رواية كامله للكاتبه الرائعه

موقع أيام نيوز

تحت الماء البارد وهو يرفع رأسه پألم ويترك الماء ينساب ببروده على وجهه وبين خصلات شعره لعله يريحه ولو قليلا أغمض عينيه وادار الصنبور لاخره تاركا الماء ينهمر بقوه اكثر على جسده عائدا بذاكرته إلى ثالث لقاء بينهم 
كانت تجلس على احدى المقاعد الخشبيه داخل حديقه المشفى تضحك بمرح وهى تمسك احدى روايات ديزنى بين يديها وبجانبها طفله تجلس على مقعد متحرك تبادلها ابتسامتها بوهن ظل يراقبها بشغف ما يقارب النصف ساعه وقلبه يكاد يتوقف مع كل ضحكه تخرج منها ومع كل محاوله منها لاعاده خصلات شعرها المتمرده للوراء قرر التحرك والانضمام لها فتفاجئت بسعاده من مصادفته بالطبع كانت تعتقد انها مصادفه ولكنها لم تكن ذلك على الإطلاق فمنذ لقائهم الاول الذى كان مصادفه حقيقه وهو يحاول ترتيب الصدف لرؤيتها مره اخرى كانت تنظر إليه ببلاهه واضحه وهى تضم شفتيها معا بتوتر قبل ان تلوى فمها فى حركه تلقائيه منها جعلت جسده يتصلب فى مكانه بعد دقيقه حاول السيطره على مشاعره والعوده للواقع فتحدث بنبره طبيعيه 
انا كنت فى المستشفى عندى ميعاد مع المدير وكنت خارج بس لما شفتك قاعده حبيت اسلم عليكى .. 
أشرق وجهها بأبتسامه عريضه تكشف عن غمازتها المحفورة بداخل خدها وهى تجيبه
حلو اوى قصدى حلو ان كان عندك ميعاد .. قصدى يعنى ان دى حاجه كويسه للشغل طبعا ثم اضافت مسرعه محاوله السيطره على توترها 
نسيت اقدملك الاستاذه رحمه هى استاذه بس لدلوقتى بس لما تكبر هتبقى اكبر جراحه فى الدنيا .. 
اؤمأت له الطفله راسها بخجل تحييه فأقترب منها منحيا يجلس على ركبه واحده وهو يستند بأحد ذراعيه على مقعد الطفله فأصبح فى مستوى اسيا مقابلا لها وعلى بعد عده خطوات منها كان يتأمل انعكاس أشعه الشمس الواقع على عينيها البنيه فتتحول إلى لون العسل فشعر بالامتنان لارتدائه نظارته الشمسيه التى كانت تخفى نظراته لها عاد بأفكاره إلى الطفله التى كان يجلس بجوارها يسألها بخبث 
ها يا رحمه بتعملى ايه .. 
فأجابته الطفله بخجل 
دكتوره اسيا بتقرالى حكايه حوريه البحر وبتقولى انى فى يوم هقدر استخدم رجلى واعوم زيها الټفت ينظر إلى اسيا التى كانت عينيها تلمع الأن ولكن من اثر الدموع سارعت تحدثها على الفور وهى تمد يدها تمسح على شعرها بنعومه 
ايوه طبعا انا متاكده ان هيجى يوم وقريب كمان وهتقدرى تعومى زى اريل وتجرى زى سنو وايت والأقزام وتركبى حصان زى بل وتعملى كل اللى نفسك فيه .. 
كانت الطفله تتطلع إليها بأنبهار وسعاده واضحه قبل ان تسألها 
وهقدر البس فستان زى سندريلا وجزمه من ازاز!.
هزت اسيا رأسها مؤكده 
وتقدرى تلبسى فستان منفووووش وكبيييير و جزمه من ازاز وتمشى وتلفى بيهم براحتك ولما تكبرى تقابلى أميرك وامير حكايتك .. 
لم تكن الطفله فقط هى المبهوره من وصف اسيا اصاب ذلك الانبهار مراد أيضا وهو يراها تتحدث بكل ذلك الشغف والامل كأنها مازالت تحتفظ بالطفلة داخلها ادار رأسه يسأل رحمه وهو يغمز لها 
طب تفتكرى الدكتوره اسيا زى مين من الأميرات .. 
أسرعت رحمه تجيبه بحماس 
الأميره سنو وايت اللى كل اللى يشوفها يحبها ..
جوابها مراد وهو يتأمل اسيا بتركيز 
اممم بيتهيألى انها شبه الجميله النائمه اللى لسه مستنيه اميرها .. ايه رأيك من دلوقتى نسميها الأميره النائمه !.. 
صفقت الطفله بكلتا يديها فرحا موافقه على اقتراحه اما هو فكان لايزال يتأمل اسيا التى كانت تبتسم له بخجل وهو تعيد احدى خصلات شعرها إلى وراء اذنها بتوتر ..
اخفض رأسه مره اخرى وهو مازال واقفا تحت رذاذ الماء البارد يستند بكلتا يديه على الحائط الرخامى للحمام يتذكر بعد زواجهم وهى جالسه داخل حضنه فى غرفه المعيشه بعدما أجبرته على مشاهده فيلم الجميله النائمه معها وعندما سألها مستفسرا عن سر حبها لذلك الفيلم تحديدا اجابته بخجل وهى تحاوط وجهه بكلتا يديها 
عشان بيفكرنى بيك لما قابلتنى فى المستشفى وانا قاعده من رحمه كنت ساعتها قاعده بفكر فيك وبدعى انى اقابلك تانى وبعدها لقيتك واقف قدامى كان قلبى هيقف من كتر الفرحه ولما وقتها قلتلى انى الجميله النائمه اللى مستنيه اميرها كنت بقول جوايا انت الامير اللى كنت مستنياه عشان يصحى قلبى .. 
فى ذلك الوقت كان قلبه يفيض من المشاعر والحب تجهاها لم يكن يخدعها عندما كان يلقبها بأميرته النائمه وكانت تصحح له مازحه 
غلط من بعد ما عرفتك وحبتك مبقتش نائمه دى عرفت الحياه على ايديك .. 
كانت تلك الايام اقصى مراحل سعادتهم كان يرى انعكاس صورته فى كل مره ينظر إلى عينيها اما الان فعندما ينظر إليها لا يرى الا الحيره والقلق لم يكن يرى انعكاس صورته فى عينها الا عندما يقترب منها أغلق الماء وهو مازال واقفا تحت دش الاستحمام يهتف لنفسه بإصرار 
دلوقتى وقت خطوتك يا مراد مينفعش تتأجل اكتر من كده ...
............
الفصل الحادى والعشرون ..
مضى الاسبوع سريعا وأصبحت اسو الان بخير تماما . كان اسبوع هادئا رتيبا اما بالنسبه لآسيا كانت تنتظر انقضائه بفارغ الصبر من ناحيه من اجل شفاء اسو ومن الناحيه الاخرى لتبدء إجراءات انتقالها من المدينه فخلال الاسبوع المنصرم كان مراد يأتى لزياره اسو يوميا فى نفس الميعاد تقريبا قاضيا سهرته معها متجاهلا اسيا بشكل تام مما كان يشعرها ڠصبا عنها بالالم والحزن كمان انها لاحظت مدى تعلق اسو بمراد ومدى دلال مراد لها فكان يوميا يغدقها بالهدايا والالعاب حتى امتئلت جميع غرفتها بهم وفى هذا الصباح سألتها اسو ببراءه 
مامى هو مراد ممكن يحضر معايا اجتماع الآبهات اللى جاى .. 
رفضت بالطبع ولكن اسو تذمرت وأخبرتها انها ستسأله بنفسها عندما يأتى شعرت اسيا بالالم والقلق من سؤال ابنتها ذلك وعلمت فى تلك اللحظه انها سمحت لمراد ان يتدخل فى حياتهما اكثر مما كانت تخطط له . 
........... 
كانت اسيا جالسه فى غرفه المعيشه غارقه فى كل تلك الافكار عندما رن جرس منزلها فسارعت اسو راكضه فى اتجاه الباب تفتحه وهى تهتف بحماس 
مراد جه مراد جه .. 
انحنى يحملها على الفور ثم
يحتضنها والسعاده تملأ وجههم فكرت اسيا فى تلك اللحظه بسخريه انها هى من أصبحت الدخيله بينهم الان أعادها صوت اسو وهى تحدث مراد بشغف 
مراد ينفع تيجى تحضر معايا اجتماع ال زى ما كل اصحابى هيحضروا مع ببهاتهم !.. 
أجابها مراد على الفور مبتسما وهو مازال يحملها ويديها الصغيره تحيط بعنقه 
طبعا ينفع انتى بس قوليلى امتى وهتلاقينى عندك من الصبح .. ثم غمز لها ضاحكا واكمل 
بس دلوقتى يلا بينا نجهز عشان نروح الملاهى .. 
صړخت اسو بفرح وهى تصفق بكلتا يديها والحماس يكاد ېخنقها 
بجد هنروح دلوقتى مع بعض !.. ثم نظرت إلى والدتها تسألها بقلق 
مامى احنا هنروح دلوقتى صح !.. 
بالرغم من قرار اسيا بوضع مسافه بين طفلتها وبينه الا انها لم تستطيع أحزانها بالرفض وهى ترى مدى حماسها ونظرتها المتوسله لها فأومات رأسها بأيجاب دون تعليق قفزت اسو من بين ذراعى مراد على الفور بعد موافقه والدتها تحتضن أرجلها ثم أمسكت بيدها تجرها تحثها على التحرك لتبديل ملابسها لم تستطيع اسيا كبت ابتسامتها وهى ترى سعاده صغيرتها امامها .. 
بعد حوالى ربع ساعه كانتا فى الأسفل مره اخرى يستعدان للتحرك كانت اسو اول من خرج من المنزل يتبعها مراد اما اسيا فوقفت امام الباب تغلقه جيدا وهى تحمل حقيبتها ومراد ينتظرها عند أسفل المدخل وعند وصولها إلى جواره اوقفها صوته متحدثا بنبره خاليه 
اسيا لو سمحتى عايز اتكلم معاكى شويه بس مش دلوقتى بليل لما نرجع .. 
اؤمأت رأسها له موافقه تفكر بسخريه ان تلك اطول جمله وجهها لها منذ اسبوع تقريبا ثم اتجهت إلى السياره تصعد إلى المقعد الخلفى يجوار اسو ولكن اوقفها اعتراضه يطلب منها الجلوس بجواره فنفذت طلبه مندهشه اغلق الباب خلفها برفق ثم اتجه يستقل مقعد السائق لتتحرك السياره على الفور ... 
اصر مراد على تناول الغذاء أولا قبل الذهاب فوافقت اسيا على مضض تعلم ان اعتراضها ليس له اهميه بالنسبه له جلسا معا على الطاوله فى احد المطاعم المشهوره فكان من يراهم يعتقد انهم عائله مثاليه حقا كان مراد مسيطرا كعادته يتولى امر كل شئ ببساطه كما انه كان مراعيا مع اسيا فجلس بجوارها وعند مجئ النادل طلب منها بلطافه ان تختار هى لآسيا لانها اعلم منه فى أمور الاطفال وكذلك سألها بأهتمام عما تفضله لنفسها من قائمه الطعام كانت تتأمله بجانب عينيها فوجدت ملامحه المتجهمة منذ اسبوع بدءت تلين وتعود إلى طبيعتها انتهى الغذاء سريعا فأستقلا السياره مره اخرى فى طريقهم إلى مدينه الملاهى وقفت السياره بعد قليل امام مدينه الملاهى الخاصه فقفز مراد برشاقة من مقعده يفتح لها باب السياره ثم يتجه إلى المقعد الخلفى يفتحه ويحمل اسو بين ذراعيه يسير بها ثم أعطى مفتاح السياره لأحد العاملين لوت اسيا فمها وهى تنظر حولها بالطبع لم يكن مراد ليذهب بهم إلى اقل من ذلك على نفس المنوال تولى هو امر كل شئ ببساطه ولم يترك اسو للحظه واحده فطوال الوقت هو من اهتم بها وكان يجلس معها يشاركها الألعاب بمرح فهو يعلم مدى توتر اسيا من تلك الاجهزه لذلك اقترح عليها ان تجلس على احد المقاعد بهدوء وان تترك اسو له رحبت بالفكرة على الفور فهى بالطبع تثق به جلست تراقبهم بهدوء تفكر فى حقيقه ان كل شئ فى وجود مراد اسهل وأجمل ليس لها فقط بل لابنتها أيضا كانت ترى السعاده والابتسامة على وجهه ابنتها الصغيره وعلى وجهه مراد الذى تحول إلى طفل هو الاخر بجوار ابنته ظلت تتأملهم لساعات وهما يلعبان بمرح حتى بدء الإرهاق يظهر على وجهه اسو لاحظ مراد ذلك فحملها برفق وعاد بها إلى اسيا يحملها هى ودميتها التى فازوا بها من احد الألعاب وافقت اسو على الذهاب على مضض بالرغم من اثار النوم التى بدءت تغزو عينيها من الإرهاق أعطى مراد الدميه لآسيا تحملها وهو يحمل اسو ولدهشه اسيا امسك بيدها يحتضنها بقوه وهما يسيران معا فى أتجاه السياره لماذا شعرت فجأه بالراحه لم تعلم !!!.. كل ما كانت تعلمه جيدا فى تلك اللحظه انها لا تريد الوصول للسياره .. 
مرت رحله وصولهم إلى المنزل بسلام وهدوء حمل مراد اسو التى كانت نائمه الان برفق واتجه بها إلى المنزل واسيا خلفه صعد بها إلى غرفتها فور وصولهم ثم هبط إلى غرفه المعيشه ينتظر أسيا بداخلها انضمت إليه بعد ان بدلت ثياب طفلتها وغطتها
تم نسخ الرابط