رواية جاسر
المحتويات
من عينيه لتقول ب خوف
جاسر إعقل كدا
هتف وهو يمسك قدمها أنتي بتخلي فيا عقل
حاولت التملص منه ولكن قوة يده حالت دون ذلك صړخت ف كمم فاها ثم جذب يدها إليه يضمها أمام صدرها وب حركة سريعة قام ب لف حزام بنطاله حول يدها ثم قيدها ب الفراش
للحظات هدأ الهلع من عينيها وهى تظن أنه سيقوم ب ضربها كما فعلها قبلا ولكنه فاق توقعاتها ليقوم ب تقييدها ب الفراش وجدته ينحني إليه ويهتف ب شماتة
أخذت تجذب يدها عدة مرات لتحرر يدها ولكنها فشلت لتصرخ ب شراسة
فكني يا جاسر فكني يا متوحش
أقترب أكثر وهمس وعشان أنا متوحش مش هفكك يا روجيدا
صړخت ب خوف وهى تراه يقفز فوق الفراش يتمدد ب ظهره عليه ويضع يده أسفل رأسه وعيناه تحدق بها قبل أن يتشدق
كنتي مفكراني هضربك!
عمري ما هفكر أأذيكي ب الطريقة دي تاني أبدا أنا تعبت وقتها عما شلت النظرة دي من عنيكي زمان
إبتلعت ريقها ولم ترد عليه ليقترب أكثر منها تحديدا شفتيها وأكمل هامسا
رغم إنك تستاهلي كسر رقبتك ع اللي بتعمليه فيا وف نفسك إلا إني مش همد إيدي عليكي نهائي كله يتحل ب العقل
وهو كدا عقل!
إبتسم ب جاذبية وقال دا عين العقل
ضغط على ذقنها ثم قربها أكثر حتى باتت أنفاسهم
تختلط ثم همس ب خبث
واللي هعمله دلوقتي دا أكتر حاجة عاقلة ممكن أعملها
صړخت روجيدا قائلة ب تحذير إياك تفكر ف كدا يا جاسر والله أصوت وألم الناس عليك
شعرت هى ب البرد لتفتح عيناه ف وجدته يتمدد على الفراش نظرت إليه ب بلاهة وتساءلت
أنت عملت إيه!
نظر إليها وتصنع البراءة قائلا بطفي النور عشان أنام
أنتي كنتي مفكرة إيه! اااه دماغك المنحرفة دي راحت فين!!
تمتمت ب ضيق من عاشر قوما يا سيدي
سمعت صوت ضحكاته الصاخبة لتنظر إليه ب حنق أكبر ثم قال هو بعد أن هدأت ضحكاته
يعني أنا صبغت ب أخلاقي عليكي يا فراولة! كويس علمتك حاجة حلوة ف حياتك
جاسر فكني وأمشي من هنا الله يكرمك مش ناقصة فضايح
حرك سبابته في الهواء ثم قال مداعبا لا عاش ولا كان اللي يفضحك يا روجيدتي أنا فضيت العمارة
إتسعت عيناها ب صدمة وقد عجز فاها عن الحديث ليومئ ب رأسه عدة مرات ثم قال ب مكر
أيوة فضيتها أنا كتت بصراحة بفكر ف ليلة دموية وكنت خاېف الناس تسمعنا بس ربك أراد الستر
نطقت وهى على وشك البكاء فكني بقى وأمشي من هنا إرحمني بقى يا شيخ
نهض وإستند ب مرفقيه على الفراش وهتف وهو يحاول جذب عطفها ب تصنعه للبراءة
يرضيكي جوزك حبيبك ينزل كدا
أشار إلى جذعه العلوي العاړ لتضم شفتيها ب غيظ ثم هتفت ب حدة
عندك هدومك اللي جيت بيها
أكمل تصنعه للبراءة وهتف يرضيكي جوزك حبيبك يلبس هدوم مبلولة ويمشي كدا بالليل وأتعب يعني!
أه يرضيني وأمشي بقى
قرص وجنتها ب لطف ثم قال وهو يخرج لها لسانه
بس أنا بقى ميرضنيش
بكت ب صوت وهى تراه يعتدل لينام مرة أخرى على ظهره ف بقت هى تصرخ به عله ينهض ف وجدته يقول ب تحذير
بس بقى عشان أنام
يا بجاحتك يا أخي
أعطاها ظهره ثم قال تصبحي على خير يا روجيدا
ردت عليه ب إشمئزاز تصبح على كلب يعضك
إلتفت إليها ثم هتف ب خبث وهو يدغدغها ب خفة
لأ وأنتي الصادقة هصحى على فراولة
إنتفخت أوداجها وقررت الصمت ف هو لا مجال للحديث معه عاد يستلقي على الظهره ف إسترقت هى بعض النظرات إليه بدأت ب عضلات معدته القوية ثم إرتفعت إلى صدره الذي يصعد ويهبط ب إنتظام وبقت هناك فترة تحدق ب وشمها عليه اسمها المخطوط ب عناية وحرفية ب الرغم من كره جاسر لتلك الأشياء ولكنه وشم نفسه بها ساعديه القويين واللذا زادا قوة وصلابة عن ذي قبل وصلت إلى عنقه وبقت تحدق مرة أخرى ب تفاحة آدم الجذابة لطالما عشقت النظر إليها بعد عيناه ولا تعلم ما المثير ب التحديق بها حتى ذقنه المشذبة جذابة وقد إستطالت قليلا جذابة ك كل شيئا به
تنهدت وهزت رأسها تطرد تلك الأفكار السخيفة من رأسها لتبعد عيناها عنه و أراحت ظهرها على الفراش لتغفو بعد دقائق من التفكير بها وب معذبها
كان جاسر يكاد يبتسم وهو يشعر بها تحدق به ب إعجاب شديد لطالما نظرت إليه ب ذلك
الشغف الذي لم ولن يقل كانت ضربات قلبه تتوالى ب طريقة آلمته ولكنه عشق طريقة تحديقها به كان يسمع تحشرج أنفاسها من وقت إلى آخر حتى إنتظمت ليفتح عيناه ف وجدها نائمة وخصلاتها تغطي وجهها الفتي عنه
نهض وقام ب حل قيدها ليسمع تأوه بسيط هرب منها ف علم كم آلمها القيد قام ب تحريك يده على معصمها ب حنو عدة مرات وعدل وضعيتها لتنام على ظهرها بدأ في إبعاد خصلاتها عن وجهها ليجذب إحداها وبقى يشتمها ب عمق أغلق عيناه يستمتع ب عبيرها المسكر ليهمس والخصلة أمام فمه
حتى شعرك فروالة
قالها ثم قبل تلك الخصلة وإعتدل هو ب جلسته ليستند ب مرفقه على الفراش ونام على جانبه الأيمن قبل أن يهمس
تصبحي على جنة تجمعنا سوا
في صباح اليوم التالي كانت بسنت تقف أمام مرآتها تضبط ثوبها الفيروزي الذي يصل إلى ما بعد ركبتيها ب قليل ذو أكمام طويلة تصل إلى المرفقين مزين ب خطوط طولية وعرضية من اللون الذهبي والفضي صففت خصلاتها الناعمة على هيئة جديلة مسدلة بعض الخصلات على جانبي وجهها
هبطت الدرج لتجد صابر يتحدث مع والدتها ف بتر حديثه وهو يراها تختال ب ثوبها الذي زادها أنوثة صاړخة تعجبت هاجر من صمته المفاجئ ف إلتفتت خلفها لترى بسنت تتقدم منهم وعلى وجهها إبتسامة رائعة إبتسمت ب خبث ثم نهضت دون أن يشعر هو
وقفت أمامه بسنت وهتفت ب رقة
مش يلا!
إزدرد ريقه ثم قال وهو يتفحصها ب تدقيق
يلا فين وأنتي حلوة كدا!
ضحكت بسنت ثم أمسكت يده قائلة يلا نشوف بيتنا
خلل يده بين خصلاته السوداء وقال ب تأفف وضيق
ولازم تبقي على سنجة عشرة وإحنا رايحين البيت!
همست ب
أذنه ب عذوبة ومكر أنثوي لأ عشان خارجة معاك
وقبلت وجنته ب رقة ثم تركته ورحلت ليبقى هو واقفا فارغ الفاه متسع العينان وهو يرى ذلك التقدم حديث العهد ليتفوه ب عدم تركيز
يخربيتك يا صابر
ثم تحرك ليلحق بها وجدها تقف أمام سيارته ليتقدم منها ويقترب مقبلا رأسها ثم يدها وقال ب حب
يا صباح العسل ب القشطة
إبتسمت وقالت مش متأخرة شوية
عاد يقبل يدها ثم قال عما إستوعبت مش يلا!
قالها مقلدا إياها ثم فتح لها الباب ب رقي لتبتسم إبتسامة أكثر إتساعا وصعدت السيارة دار هو حول السيارة وصعد إليها هو الأخر وإنطلق بها
كان الطريق لا يخلو من حديث بسنت وعن خططها وكيف تقبلت فكرة الزواج منه ب هذه السرعة إلا أن صابر سألها فجأة ب ملامح غريبة
بس ليه يا بسنت كل الخۏف دا من جوازنا!
بهت لون وجهها لثوان ولكنها إبتسمت إبتسامة مهزوزة ثم قالت ب توتر
آآ مين قال كدا!
أمسك يدها وقال متفكريش إني مش واخد بالي من زمان يا بسنت من أول أما عرفتك لحد كتب الكتاب ولما سافرتي المنحة كان سببها الأساسي إنك تهربي مش تحققي حلمك
ونظر إليها ب أخر الحديث لتشعر ب أن الډماء قد هربت من عروقها لتفسر حالة تباطؤ نبضات قلبها وجدته يشد على يدها ثم شجعها قائلا رغم ذلك الألم الذي ينخر عظامه
إتكلمي يا بسنت يمكن أقدر أساعدك
إزدردت ريقها
ب صعوبة وقد توترت أنفاسها كان التردد واضح عليها ولكن نظرات صابر وتشجيعه لها قد ساعدها لتقول بعد فترة طويلة أصابته ب إنهيار
خاېفة
نطقتها ب خفوت ظنا منها أنه لن يلتقطها ولكنه خيب آمالها وهو يتساءل ب عدم فهم وقد عقد حاجبيه
خاېفة!! من إيه يا بسنت
شدت هى هذه المرة على يده وقالت من تجربة لسه معلمة فيا لحد دلوقتي
لم تحتج أن تكمل أو توضح أكثر ف إنقباض عضلات فكه وقساوة عيناه أظهرت مدى غضبه أشاحت هى وجهها عنه وبقت تحارب عبرات أوشكت على الهطول
لم تشعر سوى ب يده التي وضعها أسفل ذقنها ثم أدار وجهها إليه وقال ب هدوء عكس ملامحه
مش هقدر أقولك غير مټخافيش مني يا بسنت أنا مش هكون تجربة زي اللي عدت أنا هكون قدرك للنهاية وصدقيني مش هخليكي ټندمي لحظة واحدة على جوازنا
أمسكت يده التي على ذقنها وقالت ب نشيج
أنا مش خاېفة منك أنت أنا خاېفة من التجربة خاېفة الزمن يتعاد
إبتسم ب إطمئنان الزمن مبيتعدش يا بسنت اللي راح غير اللي جاي وأنا هكونلك جاي جديد
حديثه الدافئ بعث في نفسها الإطمئنان وخاصة تلك الإبتسامة التي تجعلها تشعر أن الكون مسالم دافئ ليس به سواها وهو
بعد مدة وصلا إلى المنزل كان له حديقة متوسطة زرعت بها أشجار الفاكهة من الرمان والبرتقال ف كونت رائحة ذات مزيج خاص وبين كل شجرة وأخرى كانت هناك أنواع عديدة من الأزهار مبهجة الألوان وب المنتصف حوض سباحة حوله بعض الصخور الصغيرة ف كان أشبه ب البركة
أما المبنى نفسه ف كان بسيط ولكنه رائع طراز عصري ممتزج ب لمحة من الماضي ب وجود خشب الأرابيسك المزين لنوافذ وبوابة من اللون البني الباهت يتناسب مع اللون الأصفر لجدرانه
فغرت فاها وهى تطلع إلى ذلك المنزل ثم قالت ب عدم تصديق وهى تنظر إلى صابر ب عينان متسعتان
مش ممكن يكون دا بيتنا!
أمسك يدها وجذبها خلفه حتى وصل إلى بوابة المنزل الداخلية وفتحها ليدلف كلاهما ثم همس ب عمق
ولسة مشوفتيش جوة
إزداد إتساع عيناها وهى تحدق ب كل إنش من المنزل داخله كان جنة أخرى كانت الأرض مصنوعة من الخشب الماهجوني ذا اللون الكستنائي والجدران من اللون الأبيض ممزوج ب الفضي والنوافذ الزجاجية العريضة التي تحد المنزل وتظهر الحديقة كان الزجاج ملون ب عدة ألوان تناسب لون الجدران
وضعت يدها على فاها
متابعة القراءة