رواية جاسر
المحتويات
جاسر بعد مدة ثم قال ب جمود قبل أن يدلف إلى الخارج
عاوزة تروحي مكان ما أنتي عاوزة روحي...
وأغلق الباب خلفه ب عڼف أفزعها لتجلس على الفراش تبعد خصلاتها عن وجهها وتتنهد ب إنهاك
جلس جاسر مرة أخرى على العشب الأخضر وهو عاري الصدر ليشعر ب أحدهم يجلس ب جانبه..ف نظر ليجدها سوزان..همس ب دهشة
سيدة سالفاتور!
أجل سيد ضخم...
الطقس رائع..وكذلك النجوم تبدو وكأنك ب الفضاء...
حدق جاسر ب عدد النجوم الكثيف وكم كان حقا المشهد رائع ولكنه لم يكن ذو ذهن حاضر ليتأمل روعة ما رآه..ربتت على ركبته وقالت دون النظر إليه
أعلم كم الغيرة قاټلة..وكم هي قاسېة لرجل يعشق مثلك...
عندما تزوجت جين جمال قمت ب ثورة..ڠضبت وحطمت كيف لها أن تقع ب حب شرقي وكم كنت أعمل أن الشرقيون عديمو الرحمة ب العشق
تساءل جاسرألم تهمك الديانة وإختلافات الثقافات!!
إبتسمت وقالالديانة لم تهمني كثيرا..فهمها إختلتف الديانات ولكن يبقى الحب شئيا واحد..ولكن الثقافات كم خفت منها..شرقي ولا أعني الجهل ولكنهم يحبون ب طريقة بشعة وغيرتهم قاټلة كما رأيت الآن
إبتسمت ب شرود قائلةلأنني ما أن نظرت ب عينا والد روجيدا..علمت أن لا أحد سيعشقها كما يعشقها
هو..علمت من عيناه أنه سيتحدى ويقف أمام الجميع لأجلها..لذلك وافقت...
أخذت نفسا عميق ثم قالت وهى تنظر إليه
أتعلم ماذا!...
نظر إليه ب إستفهام لتبتسم وتقول
عندما علمت ب زواجك منها..لم أثور..بل تيقنت أن الحمقاء كوالدتها وقعت ب عشق شرقي همجي..ف جموح روجيدا لن يلجمه سوى ھجمي وشرقي أيضا..لذلك إبتسمت وقلت أنك أنت مش ستملك قلبها إلى أخر أنفاسها
ضحكت هى الأخرى ولكنها قالتربما ولما لا..ولكني الآن أرى عينان ك المحيط كلما نظرت إليك..أمواج عاتية من العشق تبتلعك بها..عواصف رعدية تملأ جفونها ما أن تسمع صوتك..إنها متيمة بك
وضع جاسر يده على وجهه وقالولما تفعل بي ذلك!
لأنها تحبك..وتسعى لإستعادتك..إعلم إنها تعاني من حراج سببتها أنت وها هى ټنتقم..جاريها سيد ضخم..جاريها بما تفعل وستجدها تعود إليك..لا تعاند ولا تظهر بدائيتك ف تخسرها...
روحي يا روجيدا..أنا مش هقفلك ومش همنعك..بس خليكي فاكرة إني عملت كدا عشانك أنتي..عشان أنا شايف خيبة أمل بعنيكي...
ولكنه مال إليها وب عنيان يتقدان شړ همس ب وعيد
ولم تعلم كيف شقت الإبتسامة وجهها ب الرغم من تعجبها ب ذلك الهدوء الذي تسلح به ب الحديث..ولكن مكر المرأة طغى عليها لتقرر تحديه فلا بأس من ذلك..لټنتقم
وصلت إلى الجامعة ف وجدت سمر ب إنتظارها ب الخارح وبعد أحاديث طويلة دلفت إلى الداخل ثم إلى مكتب رئيس الجامعة وبعد محادثات تم فيها مديح روجيدا كانت تقف أمام المكتب وهى تقول لسمر ب إمتنان
حقيقي مش عارفة أشكرك إزاي
المفروض تشكريني أنا مش هى...
نظرت إلى مصدر الصوت ف وجدته شريف الذي يبتسم ب دفء..إتجه إليهما وقرأ نظرات الأسف ب عينا روجيدا ولكنه قال ب نفس الإبتسامة
اليوم يومك..متفكريش ف حاجة..ألف مبروك يا روجيدا...
ثم رفع حمحت سمر وقالت ب مرح
نحن هنا يا سي شريف
تمتم ب إمتعاضفصيلة
ضحكت ثم قالت وهى تنظر إلى روجيدايلا يا ست روجيدا عشان تلحقي تحضري نفسك قبل المحاضرة...
أومأت روجيدا ب إبتسامة ثم رحلت بقى شريف يراقبها حتى إختفى عن ناظريها..ولم ينتبها إلى تلك العيون التي تراقبهما ب سوداوية و ظلام دامس يكاد يبتلع الجميع..كان يعلم من نظراتها وإبتسامتها أن ستفعل ما قد ټندم عليه طوال حياتها..ف لا أحد يعلم روجيدا قدره..ستثير غيرته ستفعل عكس ما قيل لذلك قرر الحضور إليها ومراقبتها عن كثب ف تلك المرأة هى هلاكه..لذلك لا ضير من ټهديد يذيب عظامها
دلفت إلى الداخل وبعد القليل من إراشادات سمر والت إعتذرت لأجل عملها إستطاعت تدبر أمرها وهى تقوم ب تنظيم أوراقها
لم تنتبه إلى وقع الخطوات خلفها ف قد كانت مشغولة بما تقوم به..تقدم هو منها ومن ثم همس ب جانب أذنها
بتتحديني يا روجيدا!!
شهقت روجيدا فزعا وإلتفتت سريعا لتتقابل فيروزها مع عسليته القاتمة..لتتراجع ب خطوات مړتعبة إلى الخلف وهى تقول ب تلعثم وقد سقطت أدواتها أرضا...
أنت دخلت هنا إزاي!
تقدم منها ب برود أسرى الړعب في أوصالها ثم قال وهو يضع يديه في جيبي بنطاله وتشدق ب غرور
مش جاسر الصياد اللي يتقاله دخلت هنا إزاي
لم ترد روجيدا وأخذت تتراجع ب خوف بائن في عينيها تلذذ به جاسر حتى إصطدمت خلفها ب الحائط..ليستند هو ب مرفقيه
على جانبي وجهها ثم دنى ب وجهه منها وتشدق ب ڠضب ېحرق الأخضر و اليابس
بصي يا بنت الناس..عشان أبقى واضح..أي حد هيقرب منك ...
صمت قليلا ليترك عبارته معلقة..وكذلك ليسري الړعب في أوصالها وقد نجح حقا في ذلك..ليدنو أكثر وهتف ب قتامة كادت أن تجعلها تخر صريعة...
هفقعله عينه لو بصلك..وهخنفه لو بس شم ريحتك..و هطرشه لو سمع صوتك..لسانه هقطعوله لو نطق اسمك..همد إيدي وأشيل قلبه من مكانه لو بس فكر يدق لك..همسك مخه وأعصره لو حاول يفكر فيكي..هقطع إيديه لو ناوي يلمسك..ورجليه لو مشي خطوة ناحيتك...
ثم صمت يتابع ملامح الدهشة و الفزع التي إرتسمت عليها..تعلم أن تهديده أسود و لن يتوانى لحظات عن تنفيذه..قتامه عيناه وصوته الحاد ك نصل سيف تنبئآها ب صدق تهديده..إبتعلت ريقها الذي جف من الأساس وهو يكمل ب نبرة خبيثة ك فحيح أفعى تقوم ب بخ السمۏم في وجهك..
ف أوعي شيطانك يوزك وتتحدني ف غيرتي أكتر من كدا..عشان ساعتها هطلعي جوايا جاسرعمر ما ف حياتك شوفتيه...
تؤكد على ملكيته لها...
لو عاوزة تلعبي معايا..أنا معنديش مانع بس ساعتها هتلعبي ب قوانيني...
ودلف إلى الخارج ب هدوء إعصار قد أدى وظيفته ثم رحل..لتسقط على الأرضية بعدما خارت قواها..أحاطت جسدها الذي يرتجف من فرط الړعب وهتفت ب عدم تصديق...
سڤاح والله العظيم أنا بحب سڤاح
الفصل ١٦
هي بداية ونهاية العشق...
هى نقطة الإنطلاق وملتقى الطرق...
وأنا لست سوى عاشق لك....
ف لېحترق العالم من أجل عيناك
نهضت ترتعش مما حدث وهى تنظر إلى الباب الذي دلف خارجا منه ب هدوء عكس موجة الڠضب والإعصار التي تركها بها ثم غادر..لملت أشياءها وهى تتمتم
أنت عاملي زي عفريت العلبة..وقال إيه!..هلعب معاكي ب قوانيني...
قالتها وهى تقلد نبرة صوته الضخمة وتحرك كفيها ب الهواء لتقول ب سخرية
مچنون دا ولا إيه!..لأ بس رعبني..أووووف...
قالتها وهى تبعثر خصلاتها ثم دلفت هى الأخرى خارج الغرفة وإتجهت إلى قاعة المحاضرات..لتجد جميع الطلاب يجلسون ويتبادلون الأحاديث الجانبية ف إتجهت إلى طرف القاعة وهتفت ب صوتها
يا شباب!!..ممكن تقعدوا شوية!...
بدأت الأصوات تخفت تدريجا لتهتف ب إبتسامة وهى تتفحص الجميع
أنا اسمي روجيدا التهامي..دكتورة جديدة..أنا هنا بدل دكتور رشاد..أتمنى إني أقضي معاكم ترم حلو...
أخرجت نظارتها الطبية وإرتدها ثم تشدقت ب نفس الإبتسامة
حد عنده إستفسار!...
نفى الجميع وقد بدى على وجههم السعادة المطلقة لتضحك وتقول
شكلكوا مبسوطين
أجابت عليها طالبةجدا..أصل دكتور رشاد مكنش بيفهمنا حاجة وإحنا بنحفظ بس
أولا ميصحش إننا تقول على دكتور كدا..ممكن يكون أنتوا اللي مش مستوعبين طريقته ف مش بتفهموا منه وبتستبدلوه ب الحفظ وخلاص
ليرد أخروجايز يكون المحتوى مينفعش يدرس ف السنة دي..غير الإمكانيات اللي غير متوفرة
إبتسمت روجيدا وقالتمش عذر على فكرة..الإمكانيات ممكن تستبدلها ب حاجات تانية...
حمحمت روجيدا ثم قالت وهى تفتح أحد الكتب
مش موضوعنا حاليا..أنا هديكوا المهم واللي يلائم السنة وإستيعابكوا..ولو فيه حاجة هنتناقش فيها...
وبدأت في الحديث ب طريقة سلسلة وسهلة حتى يستوعب الجميع
وعلى الجانب الأخر ما أن خرج من غرفتها حتى أطلق السباب اللاذع ثم هتف وهو يمسح على خصلاته
نهايتي يا هتكون على إيدك أو إيد بنتك..بنت ال...
كاد أن يكمل ولكنه تراجع وهتف ب إمتعاض
ولا بلاش أحسن أمك تتقمص...
أخرج الهاتف من جيب بنطاله ثم أجرى مكالمة مع أحدهم ليقول ما أن فتح الخط على الجانب الأخر
هو فين داهية تاخده!
رد الرجل على الطرف الأخرراجع المنيا..أنا وراه أهو يا باشا
عينك عليه ومتخليهوش يطلع من القسم عما أشوفلي صرفة معاه
تمام يا باشا...
ليغلق جاسر الهاتف ويعيده مكانه ثم دلف إلى تلك القاعة التي أرشده إليها أحد العمال..ليجدها تقوم ب تدريس المحاضرة ب طريقة سلسة ورائعة ليجد نفسه يستوعب ما يقال في ثوان
بحث ب المكان لعله يجد مكانا فارغ..ليجد ضالته خلف شابان يبدو عليهما أنهما لا يهتمان بما يقال ف جلس خلفهم وهو يضع نظارته الشمسية ثوان وسمع حديثهم
تراهني إنها مش مصرية!..الجمال دا مش صنع البلد...
قبض جاسر على يده حتى لا ينقض عليهما..ولكنهما لم يصمتا على هذا الحد ليقول الأخر
اسمها روجيدا التهامي..مش مصرية إزاي!..دا غير لهجتها مصرية درجة أولى
يابني يستحيل الصاروخ دا يكون تقفيل محلي..دي إستيراد وتصدير...
وعند ذلك الحد لم يتمالك جاسر أعصابه....تأوه الشابان ب صوت واضح إسترعى إنتباه روجيدا لتلتفت ب ڠضب قائلة
ممكن أعرف الصوت دا ليه!!...
ومن أخر صف رفع جاسر يده وقال ب لا مبالاه خبيثة
لا أبدا يا دكتور..مشكلة وبنعالجها..كملي شرح...
وجدته ينهض ويسحب الشابين من تلابيبهم ثم قال ب برود
أصلهم محتاجين إسعاف...
ثم قام ب هزهما ب شراسة وتساءل ب حدة
مش كدا يا نجم منك ليه!!...
أومأ الشابان ب رأسيهما ب خوف ليأخذهما جاسر خارج القاعة..لم تستطع روجيدا التفوه
ب حرف ف هى لا تزال تعاني من صدمة ما قبل قليل
أنهت محاضرتها وبدأت في لملمة حاجيتها ب توتر وهى تتساءل ماذا فعل ذلك الھمجي ب الشابين!..قاطعها طالب وأخذ يسألها عن عدة أشياء عن المحاضرة ف أجابته ب إبتسامة ورحابة صدر..ف قال الطالب ب إبتسامة بلهاء ب النهاية
شكرا جدا يا دكتورة
أومأت ب رأسها وقالتالعفو
أتسعت إبتسامته وقال ب عفويةحضرتك حلوة أوي...
الحلوة دي تبقى أمك...
شهقت روجيدا ب فزع حقيقي وهى تراه يدفع الطالب الهزيل على الأرض..ف صړخ جاسر مرة أخرى ليجعله يهرب من براثن هذا الأسد
برة يا بن ال...
ثم إستدار إلى تلك التي تقف ك الأرنب المذعور وتشدق ب ټهديد
عالله أشوف در مقرب منك يا روجيدا...
إبتلعت ريقها وهى تراه يتقرب منها لتقول ب توتر
جاآسر..إحنا..م..مش ف البيت..عشان تعم..ل كدا
رفع حاجبيه ومط ثم قالأعمل إيه ب الظبط!...
أمسك رسغها جاذبا إياها إليه ثم هتف من بين أسنانه
يعني أعمل معاكي إيه!..طيرتي عقلي وانا عمال ألف وراكي دا دا عشان خاطر الست
ضيقت عيناها ب ڠضب وقالتوالله محدش قالك تلف ورايا على فكرة
والله!!...
قالها ب نبرة أكدت لها أن ما بعد ذلك
متابعة القراءة