رواية جاسر

موقع أيام نيوز

يقطع تأمله لها سوى صوت والدها المهلل قائلا
دوش..عليك واحد يا حضرة الظابط
وضع شريف يده خلف عنقه وقال فعلا شكل بنت حضرتك وشها حلو على الكل...
حمحمت مروة ب خجل وأشاحت ب وجهها بعيدا..حرك رأسه ب يأس..فتاة مثلها تمتلك هذا القدر من الحكمة والقدرة الغريبة على الإقناع..تخجل ب مثل هذه السرعة..ولكن ذلك الخجل يجعله يشعر وكأنه مراهق دوما يسعى ليثير خجل حبيبته حتى يرى تلك الحمرة..لماذا لم يشعر هكذا تجاه روجيدا!!
إنتهت اللعبة هذه المرة ب فوز منصور..ليتأكد شريف أن كرة الشعر هذه حقا جالبة للحظ..نهض منصور قائلا
أنا هروح البيت بقى أنام لي شوية...
وتحرك من أمامهم تاركا لهم المجال ليتحدثا..بقت صامتة وبقى هو صامتا..شاردا في ذلك التغيير الجذري الذي حدث منذ ذلك اليوم
كانت تلعب ب الأعشاب الخضراء الصغيرة عندما سألته ب خفوت
حاسس
إنك كويس!!
تنهد وقال حاسس بسلام نفسي..مكنتش حاسس بيه الأيام اللي فاتت
نظرت إليه وسألته ب خوفأنت بتحبها!!...
رفع رأسه إليها فجأة وكأن ذلك السؤال سكب عليه ك دلو ماء بارد..و نظر إلى عينيها الخائفتين ثم هتف ب شرود داخل عينيها
مش عارف..بس دلوقتي حاسس بحاجات مكنتش بحسها معاها
تحشرج صوتها وهى تسأله وإيه اللي حاسه دلوقتي ومكنتش بتحسه معاها!
إبتسم ب عذوبة وقال مباشرة بحب أحرجك عشان أشوف خدودك وهما بيحمروا...
شهقة مصډومة أفلتت منها لتتسع إبتسامته..نكست رأسها لأسفل خجلا..إرتشف من الكوب الخاص به وتساءل وكأنما يحدث نفسه
كان هيحصل إيه لو مكنتيش جيتيلي المكتب اليوم دا..أو اليوم اللي حكيتلك فيه كنت هبقى متجوزها دلوقتي!
رفعت رأسها وردت دا بيعتمد على الطرف التاني..وأظن إن الطرف التاني دا بتحب واحد غيرك..هل كنت هترضاها
مط شفتيه وقال قبل الليلة دي كنت هقول أه..بس دلوقتي كنت دايما هفضل حاسس إني مليش كرامة لو كملت
أقولك على حاجة ومتزعلش!!...
حرك رأسه موافقا دون أن يرد لتقول هى ب جدية
أنت بس كنت مبهور بيها مش أكتر يعني..شفت حاجة غريبة عليك ف أبهرتك..عشان كدا أن إتهوست بيها مش حبيتها
حك جانب حاجبه وقالت صدقي أنتي صح
ربتت على صدرها وقالت ب فخر طول عمري صح...
إرتفع حاجبيه عبثا لما قالته..لتضحك هى ب قوة..ف إقترب منها ثم تساءل وهو يشير إلى وشاح رأسها
أنا عاوز أسأل سؤال محيرني هو اللي تحت الطرحة دا شعرك ولا أنتي لابسة طرحة تانية تحت!
ردت ب تعجب لأ شعري...
أومأ ب رأسه وإبتسم كان محقا فهي لم تكن سوى كرة شعر كما اسماها..نظرت إليه ب غرابة وتساءلت
بتضحك ليه!!
إزدادت إبتسامته وقال مفيش إفتكرت حاجة كدا...
أومأت ب رأسها وظلت تنظر إليه وهو ينظر إليها ب إبتسامة حتى جفل كلاهما على صوت غليظ يهتف ب سخرية
هي الحكاية إكدة!! 
روجيدا يلا الأكل جهز. 
قالها جاسر وهو يضع أخر صحن من الطعام على الطاولة لتأتي روجيدا وتنظر إلى أصناف الطعام الرائعة ذات الرائحة الشهية لتقول ب ذهول
أنت اللي عملت كل دا!
أنتي شايفة حد غيرنا!!..ويلا عشان عصافير بطني بتزقزق...
وضع المنشفة الصغيرة على أحد كتفيه وجلس لتتبعه هى..بدأت في تناول الطعام تحت أنظار جاسر المتفحصة لتبتلع ما في جوفها وتساءلت
بتبصلي كدا ليه!
إبتسم ب عذوبة وقال بتفرج عليكي 
طيب...
قالتها ب عدم إهتمام وأكملت طعامها..لينظر إليها ب إشمئزاز دون أن يتحدث وأشاح ب نظره عنها..سمع صوتها يهتف ف عاد ينظر إليها
بمناسبة إنك بتتفرج..إحكي سيادتك كنت هتتجوز ليه!
هتف ب ضيق هو أنتي بتفحري ف أي مشكلة وخلاص..يعني اللي هو أنا مش هقعد من غير نكد!
رفعت أحد حاجبيها وتشدقت من حقي أفهم..أنا عرفتك أنا عملت كدا ليه...
نفخ ب ضيق ثم قص عليها ما

حدث..بعد أن إنتهى من السرد تشدق
ومكنش ينفع حد يعرف إن كل دا تمثيل في تمثيل..أنا مش عارف مين معايا من مين ضدي
ردت عليه ب حدة وحضرتك معرفتنيش ليه!..كمان مش بتثق فيا
نفى ب رأسه وقالمش حكاية كدا..بس كان لازم كل حاجة تظهر طبيعية..يعني لو قولتلك مثلا..كل اللي حصل دا مش هيكون مقنع لأي حد..خصوصا الكلاب اللي ف القصر كون إنهم عارفين علاقتنا عاملة إزاي وحافظين حياتنا مكناش هنعرف نخدعهم ب تمثيلنا..خصوصا إن اللي مشغلينهم عارفين كل صغيرة وكبيرة عنا...
أومأت ب رأسها وقد إستطاع إقناعها..ف تلك المنظمة تعلم عن حياتهم ما لا يعلماه هم..تساءلت بعدها
ودخولك والمستشفى!...
عاد ب ظهره إلى الخلف ثم وضع ساق على أخرى قائلا
تقدري تقولي بكمل المسرحية
إتسعت عيناها وهدرت يعني كنت بتكدب!
لأ..أنا فعلا تعبت..بس مش لدرجة أدخل المستشفى..بس أنا لاحظت ف عملت كل دا عشان
أعرف هيوصل لإيه
لوت شدقها وتساءلت وعرفت!!
يعني..إلى حدا ما عرفت كام واحد بيخوني..لكن مش كلهم..أنا خاېف لا يكونوا أقرب لينا من نفسنا..دا كان سببي الوحيد إني معرفتكيش..لكن أنا عمرري ما هفكر أجرحك كدا أبدا
و ردتني أمتى!
زفر ب عمق وقالت اني يوم طلاقنا...
أومأت ب رأسها وصمتت تفكر أن له الحق..ولكن لم الكذب ومعايشة كل تلك الآلام!..تنفست ب ضيق ثم تساءلت مرة أخرى
وليه معرفش حكاية الجلطة دي قبل كدا!
زفر ب نفاذ صبر وقالروجيدا الله يكرمك كفاية
لأ مش كفاية عاوزة أعرف!!
رد عليها ب حدة كنت أقولك إزاي وأنتي كنت بين الحيا والمۏت!..أقولك إزاي وأنتي خارجة من عملية داخلة لتانية!..أقولك إزاي وأنتي كل يومين بتعملي جلسة علاج فيزيائي عشان تعرفي تمشي تاني!..بالله عليكي أسكتي...
نظرت إليه ب حب وقد لمعت عيناها وهى تلمح مقدار الألم البائن ب عيناه كلما مر طيف هذه الذكرى بينهم..إبتسمت وقالت ب حنو
خلاص متزعلش ويلا نكمل أكل..طعمه فعلا رائع
رد ب إمتعاضمش جعان...
إبتسمت على طفوليته لتقوم بأخذ قطعة من الجبن وتمدها إلى فاه قائلة ب إبتسامة ناعمة
يلا متكسفش إيدي...
أخذ ما بيدها ..أكملت إطعامه ليقول ب عبث
بس أنا عاوز مربى...
فهمت ما يرمي إليه لتقوم ب وضع الصحن أمامه وهتفت هى الأخرى ب مكر
إتفضل يا حبيبي..أحلى مربى...
ضيق عيناه ب غيظ ثم أكمل طعامه دون أن ينظر إليها ف إبتسامتها اللعوب تجعله يود لو أن ېقتلها 
أنهى طعامه وجمعت روجيدا الصحون ثم إتجهت إلى المطبخ وتبعها جاسر..وقف أمام مغسلة اليد ب المرحاض وقام ب الإغتسال..نادى على روجيدا لتأتيه ف قال
معلش الفوطة وقعت بره هاتيها...
تأففت ب ضيق ثم إتجهت إلى الخارج تبحث عن المنشفة حتى وجدتها ب المطبخ..عادت ثم مدت يدها إليه وقالت
إتفضل
إبتسم ب خبث وقال يزيد فضلك...
قام ب تجفيف يده 
كان الجميع يجلس على طاولة الطعام والجميع شارد بما يحدث..إختفاء جاسر و روجيدا أكد لفاطمة أن جاسر أخبرها كل شئ..نادى سامح والدته
أمي!..مالك!!
نظرت فاطمة إلى سامح وقالت مفيش يا حبيبي
لأ مفيش إزاي!
تنهدت ثم هتفت هو أنت متعرفش حاجة عن أخوك!!
ضحك سامح ثم قال ب مكر يعني روجيدا كمان مش باينة والفرح إتفض..هيكون إبنك فين يعني!!....
أومأت ب رأسها وصمتت..وقد ظهر على وجهها علامات الضيق ليتأفف سامح ب ضيق ثم تساءل ب نفاذ صبر
خير يا أمي!!
الله في إيه يا سامح..أنت ماسكني ع الواحدة ليه!...
أمسك سامح يدها ثم قبلها ب حنو وهتف ب إبتسامة
أنا أسف يا ست طمطم..بس مش هاين عليا أشوفك زعلانة كدا
إبتسمت وهى تربت على يده ثم قالت تسلملي يا حبيبي
ها بقى مالك
تشدقت ب نبرة ضائقة صعبان عليا إني ضړبت روجيدا
ضحك سامح وقال ب مزاح بصراحة يا أمي أنتي كلتيها ألم..طالع من نفوخي أنا...
ضړبته فاطمة على رأسه ثم قالت ب عتاب وحدة
إخص عليك يا سامح..بقى أنا ضميري بيأنبني وتقوم أنت مكمل عليا
لثم رأسها قائلا متزعليش يا ست الكل بس أنتي غلطانة...
تنهدت ب أسى ليكمل سامح حديثه ب هدوء
دي مهما كانت روجيدا..اللي رجعت إبنك من المۏت وكان ممكن تروح فيها يا ست الكل
خلاص بقى متقطمش ف جتتي...
أومأ ب رأسه ثم صمت عندما لاحظ حزن والدته البادي ب عينيها
سمعا صوت ركض قادم من أعلى ثم صوت طفولي يهتف
صباح الخير آنا..صباح الخير أنكل سامح...
رفعتها فاطمة و وضعتها على ساقيها ثم قبلت وجنتيها وهى تقول ب إبتسامة عريضة
صباح النور يا قلب آنا
إقترب سامح قالصباح الرمان على زهرة الرمان
تشدقت الطفلة وهى تنظر إلى عم هامش تقولي كدا تاني..بابتي
بس هو اللي يقولي
ضحك سامح وقال حاضر يا ست جلنار..مش هقولك كدا تاني
سألت فاطمة الصغيرة مش هتفطري يا جوجو!
أيوة هفطر..يلا أكليني
حاضر يا قمرتي الصغيرة...
وبدأت فاطمة في إطعامها وسامح يتحدث ب هاتفه وبعد أن إنتهى هتف ب تذمر
جاسر يختفي وأنا أتعك ف كل الفضايح...
وضعت فاطمة لقيمة في فم الصغيرة ثم سألته ب تعجب
مالك يا حبيبي في إيه!
تأفف سامح وقال الست خطيبته..بتسألني فين جاسر..وليه علاقة ب اللي حصل ف الفرح
هو الموضوع إتنشر أوي كدا
لأ..دا حد من اللي بتشتغل معاهم مرات صابر بسنت..حكلها وهى بتسأل مش أكتر...
إلتفتا على صوت الصغيرة وهى تهتف ب براءة
بابي راح يجيب مامي وجاي
ضيق سامح عيناه وتساءل وأنتي عرفتي منين يا جوجو!
رفعت كتفيها وقالت ب بساطةهو قالي إنه رايح يجيب مامي ومش هيخليها تسبنا تاني أبدا...
نظر كلا من سامح وفاطمة التي تتحدث وكأنها تذكر شيئا ما عن الطقس..ربت سامح على خصلاتها وتساءل ب حنو
طب مقالش حاجة تانية!
نفت ب رأسها قائلة تؤ..هو قالي أجي أقعد معاكوا هنا عشان لما يرجع ب مامي تبقى مبسوطة...
إتسعت عينا مروة ب قوة ونهضت منتفضة بينما شريف لم يتحرك إنش ولكن ملامح وجهه أظلمت ب شدة وبدى على وشك قتل أحدهم
ليقول رچدي وهو ينظر إلى مروة ب خبث
لو كانت عچباك يا باشا..كنا إتفجنا...
نهض شريف عن الأرض ونفض ثيابه..ليجذب تلك المذعورة خلفه يقف له ك حائط سد ثم ب نبرة جافة هتف
نعم!!
إبتسم رچدي من زاوية فمه وقالأنعم الله عليك يا باشا
رد شريف ب برود أمين يا سيدي..بس مش محتاج الدعوة دي منك...
تقدم رچدي منهم بضع خطوات ليقف ب محازاة شريف..الذي وضع يديه في وضع معقود أمامه في إنتظار لرد فعل..ثم هتف الأول بعدما أشار ب يده إلى تلك الکدمة
أني مسامح في حجي معاك بس حجي مع عيلة منصور..لاه..لساته مخلصش...
تحركت من خلف شريف ثم تشدقت ب حدة وهى تقف أمام رچدي
أنت عاوز إيه يا راجل أنت
هتف ب نبرة شيطانية أنتي 
شهقت مروة من جراءة هذا الرجل.
أمشي من هنا
إرتفع حاجبي رچدي وتساءل ب خبث هي عچباك ولا إيه!!..لو إكدة نتشاركه...
لم يستطع إكمال حديثه إثر لكمة شريف التي أطاحت به أرضا ف شهقت مروة ړعبا..لم يترك معصمها وهو يهدر ب ڠضب ڼاري
إحمد ربك إنها جت على كدا..بس أقسم بالله لو شفت خلقتك تاني 
..كان يلهث ب ڠضب سألته مروة ب خوف
أنت كويس!!
رد عليها بعد فترة أه كويس...
ثم إلتفت إليها وتساءل وقد لاحظت إزدياد ملامحه ظلمة لتبلع ريقها ب صعوبة..سمعته يهمس ب خفوت حاد
هو جه بيتكم قبل كدا!
نفت ب رأسها سريعا لأ..والله من ساعة أخر مرة مجاش
كويس..من النهاردة أنتي فحمايتي..ولو فكر يهوب

ناحيتك..متتردديش ثانية وتجيلي
أومأت ب رأسها
تم نسخ الرابط