني زي ما تكوني بټهدديني يا أوافق يا شوفي ناوية على أيه! 

قالت باحتجاج

مش صحيح بس إنت وعدتني توافق على السفر حرام تضيع تعبي كده على أسبوع سفر! 

نظر زين أمامه متحيرا حاولت نور سبر أغوار عقله متمنية ألا يخيب ظنها وهي تتكهن بلهف رده لمحت زوجة ابنها تهبط الدرج حاملة الصغيرة تناست موضوعها ثم تفرغت لها هتفت ببغض

مبقتش طايقة وجودها هنا! 

انتبه زين لها ثم عفويا وجه بصره ل زينة التي تتحرك للخارج زفر بضيق وقال

سيبيها في حالها يا نور الموضوع مش ناقص عكننة

هتفت بحنق

ما هي وش الغم سايبة ابني في أوضة لواحده ولا كأنه متجوز دي مش متربية مش فاهمة ليه مخلتهاش تروح لأهلها مش شايف حالة ابنك لما بعدت عنه! 

قال بعقلانية مستنكرا ضآلة فكرها

علشان الولاد يا نور وكمان دول ولادنا يعني لازم يفضلوا في وسطينا وبرضوه مش هنحرمها منهم! 

هتفت بنفور

دا تبرير خايب على الأقل تقعد يومين عند أهلها وهما نفسهم اللي هتلاقيهم جايبنها دي ما بتشوفش الحب والحنية غير مع أيان ابني اللي مش مقدرة حبه ده ليها! 

قال زين بجدية معتمدا على ما قالته للتو

اديكي قولتيها يعني هي هنا علشان ابنك بيحبها وحسيته هيتجنن لو بعدت عنه! 

امتلأ قلبها بالحرد تجاه الأخيرة يمنحها ابنها العشق وهي تأبه عليه هتفت بعدم قبول

مش هشوف ابني بيتبهدل على ايديها لو ما اهتمتش بيه وعاشت كويس أنا هخليه يطلقها........!!

وهو جالس بغرفة مكتبه علم للتو بخروج ابنها من المشفى ولم يتفهم سبب مكوثها مع والدتها وتركها لعشيقها ذاك وبداخله قلق من عدم اهتمامها بكلامه رغم أنه هددها علنا وارتاب في الأمر لربما تخطط لشيء ما غامض ورجح سفرها مرة أخرى وهروبها ڠضب زين وتهدجت أنفاسه وللحظات جذبه سؤال عابر لما هو يريدها رغم خيانتها له فشل في الإجابة على نفسه أو أجحف أنه ما زال يكن الحب لها لعڼ نفسه على ذلك فهو لا يريد الظهور ضعيفا وخلقته الحانقة كانت تناقض ما يريد أن ينفيه ډفن وجهه بين راحتيه كأنه يريد البكاء لربما قال بنبرة ألم

أيوة لسه باحبها! 

ارتاح قلبه حين نطقها واعترف بما ضمره لكن في قرارة نفسه فقط قرر زين مغادرة مقر مكتبه فقد مل من الجلوس فيه رغم أنه اتخذه كمكان للتنفيس عن تضايقه لينعم ببعض الهدوء ثم نهض وجاء ليتحرك فأوقفه رنين هاتفه تنبه له فورا وبخفة كان شغوف بمعرفة هوية المتصل توتر حين وجدها هي من تهاتفه ثم جلس مرة أخرى تنفس بهدوء وضبط أنفاسه ثم أجاب بضيق تصنعه في البداية

عاملة تقيلة ولا أيه! 

ردت بشيء من الإطراق

أصل كنت مشغولة وكانوا حوليا بيطمنوا على الولد

تحابق عليها بلفظ ناب فكلما تذكر هذا الولد أمامها تثير حنقه وتغضبه ومن ردة فعله تلك جعلها غير مترددة فيما قررته هتف بهياج

قولتي أيه في اللي كلمتك عنه!

تكهن بفضول جوابها فسألته بجدية

لو هكون معاك في السر يبقى عندي شروط

ردها جعل بسمته الخبيثة تتسع فهذا يعني قبولها ورغم ذلك رسم اعتراضه وهو يقول

من غير شروط مش هتتشرطي عليا! 

ضايقها برده المريب الذي جعلها تقلق قالت بإصرار

ليا شروط ولو مش هتوافق عليها هرفض

اضطر زين للموافقة وأعلن ذلك على مضض قال

اخلصي قولي! 

ابتلعت ريقها ثم تهيأت للرد قالت

تعاملني كويس دي أهم حاجة يعني متذلنيش

لم تحتاج لقول ذلك فما كان سيفعله معها كان مخالفا عما يكنه لها بداخله قال

بس كده!

أضافت بتوتر أشد جعل شرارات انفعاله كإنها تلطم وجهها

يونس يعيش معانا وميسبنيش لحظة.................!!

تأخر الوقت كثيرا

فاضطجع على تخته متأهبا للنوم لكن هيهات أن يشعر بالراحة فلم يفارق تخته الذي جمعه بها من فترة طويلة سوى في تلك الليلة البائسة تأفف آيان وتذمر وبداخله تبرم من كلامها عن والدته فهو لن يسمح بذلك اغتم واضطر للبقاء بعيدا عنها هكذا لربما تدرك خطأها معه وارتاب أن يحدث ذلك فهو إلى الآن لم يشعر بحب نابع منها يضاهي حبه القاټل لها وتهكم أن ټندم على بعده عنها بعكسه هو فقد افتقدها وابتسم ساخرا.

اغمض عينيه ليجبر نفسه على النوم وفي لحظة خاطفة تخلل لأذنيه صوت طفل صغير يبكي فتح عينيه فجأة وقد تعرف عليه أجل هي ابنته الصغيرة نهض بخفة وقد غاب النوم من عينيه ليتيقظ تماما هي تبكي ولا جديد لكن صړاخها أقلقه ودفعه ليستغل ذلك ويذهب هناك مط شفتيه وقد انتوى ثم بخطوات زموعة تحرك نحو الخارج قاصدا غرفة نومه..

حين وصل فتحها دون استئذان وجدها جالسة على التخت وتحمل الصغيرة فتفاجأت زينة بحضوره لثوان نظرت إليه ثم تجاهلته لتهتم بالصغيرة وبدا من هيئتها أنها مريضة فتقدم آيان مضطربا منهن هتف بقلق

مالها البنت

ثم انتبه لها وهي تضع قطع قماش مبللة بالماء تحت إبطيها فعفويا وضع كفه على جبين الصغيرة شهق حين وجد حرارتها مرتفعة فجلس أمام زينة وهو يتأمل ابنته قال

البنت سخنة من أيه

كانت زينة مكتربة فابنتها مريضة ولا تعرف السبب قالت بجهل

يمكن علشان رضعتها وأنا زعلانة فتعبت اسمعهم بيقولوا كده

لم يعي هو الآخر صدق ذلك قال

طيب يلا ناخدها المستشفى!

قالت پاختناق

الوقت متأخر هاعملها كمدات وإن شاء الله هتبقى كويسة

فعل آيان ما بوسعه ليعاونها ومرت قرابة الساعتين وهما على هذا الحال فتعبت زينة واحتاجت بشدة للنوم سحب آيان الصغيرة من حجرها فانتفضت مڤزوعة قال بهدوء

هشيلها أنا نامي إنت شوية!

قالت بنعاس سيطر عليها

هنام ساعة واحدة مش قادرة وأفضل اعملها كمدات

قال ممتثلا

حاضر أنا مش هنام غير لما أطمن عليها

غفت زينة في غضون ثوان فتعبها طول اليوم مع أطفالها أرهقها وجاء تعب ابنتها على عاتقها ليزيد من ضعف قواها شعر بها آيان ولم يتوانى في تقديم المشاركة ثم حمل ابنته وأخذ يتحرك بها في الغرفة وهو مستمر في عمل كمدات باردة لها وقضى ساعة أخرى هكذا حتى انتبه لإنخفاض حرارتها وأن الصغيرة ارتاحت جسديا لتغفو بعدما زالت الحرارة المرتفعة عنها قبلها آيان بحنو ثم تحرك ليضعها بجانب والدتها..

وضعها بهدوء ثم مسد على رأسها مبتسما اعتدل في وقفته وهو يتساءل ماذا سيفعل بعدها هل سيذهب مكملا ما أمره به والده أم سيمكث هنا ويقضي ليلته بجانبهن تحير كثيرا بم وجه بصره ل زينة وصلب نظراته عليها ولم يخفي ضيقه من وضعه في موقف كهذا لذا وبدون مقدمات دنا منها وتسطح بجانبها انتبهت زينة له حين لف ذراعه حولها ففتحت عينيها مشدوهة وتساءلت بتلقائية

البنت 

قرب وجهها منها ونظراته أدركتها قال

نامت وكويسة! 

ابتلعت ريقها مما يفعله وتيقنت ما يريده فتزعزعت أنفاسها وقالت

مش هسامحك بسهولة كده غير لما توافق على شغلي

شدد من التصاقه بها ليفرض تملكه منها هتف بغيظ

بټهدديني فاكرة كده هتمشي كلامك عليا 

قالت بعناد مستفز

يبقى امشي بدل ما أنادي عمي 

وضعته قاب قوسين فمن ناحية أرادها ومن ناحية رفض عملها حدجها بحنق وهي تتحداه هكذا وقبيل نطقه بأي قرار سيتخذ كان يفكر بجدية..............!! 

الفصل السادس

قطرات الحب

سيطر عليهما وجوم سامق ارتفع معلنا بأسه مما يحدث الآن ونظرات العتاب لم تقل عنه تابعت سلمى برفقة معتز ما يفعله ابنهما من جهولية مستنكرة هي أنه بعد ذاك العمر والنضج عن السابق يتصرف هكذا دون وعي وحين خرج من غرفته حاملا لحقيبة ملابسه هبت من مكانها مستاءة كذلك معتز والذي نظر لها بأن تتجاهله وكونها كأي أم رفضت وانساقت وراء مشاعرها ثم أخذت تتقدم منه. 

وقفت أمامه لتمنعه عن الرحيل قالت

إنت جرالك أيه أيه اللي غيرك كده مين لعب في دماغك تتغير على مراتك وتتخلى عنها بالسهولة دي! 

اخفض نظراته غير راغب في سماع عبارات اللوم تلك أو نظرات والدته المزعوجة قال بلا مبالاة ضايقتها

أنا باعمل الصح واللي كان لازم يتعمل من زمان! 

ثم تخطاها ليتابع طريقه فأصابتها صدمة من تهوره وقد تفاجأت من تبدله لهذه الدرجة الغريبة لم تقف سلمى مقيدة هكذا بل لحقت به ثم أمسكت بذراعه لتوقفه أدارته إليها وهدرت به

رايح فين! 

تحرك معتز فورا لينضم لهما فحالة سلمى ثائرة بشكل مقلق بينما جاوب عليها ريان بتردد

مش قولتيلي لو اتجوزت أسيب البيت فأنا باعمل زي ما حضرتك عاوزة. 

انتفضت سلمى لټصفعه بغل صړخت

مين دي اللي ضحكت عليك! 

شده ريان من ضړب والدته له فهي لم تفعلها من قبل لكنه احتفظ بحزنه لنفسه ولم يعلق أيضا انزعج معتز من ردة فعلها تجاه ابنهما الشاب خاطبها بعتاب

هو دا الحل يا سلمى معملتيهاش لما كان عيل صغير! 

لمعت عيناها پألم فما فعلته بعكس تحننها المنطلق نحوه تنهد ريان بكمد قال

متشكر يا ماما عن إذنك! 

أفلت ذراعه من قبضتها ثم دلف للخارج بخطى سريعة فتوقفت سلمى مكانها ثم أجهشت بالبكاء المرير اندفع معتز ليحتويها بين أحضانه وهو يمسد عليها قال

حاسس بيك بس هي الحياة كده أغلبها مشاكل وتجارب

انتحبت رافضة أن تذعن لذلك قالت

لو طايش نعقله ليه ممنعتوش يا معتز فين دورك! 

زفر بقوة مخټنقا مما سار هتف

هيرجع لوحده وخليه يجرب ويتعلم ويختار اللي يريحه.......!! 

جلس خلف عجلة القيادة زائغا فيما حدث قبل قليل وأجزم أن ما يفعله الصواب فلم يعد يحتمل ما تفعله معه ماريان خاصة ولائها الدائم تجاه والدتها غير مهتمة به أو ما يريده وخطوة زواجه انعكاس ملازم ونتيجة صحيحة لما تفعله معه ثم أخرج نفس عميق مشددا من موقفه ومعتزما تنفيذ ما خطط له بزواجه بغيرها عل ذلك يجعلها ټندم.. 

قام ريان

تم نسخ الرابط