رواية جاسر
المحتويات
أطلع أمتى!
ردت عليه وهى تكمل عملها لما الأشعة بتاع المخ والقفص الصدري تطلع عشان لو لقدر الله في حاجة
تمام
تمتم بها ب صوت خفيض يحاول كتم الآلام وبقى عقله يسترجع ما حدث صباحا وفي تلك الأثناء دلف أمجد ومعه الطبيب الذي وجه سؤاله إلى الممرضة
خلصتي!
أومأت ب رأسها وهى تنظر إلى الطبيب أيوة يا دكتور
طب إتفضلي أنتي
الأشعة طلعت!
أومأ الطبيب إيجابيا وقال وبصيت عليها وإن شاء الله مفيش حاجة كلها چروح سطحية ومش ف أماكن حساسة حتى الضلع المكسور دا الكسر محترف
وضع الطبيب الأشعة على الطاولة أمامه ثم شبك يده وإتكئ بها على ساقيه وقال ب هدوء
إبتسم سامح ب سخرية ثم قال صدقني بلاش عشان لا أنا ولا أنت ولا حتى الحكومة هتقدر تعمل حاجة
نظر الطبيب إليه ب تعجب ليمسك سامح قميصه ويشرع في إرتداؤه ثم قال ب نبرة تحذيرية
بلاش يا دكتور تدخل نفسك ف متاهات مش هتطلع منها أنا مش المقصود من دا
تشدق سامح ب بساطة وأنا متنازل عن حقي
أكمل إرتداء قميصه وهو ينظر إلى أمجد الذي يتوسله ب فعل ما يقوله الطبيب ولكنه أشاح ب وجهه إلى الثاني مرة أخرى وتساءل ب جمود
أقدر أطلع دلوقتي صح!
برضو مش هتعمل محضر!
تجاهل السؤال وقال أقدر أطلع دلوقتي!
تنهد الطبيب وقال مفيش مانع طالما مفيش خطړ
كان سامح يسير ب بطء وعرج طفيف لكثرة ما تلقاه من لكمات ولكنه لم يأبه إسمتع إلى صوت أقدام أمجد تقرب هم أن يتحدث ولكنه سبقه
متحاولش يا أستاذ أمجد أنا وأنت عارفين مين دول وإني مش أكتر من تحذير لجاسر ف مفيش فايدة عشام البوليس مش هيقدر يعمل حاجة
ثم عاونه ب السير حتى وصلا إلى السيارة وقبل أن يصعد إليها إلتفت إلى أمجد وقال ب جدية وصرامة
اللي حصل دا مش عاوز جاسر يعرفه
رد عليه أمجد ب تهكم دا ع أساس أنه مش هيشوف شكلك!!
تجاهل نبرته وقال لأ نقوله حاډثة بسيطة حصلتلي
هز أمجد رأسه ب يأس وقال أنت حر
ثم فتح الباب الأمامي وعاون سامح على الصعود والذي تأوه من ألم قفصه الصدري وتوجه هو إلى مقعد القيادة وإنطلقا عائدين إلى القرية مرة أخرى
جاسر سامح مجاش النهاردة
أتاه صوت جاسر المتعجب مجاش إزاي! دا مكلمني الصبح وأكدلي إنه رايح الشركة
زفر صابر ب يأس وقال ومجاش أتصل بيه ألاقي موبايله مقفول
طيب يا صابر هتلاقي بس نادين تعبت ومقدرش يجي
عشانها
يمكن يلا سلام دلوقتي
وقبل أن يغلق أتاه صوت جاسر يستدركه
أستنى متنساش تيجي بكرة المنيا أنت وبسنت ومامتها
أه والله فكرتني خلاص تمام
ثم أغلق الهاتف و وضعه ب جانبه على المقعد رمى ب بصره إلى أحد المحال حتى وقع نظره على ثوب زفاق خطڤ أنظاره صف السيارة وترجل سريعا منها ثم إتجه إلى المحل
وقف أمامه وظل يحدق به كان ذو طلة ملائكية رائعة ضيق من الصدر حتى ما بعد الخصر ب إنشات ثم ينسدل ب إتساع خفيف حتى يصل إلى الأرض ويكون ذيل طويل خلفه ذو حمالات عريضة تغطي المنكبين ثم يجتمع ب رباطة رفيعة معقودة على هيئة أنشوطة ذو فتحة صدر مثلثية وظهر مفتوح مبطن ب طبقة شفافة من القماش يجتمع ب حبل معقود ب التبادل لينتهي ب شريط ستان ناعم ينسدل على الذيل من الخلف مزين ب نقوش فضية لامعة إنعكس بريقها على عيناه
كان يحدق به بعينان متسعتان وقد عجز فاهه عن الحديث أو التعبير عن مدى روعته حتى قاطع عليه صوت العاملة وهى تقول ب أدب
أقدر أساعدك يا فندم!
نظر صابر إليها ب شرود ثم قال ها!!
ضحكت العاملة وقالت مرة أخرى بقول لحضرتك أقدر أساعدك!
تحنح وقال أيوة أنا عاوز الفستان دا
نظرت العاملة لما أشار ثم قالت ب إبتسامة وهى تشير إليه ليدلف
طب إتفضل يا فندم لحد أما أجهزه لحضرتك
أومأ ب خفة ثم تبعها وجلس ينتظر دقائق مرت حتى عادت العاملة وهى تضعه ب حقيبته الخاصة لتعطيه إياه قائلة ب إبتسامة
إتفضل يا فندم وألف مبروك
أخذه منها وقال الله يبارك فيكي أدفع الحساب منين
أشارت ب يدها إتفضل معايا يا فندم
تبعها وقام ب دفع الأموال ثم رحل وعلى وجهه إبتسامة رائعة قام ب الإتصال ب بسنت حتى ردت عليه قائلة
إيه وحشتك!
ضحك وقال جدا
ضحكت هى الأخرى وقالت بجد
أه بجد
ظلا يتحدثان ب عدة أمور حتى قال لها فجأة
صحيح بكرة هاجي أخدك أنتي ومامتك عشان معزومين عند جاسر
قطبت حاجبيها وقالت دا ليه!
رفع منكبيه وقال عادي المهم هجيلك بكرة عشان أخدك
خلاص تمام يلا سلام عشام ماما بتناديلي
هتف ب عذوبة طيب يا حبيبتي بحبك
إبتسمت هى الأخرى وقالت وأنا كمان يلا تصبح على خير
وأنتي من أهلي
وأغلق الهاتف ليقف ب إحدى إشارات المرور ليتكئ ب مرفقه على المقود حتى سمع طرقات على النافذة ب جانبه رفع رأسه لتتسع عيناه من الصدمة ما لبث حتى فتح النافذة وهدر ب عڼف
أنت بتعمل إيه هنا!
نظر إليه والده ب قلة حيلة ثم قال ب حزن
أنا بشتغل ف المحل اللي هناك دا وكنت خارج وشفتك كنت حابب أتكلم معاك يا بني
نظر إليه ب جمود وقال مفيش كلام يتقال نور ومش عاوزة تشوفكم وأنا أصلا مش طايق أبص ف وشكم ف ياريت تبعدوا عن حياتنا بقى
يا بني والله إتعلمنا من غلطنا سامحنا يا بني
تشدق صابر ب نبرة صلبة اللي بيسامح ربنا مش أنا
إنطلقت الأبواق من خلف سيارة صابر تعلن عن ضجر السائقين ليقول ب نبرة جافة
بعد إذنك موقفين الطريق
أبعد يده عن النافذة وتحرك صابر ب السيارة وأخذ يحدق ب المرآه الجانبية وهو يرى جسد والده يختفي شيئا ف شيئا
بعد قيادة دامت ساعات وصلوا أخيرا إلى قرية الصياد بدى على وجه سوزان الإعجاب ب الأجواء الريفية حتى توقفت السيارة أملم قصر الصياد مالت على أذن حفيدتها وتساءلت
هل هذا مسكنك!
ل أجل إنه هو
حقا لا بأس به سيد ضخم
ترجلت روجيدا من السيارة وكذلك جاسر الذي فتح الباب الخلفي لسوزان وعاونها على الترجل ثم إنحنى وجذب الصغيرة النائمة ليحملها على منكبه ربت على ظهرها عندما تحركت ف جاء صوت سوزان من خلفه
أريد أن أنام مع حفيدتي
إنتفض جاسر ب صدمة بينما روجيدا إبتسمت ب شماتة ثم قالت لسوزان
وأنا أيضا أريد ذلك ف قد إشتقت إليك
ربتت على وجنتها وقالت وأنا أيضا عزيزتي ولكنني أتحدث عن الصغيرة جلنار
بهتت إبتسامة روجيدا لتتسع إبتسامة جاسر وهو يزفر ب راحة نظرت إليه ف وجدته ينظر إليه
نزلوا الشنط من العربية ودخلوها القصر
أوامرك يا باشا
نظرت سوزان إلى الحارس الذي يتحدث معه وهو يخفض رأسه دون أن يجرؤ على النظر إلى روجيدا أو جاسر همست إليها قائلة
لما لا ينظرون إليك أو إليه عندما يتحدث!
إبتسمت روجيدا ب تهكم إنه يغار جدتي يغار ك البغال
مطت سوزان شفتيها قائلة يروقني هذا الجاسر
ثم تحركت مبتعدة عنهم ب خطواتها البطيئة أحست روجيدا ب جاسر ينخفض ويهمس ب مكر
يغار ك البغال ها!
نظرت إليه
ب توتر وقالت أنا مقولتش كدا
ضحك ثم همس مرة أخرى دا على أساس إن البغال بتغيير
نظرت إليه شزرا ولم ترد لتعود وتصدح نغمته المزعجة
أنا هوريكي البغال بتعمل إيه بس لما تتقفل علينا أوضة واحدة
إنتفضت وأشارت إليه ب سبابتها أوعى تفكر إني هنام معاك ف أوضة واحدة
عاد يربت على ظهر إبنته ثم قال ب سخرية خلاص الصالون يشيل
ثم إبتعد عنها تاركا إياها خلفه ټضرب الأرض ب حنق لتتبعه وهى تطلق السباب واللعنات حتى وقفوا أمام باب القصر طرق الباب وإنتظر حتى أتت إحدى الخادمات لتفتح الباب رحبت ب الجميع ب حرارة وبقت تنظر إلى تلك العجوز ب تعجب
دلفوا إلى داخل القصر وسوزان تتفحصه ب إعجاب واضح على ملامحها حتى صدح صوت جاسر
أمي أنا جيت
أتت فاطمة مهرولة وهى تبتسم ب إتساع ما أن رأته يحمل حفيدتها وروجيدا معها ثم نظرت إلى سوزان ب تساؤل وضحه جاسر وهو يضع يده على منكب والدته
دي جدة روجيدا مدام سوزان
عادت تبتسم فاطمة ب إتساع لتنظر إلى روجيدا ثم إلى جدتها قائلة ب تهليل
أهلا وسهلا نورتي يا ست سوزان
مالت روجيدا إلى جدتها قائلة إنها ترحب بك جدتي
أومأت ب تفهم ثم مدت يدها تصافحها لتعود فاطمة وتعاتب جاسر
مش تقولي يا بني عشان أعمل واجب معاها
متقلقيش يا ست الكل مش أنتي حضرتي العشا!
أجابت على الفور جاهز ومتسنيكوا
مالت سوزان إلى روجيدا قائلة ماذا يقولون!
ردت عليها روجيدا إنهم يدعونك على العشاء
إعترضت قائلة كلا فقد تناولت الطعام على الطائرة كما أن الوقت قد تأخر ولا أحبذ تناول الطعام متأخرا
حاولت روجيدا الحديث معها وإقناعها ب أن ذلك لا يصح إلا أن صوت جاسر أنهى هذا الجدال
خلاص يا روجيدا سبيها براحتها
تساءلت فاطمة في إيه يا بني!
فسرت روجيدا هى أكلت على الطيارة ومش هتعرف تتعشى هي بس عاوزة تنام عشان تعبانة من السفر
براحتها يا حبيبتي براحتها خالص
تساءل جاسر حضرتي الأوضة يا أمي!
من زمان يا ضنايا هنادي كريمة توديها
وبالفعل نادت المدعوة كريمة لتصعد معها سوزان مال جاسر إلى روجيدا وهمس
أنا هطلع جلنار ونازل
طيب
تمتمت بها ليصعد تقدمت فاطمة من روجيدا وربتت على ظهرها وقالت
مش عاوزة تاكلي أنتي!
لا يا طنط مرسيه لسه واكلة من شوية
ثم توجهتا لكي يجلسا على المقاعد ب غرفة الصالون لتتساءل فاطمة ب حرج
أعذريني يا بنتي لو بدخل بس جدتك جاية ليه في
حاجة!
هزت رأسها نافية وقالت لا أبدا يا طنط مفيش حاجة هى بس حابة تتطمن عليا وتشوف جاسر وكدا
عقدت فاطمة حاجبيها وتساءلت مش فاهمة
فسرت روجيدا هى مفكرة إني أنا وجاسر منفصلناش ف عاوزة تتطمن عليا معاه
طب وأنتي مقولتلهاش ليه إنكو إتطلقتو!
تنهدت روجيدا ثم تشدقت جدتي من النوع اللي بيقدس رابط الجواز وكدا يعني لو عرفت إني إطلقت من جاسر هترجعني أمريكا
ااه طيب يا بنتي يعني أنتي هتنورينا
أتمنى مكنش هتقل عليكوا
عاتبتها فاطمة قائلة عيب تقولي كدا أنتي بنتي يا حبيبتي
إبتسمت روجيدا لتربت فاطمة على ظهرها ثم قالت ب
متابعة القراءة