رواية اولاد فريده بقلم ايمان فاروق

موقع أيام نيوز

عالة على زوج ابتها برغم حنانه عليها الا ان حيائها طغى عليها وجعلها تتشبس في المكوث بمفردها واسلوب ابنتها جعلها تحزن منها ومن تبرئها من ماضيها المؤلم بالنسبة لها وبرغم أنها كانت تعمل من أجل اشباع فتاتها الا أنها عاشت ناقمة على العيشة الفقيرة التي لم يكن لها ذنب فيها ليناولها هو حقيبة مملؤة ببعض الأدوية وهو يقول اتفضلي ياست الكل ..دي ادوية الشهر ده ثم قام بوضع بعض الأكياس البلاستيكية فوق المنضدة المرفقة بحجرة الجلوس وهو يكمل قائلا ودول شوية طلبات للبيت وشويه فاكهة علشان انا عارف انك بتنسي نفسك دايما .
نظرة أمتنان لهذا الابن الذي لم تنجبه هى ولكنه رءوف بها فكنيته تعبر عن اخلاقه التي تشبهها .
اشفق على حالها قائلا حقك عليا يا أمي .. انتي عارفة حالة آمال

كويس ويمكن اكتر واحدة عرفة هى قاست ازاي ..وانا بحاول امشي معاها لغاية متتجاوز الحالة المړضية دي .
ولانها سيدة بسيطة تجهل مثل هذا المړض النفسي فكيف يكون للنفسية مرض وهناك رب الكون يحرسنا ويحمينا ويوهبنا من الاقدار ما يجعلنا نهداء ونرضى بما قسم لينا ..لتزفر ضيقها وتترك حزنها قليلا لتحاول ان تقف حتى تقدم واجب ضيافته ولكنه يستوقفها بل ويدخل الى داخل المطبخ الصغير ويضع الفاكهة الطازجة في سلة ويقوم بغسلها ويضعها بجوار السيدة الكبيرة ويتركها مسرعا حتى يصل لمبتغاه في مرضات أمه الحنون هى الأخرى .
. . . . . . . . . . . . .
ها هن زوجات ابنائها تحضر على غير عادة قبلهم وتقابلهم هى كعادتها معهم دائما ..بأبتسامة جالية فهى ليست من الذين يكشرون عن انيابهم امام زوجات أبنائهن لتقابلهن قائلة أهلا وسهلا ياولاد .. تعالو .ادخلوا ..تبادلت معهن السلام والقبلات فهى ذات وجه بشوش بطبيعتها فكيف واذا ولج عليها ريح ابنائها فهم زوجاتهم و احفادها يأتون بصحبة امهاتهن اللاتي جلسن كل واحدة كالضيفة تنتظر من يقوم بمضايفتها .. لتجيبها احلام بعد السلامات ازي حضرتك يا طنط .. انتي اخبارك ايه .. وحشتينا والله.
اجابتها فريدة وهى تنظر الى الخارج لتتابع الفتايات اللاتي تقفن في غرفة تحضير الطعام لمتابعة اواني الطعام خشية احراقها انا بخير والحمد لله ..امال ولاء واخواتها فين انا مشفتش غير ولاد رءوف دخلوا .. لتجيبها الاخرى مسرعة من ان تكشفها امال لتلحق بالحديث قائلة ااه الولاد قبلوا ماما وهى جاية من السوق وطلعوا يوصلوها ..اصلها كانت جايبة شنط كتير معاها و كانت تعبانة قوي .
تقابلها أمال بتحديق غير مقتنع بماتزرفه فأمها لم تكن من الأساس في السوق ولانها شاهدتهم من بعيد وهي تترجل من السيارة الاجرة التي كانت تستقلها عند قدومها ولكنها نسجت هذا الحوار حتى تشتت فكرها عن فكرة تلك الأكياس وما تحمله في باطنها ..مما جعلها تحدقها بأبتسامة صفراء وهى تقول في نفسها يابنت الك دابة ..بقى ماما كانت في السوق والولاد بيوصلوها ..بتستعميني ياأحلام ..مهو انا عارفة انك بتميزي اهلك وخربا بيتك عليهم مش جديد يعني لاكن اقول ايه حريفة يابت في تأليف القصص وتحويل المواضيع ..مما جعلها تهتف لتؤازها حتى تنول رضائها ..لتهتف مجاملة لها ااه صحيح الشنط تقيلة وهى ست كبيرة بردوا والولاد جوم ليها نجدة من السما .. دي صعبت عليا جامد لما شفتها غي الحالة دي .. الله يكون في عونها ..الدور الرابع بعيد عليها قوي .. والسلالم ديقة ومتعبة .
تهديها أحلام نظرة امتنان لما زرفت من حديث أكد قصتها امام ام زوجيهما لتتوجه السيدة بنظراتها التي تتابع الوقفات هناك يتسامرون حتى تنضج الأنية المحملة بالطعاملتتمتم أحلام لسلفتها بصوت هادئ حتى لا يستمع اليهم أحد شكل حماتك عاملة وليمة محشي كالعادة .. ظاهر من الريحة المفوحة في المكان كله.
تجيبها الأخرى وهى تلوي شفتيها امم علشان ولادها طبعا .. بېموتا في حاجة اسمها محشي ..انا قولت ليها اعملي صواني علشان الولاد الصغيرين بيحبو النواشف ومبيحبوش المحشيات ومش هيعرفوا ياكلوا وطبعا ولا فرق معاها المهم الكبار .
اجابتها فريدة وهى تبتسم بعدما استمعت لحوار الأخيرة طب ليه يامرات ابني مجتيش من بدري شوية على الأقل كنتي سعدتيني في عمايل الحاجة وكنتي عاملتي الصواني والنواشف الي نفسكم فيها انتو والعيال .. بدل الحوجة لدي ولدي وبصراحة الناس مبتتأخرش ..بس كان هيبقى احسن لو انتوا اللي كنتوا وقفين في ظهري .
امال بخزي بعدما استمعت لحديث حماتها المحمل باللوم لهن والعتاب الجالي على وتيرتها والله يا حاجة انا كنت نتوية اجيلك من بدري ..بس العيال طول الليل منموش وخلوني انا كمان معرفتش انام ورءوف كان عندة نبطشية الصبح ومنمنش الا لما مشي ويدوب احلام الله يبارك ليها هيا اللي رنت عليا وصحتني .. علشان نيجي بسرعة ونعمل حاجة معاكي ولكن طبعا احنا عارفين ان حبيبك كتير ..وكمان الريحة ماليا
تم نسخ الرابط