رواية جاسر
المحتويات
وبره المحل
طب أنا عاوز أشوف تسجيل الكاميرا اللي بره
دي...
إرتفع حاجبي الرجل ب توجس وظل يتفحص جاسر ب عينين مدققتين وعاد يتساءل
خير يا بيه!...
مسح جاسر ب يده على وجهه يمنع نوبة ڠضب تهدد ب إحراق الماثل أمامه ليعود ويقول ب هدوء حاد
من كام يوم كنت راكن عربيتي قدامك وإتسرقت منها حاجات مهمة..عاوز أشوف مين اللي سرقها..تقدر!
أملاه جاسر التاريخ لينهض الرجل ودلف إلى غرفة ب نهاية المحل..بقى هو يتفحص الأرجاء حتى عاد الرجل بعد بضع دقائق حاملا لعدة أقراص مدمجة و وضعهم على طاولة خشبية..ليصدح صوته
أنت قولت يوم إيه معلش!...
تأفف جاسر ولكنه أملاه التاريخ مرة أخرى..وبعد لحظات كان الرجل يخبره أنه وجده..أخرج القرص المدمج و وضعه ب الحاسوب الشخصي وأداره..ليقول الرجل ب هدوء
لأ..عاوز أشوف كل حاجة من الأول...
أومأ الرجل ب صمت وبقى جاسر يتابع ب تدقيق..كانت الأحداث عادية غير قابلة للشك حتى ظهرت سيارة جاسر والتي ترجل منها بعد القليل من الوقت..إنتبهت حواسه ما أن أبصر سيارته وعيناه قد أسودت وهو ينتظر
دقائق وظهر شخص..يعطيهم ظهره..يخفي معالم وجهه جيدا..الحقېر يعلم ب وجود الكاميرات..لم يظهر سوى ذلك الوشم على خلف رقبته وذراعه..كانت عينا جاسر تتباعه ب نظرات حادة ك الصقر..إلا أن إقترب من السيارة وفتحها ب سهولة..ضاقت عيناه ب ڠضب لسهولة فتحه لسيارته وقد أحكم غلقها
أشار جاسى إلى الرجل لكي يغلق المقطع ليتساءل الرجل ب حيرة
طب يا بني هو مسرقش حاجة أهو جايز مش هو
رد عليه جاسر ب قتامة بعد لحظاتجايز مش هو...
نظر إلى الرجل ثم رحل..ب الرغم من عدم رؤيته لوجه ولكن ظل وشمه محفور ب رأسه..صعد سيارته وب مرور اللحظات كانت عيناه تشتدان قساوة..الأمور تخرج عن السيطرة
توقف يسري عن الحديث مع أحدهم عندما سمع طرقا على الباب ليدخل بعدها شريف يؤدي التحية العسكرية ليقول الأول ب رزانة
تعالا إقعد يا شريف...
جلس شريف أمام اللواء الأخر وبقى يتطلع بينهما ب حيرة قبل أن يقول ب دفاع
ضحك اللواء الأخر وقالمتخافش إحنا مش جايبنك عشان كدا
نظر إلى اللواء وقال ب هدوءأومال إيه!...
وضع يسري يديه على المكتب وشابكهم ثم قال ب نبرة جدية
سيادة اللوا محمود كان بيكلمني أنه عاوز ظابط كفؤ عشان مهمة كدا
وحضرتك رشحتني أنا...
تولى اللواء محمود الرد وهو ينحني إلى الأمام
مش هو اللي رشحك الحقيقة..أنا كان عيني عليك من الأول
كويس...
قالها محمود ثم نظر إلى يسري وقال
تقوله ولا أقوله أنا!
رد يسري ب نبرة عاديةلأ إتفضل حضرتك
تنحنح اللواء محمود وقالبص يا سيدي..جالتنا إخبارية عن شوية لبش بيحصل ف حتة كدة ف الصعيد..ف حبيت أبعتك ليها
قاطعه شريف متساءلافين يا فندم!
المنيا...
كلمة واحدة قاطعة قالها يسري ب جمود وحنق..لتتسع عينا شريف ب قوة وقد لجمته الصدمة لفترة وبقى صامتا..تفرسه يسري هو ومحمود دون حديث لعدة دقائق قبل أن يقول المصډوم
وأشمعنا أنا بالذات!
جاءه الرد من اللواء محمودزي ما أنت سمعت..كفؤ ومحتاجك
حك مؤخرة رأسه وقالطب والموضوع دا عاوز وقت أد إيه!
أنت وشطارتك...
أخفض رأسه عدة ثوان ثم رفعها وقال
ب صوت هادئ يخفي وراءه خنق وڠضب يستعران ب قلبه
تمام يا فندم..أنا جاهز..تحب أروح أمتى
من بكرة لو حابب...
نهض شريف وأدى التحية العسكرية مجددا ثم قال
تمام..أنا هروح من بكرة سعادتك
وأنا هبعتلك المعلومات اللي محتاجها حالا...
وقبل أن يرحل رمق اللواء يسري ب نبرة طويلة أخبرته أنه يعلم أنها مؤامرة منه ومن جاسر الصياد من أجل إبعاده..ثم إستدار وإتجه إلى الباب..دلف إلى الخارج وبقى مستندا إليه..تكورت يداه ب حنق بالغ وهتف من بين أسنانه
بدأتها حرب قڈرة يا جاسر!..هنشوف من اللي هيكسب ف النهاية
كان ممسك يدها والطبيبة تفحصها ب دقة بالغة..كانت تشدد من قبضتها على يده لتجده يربت عليها ب حنو ويبتسم ب حنو أكبر
إستدارت الطبيبة ب مقعدها و نزعت النظارة الطبية ثم قالت مبتسمة ب بشاشة
تقدري تلبسي
أومأت نادين ثم قالت ب خفوتطيب...
نهضت الطبيبة ثم دلفت إلى الخارج وبقى سامح مع زوجته يعاونها على النهوض ويعدل من ملابسها..ما أن إنتهيا حتى لحقا ب الطبيبة الجالسة على مقعدها ب كل وقار
جلسا الإثنان وبقت أنظارهما معلقة بها ليكون سامح هو أول من يكسر هذا الصمت
طمنينا يا دكتورة!
إبتسمت مجددا وقالتخير إن شاء الله متخافش..البيبي صحته الحمد لله فل و مامته برضو صحتها تمام...
تنفس سامح الصعداء ويده تشتد على يد نادين أكثر..ف عادت الطبيبة تتحدث ب جدية
لكن دا ميمنعش الراحة وعدم التوتر والقلق..الشهور الأولة مهمة جدا لثبات الحمل
ضحك سامح وقال ب حنومش هخليها تقوم من ع السرير
ضحكت الطبيبة هى الأخرى وقالتمش لدرجادي..مهمة برضو الحركة الخفيفة..تتمشى ف هوا نقي..بس متشلش حاجة تقيلة
أوامرك يا دكتورة...
أخذت تخط ب قلمها على ورقة ثم مزقتها وأعطتها إلى سامح قائلة ب جدية
دي شوية فيتامينات مهم جدا تمشي عليهم..غير كدا إطمن مفيش مشاكل..المعاينة الجاية بعد تلات أسابيع...
نهضت نادين وهى تتمتم ب عبارات الشكر وكذلك سامح..بعدها رحلا من عيادة الطبيبة وصعدا السيارة..كانت نادين تنال من الدلال ما لم تناله من قبل
بعد مدة قصيرة من القيادة سألها سامح وهو يقبل يدها
منفسكيش ف حاجة!!..مبتتوحميش مثلا!...
وضعت يدها على فاها ثم قالت ب إبتسامة وهى تضع يدها على بطنها
عاوزة مشبك
عاد يقبل يدها ثم قالبس كدا!..أحلى مشبك لأحلى أم ف الدنيا كلها...
يخليك ليا يارب
رد عليها وهو ينظر إليهاويخليكي لينا وميحرمنيش من طلتك أبدا
مش هتزعلني أبدا!!
إبتسم ب حنو وقالربنا يقدرني ومزعلكيش أبدا...
نظرت إليه قبل أن تميل وتقبل وجنته ب رقة ثم هتفت ب همس ساحر
بحبك...
وأنا بعشقك يا فراشتي...
عند الساعة الرابعة كانت روجيدا تجلس أمام شريف هى وجلنار التي تتناول طعامها ب كل هدوء..لتنظر إليه وهو يلهو ب طعامه دون أن يأكله لتسأله ب بساطة
مالك يا شريف!
تنهد شريف وقالمفيش
لأ مفيش إيه!..شكلك بيقول عكس كدا...
ترك الملعقة ب الطبق ثم نظر إلى جلنار ليداعب خصلاتها ب حنو لترفع رأسها وتبتسم إليه ف بادلها الإبتسام وعاد ينظر إلى روجيدا قائلا ب صوت بدا لها عادي مع أنه يحمل في طياته حزن
جالتي مهمة ف المنيا...
لم تدم صدمها سوى ثوان قبل أن تستوعب أن جاسر هو وراء هذا..إبتسمت ب سخرية إبتسامة لم تصل إلى عينيها ثم قالت ب هدوء
طب وفيها إيه!
إلتوى شدقه ب تهكم وقالمفيهاش حاجة..مفيهاش حاجة...
ساد الصمت بضع دقائق لا يتخلله سوى صوت أنفاسهم وصوت تصادم ملعقة جلنار مع صحن المعكرونة الخاص بها..ليرفع شريف رأسه فجأة متساءلا
روجيدا!..هو أنتي معاكي دكتوراه
نظرت إليه ب عدم
فهم وقالتأها ليه!
أبتسم وقالمفيش أصلي كلمت سمر عنك وأد
إيه أنتي شاطرة ف مجالك..وسألتني إذا كان معاكي دكتوراه ولا لأ
وبعدين!
أكمل حديثهقولتلها معرفش..ولما سألتها ليه كل دا..قالتلي إنهم محتاجين دكتور يدي محاضرات لأن في عجز عندهم ف عدد الدكاترة
إنعقد حاجبيها وتساءلتطب وأنا إيه داخلي!...
إعتدل ب مقعده وقال ب إبتسامة تتسع
إلا ليكي دخل..بصي يا ستي بما إنك مبتشتغليش ف مصر..ف ممكن تدي ف الجامعة هناك ب نظام المحاضرة..برضو هو نفس مجالك لما كنتي ف أمريكا..قولتي إيه!...
بقت تنظر إليه مطولا وقد راقت إليها الفكرة..عندما كانت تحب عملها بل تعشقه حد الچحيم..وفكرة أن تعمل ك أستاذة جامعية ب نفس المجال قد أعجبتها ب شدة..حتى ظهر الحماس جليا على وجهها ف إبتسم شريف ب إشراق وقال ب مرح
نقول مبروك...
ظهرت إبتسامة رائعة على وجهها جعلت قلبه يضخ دماؤه ب قوة زلزلت كيانه ليسمع صوتها الرقيق يهمس ب إمتنان
مرسيه أوي يا شريف
عبس ب وجهه قائلامرسيه إيه!..أنا بعمل دا عشانك..عشان أشوف الشغف دا ب عينيكي...
بهتت إبتسامتها قليلا ولكنها حافظت عليها..وبدأ قلبها ينبض ب عڼف ينبؤها إنها تتخذ إتجاها خاطئا
كان قد حل الغروب عندما هبطت روجيدا وطفلتها من سيارة شريف وقبل أن تصعد تشدقت ب إبتسامة
بجد مرسيه ع اليوم دا..أنا وجلنار إنبسطنا أوي
وأنا هنا عشان سعادة الأميرة جلنار ومامتها...
أبتسمت ب إهتزاز ثم قالت ب خفوت
مع السلامة
مال ب رأسه وقال ب إبتسامةالله يسلمك...
أمسكت روجيدا يد صغيرتها ثم صعدت إلى بنايتها..وصلت إلى طابقها وأخرجت مفتاح الشقة ودلفت..ما أن أشعلت الأضواء حتى هربت منها صړخة تبعتها ب صړخة طفولية وهما تران ذلك الجالس على المقعد المقابل ل باب الشقة..يستند ب كلتا يديه على مسندي المقعد..يضع قدم على أخرى وتحيطه هالة من الطاغية والجاذبية
جذبت جلنار يدها من روجيدا الفارغة لفاها ب صدمة..وركضت إلى والدها صاړخة
بابي!..وحشتني...
تلقاها جاسر ب أحضانه وعيناه لا تحيد عن عينا روجيدا المذعورة وهتف ب حنو
وأنتي كمان يا قلب بابي..إيه رأيك ف المفاجأة دي!
حلوة أوي..كل يوم أعملي مفاجأة كدا
عاد يقبل وجنتها وهمسمن عنيا يا حبيبتي...
أجلس الصغيرة على قدميه ثم نظر إلى روجيدا نظرات قاسېة وهتف ب مكر
واقفة كدا ليه يا روجي!..معجبتكيش المفاجأة ولا إيه!!...
نظر إليها يتحداها ب أن تتفوه ب العكس..لتهز رأسها يأسا منه..قذفت حقيبتها ثم تقدمت منهما ليسألها ب جمود
كنتي فين
رفعت أحد حاجبيها وردت عليه ب تحديدا على أساس إنك مش عارف!...
داعب وجنة إبنته ثم قال دون أن ينظر إليها
حابب أعرف منك
نهضت روجيدا وقالتوأنا معنديش أكتر من اللي وصلك...
مرت ب جانبه تنوي الرحيل ولكنه أمسك معصمها ثم نهض حاملا جلنار ليتحدث ب هدوء يثير الأعصاب
سخني للبنت كوباية لبن عما أغيرلها هدومها عشان تنام
هتفت الصغيرة ب تذمربس لسه بدري..أنا مش عاوزة أنام
إبتسم جاسر وقالهحكيلك حدوتة...
إتسعت إبتسامة جلنار ثم صفقت ب حماس قائلة لوالدتها
يلا يا مامي..حضري اللبن بسرعة...
وقفت روجيدا تنظر إليهما ب صدمة..كان نصيبها الأكبر من جاسر ذلك الذي يتصرف وكأنه ب منزله..تتعجب من وقاحته ونظرته التي ترسل الرجفة إلى أعماقها
أخرجها جاسر من كل ذلك وهو يهتف
مسمعتيش البنت!
عضت على شفتيها ب حنق ثم قالتعلى فكرة ممكن أنت تمشي وأتا هعملها كل حاجة...
تجاهلها جاسر ثم رحل وقال قبل أن يدلف الغرفة
متتأخريش...
ثم دلف وصفق الباب خلفه..إستندت روجيدا ب يدها على المقعد الذي كان يجلس عليه تلهث ب ڠضب..تشعر ب عضلاتها تتشنج ڠضبا..ڠضبا يجعلها تريد أن تغلي ذلك الحليب ثم تسكبه على وجهه وبعدها تأخذه ب أحضانها تداويه
رفعت يد تتخلها ب خصلاتها ثم إتجهت إلى المطبخ..بعد دقائق كان كأس الحليب جاهز..لتأخذه إلى غرفتها كانت
الصغيرة ممددة على الفراش وجاسر يداعبها
ما أن رآها تدلف حتى
متابعة القراءة