رواية جاسر
المحتويات
سألها سؤال لتحرك رأسها ب حركة ليس لها معنى ثم همست ب ضياع
مش عارفة المشكلة إني فعلا مش عارفة أنا حاسة ب إيه
نظر إليها ب حزن ولم يعقب على حديثها بل نزع سترته و وضعها على جسدها هاتفا ب خفوت
إلبسي دا الجو برد
تساءلت فعلا!!
أومأ ب رأسه ثم قال تعالي نمشي الوقت متأخر والطريق مش مضمون
ساعدها على النهوض وسار بها ليضعها ب السيارة وتحرك عائدا إلى قرية الهواري كانت تستند ب رأسها على النافذة ب شرود إلتفت إليها ليجدها على هذا المنوال تنهد ولكنه قطب حاجبيه عندما وقع بصره على معصمها المضمد ف سألها ب قلب يرتجف
لم ترد لثوان تستوعب سؤاله لتنظر إلى معصمها ثم إليه عندما أشار ب عيناه إليه ف تشدقت ب لا مبالاه
دوى صوت إحتكاك إطارات السيارة مع الأرض عندما توقف بغتة ونظر إليها ب عينان تكادان تخرجان من محجريهما ثم هدر ب قلق
أنتي بتقولي إيه!
تنهدت قائلة متخافش حتى دي فشلت فيها
أمسك يدها وقال ب جدية روجيدت أنتي لازم تروحي لدكتور أنتي مش طبيعية
حاولت الترجل من السيارة ولكن يده منعتها ليصيح ب قوة
روجيدا خلاص أستني مفيش دكتور ولا نيلة إهدي مفيش حاجة خلاص أنتي كويسة
صړخت وهى ټضرب ذراعه متعاملنيش إني مچنونة
وأخيرا سقطت عبراتها ثم همست ب ضعف
أنا بس موجوعة عرفت دلوقتي إني موجوعة قلبي حاسة فيه ب ڼار ڼار ب تحرقني وبتحرق روحي ب البطئ
طلبت منه يقف عشان أرتاح بس مش راضي
حاوط وجهها بين يداه ليقول وتسيبي بنتك لمين ها! وتسبيني أنا لمين!!
عبارته كانت تمتمة غير مسموعة لها شدد على كلماته عندما لاحظ إهتمامها لحديثه
بنتك أهم حاجة ولازم تعيشلها ب أي تمن دوسي على أي ۏجع عشانها متبقيش أنانية مترتاحيش على حساب عڈاب ناس تانية
أنا مش هينفع أوصلك القاهرة ف الوقت المتأخر دا أنا هوديكي بيتي اللي عند الهوارية
نظرت إليه ب عنيان متسعتان ليضحك ب خفة قائلا
مټخافيش أنا هبات ف مكتبي مش هاجي البيت بس هوصلك
تمام مرسيه يا شريف
هزعل منك يا روجيدا مش إحنا صحاب ولا إيه!
وصلا إلى المنزل ليطفئ المحرك ويترجل من السيارة تبعته هى توجه إلى المنزل كان بسيط من طابقين وصغير جدا فتحه ودلف ثم هتف ب إبتسامة
تعالي إتفضلي
تحركت روجيدا ب تردد وقبل أن تدلف تشدق هو مازحا
خشي برجلك اليمين يا شابة
أنا عارف إنهم مش مناسبين بس عشان متناميش ب الفستان
شكرا
هتفت بها وهى تأخذ من يده الثياب التي كانت عبارة عن بنطال
قماشي من اللون الأسود يتداخل معه البني ليكونا مربعات صغيرة والكنزة من اللون الأسود ذات فتحة عنق مثلثية وأكمام قصيرة تصل إلى ما قبل مرفقيها
وضع يده خلف عنقه ثم تنحنح وقال
لو عاوزة تاخدي دش ف الحمام فوق جنب أوضة النوم المطبخ أهو
إلتفت وهو يشير خلفه ثم عاد إليها وأكمل حديثه
لو عوزتي تاكل أو تشربي حاجة ف كل حاجة موجودة ولو عوزتي حاجة مش موجودة إتصلي بيا
ردت ب إمتنان شكرا يا شريف بس شكلي مش هتحاج تجلبي حاجة
شددت على قول حاجة لكثرة تكرارها ب حديثه ليضحك ثم هتف وهو يتجه ناحية الباب
أنا همشي عشان ترتاحي زي ما إتقفنا إتصلي وهتلاقيني يلا تصبحي على خير
ثم فتح الباب وأغلقه خلفه لتتنهد روجيدا ب ضعف ثم قررت الصعود والحصول على حمام دافئ علها تحظى ب نوما ولو قليل
أما شريف ب الخارج علم أن وراء حالتها تلك يكمن جاسر الصياد وكأن اسمه مرتبط ب كل ألم تحظى به كور يده ب ڠضب ثم صعد سيارته وقرر التوجه إليه لتلقينه درسا على إيلامها لتلك الدرجة كانت عيناه تنتطقان ب ڼار تستعر ب الحقد والكره بالرغم كل تلك الآلام التي سببها لها وما زالت تعشقه تختاره دوما ولا يتسبب سوى ب دمارها ولكن روجيدا قوية ستتخطاه وتنسى وحينها قد تولد معها فرصة له وربما قصة عشق موؤدة تكتب لها الحياة
توقف أمام القصر الذي بدا ساكنا جدا ولما لا وقد قام جاسر ب طرد الجميع في لحظة ڠضب أطاحت ب الجميع تسلل خفية دون أن يراه الحرس الواقفين أمام القصر ثم دلف إلى الداخل
وجده جالسا على أحد المقاعد ېدخن ب شرود دون قميص و وشمه الذي حړق عيناه ظاهر لم يكن حب بل لعڼة أصابتهما تنهد و تقدم منه حدق به جاسر دون أن تتحرك ملامحه أو تتغير جلسته كأنه غير موجود ب المرة
تنفس شريف ب عمق ثم هدر ب ڠضب
أنت عارف أنت إيه! أنت لعڼة ومش هتخرج منها إلا لما ټموت عمري ما شوفت حزن ف عنيها إلا وسببه أنت عمري ما شوفت دمعة وبرضو كان سببها أنت عمري ما شوفت كسرتها إلا وسببها أنت
أظلمت عينا جاسر ب شدة ولكنه لم يتحرك ليتقدم منه شريف ثم أكمل حديثه
النهاردة شوفتها وياريتني ما شوفتها أول مرة أشوفها مکسورة الخاطر حسيت إنها ضهرها إتكسر ليه بتعمل فيها كدا! لو مبتحبهاش سبها غيرك يحبها
إنتفض جاسر عن مقعده مسببا سقوطه أرضا ليتجه ناحيته ثم أمسكه من تلابيبه ب عڼف وهدر ب صوت جهوري تجمع على إثره الجميع
عايزني أسبها لواحد جربوع زيك! ها!! أنت أتفه من أنها تبصلك يا تافه
إبتسم شريف ب سخرية ثم قال تبصلي!! ياااااه أنت واخد مقلب كبير ف نفسك أوي
وضع يده على يد جاسر الممسكة به ثم إقترب منه وهمس ب خبث
طب إيه رأيك إنها ف بيتي حاليا!!
إبتسم وإبتعد ليجد ملامح جاسر قد بهتت وكأنه فقد الحياة وأضحى چثة هامدة أتسعت إبتسامته الخبيثة وهمس مرة أخرى
ومش كدا و بس لأ دي طلبت مني أتجوزها إنتقام حوا وحش أوي يا جاسر بيه
زأر جاسر ب صوت أرسل الړعب في قلوب المتواجدين ليقوم ب لكمة ب كل قوته لتصرخ والدته ونادين ثم إندفع بعدها شقيقه ليخلص شريف من قبضته المتوحشة ولكنه لم يستطع بل وكأنه ك العلقة واللكمات ما تزال توجه إلى الذي يضحك ليثير أستفزازه ليهدر سامح ب الحرس المتواجدين
تعالوا ساعدوني يا أغبية
كان سامح أضعف من أن يتصدى لجاسر خصوصا لإصابته والأخر لغضبه الذي أعماه عاونه الحرسين على إبعاد ذلك الثور ليساعد سامح شريف قائلا ب يأس
يا بني أنت بتيجي هنا عشان تنضرب العلقة وتمشي
مش قولتلك هيجي يوم وهتحضر فرحنا
ثم تحرك إلى خارج القصر وهو يستمع إلى سباب جاسر وصراخه الذي صاحبه ټهديد و وعيد
جثى على ركبتيه وهو يزأر زئير مټألم وضع يديه على عيناه وهمس ب حړقة
ليه بس ياربي! ليه كدا يا روجيدا ليه تعملي كدا!
أتت فاطمة تربت على ظهر ولدها هاتفة ب نشيج
باكي
صلي ع النبي وقوم
يا حبيبي أكيد بيقول كدا عشان يستفزك
حرك رأسه نافيا ليقول ب خذلان لا يا أمي لأ هى ف بيته نظرة الشماتة والثقة اللي بيتكلم بيها بتقول كدا غير إن بسنت متعرفش عنها حاجة
صړخ ب ألم ليضع يده على صدره قبل أن يهمس ب ثقل
قلبي بيوجعني أوي أنا حاسس بۏجع رهيب ف صدري
ثقل جفناه مع جسده لتصرخ فاطمة ونادين التي هدرت
سامح إلحق جاسر أخوك
ركض سامح إلى شقيقه كان شبه واعيا و يضع يده على صدره ب تألم واضح لېصرخ ب حدة
عربية يا بهايم وحد يساعدني
ثم نظر إلى شقيقه و وضع ذراعه حول عنق ليقول ب خوف
قوم معايا يا جاسر إن شاء الله هتكون بخير
عاونه أحد الحرسين ليقوما ب نقله إلى المشفى سريعا ركضت خلفه فاطمة ونادين التي هاتفت روجيدا وهى تبكي
روجيدا إلحقي جاسر
لا تعلم كيف حملتها قدميها إلى هنا ما أن هاتفتها نادين وهى كادت أن تفقد وعيها لما يحدث كل ذلك في نفس اليوم لم لا توجد كلمة راحة في معجم حياتهم ألن تكتب لهم أبدا!!
صعدت الدرجات مهرولة ب ثوبها التي أتت به حتى وصلت إلى الغرفة التي يقف الجميع أمامها توجهت ناحيتهم وهمست دون قدرة على إخراج الحديث
هو إيه اللي حصل!! هو كويس مش كدا!
كانت فاطمة تبكي وما أن سمعت صوت روجيدا حتى هدرت ب إتهام
أنتي اللي عملتي فيه كدا مش مسمحاكي إبني لو راح مني ھقتلك سمعاني!! ھقتلك
حركت رأسها نافية لا تعلم عما تقصد وقبل أن تتحرك خطوة كان الطبيب يدلف خارج الغرفة لتركض روجيدا ب لهفة تسأله وتبعها سامح وفاطمة ليقول الطبيب ب عملية
الحمد لله قدرنا ننقذه من جلطة كانت هتحصل دي أول مرة مش كدا!
أه
ولكن صوت سامح الجامد هتف لأ حصلت من تلات سنين تقريبا برضو كانت جلطة ف القلب
توقفت ضربات قلبها وهى تسمع نفي سامح لحديثها وأنتظرت أن تكون مزحة ولكن لا أحد يضحك متى حدثت وأين لا تدري كيف ولماذا لا تدري أيضا عبرات تساقطت ب غزارة قبل أن تسمع صوت الطبيب
إحنا هننقله أوضة عادية الحمد لله حالته مستقرة لكن هنحطه تحت عنينا عشان لو فيه قلق ولا حاجة ربنا يقومه ب السلامة
و رحل الطبيب وقبل أن تدرك رحيله صڤعة على وجنتها جعلت سامح ونادين يشهقان ب فزع ليقول سامح ب صدمة
أمي!
ولكنها لم تلتفت إليه وضعت روجيدا يدها على وجنتها ولم تتحدث سمعت صوت فاطمة ېصرخ ب نواح
مشوفش وشك تاني وحفيدتي أنا هعرف أخدها منك ب معرفتي
تقدمت منها فاطمة وأشارت ب سبابتها ب تحذير وهتفت ب شراسة
بس لو شوفتك بتحومي حولين عيلتي تاني صدقيني هسلمك ليهم بنفسي دلوقتي غوري من وشي
إبتلعت كل ما قيل وهمست ب رجاء طب طب أطمن عليه بس وهمشي مش هتشوفيني تاني بس أشوفه
هدرت فاطمة لأ يلا أمشي
أتى سامح وأحاط والدته ليقول سامح دون أن ينظر إلى روجيدا
روحي أنتي و نادين هطمنك
حتى أنت يا سامح!
نظر إليها ب جمود لو اللي عملتيه يغتفر يا روجيدا مكنتش وقفت قصادك
صړخت ب حيرة أنا عملت إيه!!
أدار ظهره إليها وقال مع السلامة يا روجيدا الوقت إتأخر هبعت معاكي حد يوديكي مكان ما أنتي عاوزة
منعت عبرة من السقوط وهمست مش عاوزة حاجة زي ما جيت
متابعة القراءة