رواية اولاد فريده بقلم ايمان فاروق

موقع أيام نيوز

الضغط يزيد عليها.
هتف كمال بعين مشخصة ووجه شاحب كالامۏات خلاص مقدمناش غير اننا نعمل بلاغ في الشرطة زي ما قلت لرهف من شويه ..لان خلاص كلنا جبنا أخرنا وكمان ننزل صورها على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن حد يكون شافها ويقدر يدلنا عليها .
ليصمت الجميع مع اعتلاء رنين الجرس المنزلى لتتقدم هيام بفتحه بما انها كانت في طريقها إلى الخارج لصنع بعض اكواب الشاي لهم فهي بعد أن اطمئنت على حبيبتها اصبحت في حالة من الأشراق قليلا لتتفاجأ قائلة أستاذ نديم ..اتفضل.. حمدالله على السلامه..اتفضل ادخل .
يتقدم الى الداخل بخطوات بسيطة محرجة وهو يهتف السلام عليكم ..اذيكم ياجماعة كلكم عاملين ايه ليتبادل الجميع معه السلام والترحيب وهو يقابلهم بود مماثل حتى يصل الى مبتغاه فهى تائه بين الحاضرين .
كان يتحدث وعيناه تجوب المكان لتمشطه في البحث والعثور على غايته ليجدها متسمرة في مكانها فهى لم تتوقع أن يكون أمامها الأن فحماتها لم تبلغها بحضوره حتى تستعد فمن الواضح أنها ارادت المفاجأة لها مما جعلها لا ترتب انفاسها المتلاحقة التي تجعلها عاجزة امامه الأن ..تقابلت الوجوه بحزنها المتبادل بينهم وصمتت الاحاديث ومنعت الكلمات بينهم لتناظره هى بعتاب وهو يرجوها السماح ليقطع وصالهم حديث كمال الذي هم اليه ليربت فوق كتفه قائلا بمباغتة كي يهدئ الموقف بينهما ايه يا اخ نديم .. حمدالله على السلامه واكمل ممازحا ..سيبك من النحنه دي لما تروحو بيتكم ابقى اعمل اللي يقدرك عليه ربنا .
تلك الكلمات سكبته بعض من الراحة وجعلتة يتوقع الخير بعدما تبادل العناق والسلام مع الاخرون الى ان اتاها لتوصد امامه ابتسامتها التي كادت ان تظهر قبل قليل ليتقدم اليها وهو متمتما عارف أن غلطي كبير ..وعارف ان قلبك اكبر من انه يشيل مني يارهف .
..ليقطع حديثه طرق على الباب وتهل عليهم نسائم بارده اشعرتهم بالراحة فتلك الرائحة العطرة تهديهم غاليتهم التي ولجت بعد أن فتحت لها غاليتها الصغرة وربيبتها التي توجهت وهى ټحتضنها الى الداخل وهى تهلل كالاطفال ماما جت .. والله العظيم ماما جت .
نعم عادت لتعود معها روحهم من جديد
تقازف الجميع في سباق كأنهم أطفال ينتظرون عودة امهم من التسوق وهى تحمل بجعبتها الحلوي والفاكهة ولكن اليوم يقفزون لإبتغاء حلواهم في التشبع من حنانها والارتواء بعطفها الذي افتقدوه في الأيام القليلة الماضية فهى بالنسبة لهم دهرا مر عليهم في حزن وألم وخوف عليها من الفقدان تسابق الرجال ليرتمون بين احضانها فكان أوسطهم تهاتفا ولهفة للوصول وفاز لأنه الأقرب اليها فمقعده اهداه هذه الفرصة لفوزه الأن ليزاحمه الصغير بعد ذلك وهو يبدوا ببكائة هذا كطفل رضيع ضاعت منه لهايته ففقد معها هويته وامانهوها هي تعيد له الحياة مجددا بعدما ضمته بحنوها لصدرها لينتزعة كبيرهم بمداعبة وامتعاض مصطنع وهو يتفوه كالصغار وبعدين فيكم..كفاية رخامة انت وهو ..انا كمان عايز ارتاح بين
احضانها شويه لتسحبه هى بحنانها الى أعماقها لتربت علية وهى تغلبها العبرات التي هطلت رغما عنها ولكن في سعادة لتهافتهم هذا الذي رد لها حياتها التي ظنت انها ضاعت هباء معهم.. ودت لو شقت احشائها لتستجمعهم من جديد وتحفظهم بجانب نابضها بل بداخله ..لتتقدم بعد ذلك في خزي منها كبيرتها التي اشتاقت إليها حد النخاع وهى تتمتم من بين بكائها بعد ان استقرت أمامها هتسامحيني يا أمي انا غلطانة في حقك قوي ..لتناظرها بيأس هاتفة لو انت يا إبتهال تقدري تزعلى من ولادك ..يبقى انا اعملها يابنت بطني فكيف لأم ان تغضب على قطعة من روحها.
الثلاثون والأخيرة
عودا حميدا حبيبتي .
فلتبقي دوما انيستي .
كم كنتي لي رفيقتي .
فلتسعدي وتهنأي ياجنتي.
بولوجها عليهم عادت اليهم أرواحهم من جديد..فانتفضت نوابضهم لتقزف بالډماء الى عروقهم الواهنة لينتصبوا واقفين في لهفة وتحفز لأستقبالها استقبال يليق بغائبتهم الغالية.
لتهرول ابتهال اليها لتسكن بين أحضانها في بكاء ممزوج بالسعادة فهى نالت الغفران أخيرا ..لترفع يدها لتتلثم كفها وهى تطالبها بالسماح مرة أخرى. لتأتي رهف في دلال وهي تضحك فهى الوحيدة التي حظيت على عدة أيام في الجنة بصحبة أمها هناك في بيتها حيث كانت قابعة معها لتردف قائلة يعني بردوا ياست ماما مقدرتيش على بعادهم مع انهم يستهلو الضړب ..كنت بس سيبيهم كمان يومين.. علشان يتربوا ويعرفوا قيمتك .
تجيبها فريده وهى تحاول تخبئتها بعدما رأت نظرة الغيظ بداخل مقل الغوالى بأجمعهم لتهتف لها محذرة وهى تشارور لها بالاقتراب طب تعالى استخبي أحسن هيكلوكي كلهم دلوقتي .لتهرول رهف لتختبئ بين أحضان امها التي انفرطت من الضحك على هجوم أولادها ليقف نديم كدرع واقي محزرا لهم في مداعبة انا ومراتى في حماية الحاجة وطالبين اللجوء السياسي علشان نقدر نربي العيلين ..ليهداء الجميع من ثورتهم وغيظهم أمام مداعبة زوج اختهم الذي اتى منذ قليل ليجتمعو بعدها في ود حول غاليتهم التي طالبت من أولادها
تم نسخ الرابط