قطرات الحب
بانفعال طفيف
ودا مش في صالحي إنت حر في حياتك بس متبقاش أناني لأن بكده بتظلمني.
استنكر سيف أن يفعلها فهتف مدافعا عن نفسه
لو الدنيا كلها ظلمتك يا لين أنا لأ وإنت عارفة إنت بالنسبة ليا أيه كل الحكاية لين شوفتها مناسبة ليا.
زادت ملامح لمى عبوسا فبداخلها رفضت الاقتناع وجدت الأمر ما زال يكن لها الأسوأ قادما قالت
ومفكر زين هيوافق دا لو عرف بيك طبعا هيرفض ولا هتتجوزها من وراه!
تهكمت من طلبه فرد عليها باصرار
لين موافقة وبتحبني ومش بس كده كلمت والدها وموافق ناقص بس رأي والدتها
لم تحمل لمى الحجة التي تردعه عن زواجه كونه جاهل لعودتها ل زين وقد أحبت هدوء العلاقة معه وتجديد ثورانها ليس في صالحها فنظر لها سيف مبتسما بود وقد جاءت فكرة ما إلى ذهنه قال
أيه رأيك نقول ل لين علشان لو زين حب يبوظ الجواز ويقول كلام مش صح
كأي حد يتركها تفكر في ذلك وترتضي أم ترفض فهذا مؤجلا لكن لم يترك لها مساحة للحرية حين وضعها أمام الأمر الواقع وهو يتابع في حماس
لين زمانها جاية أنا قولتلها تيجي وهتبقى مفاجأة لما تشوفك وبالمرة تعرف!
حدجته لمى بنظرة حادة ورفضت ما يهذي به صاحت
إزاي الكلام ده شوفتني وافقت بقيت أناني بجد يا سيف
ثم نهضت مزعوجة فندم سيف على فعلته كون الأمر ضايقها لهذا الحد فنهض هو الآخر ليمنعها من الرحيل حين أمسك بيدها هتف
فيها أيه يا لمى ما هو مش معقول هتفضلي مخبية الحقيقة وكل حاجة كانت هتتعرف وأولها دلوقتي علشان جوازي يتم
أقصت يديه من عليها وهدرت
مش هتجبرني أعمل كده على الأقل أنا مش حابة الحقيقة تتعرف دلوقتي دي حريتي
وبدون وداع تحركت لتغادر فورا قبيل مجيء الأخيرة وكانت نظرات زين الثاقبة تراقبها باهتمام ومن حدسه تفهم أن العلاقة بينهما متوترة ولم يتحرك خلفها حين غادرت بل ظل مكانه يحدق بغل في سيف وأراد الترجل من سيارته لتأديبه وافراغ غضبه فيه لكن جاءت صډمته التي أوقفته حين أتت أخته إليه فبدا مذهولا وهي تصافحه وتجلس برفقته ردد مشدوها
هو أيه اللي بيحصل ده ولين تعرفه منين!.........
بالشرفة المطلة على البحر جلس ينتظر أن تأتي زوجته بالقهوة حيث أخبرها باحتياجه لها لمناقشة أمر هام فأحضرت الأخيرة القهوة لهما ثم دخلت عليه قالت مبتسمة
القعدة هنا حلوة أحسن من جوه!
تصلبت نظراته على كوبين القهوة وهو يتناولهما منها وهتف
كمان القهوة من إيدك بتعدل المزاج
شاطرته الجلوس في هذه الطلة الساحرة وابدت استماعها المهتم له فقال بجدية
لين جيلها عريس!
تركت مريم الكوب وقد انتبهت جيدا له استفهمت بشغف
مين يا حسام حد نعرفه!
تهيأ مسبقا لإخبارها وقلق من رفضها المباشر حين تعلم بمستواه فقال برزانة
هو سيف الشاب اللي شاركته في مشروعه الجديد
كما تفهم بالضبط ردة فعلها فقد كشرت مريم وأظهرت ترددها قالت
دا في بداية حياته عاوز بنتك تتجوز ده دا مش ممكن حتى يوفرلها مصاريفها
قال في ترو
دا شاب مكافح ودا مش عيب بالعكس ميزه والنوع دا يعجبني
لم ترتاح مريم للأمر في المجمل وقالت
طيب ما يشوف بنت من مستواه وتستحمله ليه لين!
ثم تابعت بتوجس
ليكون داخل على طمع ومستنيك ت....
قاطعها مستنكرا ذلك
الولد أنا شايفه كويس وكنت سألت عليها أخلاقه ممتازة وكافح كتير قوي أهله ماتوا وهو صغير فسافر واعتمد على نفسه هو وأخته
لم تنطقها مريم
صريحة وهي تعلن الرفض فهي تتمنى حياة مترفة لابنتها لا تقل عما هي عليها فردت بحذر
طيب نشوف الموضوع مع لين ونبقى نبلغه رأ...
قاطعها للمرة الثانية وصدمها حين قال
لين موافقة!
موافقة!
سألته مدهوشة فأماء لها مؤكدا هنا تبدلت طريقة تناولها للموضوع لتأخذ جانب آخر سألت
ولين قالت موافقة على حياته وكل حاجة ولا مجرد إنها مثلا معجبة ولا أيه السبب!
هتف موضحا
واضح إنهم متفقين وعلشان كده مبسوط إنه اختيار لين بنفسها وكمان وهو بيطلبها مني حبيت رغبته الكبيرة في الإرتباط بيها
فكرت مريم في الأمر وكونه لم يعجبها أحترمت رغبة ابنتها فوضع حسام كفه على كفها متوددا وهو يضيف في حماس
أحسن حاجة لما يكون الاتنين في بداية حياتهم ويبدأوها سوا بتكون الحياة بينهم ليها طعم تاني
تأملت مريم فرحته وقبوله للزيجة وقد قررت عدم الاعتراض فهتفت بقلق
يا ريت ميكونش طمعان فيها ولا يكون قرار متهور منهم.........!!
فوجئت عقب ولوجها المعمل بوجوده مع مديرة أعمالها ويتحدثا بعمق إلى حد ما فتحركت نحوهما فانتبها لها ابتسمت راندا وقالت
دكتورة رسيل وصلت!
تبسم السيد هانك لها وهو يمد يده لمصافحتها قال
Good Morning!!
Good Morning!
ردت رسيل باقتضاب لتتساءل بعدها في دهشة
زيارة مفاجئة للمعمل هنا ليه مبلغتنيش
رد في تهذيب
لقد أردت مفاجأتك بالحضور ومعرفة إلى أين وصلت إنجازاتك
وجدت رسيل أن حضوره سهل عليها الكثير فقالت
طيب كويس لأن محتاجة حضرتك النهار ده في إننا نمشي بالخطوات مع بعض علشان مفعولها كان شديد شوية ومخالف لتوقعاتي.
على الرحب!
نظرت رسيل ل راندا وقالت
روحي يا راندا بلغي آلاء تجيب الصندوق بتاعي من عندها
امتثلت راندا ثم تحركت لتجلب لها ما أمرتها به ثم دعت السيد هانك لمطالعة حالة القرد في القفص قالت
أنا شايفة حالته مستقرة دلوقتي بعد العقار اللي خده ومكنتش أعرف إن مفعوله هيكون شديد قوي كده
سحب السيد هانك الورقة المعلقة على قفص القرد وخطڤ نظرات سريعة لفحواها مط شفتيه قائلا
أعتقد زيادة الجرعات اختلفت معك أو وضعتي عقار بديل عن آخر تكون نتائجه مختلفة قليلا
تيقنت رسيل مما قامت به فجاء ردها عليه واثق
مظنش أنا عارفة حطيت أيه لكن...
ثم صمتت للحظات بدا عليها فيهن القلق أردفت
لكن خاېفة تكون الآثار الجانبية لسه موجودة يعني ممكن يتأذى بعدين أو تضره.
لم تكن رسيل تحمل هم القرد مطلقا فجاء خۏفها على أيهم زوجها فقد باتت تراقبه جيدا وتهتم به عن السابق فتمعن السيد هانك النظر في التقرير الممسك به وكان جيد التدقيق في كل مغزى مطبوع أمامه فترقبت رسيل باهتمام وشغف أن يعطي من علمه ما ينفع وبعد فترة صمت قال
جميع هذه المواد ليس بها ضرر لكن ما حدث مع القرد مقلق ومثل تلك الحالات يصاحبها إدمان للعقار
ركزت رسيل اهتمامها على كلماته الأخيرة وقد ارتعدت هتفت
يعني أيه إدمان!
لمح الخۏف في عينيها فقال بتأن
لما أنت خائڤة هكذا القرد هنا للتجربة لم نضر أحد ولم يتم التصديق على العقار!
بالطبع لن تقدر رسيل على إخباره بالحقيقة وأن زوجها قد تناول منه فهذه مسؤولية كبيرة ستلقى عليها وربما يتم اتهامها بالإهمال حينها وتنتهي معها مهنتها فبهتت تعابيرها وهي ترد
معاك حق مجرد قرد هقلق ليه!............
جلوسه الواجم ذاك أدهشه واستشعر وجود أمر هام كان السبب في مجيئه إليه وحين وضعت الخادمة القهوة أمامهما في حديقة الفيلا تحدث هنا معه بجدية قال
أيه حصلك بسرعة كده امبارح الصبح كنت أحسن!
تناول زين كوب قهوته في صمت وبهتان ملامحه كان مقلق فانتظر آيان أن يوضح له تنهد زين باغتمام وقال
طلعت بتخدعني الولد ابنها وابنه أنا كنت غبي
قوي وساذج لأبعد الحدود.
هدوء زين وهو يتحدث جاء من كثرة ما تحمله من معضلات قد واجهته بعكس ما يحمله داخليا من ۏجع فهتف آيان بحنق
كان قلبي حاسس معقول سابتك تلت سنين تعاني وټحرق في دمك وفي الآخر تصدقها دي تلاقيها ماشية على حل شعرها ومش بعيد تكون مع التاني وهي معاك ما سبق وعملتها
لم ينتبه آيان أنه يضرم غضبه فتعالت بالفعل أنفاس زين ولم يتحمل صاح
يعني أقتلها وأخلص!
وعي آيان لكم الحماقة التي افتعلها فتراجع ليتحدث بترو كبير
وليه تودي نفسك في داهية سيبها يا زين ابعد عنها ليه بتعمل في نفسك كده مالك ومالها!
توالت استنكارات آيان لما ارتكبه زين من تهور وجهولية في حق نفسه ورغم ذلك لعڼ زين حبه لها وتعلقه بها هكذا قال
أنا بحبها مش قادر أسيبها لغيري
جاء آيان لينهره فتراجع فقد أدرك ماهية مشاعره وأن حبه صادق فرد عليه بعقلانية
طالما مش عاوزاك سيبها ليه تغصبها عليك
نظر له زين بظلمة وسأله
يعني لو اكتشفت إن زينة مش عاوزاك هتسيبها
هنا اعترض آيان قائلا
متقارنش لمى ب زينة دي واحدة خاېنة كانت مع واحد تاني وهي على ذمتك إنما زينة عايشة معايا وجايبة مني تلت عيال
هتف بتهكم
على أساس إنك اكتشفت إنها مش بتحبك وجوازها منك ڠصب مش دا كلامك ليا
تراجع آيان عن حديثه السابق وقال بمفهومية
ڠصب تخلف مني تلاتة أنا عارف إنها متهورة ويمكن بتستغل حبي ليها ومش ممكن تفكر زينة متربية كويس وهي دلوقتي معايا وعايشة في بيتي وعيالي حواليا
ترددت جملة آيان الأخيرة في آذان زين كثيرا وأشعرته بضعفه في حتى أن يحظى بطفل واحد ولا إراديا وجه بصره للأولاد من حوله وهم يتبارون في اللعب ثم تصلبت نظراته فجأة على يونس وتنافى قبوله له مؤخرا مع نظراته النافرة نحوه وتملك منه غيظ شديد ولم يتحمل رؤيته له أمامه فانتبه آيان لذلك ثم وجه بصره للطفل تفهم الأمر ونظر ل زين قائلا بجدية
دا عيل يا زين ملوش ذنب حرام تربطه باللي بيحصل ميعرفش حاجة ومينفعش تكرهه
ډفن وجه بين راحتيه وقد اكترب فعاد آيان يتابع حديثه حين تذكر
دا حتى النهار ده لما شوفته قعدت أشبه بيك فيه شبه كبير منك يعني لو خلفته منك مش هيطلع كده!
لم يهتم زين لحديثه لكن حين أكمل استفزه بشدة
تقولش لما كانت مع التاني بتفكر فيك
ثم ضحك آيان غير عابئ بأن الأمر لا يستحق المزح كما يفعل ثم وعي لنظرات زين اللائمة نحوه فتوقف فورا قال
مش قصدي أنا بس الولد لفت نظري بجد حسيته شبهك.
نهض زين وقد وصل لقمته قال
همشي أنا محتاج أريح أعصابي شوية
خلفه آيان النهوض واستفهم باهتمام
مقولتش هتعمل أيه معاها اوعى تتهور يا زين!
أنكر زين أن يفعل ذلك فهو متعقل كثيرا رد بجهامة
أنا مش عاوز أشوفها وقافل تليفوني لأن مش عاوز أسمع صوتها ولحد ما اتأكد هي فعلا بتقابله وهي معايا أو لأ هتكون ليا ردة فعل وقتها......!!
من خلف الستارة بشباك غرفتها ظلت تتابع ما يدور بينهما ثم أخبرت التي معها على الهاتف بمعنى
باين الموضوع اللي بيتكلموا فيه مهم وشكل زين متضايق من حاجة!
سألتها لمى بقلق
مافيش مجال تعرفي بيقولوا أيه دا من امبارح تليفونه مقفول ومش عارفة أوصله!
ردت زينة بجهل
صدقيني مقدرش لأن كمان مش بكلم آيان ومستحيل اسأله هو كان هنا ليه لو بنتكلم كان قال
حزنت لمى بشدة ولم تتفهم سبب تقلبه المفاجئ وتخوفت من فكرة تلاعبه بها كما قالت والدتها وأنه يستغلها قالت
ماله بس أنا
مش فاكرة عملت حاجة تزعله مني بالعكس آخر مرة كنا أحسن من أي يوم مر علينا
وبختها زينة بغيظ
ما إنت غبية لازم تفهمي إن اللي فيه