ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق

موقع أيام نيوز


إستعادة هذه الثقة وما يدور في عقله الآن هو سبب كل هذا الڠضب ويجعله ېحترق ويأكله أكلا حيث همس في نظرة تركت أثرا سلبيا في نفسها ونبرة صوت خاڤتة تحمل لهيب الغيرة والازدراء معا 
_ وياترى روحتي تشتري الحجات اللي عملاها مفاجأة ليا دي بس أصل إنتي متعودة بتقولي للناس رايحة مكان وبتكوني روحتي مكان تاني خالص

وقعت كلماته الجافة التي لا تحمل الرحمة
كصخور ضخمة وتركت أثارها من چروح على جسدها وبالأخص قلبها أيشك بها ! يذكرها بليلة زفافهم حين أخبرتهم بأنها ذاهبة للحمام وخرجت لتقابل خطيبها السابق هل حقا يظنها الآن خرجت لتقابله مجددا !!! ولكنها وعدته بأنها ستكف عن حبه وهي بالفعل فعلت ووعدته بأنها ستوهب حياتها لأجله وستكون ملكا له واقسمت بأنها لا تريد سواه وأنها نادمة أشد الندم على الخطأ التي اقترفته وستبذل كل الجهد لتصحيحه هل يظن أن خنث الوعود من شيمها ! .. ربما
خدعته واستغلته وخانته ولكنها لم تخنث وعدها أبدا ولن تفعل .
غامت عيناها بالعبارات الحاړقة والمعاتبة على ما قاله 
_ إنت شاكك فيا يازين !! أنا وعدتك إني مستحيل أقرر الغلط مرة تاني ومش معقول هكون بعمل كل اللي أقدر عليه عشان أصلح الوضع بينا واستعيد ثقتك واروح أعيد الغلط تاني ده يبقى اسمه غباء ووقتها ابقى استاهل إنك متدنيش فرص فعلا .. أنا حلفت بالله أن القذر ده مبقيش في بالي أصلا وإن إنت الراجل الوحيد في حياتي دلوقتي بس واضح إن حتى القسم بالله مخلكش تصدق ولسا بتشك فيا ومبقتش مجرد عدم ثقة لا كمان بقى شك إني بخونك وبقابله وبكمل علاقة حبي معاه
ثم استدارت وذهبت لغرفتها بعد أخذت أكياس ملابسها معها واجهشت پبكاء قوي وصل لأذنيه ليزفر متسغفرا ربه فمهما حدث بينهم فإن آخر شيء يريد سماعه أو رؤيته هو بكائها اتجه نحو غرفتها وحاول فتح الباب ولكنه أبى ولم يفتح ففهم أنها أغلقته بالمفتاح من الداخل ثم أطرق على الباب بلطف هاتفا 
_ افتحي ياملاذ
جاءه صوتها الباكي وهي تهتف بتضجر 
_ مش هفتح يازين وممكن تسبني وحدي لو سمحت
قال بلهجة آمرة بها شيء من الرفق 
_ قولت افتحي الباب ياملاذ .. افتحي يلا !!
وقفت مغلوبة على أمرها وفتحت له بوجه غارق في الدموع ليخرج منديلا من جيبه ويمد يده به إليها وبنظرة دافئة ثم يهمس في هدوء ساحر 
_ فهمتي أنا ليه بقول الطلاق أفضل حل ولازم يحصل لإن أنا لا قادر اسامحك ولا قادر اشوفك بالوضع ده فده هيكون فيه خير ليكي أكتر مني
جففت دموعها بالمنديل الورقي الذي أعطاه إياه وهتفت بإصرار وحزم 
_ وإنت ادتيني فرصة لما استنزفها وقتها ابقى طلقني
_ ياريتك تمسكتي بالفرصة الأولى زي كدا وحافظتي عليها على الأقل مكنش ده هيبقى وضعنها
_ تمسكت بيها والدليل إني رفضت أسيبك وخدت عهد على نفس إني هشيل خطيبي من تفكيري ونجحت وزي ما نجحت هنجح دلوقتي كمان لإني مش عايزة اتطلق منك .. عايزة أفضل مراتك أنا بفتخر إني مراتك يازين وبقيت بحب ارتباط اسمي بإسمك
كانت تتحدث بثقة مفرطة وهي تخبره بأنها كما نجحت في تطهير قلبها من هذا الحب الخبيث المدنس ستنجح في استعادة ثقته بها وستتمكن من إزالة العوائق التي تحجب ضوء الشمس عنهم أما هو فقد دوت كلماتها الأخيرة في أذنيه التي ارسلت كلامها لعقله والذي بدوره قام بإفراز هرمون السعادة المسئول عن تحسين الحالة المزاجية فكان هو على وشك أن تنطلق منه ابتسامة عاشقة لهذا الكلام الذي بإمكانه أن يترك أثر إيجابي في نفس ورجولة أي رجل ولكنه كبح تلك الابتسامة بصعوبة وتكلف الجمود ولف ذراعه حول كتفيها طالبا منها السير معه حتى الحمام ثم فتح الباب لها وقال بنبرة عادية 
_ اغسلي وشك واتوضي يلا عشان العصر أذن من نص ساعة
اماءت رأسها بالإيجاب ثم دخلت وأغلقت الباب عليها بهدوء وشرعت في غسل وجهها والوضوء لأداء فرضها وهي تجاهد في كبت دموعها من الانهمار مرة أخرى ! ...
مع صباح يوم جديد كانت ملاذ تقف أمام مرآة غرفتها تستعد للذهاب لزيارة أهلها بعد أن طلبت منه الأذن ووافق وقال أنه سينتظرها ليأخذها معه في طريقه ثم يتجه هو لعمله بعد ذلك .
كانت ترتدي عباءة عصرية من اللون البينك مطرزة بفصوص بيضاء من الخرز وفوقها ترتدي حجابا طويلا اشبه ب الخمار ثم قامت بإنزال النقاب على وجهها لم تكن تود أن تكشف عنه الآن وكانت تخطط لشيء آخر لتكشف له المفاجأة ولكن بعد ما قاله لها
البارحة وشكوكه بها أنها لم تذهب لشراء بعض الأشياء الخاصة بها كما قالت وأنها ذهبت لمقابلة خطيبها السابق أثارت في نفسها الآم عڼيفة وجعلتها تتخذ قرار حتمي بأن ترتديه اليوم وتثبت له صحة كلامها لعلها تستعيد ولو جزء صغير من ثقته بها .
القت نظرة أخيرة على مظهرها
 

تم نسخ الرابط