رواية جاسر

موقع أيام نيوز

ملازم أول عشان يخفي أثره كويس..وبقى محل الميلاد والإقامة القاهرة بدل الإسماعيلية..وظهرت ريم وبقت الحياه ألسطة أوي..والماضي إتدفن وإرتدم ب التراب
تحدث شريف أخيرا ب جموداللي يخليك توصل للمعلومات دي يخليك تعرف إني مش خاېف على نفسي ...
نهض جاسر عن الأريكة ليضع الأوراق على الطاولة أمام
شريف ثم قال ب همس
منا عارف إنك مش خاېف على نفسك..أنا عارف إنك خاېف على أختك...
ربت على منكبه ثم قال قبل أن يتحرك مبتعدا عنه
خاف لفاعل خير يبلغ العيلة إن الميتين صحيوا...
وبقى وقع خطوات جاسر المبتعدة عن ذلك الجالس ك الصخرة هى ما تكسر السكون الذي غلف المحيط
كانت جالسة ب جانبه مبتلعة لسانها لا تجرؤ على إخراج حرف..بينما هو يتحاور مع هاجر عن خططه ب تحديد موعد الزفاف والذي أخذا يتفقان عليه وكأنها ليست المعنية من كل ذلك..ف إنتفضت غاضبة
وبالنسبة للمعزة اللي سايقنها دي ملهاش رأي ف الموضوع!
نظر إليها صابر شزرا وقالأديكي قولتي معزة..ف خليكي ف برسيمك بقى...
أشارت ب سبابتها ب وجه وعيناها متسعتان صدمة من حديثه ثم هتفت ب حدة
مسمحلكش تتكلم معايا كدا...
جذبها من إصبعها لتجلس ب جانبه على الأريكو وبقى يرمقها ب نظرات يتطاير منها الشرر ثم قال قبل أن يلتفت إلى والدتها
إعقلي يا شاطرة..عشان أنا لسه حسابي معاكي مخلصش...
زمت شفتيها ب حنق ولم ترد بل عقدت ذراعيها أمام صدرها وأراحت ظهرها على مسند الأريكة..بينما تحدثت هاجر وهى تضحك
طب يا صابر أنت هتعمل إيه!..والفرح أمتى!
والله يا حماتي..الفرح هيكون مفاجأة لبسنت عشان أنا وعدتها إنها هتحلف بيه طول حياتها..أما أمتى ف إن شاء الله كمان تلات شهور...
شهقت بسنت وهى تهدر ب صدمة
تلات شهور إيه!..تك تلات عفاريت أما يبقوا يركبوك..لأ كدا كتير...
كور صابر يده على هيئة قبضة ثم وجهها إلى وجه بسنت وكأنه سيضربها لتصرخ وتخفي وجهها بين يديها..ليهمس ب جانب أذنها ب شراسة
العداد عمال بيعد يا بسنت..وف الأخر الحساب يجمع
همست ب إزدراءبلا يجمع بلا يطرح بقى
عض على شفتيه ب حنق وقال ب ټهديدلأ دا في ضړب على أم دماغك اللي عاوزة كسرها يا بنت...
صمت وتحولت نظراته إلى أخرى مزدرية وقال
للأسف مش هعرف أشتمك قدام أمك..بس لما نتجوز يا بسنت..هطلع عليكي غلب السنين...
تقلصت ملامحها وقد بدت على وشك البكاء وهى تستمع إلى حديث والدتها الذي جعلها تفغر فاها
مش تلات شهور كتير!
لتنفض بسنت هاتفةجرى إيه يا نبع الحنان!..أنتي معايا ولا معاه!
زجرتها والدتها ب عڼفأخرسي يا بت أنتي..وهى دي عملة تعمليها
إمتعضت ملامحها وهى تقولهو لحق يبخلك!...
ضربها صابر على مؤخرة رأسها لتنظر إليه ب ضيق ثم قال
حسني لسانك أحسنلك عشان أنا روحي وصلت منك لهنا...
قالها وهو يضع سبابته وإبهامه على أنفه..ثم عاد ينظر إلى هاجر قائلا ب حزم
مع إن عندك حق..بس عشان السنيورة تلحق تجهز نفسها
اللي تشوفه يا بني..أكيد هتتغدى معانا!...
نظر إلى بسنت ب تشفي ثم عاد ينظر إلى هاجر وقال ب إبتسامة واسعة
أكيد يا حماتي...
بينما نظرت إليه بسنت ب توجس من نبرته وإبتسامته التي لا تبشر ب الخير أبدا
مضت فترة ليست ب طويلة وعلاقة شريف و روجيدا تتعمق..لم يلتفت إلى ټهديد جاسر ف هو ليس لديه شئ ليخسره..بل ساعده دون أن يعلم ف هو أخبره ب أعمال تلك العائلة وجرائمهم وكرس ذلك الوقت الذي مضى لجمع المعلومات اللازمة عنهم وقد كان
بعدها تقرب شريف من روجيدا كثيرا حتى باتا أصدقاءا..أخبرها عن حياته كاملة دون أن يغفل عن ذكر شئ..وها هما يلتقيان ويقص عليها ما حدث وكيف عزل نفسه ب نفسه من رتبته لكي يحمي شقيقته
بس يا ستي..كان لازم أحمي سمر ف زورت ورقي وكل حاجة تمت ب لمح البصر
نظرت إليه روجيدا وقالت بعد تفكيربس موضوع زي دا محتاج تدخل ناس كبار...
إبتسم شريف ثم إرتشف من فنجان قهوته المرة وقال ب تهكم
طالما في فلوس
كل حاجة هتمشي
هزت رأسها ب عدم فهم وتشدقتيعني إيه!...
حك جبهته ب طرف إبهامه ثم قال ب سخرية
موظف السجل المدني دفعتله مبلغ مش هين ف محى أي أثر ل شرف وريم الألفي وبقينا شريف وسمر المهدي
وأنت واثق أنه محى كل حاجة!
أومأ ب رأسه قائلاقدامي كل حاجة حصلت..بقينا فص ملح وداب..واللي بعد كدا سهل...
أومأت ب رأسها ثم أخفضتها لترتفع شفتيها ب شبه إبتسامة..ف مال شريف ب رأسه وقال ب إبتسامة عذبة
ممكن أفهم سر الإبتسامة دي!
رفعت رأسها وهزتها ثم تشدقتمكنتش أعرف إن في حد ممكن يعمل كدا عشان خاطر حد عزيز عليه
مال ب رأسه أكثر وأكمل ب نفس الإبتسامةاللي هو إيه!...
رفعت كأس العصير وإرتشفت منه ثم وضعته لتعود وتنظر إليه قائلة ب رقة
إن حد ممكن يتخلى عن أكتر حاجة بيحبها عشان خاطر تحمي الناس اللي بتحبها
رد عليها ب هدوءلما تحب حد بتكون وظيفتك ف الحياه إنك تحميه وتبسطه
مش ندمان إنك سبت حياتك القديمة!!
نفى ب رأسه ثم هتف ب إصرارخالص..حتى سمر بدأت تشتغل ف جامعة القاهرة 
إتسعت إبتسامتها وقالتبجد!..بتشتغل إيه!!
دكتورة ف كلية طب...
أومأت ب رأسها وهى تشعر ب الفخر لأجلها..سألها شريف ب نبرة عميقة
معرفتش حاجة عن حياتك!
إبتسمت ب إهتزاز وقالتفي حاجات بتبقى أحسن لها إنها متتعرفش..خليها مدفونة ف زواية بعيدة من قلبك وروحك...
ثم أخفضت رأسها لتسقط خصلة على عيناها حجبت عنه رؤيتها..ولكنه إستشعر مدى حزنها وثقل قلبها..شعر ب قبضة ثليجية تعتصر فؤاده ما أن يراها حزينة..حاول الإبتسام ب صعوبة وهو يتساءل ب نبرة محتقنة
لسه بتحبيه!...
رفعت رأسها فجأة وكأن صاعقة ضړبتها من السماء عندما سألها هذا السؤال ولكنها إبتسمت ب مرارة وقالت
وأنا من أمتى بطلت أحبه...
تجهمت ملامح وجهه للحظات لم تلحظها ثم أجبر شفتيه على الإبتسام وهو يقول ب صعوبة
حاولي تبطلي تحبيه لو حبه بيأذيكي..أنتي متستهليش الأذية..أنتي مينفعش تتوجعي...
إلتمعت عيناها ب طبقة شفافة أبت الهطول ف بقت عالقة لتلمع فيروزها وكأنها نجم ساطع ب سماء سوداء..ولكنها هتفت ب النهاية ب إمتنان
أنا فعلا مبسوطة إننا صحاب..شكرا يا شريف...
إلتوت شفتيه فيما يشبه إبتسامة متهكمة وقد شعر ب أن أحدهم قد ضربه ب مطرقة ب رأسه ثم قال
صحاب!!..أه..وأنا كمان مبسوط...
ثم رفع فنجان قهوته وإرتشف منه لتبقى عيناه معلقة ب عيناها الشاردة ويكاد يقسم أنها شردت به..به وحده..هنا فقط علم أن الطريق إلى قلبها طويل..طويل جدا ولكن لا بأس لديه وقت طويل أيضا..طويل جدا ليحصل على قلبها..يكفيه وجوده ب جانبها
طرق جاسر باب المكتب ب رتابة قبل أن يأتيه صوتا من الداخل يأذن له ب الدلوف..فتح الباب وأطل ب رأسه من الباب ثم تشدق ب إبتسامة
ممكن أدخل يا سيادة اللوا!...
رفع يسري رأسه عن الأوراق التي يطالعها ما أن سمع صوتا ليس ب غريب عليه..ليبتسم ما أن أبصره أمامه ليقول ب حبور
جاسر باشا..طبعا إتفضل...
تقدم جاسر ب كل هيبة و وقار وهو يضع يديه في جيب بنطاله من خامة الچينز يعلوه كنزة من اللون الأسود ذات فتحة صدر ضيقة يعلوها كنزة تطابق لون البنطال
مد يده ليصافح يسري ف صافحه الآخر ثم دعاه لكي يجلس
تحب تشرب إيه!...
قالها

يسري وهو يرفع سماعة الهاتف ليقول جاسر ب نبرة عادية
قهوة مظبوطة
تشدق يسري إلى ذلك الذي على الطرف الأخرإتنين قهوة مظبوطة يا بني...
ثم أغلق الهاتف وأخرج لفافة تبغ وأشعلها..ليقول وهو ينفث تلك السحابة الرمادية
إيه سبب الزيارة يا جاسر باشا!
إعتدل جاسر ب جلسته ثم قال وهو يتنحنحهو خدمة شخصية مش أكتر
تحت أمرك بس كدا...
قبل أن يتفوه جاسر قاطعه الطرق
على الباب ليدلف رجلا عجوز نحيف الجسد ليضع فنجاني القهوة على المكتب ورحل..وضع يسري الفنجان أمامه وإرتشف منه ثم حث جاسر على الحديث
إتفضل سامعك
شريف المهدي
إرتفع حاجبي يسري ب تعجب وتساءلماله شريف!
عاوزك تنقله المنيا عندي...
إزداد إرتفاع حاجبيه ثم تساءل ودهشته تتفاقم
أفندم!...
إرتشف جاسر من فنجان قهوته ثم أكمل ب برود
زي ما سمعت..إنقله المنيا
أيوة سمعتك بس آآ...
بس إيه!...
دهس لفافة التبغ ب المنفضة ثم قال
الموضوع مش سهل كدا..فجأة أنقله من الباب لطق
إبتسم جاسر ب قساوة ثم قاللأ مش من باب لطق...
نظر إليه مستفهما ف عاد جاسر يكمل
هو عاوز يثبت عليا حاجة..وأنا هنولهاله
أنت مستوعب أنت بتقول إيه!...
قالها يسري وهو يعتدل ب جلسته..بينما جاسر لم تتحرك من عضلات وجهه مقدار إنش..ليعود ويهتف الأول قائلا ب قوة
إحنا مش هنهد كل اللي بنعمله عشان خاطر مشاكل شخصية..جاسر بطل تهور...
حك جاسر ذقنه وبقى ينظر مطولا إلى يسري ثم قال بعد عدة لحظات
دا أول طلب يا سيادة اللوا..عاوز الزفت دا يبعد عن روجيدا عشان أقدر أركز ف شغلنا..هتقدر ولا إيه!
زفر يسري ب نفاذ صبر ثم قال ب يأسهشوف أنا هقدر أعمل إيه..بس خد بالك أي حركة غلط مش ف صالحنا...
نهض جاسر يعدل من سترته ثم قال وهو يصافح يسري
متقلقش أنا عارف أنا بعمل إيه كويس...
ثم تركه ورحل ف بقى يسري يحدق ب إثره وهو يهز رأسه ب يأس
بعدما توجه جاسر خارج المخفر..صعد إلى سيارته ثم توجه بها إلى ذلك المكان الذي توقف به قبلا..يوم ترك المجهول رسالته التي جعلت الډماء تغلي ب أوردته
صف السيارة ب نفس المكان وأخذ يتفحص خلف زوجته المصون وذلك الأحمق الذي يترصدها..وقد بدا هذا الموضوع يؤرقه بل سبب له هاجس أن روجيدا تنساه فعليا وهو يراها تستجيب إليه بل وتخرج معه يتسكعان هنا وهناك..حاول الصبر والإحتمال..إقناع نفسه ب أن كل ما تفعله ما هو إلا لعبة سخيفة منها ستنتهي..إلا أنه لم يحدث ف كلما تلصص عليهما وجدها تتبتسم ب عذوبة ويعلم الله وحده أيضا كيف حارب نفسه كي لا ېقتل ذلك المدعو شريف أمام العامة..بل أجبر نفسه على الصمت والمراقبة من بعيد..بعيدا عن عينيها حتى يتسنى له التفكير جيدا
ليأتيه ذلك التفكير الذي حثه على إزاحة شريف عن طريقه ب أن يطلب نقله إلى قريته ليحظى ب بعض المتعة وكذلك إبعاده قليلا عن المحيط القريب ب ذات العيون الفيروزية..تلك الأحجار الكريمة اللامعة والتي إشتاقها حد الجنون
قاطع أفكاره والتي بدأت تتخذ منحنى خطېر صوت رجولي من خلفه يتساءل ب صلابة
في حاجة يا أستاذ!...
فتح جاسر جفنيه المطبقين ثم إلتفت إلى مصدر الصوت ليجده رجل في الأربعين من عمره..أومأ ب رأسه ب صمت ليعود الرجل ويتساءل
خير يا حضرت!
تساءل جاسر ب صلابة وملامحه جامدة ك الصخرأنت صاحب المحل دا!...
أشار إلى المحل خلفه ليومئ الرجل ب رأسه مؤكدا..ليقترب منه جاسر وتشدق ب نفس النبرة الصلبة
عاوز أتكلم معاك شوية
في حاجة مهمة!!
أيوة
أشار الرجل ب يده إلى الداخل وقالإتفضل...
تحرك جاسر أمامه ودلف إلى محل لتجارة الأدوات الصحية وخلفه صاحب المحل..والذي جلب مقعدين ليجلس عليه جاسر وجلس الأخر ليتساءل
خير يا بيه!
ب دون مقدمات تساءل جاسرعندك كاميرات مراقبة قدام المحل!
أومأ الرجل ب رأسه وقالأيوة جوة
تم نسخ الرابط