رواية جاسر
المحتويات
سامح ب نفاذ صبر وهو يحتضن نادين الباكية..ربت على ظهرها عدة مرات قبل أن تنهض وتقول ب طفولة
بجد كويس!
ورحمة ستي اللي مشوفتهاش كويس وزي القرد أهو...
شوفتني كويس إزاي!...
ضحكت وهى تضع أناملها على وجنته ثم قالت ب عذوبة
حمد لله ع السلامة يا سامح..ياريتني كنت آآ...
قاطعها وهو يضع يده على فاها ثم هدر ب شراسة
كمليها يا نادين..لو جدعة كمليها
قال وهو يضيق عيناهأيوة كدا...
أبتعدت عنه ثم نهضت وتوجهت إلى الخزانة أخرجت منها ثياب مريحة له وعادت..هتفت وهى تنزع عنها المئزر
يلا عشان تغير هدومك
حاضر..بس ساعدي جوزك المړيض يكرمك ربنا
ضحكت ب ضخب وقالتمش كنت زي القرد من شوية!
رد عليها ب خبثمش أنتي اللي هتغيرلي!..يبقى لازم أتدلع
إنحنت تساعده ب نزع ثيابه ب رقة..كان سامح يحدق بها وهو يبتسم ب إشراق..ما أن أزالت القميص حتى تجعد وجهها ب ألم وحزن..ليبتسم
أنا كويس والله متقلقيش...
أومأت ب رأسها دون أن ترد لتمسك ب تلك الكنزة البيتية ثم ألبسته إياها وكذلك فعلت مع السروال
إتجهت إلى المرحاض ثم عادت وب يدها منشفة مبللة وبدأت في تنظيف وجهه وذراعيه..جذب هو المنشفة منها ثم همس ب عبث وهو ينظر
إعترضت قائلةسامح أنت متعور...
جذبها لتسقط ف فوقه ثم همس ب مكر وهو يتلاعب ب حاجبيه
بس أعجبك أوي
سامح...
بترغي كتير أوي...
أعتدلت روجيدا ب وقفتها وكذلك جاسر لتتقدم منهما سوزان قائلة
الجميع نيام وصوتكما هو ما يشق السكون..توقفا عن الحديث وأذهبا إلى النوم
تساءلت روجيدا بعقدة حاجبوكيف وصلت أصواتنا إليك
فغرت روجيدا فاها ب صدمة ثم نظرت إلى جاسر الذي يدعي البراءة لتعود وتنظر إلى جدتها وقالت من بين أسنانها
نعتذر جدتي..إذهبي إلى النوم ولن نقوم ب إزعاجك
من الأفضل لكما...
نظرت إليهما ب تحذير قبل أن تدلف خارج الغرفة..إلتفتت روجيدا إلى جاسر تنوي الصړاخ وصب جام
ڠضبها عليه ولكن بدلا من ذلك فلتت منها شهقة فزعة وهى تراه يبدل ثيابه أمامها
إيه يا فرولاية!..هى أول مرة يعني!
عنفته قائلةبس الوضع إتغير..خش الحمام عشان خاطري
إتسعت إبتسامته الخبيثة وهتفبس مفيش هنا حمام...
إتسعت عيناها وهى تبحث عن المرحاض ولكن ب الفعل لا يوجد ف سمعت قهقة تخرج منه قبل أن يقول
يلا غضي بصرك بقى عما ألبس...
بقت تنظر إليه وهى لا تستوعب ما يقال..ليرفع منكباه ب فتور وتشدق ب لا مبالاه
وكان ب الفعل بدأ في نزع بنطاله لتصرخ ب فزع وهى تغمض كلتا عيناها ليضحك جاسر ملئ فاه وهو يسمع سبابها
يا منحل يا قليل الأدب..يا منحرف...
دقائق مرت سنوات لتشعر بعدها ب أنفاس ساخنة تلسع بشرتها البيضاء وصوت يهمس ب عذوبة ورقة
فتحي عينيك يا أنسة خجولة...
فتحت عيناها اليسرى لتجده ب الفعل إرتدى ثيابه ولكنه أدار جسدها إليه ثم همس وعيناه تحتد على
أه ب مناسبة الفراولة واللون الدموي اللي هيبقى شبه ليلتك دي...
إبتلعت ريقها ب توجس وهى ترى يده تتجه إلى وتزيل أحمر الشفاه ليعود ويهدر ب خفة
لو عاوزة تلوني شفايفك يا روجيدا..قوليلي يا حبيبتي وأنا ألونهالك ب معرفتي
وب غباء تساءلتتلونها إزاي!!
همس ب بساطةمفيش كام بوكس على كام قلم محترمين وأكون لونتهملك طبيعي
إنتفخت أوداجها ڠضبا لتقول ب حدةإبعد عني يا جاسر..عشان متزعلش مني
ضيق عيناه وهتف ب مكرزعليني براحتك وأنا هعرف أصالح نفسي...
وغمزها ب نهاية الحديث لتفهم معناه الملتوي..لتصرخ مرة أخرى وهى تبتعد عنه..إلا أنه جذبها من يدها وهتف
أسنتي أنتي رايحة فين!
صړختعاوز إيه!
أشار ب تحذيرأولا يا حبة عيني صوتك ميعلاش عشا مزعلكيش..وثانيا يا روح قلبي..لبسك دا لو متعدلش مش هتعرفي أنا عمل فيه إيه
تخصرت وهتفت ب عنادهتعمل إيه!!
رد عليها ب شړهولعلك فيه ب جاز روجيدا..ومش بعيد أولع فيكي أنتي كمان...
نظرت إليه و كأنها تنظر إلى كائن فضائي..ف أبعد يده عنها ثم قال وهو يتجه إلى الخارج
قدامك عشر دقايق تغيري فيهم..عشر دقايق وثانية هتلاقيني ناططلك ف الأوضة
أوقفته قائلةأستنى هنا..أنا مش هنام معاك
وضع يده ب جيب بنطاله وقال ب برودولما ستك تصحى وتلاقينا مش نايمين ف نفس الاوضة يبقى منظرنا إيه!
هتفت ب إستنكارستك!!..ستك يا بيئة...
نظر إليها شزرا ثم قالعشر دقايق...
ثم رحل تاركا إياها تسب وتلعنه ب كل ما تعلم معناها ولا تعلمه..ولكنها ب النهاية أخرجت ثيابها من الحقيبة التي أرسلها هو إلى أعلى..إبتسمت على ذلك الأختيار ف قد أخرجت منامة بيضاء من خامة قطنية خفيفة..أكمامها تصل إلى المرفقين فضفاضة إلى حدا ما وبنطال ذا لون أسود يصل إلى كاحلها..أزالت المتبقي من أحمر الشفاه والذي لطخ وجهها عندما أزاله ذلك ال الھمجي..قالتها وهى تمسح وجهها لتعود وتهتف وهى تصفف خصلاتها
همجي
فتح الباب فجأة وأتاها صوته العابثمين دا اللي همجي!
إلتفتت إليه وقالتواحد كدا
إبتسم وقالأعرفه!!
عز المعرفة...
ضحك وإتجه إلى الفراش..رفعت أحد حاجبيها وتساءلت ب حنق
ولما أنت تنام على السرير أنا أنام فين!
قال وهو يضع يده على عيناهأرض الله واسعة
على فكرة كدا مش رجولة منك...
قالتها وهى تحاول إستفزازه ولكنها فشلت عندما قال بلا مبالاه زائفة
خلاص نامي ع السرير
ردت ب تعجبجنبك!
وهو أنا بعض ولا حاجة!
أووووف...
ظلت واقفة ټضرب الأرض ب عصبية ثم أتجهت إلى الأريكة لتنام عليها..رفع هو يده عن عيناه ف وجدها تنام على الأريكة..ضحك ب خفوت وبقى يحدق بها حتى شعر أنها غطت في سبات عميق
نهض ب خفة وتحرك ب حرص حتى وصل إلى الأريكة بقى يحدق بها وهى
ساكنة لترتسم إبتسامة رائعة على شفتيه..ثم ب حنق
ب ثقةكداب..فيه حاجة تانية!...
لم يرد عليها صابر وبقى صامتا لتقوب بسنت ب رقة
أنت عمرك ما خبيت عليا حاجة..ممكن أعرف فيه إيه!
تنهد وقال ب جمودشفت أبويا إمبارح...
صمتت تستوعب ما قاله صابر قليلا ولكنها إستدركت نفسها وقالت ب هدوء
طب وفيها إيه
وضع يده على جبينه وقالفيها إني إتهزيت لما شوفته يا بسنت..بيشتغل ف محل أدوات صحية
وبعدين!!...
حثته على الحديث ولكنه بقى صامتا..تنهدت هى الأخرى قبل ان تمسك ب يده قائلة ب رقة
أنت بس محتاج وقت يا صابر مش أكتر..وقت تستوعب فيه كل حاجة حصلتلك
تساءل ب شرودتفتكري!
ردت دون إنتظارأفتكر جدا..طالما لسه بتناديله ب بابا..يبقى كل اللي أنت محتاجه وقت
نظر إليها وإبتسم ثم قالمش عارف من غيرك كنت هعمل إيه!
ردت عليه ب شقاوةيلا أي خدمة..عشان تعرف قيمتي بس...
ضحك وهو يجذب يدها
بعد ساعات من القيادة وصلا إلى قرية الصياد..ليدلفا إلى القرية ثم إلى القصر..رحب بهم الجميع ترحيبا حار..تساءل صابر وهو ينظر إلى سامح ب قلق
مالك يا سامح في إيه
تشدق سامح ب فتورحاډثة بسيطة
رد صابركل دي وبسيطة!
تأفف سامح وهتفما خلاص يا عم صابر..مش ناقصة هي..كفاية إمبارح أستويت تحقيق
طيب طيب..متزعلش كدا...
نظرصابر إلى جاسر ب الخفاء ليومئ إليه ب أن يصمت ف فهم الأول وأشار إليه..عاد الأخير يهتف وهو ينظر إلى سامح
طبعا مش هتيجي الشركة وأنت متخرشم كدا..ف كل شغلك هتشتغله هنا..ولما تبقى تطلع مش هتطلع من غير حراسة
ماشي يا جاسر...
وعلى الجانب الأخر مالت بسنت إلى روجيدا وهى تحدق ب سوزان
مين دي يا روجيدا
همست روجيدادي جدتي
هتفت بسنت ب تعجبيا شيخة!!...
لكزتها روجيدا ب خفة لتصمت..لاحظت حديث جاسر وصابر ولكنها لم تعلق فهى تعلم عما يتحدثان..إستفاقت على حديث بسنت وجدتها التي سألتها
وأنت إبنة هاجر أليس كذلك!!...
لجمت الصدمة كلا من روجيدا وبسنت التي تساءلت ب تلعثم
أ..أكنت تعلمين!
أجابت سوزان ب هدوءبلى أعلم..جمال والدكما أخبرني ب كل شئ..لذلك لم أمانع مع أني کرهت هذا كثيرا..کرهت أن يفعل ب إبنتي هذا..ولكن
نحن من قمنا ب تورطيه ب كل هذا فلا يحق لي الإعتراض
تساءلت روجيدا ب نبرة منكسرةولما لم تخبريني قبلا!
رغبة والدك وإحترمتها...
نظرت إلى بسنت التي لم تجمع شتات نفسها بعد لتسألها
ولكن أين والدتك!
ها..إنها..تعتذر عن الحضور
أهى مريضة!
تنحنت بسنت وقالتكلا ولكنها تقوم ب الإشراف على تجهيزات زفافنا أنا وصابر
هزت سوزان رأسها ب تفهم وقالتمبارك لكما...
أتت فاطمة تدعوا الجميع لتناول الغداء ف نهضوا جميعا وتوجهوا إلى الطاولة
كان جاسر يبحث على مقعد خالي ب جانب روجيدا وقد وجد..جلس ب جانبها لتنظر إليه ب ڠضب ولكنه لم يبالي..لتأتي الصغيرة وتقول
بابي!!..عازوة أقعد على رجلك
أبتسم جاسر وقالبس كدا!..تعالي يا زهرة الرمان...
ثم حملها وأجلسها
على ساقيه وشرع الجميع ب الأكل..مال جاسر إلى أذن روجيدا وهمس من بين أسنانه
برضه لابسة عريان يا روجيدا!!...
نظرت إلى ثيابها ب تعجب ف كانت ترتدي كنزة صيفية من اللون الأزرق ب دون أكمام ومن المنتصف ب أزرار ذهبية أسفلها تنورة تصل إلى ركبتيها من اللون الأسود
رفعت رأسها إليه وهمست هى ب حدة ب المقابل
ملكش دعوة يا جاسر
همس ب وعيدطيب..أنتي حرة...
نظرت إليه ب توجس ولكنه أكمل طعامه..لينزل يده فجأة ويقوم ب قرص روجيدا من ركبتها..وقف الطعام ب حلق روجيدا لتسعل ب قوة وقد تضرجت وجنتيها ب حمرة قانية من الخجل والإختناق..سارعت فاطمة إليها ب كأس من الماء ثم قالت ب لهفة
اسم الله عليكي يا حبيبتي..أشربي ماية...
أخذت منها الكأس وإرتشفته حتى هدأت..نظرت پغضب إلى جاسر الذي كان يكتم ضحكاته ب صعوبة بالغة..إمتدت قدم روجيدا ودعست على قدمه ب قوة ولكنه لم يتأثر وهتفت
إتلم يا زفت أنت
ضړب ساقها وقاللمي لسانك يا حلوة...
نظرت إليه شزرا وأكملت طعامها ب توتر..ثوان وشعرت روجيدا ب قدم جاسر لتزداد حمرة وجهها وهى تحاول إبعاد ساقها عنه ب شتى الطرق..ولكنه لم يتوقف..نظرت إلى وجهه ف وجدته هادئ وكأنه لا يفعل أي شئ
شعرت الصغيرة ب حركات غريبة تحدث أسفل الطاولة ف رفعت غطاء الطاولة الأبيض ثم نظرت أسفله ب عقدة حاجب لتخفضه ثم إلى والدها وتساءلت ب براءة طفولية
بابي هو أنت بتعمل إيه ف رجل مامي!...
بصقت روجيدا العصير التي كانت ترتشفه و جاسر قد علق الطعام ب حلقه وهو يرى الجميع ينظر إليهما ب تعجب..ثم إنفجروا ضاحكين بينما روجيدا تخفي وجهها خجلا وتنزلق أسفل الغطاء..وضع جاسر وجهه ب صحن طعامه وهو يوضع لأول مرة ب هذا المشهد المحرج وكل ذلك بسبب تلك الطفلة التي تفقده عقله
لم يتوقف أحد عن الضحك لتنهض روجيدا وهى تقول ب خجل دون أن تجرؤ على النظر ب وجه أحد
بعد إذنكوا..شبعت...
ولم تنتظر رد أحد بل إندفعت خارجا تختفي من أمامهم..رفعت الصغيرة رأس والدها وتساءلت مرة أخرى
مش قولتلي يا بابي..كنت بتعمل إيه ف رجل مامي!...
عاد الجميع يضحك لينظر إلى طفلته شزرا ثم هتف ب يأس
يعني أعمل إيه!!..أغرقك ف طبق الشوربة دا وأستريح...
نظرت إليه ب عدم فهم لينزلها جاسر على الأرض ثم هتف ب حنق دون أن ينظر إلى أحد
أوعي أما اشوف أمك بدل ما ټنتحر من الكسفة...
الفصل ١٤
الحب أشد أنواع السحر فاعلية...
وقف جاسر ب منتصف الحديقة
متابعة القراءة