رواية اولاد فريده بقلم ايمان فاروق

موقع أيام نيوز

خير انيس وجليس لها فهم تشاركا سويا تربية الأبناء بينهم في سعادة برغم مشاكل عديدة مرت بهموذاقا معا حلو الحياة ومرارتها الا أنه كان دوما خير السند لها الى أن لاقى لقاء ربه منذ أكثر من خمسة عشر عام تركها تجاهد مع أبنائها فهو لم يحضر غير زفاف أبنهم الأكبر كمال وابنتهم ابتهال وقامت هى بمساندة ابنها الأوسط رأفت حتى أتمم زواجه وبعدها ابنتها الصغرى رهف وها هى تجاهد مع هذ السامر وقلبها يتمنى ان تسعد بزواجه هو الاخر غير عابئة بهجره لها هو الأخر لا يهم مادام سيكون في حال أفضل بعد ذلك انتهت من قرأة بعض آيات القرآن وبعض من الأدعية وتوجهت حيث اريكتها المفضلة لتستريح قليلا وتواصل عملها اليومي وهى تتمتم بعض الأذكار والأدعية.
نهضت لتصنع فنجانها اليومي من الشاي المزود بالحليب قبل ان تبدأ في برنامجها اليومي فكبتت في داخلها حزنها الدفين ولوعتها من ما إقترفوه ابنائها في حقها فهي لم تتخيل ان تقف معهم في هذا الموقف ماذا فعلت حتى يتعامل اولادها معها بهذا الجفاء فمن الواضح انها تهاونت في حقوقها كأم بينهم لقد غلبت عليهم الأنانية وتفضيل مصلحتهم الشخصية عن قيمتها امامهم استغفرت ربها ودعت لهم بالهداية فقلبها ابى أن يقوم بالدعاء عليهم فبرغم قسوتهم عليها الا أن عطفتها كأم غلبت حزنها منهم جلست تستعيد بذاكرتها فى البارحة وهى تستقبل يومها بسعادة كأي ام في يوم عيدها فضحكت سخريتا حينما ظنت لوهلة أنها ستنعم بيوم حافل ملئ بالسعادة في قرب ابنائها فكم كانت في اشتياق لتجمع ابنائها حولها في مثل هذا اليوم تنهدت في الم ونظرت الي جوالها القاطن بجوارها والذي أصبح انيسها الوحيد فهو أصبح نافذتها على العالم الخارجي فأغلب اليوم يكون في قبضتها تتجول بين صفحات مواقع التواصل التي تحمل اسماء أولادها لتستشعر وجودهم حولها وتتخذ من تطبيق الواتساب مقر لها تتجول بين ارقام هواتفهم لتتواصل بهم ففيه تطمئن عليهم من خلال الحالة الخاصة التي يبثها كل واحد منهم فتجعلها في حالة قرب منهم غير عابئة بنفسها مادام هم بخير.
فرت دمعة حبيسة من مقلتيها فجففت مقلتيها بباطن كفها فور استشعارها تلك الدموع الساخنة التي انسابت رغم عنها وسحبت شهيقها واخرجته عازمة على إنهاء تلك المهزلة وعادت لتتذكر مرة أخرى يومها الماضي .
عودة ليوم مضى.
بعد أن استيقظت من النوم صباحا ومع اذان الفجر لتؤدي فرضها حاضرا جلست لتتمتم ببعض الأدعية والايات القرآنية ثم بدأت في وردها اليومي بالدعاء لامواتها الذين تركوها واحدا يلي الآخر فامها وأبيها وزوجها واخيها الأكبر تركوها وحيده بين أولادها الخمسة وبرغم وجود إناس كثيرون في حياتها إلا أنها تظل وحيدة في عالم أولادها الاغراب عنها الذي انغمس كل واحد منهم في حياته ..أرتفع رنين جوالها ينم عن اتصال مرئي بينها وبين صغيرتها رهف الذي فرض عليها زواجها بالغربة في أحد البلاد العربية التي يعمل بها هو إلا أنها الوحيدة التي تقوم بالتواصل مع امها بشكل دوري وتتقدم هى بالمبادرة بالاتصال دومارفعت جوالها بابتسامة وحركت إشارة القبول وفتح الخط بينهم لتظهر صورة لطفلين جميلين يردد بفرحة ..اغنية العظيمة وردة..
كل سنة وانت طيبة يامامتي وبعوده الأيام.. تفرحي وتتهني وفعيدك نغني ونضرابك سلام ..
كانت تتمتم معهم بكلمات الأغنية في حبور وسعادة 
لتشاركهم الأغنية وتقوم بالرد
ياحبيبي يا حلوين ياحبيبي ياطعمين ويخللكو ماما ويخللكو بابا على طول السنين
لم تكن تغني بصورة سليمة لكلمات

الأغنية ولكنها أحبت أن تشارك احفادها التؤم ريم وكريم وابنتها التي ظهرت توا الى الشاشة الصغيرة التي بين يديها لتقابلها بابتسامة عريضة من قلبها ممزوجه بحنين وعطف وهى تردد حبيبة ماما وحشتيني اوي
وحشتيني اوي يانور عيني .
تقابلها رهف بحنين مماثل وضعف طفولي ممزوج بحبس العبرات حتي لا تنساب من مقلتيها انتي كمان ياأمي وحشتيني اوي ..كل سنة وانت طيبة يا أجمل ام بالدنيا .
وانت طيبة ياقلبي وفرحانه بحبيبي دول ..واخبارك انت و نديم جوزك ايه .
اجابتها رهف بكل ود وحنين لصوت امها إحنا تمام الحمد لله ونديم كويس بس انتي عارفه بيخرج من الصبح وبيرجع بعد العشا.
اردفت الام لتعين فتاتها وماله ياحبيبتي ربنا يعينه ويوفقه ..وانتي خلي بالك من نفسك ومن الأولاد.. لازم كل زوجة تكون في عون جوزها يا حبيبتي.
رهف بيأس وملل عارفة يا ماما بس أنا زهقت احنا اغراب وهو مش مخليني انزل أي شغل اسلي بيه نفسي ..الولاد بينزلو المدرسه وأنا بقعد فترات كتير لوحدي وبزهق وبيجيلي اكتئاب من كتر الوحده وهو مبيحبش الإختلاط بحد ومبيخلنيش أعمل صدقات مع حد لما خلاص جبت أخري ومبقتش قادرة.
الأم بمؤازرة لتعين فتاتها خلاص ياعمري متعمليش فنفسك كده.. بس هو بېخاف عليكم وبيغير يعني بيحبك ومش حارمكم من حاجه ..ها تنكري
تنهدت رهف زافرة واردفت بتأفف أنا عارفة ياست ماما انتي بتدفعي عنه ليه !..انا
تم نسخ الرابط