قطرات الحب
الوقت.
وجلت زينة مما ستتلقاه قادما هنا خاصة في حضرة أخيها وما بعث بداخلها الرهبة والجزع هو سطوة أخيها في معاملته معها فرغم ما يحدث بينها وبين زوجها من تشابك لا يضاهي كم الصريمة والحزم في خطاب أخيها الموجه إليها ولاحت بوادر ما تيقنت حدوثه حين حدثها بغلظة أثناء ترجله من السيارة قال
يلا انزلي!
فتحت زينة الباب بأيد مرتعشة قليلا وهي تحمل ابنتها الصغيرة بينما عاون عمرو الولدين على النزول تحركت زينة للداخل وهي تنظر حولها تتوقت للمكان الذي تربت فيه لكن ما واجهته من جفاء في المعاملة جعلها لا تحبذ كثيرا مواظبة المجيء هنا.
انتبهت ل جاسمين تتقدم منها متهللة فابتسمت قليلا لها حتى احتضنتها الأخيرة قائلة
السراية نورت يا زينة!
فشلت زينة في ترتيب أي كلمات ترد بها بل اكتفت بتزييف الابتسام فأضاف عمرو بسخرية
فعلا السراية نورت وهتنور أكتر لما تفضل قاعدة فيها.
أحست جاسمين بقساوة عمرو في الحديث نحو أخته فنظرت ل زينة فوجدتها حزينة ومحرجة خاطبتها بتودد
عمي جوه ھيموت ويشوفك!
سارت زينة معها للداخل بخزي فقد ثبط زوجها ظنها وأوجم قلبها بردة فعله التي لم تتوقعها منه وظلت في نفسها تنهره وتلومه.
حين ولجت السراية تفاجأت بأبيها يجلس ينتظرها ويبتسم ببشاشة خلقت في نفسها راحة ومحت تعسف أخيها نحوها فدنت منه بعجالة. فاردة لذراعيها ثم ارتمت عليه طوقها فريد بذراعيه وغمرها بحنانه قال
وحشتيني يا زينة بقالي كتير مشوفتكيش!
مقابلته تلك أراحت وجلها قالت
ربنا يعلم وحشتيني قد أيه يا بابا!
بالطبع لن تخبره زينة بالسبب الحقيقي في عدم مجيئها هنا وظلت ترتكز عليه وتلقي بهمومها نحوه فجلس عمرو بطلعة قاسېة معهما قال
ملوش لازمة السلام الست باين هتشرفنا على طول.
ابتعدت زينة عن أبيها باهتة القسمات من كلمات أخيها الحادة وتجشمت فعاب عليه فريد بعدم رضى
مش كده يا عمرو أختك مهما حصل لازم نقف ونساندها
علق بحنق واضح
وحضرتك شايف إن سبب زعلها دا كفاية إنها تسيب بيتها علشانه لا وممكن يوصل لطلاق وتبقى مصېبة.
مسد فريد بلطف على رأس ابنته ليهدئ من حزنها رد بهدوء رزين
إن شاء الله مافيش طلاق هما بس يبعدوا عن بعض كام يوم وكل حاجة هتكون كويسة.
رد عمرو باستنكار
جوزها بلغني إنه مش هينفذ طلبها ومش هيسمحلها تتحكم فيه وقالي ترجع زي ما مشيت هو مغلطش في حاجة.
أحدث كل ذلك ڠضب في نفس زينة وأحجمته بصعوبة هتفت باستياء
وأنا مش هوافق على الكلام ده لأنه بكده هيكسر عيني وهيفهم إني ولا حاجة ومش هيعملي اعتبار.
نظرات عمرو المحتدمة أعلنت رده الفظ عليها فسارع فريد بالتدخل قائلا بجدية
لو سمحت يا عمرو خليك بعيد لما أموت ابقى أتدخل أنا هتصرف وهشوف الموضوع!
انفرجت طلعة زينة الكامدة من رد أبيها بينما صر عمرو أسنانه بقوة ثم نهض كالحا وذلك ما أظهر حنقه خاطب فريد زينة بعطف
قومي على أوضتك يا حبيبتي ومتزعلش طول ما أنا عايش...!!
بداخل المصعد وأثناء صعودهم لشقة أسرته وحين فكر جيدا أمرها بطلعة باهتة
بلاش تقولي لماما على اللي الدكتورة قالته
نظرت له سمر وكأنها كانت تنتظر ذلك منه واحتفظت بفرحتها لنفسها وزاد ابتهاجها حين تابع
ولو سألتك عن موضوع حملك قولي محصلش نصيب لسه بدري أي حاجة.
كسرة زين وهو يتحدث أحزنتها للحظات ثم عادت تستمر في مراوغتها
له وتخوفه من معرفة والدته ستساعدها في مهمتها قالت
من غير ما تقول يا حبيبي كنت هاعمل كده لأن اللي حصل ده بينا وبس!
هذا ما أرادته سمر فإن علمت والدته فسوف تنكشف تماما فالأخيرة لن تلبث حتى تبحث عن علاج له أما الآن فهو مقيد بما تمليه عليه من أقاويل مدلسة..
استمعت مريم من الداخل لقرع الجرس ففطنت حضورهما وبنفسها قامت لتفتح لهما الباب ثم اعتلى وجهها بسمة مشرقة حال رؤية ابنها مصطحبا زوجته فكم أحبت أن يكون كذلك..
احتضنته قائلة
أهلا يا حبيبي!
ثم رحبت ب سمر وسحبتهما للداخل وهي مغتبطة من وجودهما حتى وصلت لزوجها حسام الذي رحب بهما هتفت مريم بوجه لامع
هتاكلوا الأول ولا عاوزين ترتاحوا شوية.
رغب زين في تضيع الوقت بأي شيء لذا قال
ناكل يا ماما أنا جعان!
توجهوا لمائدة الطعام التي تزينت بالمأكولات الرائعة التي أعدت خصيصا لهما وأثناء مباشرتهم بتناول الطعام خطفت مريم نظرة معجبة ناحية ابنها وزوجته وأعرب ذلك عن مدى الرضا بداخلها حين استقر وضعه عن السابق ثم التقطت بشوكتها بعض الطعام واستفهمت
مقالتوش الدكتورة قالت أيه لما روحتوا!
تلعثم زين وهو جالس وقد أحست سمر به وهذا ما أسعدها فردت بالنيابة عنه مزيفة للحزن الطفيف
محصلش نصيب يا ماما وإحنا مش مستعجلين.
تدخل حسام وقال بتعقل
دول لسه متجوزين خليهم ينبسطوا شوية وميستعجلوش
كانت مريم متفهمة لكل ذلك لكن رغبتها الملحة في رؤية أحفاد لها من ابنها الكبير كانت غالبة قالت
أنا بطمن لأن ھموت وأشوف أحفاد ليا من زين عاوزة أطمن عليه.
تصلبت نظرات زين الحزينة على والدته فقد تأثر بكلامها وأنه لربما سيكون سبب ألمها وحين لاحظته سمر قلقت من ڤضح الأمر أو انكشاف الحقيقة نتيجة طلعته تلك ثم غمزته بتنبيه كي يرسم البهجة المزيفة فما يفعله سيفسد مخططها بالتأكيد..
فشرعت سمر بتغيير الموضوع حين استفهمت بتلجلج
أخبار شغل لين أيه بفكر أشتغل معاها.....!!
ما تفعله أمامها زادها غرابة سواء باهتمامها الشديد لقدومه أو ارتدائها ملابس أنيقة للغاية وتبرجها ببعض المساحيق ورغم ذلك ظلت معها وتساندها..
وقفت مايا منتصف غرفتها في حيرة خاطبت زوجة أبيها بتردد
أنا حلوة!
ردت عليها بتأكيد
حلوة يا مايا بس مكنش ليه لزوم دا دلوقتي ما هو بيشوفك معاه في الشغل.
اقتنعت مايا بكلام زوجة أبيها وجاءت فرحتها شديدة لتفعل ذلك دون انتباه قالت
هحاول أغير الميكب أو أخففه شوية.
ثم اقتربت من المرآة لتظبط وجهها ولتلك اللحظة كانت السيدة إيمان متفاجئة من ذاك الزواج وتخليت سيف مع ابنتها فقط وكل ذلك لم يجعلها تحمل الضغينة لابنة زوجها قط..
مرت هذه الدقائق وبعدها دق السيد كارم الباب ثم ولج فشدهت مايا من حضوره فمن المتوقع انتظاره ل سيف بالأسفل سألت بتعجب
فيه أيه يا بابا المفروض سيف زمانه جاي مين هيقابله
تقدم بضع خطوات منها وكان جامدا سأل
هو سيف قالك كان عاوزني في أيه!
قالت باندهاش
عاوز يخطبني!
قالك كده!
استمرت مايا في حالة إنكار لأسئلة أبيها وقد توترت قالت
لا مقلش بس...
رد بقسمات مقطبة
سيف جه ومشي يا مايا!
هنا استفهمت السيدة إيمان باستنكار
هو لحق!
كما هو ظل السيد كارم محدق بابنته بعتاب لم تتفهمه وحين تسعر فضولها سألته بترقب
حصل أيه يا بابا!
حافظ على ثباته وأخذ في اعتباره أنه ما سيقوله سيحزنها بالتأكيد لذا تحدث بعقلانية واعية
إنت فهمتيه غلط يا مايا سيف كان جاي عاوز مني أساعده في شغل!
بدت مايا كالود مصډومة مما حدث فلم تتوقع ذلك مطلقا نظرت لها السيدة إيمان بشفقة ثم دنت منها لتخفف عنها قالت
الحمد لله إن الموضوع عدا على كده وإنه مفهمش
إنك مستنية يتقدملك كان هيبقى موقفك محرج.
أضاف السيد كارم بدراية
أنا كمان كنت حاذر في كلامي معاه والحمد لله على كده.
شعرت مايا بالحرج لربما الخفيف مقارنة بما كانت ستجده حال فهم الأخير لما قالته قالت
أنا يمكن فهمته غلط عادي مافيش مشكلة
حاولت مايا إخفاء حرجها من الأمر لكن ظل ذلك ڤاضح لنواياها في تمنيها الزواج بالأخير أمام والدها وزوجته وبعدها توالى لومها له فقد ظنته يميل لها كما هي الآن ولتتهرب من نظراتهما التي تلبكها سريعا رسمت اللا مبالاة حين قالت
حصل خير الغلط عندي..........!!
قضى معه سنوات أدرك فيها مدى تعقله وحذره عند التعامل مع الأمور والحالات باختلافها لكن الآن وجده طائشا حين ضحى بهذا المبلغ الكبير من أجل زوجته دون حتى تدخل ليرى نتائجه.
ثم انتبه له يرفع الورقة البنكية أمامه ويقول
الشيك ده أصرفه وبعدين ابعت الفلوس ل رسيل في المستشفى
حدق ماجد بالشيك لثوان عابسا ثم تناوله منه قال
دي تاني مرة يا أيهم والمبلغ كبير ومش عوايدك تحط فلوسك في حاجة متكونش دارسها كويس!
صمت أيهم لبعض الوقت وبداخله كان غير مقتنع بتضحيته الهوجاء تلك وجاء تصرفه ذاك من واقع محبته لزوجته ليس إلا فطلبها له لم يقوى على رفضه فدائما كان لها السند والملجأ ولم يخيب ظنها مهما حدث وهذا ما استشفه ماجد فهو مدرك لكم الحب الذي يحمله لها لكن هناك حدود..
رد أيهم بتردد
إن شاء رسيل تنجح في اللي بتعمله والفلوس مش هتروح كده أنا واثق فيها!
زم ماجد ثغره وهو يتأمل المبلغ المدون على الشيك قال
فلوسك وإنت حر فيها آسف لو بتدخل دا بس علشان عارف إنك تعبت كتير علشان توصل للمكانة اللي إنت فيها وإن الفلوس مجتش من الهوا.
لم يلومه أيهم على تدخله قط بل تحدث بود
مقدر ده بس عاوزك تعمل اللي قولتلك عليه لأن أنا كمان مش حابب تضيع فلوسي كده.
تذكر ماجد طلبه وقال بامتثال
كل اللي طلبته هيتعمل بالحرف ومن غير مدام رسيل ما تعرف
فكر أيهم في شيء ما مبهم ثم قال
علشان اتعرف بالوفد دا أكتر كنت بفكر اعزمهم في سهرة صغيرة عندي!
أعجب ماجد بفكره ومدحه قال
أيوة ده كويس وهتوفر علينا حاجات كتير!
الزم أيهم نفسه بتنفيذ ذلك ثم جاء أمر ما أقلقه فكلفه بحذر
بس فيه حد عاوزك تراقبهولي........!!
عدم رؤيتها له منذ مجيئه للشركة زاد من حيرتها لذا قررت زيارته في مكتبه فهي جاهلة لسبب اختلائه المفاجئ بنفسه ثم استأذنت بالدخول عليه..
فاعتدل آيان في جلسته وحاول التصرف بعمليه حين سألها
خير يا جنى!
ابتسمت برقة وهي تجلس مقابله قالت
أجلت الاجتماع ليه طالما إنت موجود وكل حاجة جاهزة!
رد باحتراز
مكنش ليا مزاج ومكنتش مركز.
تأملت تعابيره المراهقة واستفهمت
شكلك تعبان عندك حاجة!
مسح آيان وجهه بكفيه وقال نافيا
يمكن علشان منمتش كويس!
رده المقتضب عليها جعلها تنحرج منه وفشلت في إيجاد أي كلام تتودد به سوى أنها سألته بتردد
هي زينة مبقتش تيجي الشركة ليه هي تعبانة!
اضطرب آيان من سؤالها له وخشي معرفتها بما حدث أو هي من تسببت في الشجار بينهما دون أن تدري قال
أيوة لأن العيال عاوزين منها اهتمام شوية!
تكملتها للكلام جعله يتأكد من جهلها لما حدث وتنفس بارتياح تبسمت وقالت
إنتوا لسه صغيرين وما شاء الله عندكم تلت ولاد خصوصا إنت يا آيان اتجوزت بدري جدا وكان ارتباطك السريع مفاجأة.
تذكر طريقة ارتباطه ب زينة وما فعله حينها ليحظى بها والسرعة التي تزوج بها ليتكتم على ادعائه المخادع وقتها ووجد نفسه يبتسم لكن پألم داخلي كونه أيقن أنها حتى الآن
تحمل العتاب له وربما ما زالت تتذكر وذلك سبب عدم قبولها التام له نظر ل جنى بهدوء حزين وقال
اتجوزت بدري علشان بحبها
علقت جنى بتلجلج
كنت فكراك هترتبط ب لين لأن من وإنتوا صغيرين قريبين من بعض
مش شرط دا يكون