ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق

موقع أيام نيوز


الدور على مين تاني وبتمني يكون عليا أنا عشان ارتاح
عنفته بشدة من وسط بكائها الذي اشتد 
_ بعد الشړ عليك .. لو حصتلك حاجة هتلاقيني وراك أنا مستحملش أشوف فيك شړ إنت وإخواتك أنا حاسة بيك بس حزنك مش هيفيدهم بحاجة ادعيلهم وبص لحياتك ولنفسك ياحبيبي
غمغم في مرارة وأسى 
_ سيف سابلي أمانة تقيلة أوي وخاېف مكونش قدها واضيع الأمانة أروى برضوا كانت أمانة وضيعتها ومحافظتش على الأمانة .. في اليوم ده فضلت ترن عليا عشان تقولي إنها طالعة ورايحة فين وأنا مردتش عليها .. ليه ! عشان كنت في اجتماع .. أنا فضلت الشغل عليها وهي راحت !!! وراحت بأبشع الطرق وسابت ڼار جوايا مش هتتطفي غير لما أخد حقها

_ ربنا يرحمها ياحبيبي هي في مكان أحسن منينا
غمغم في صوت يغلبه البكاء 
_ وحشتني أوي يا أمي
جففت دموعها وحاولت امساكهم حتى لا يسقطوا مجددا ثم أخذت تملس على شعره كما كانت تفعل في صغره .. فشعره نقطة ضعفه يهدأ وسسكن تماما عندما يلامسه أحد .
مرت دقائق قليلة وهي لا تزال تملس عليه بحنو حتى خرج صوتها مهتما 
_ شفق عاملة إيه دلوقتي 
ابتعد عنها ومسح على وجهه مغمغما بأسى وإشفاق على تلك المسكينة 
_ عدى يوم وداخلين في التاني أهو ولسا زي ما هي مبتتكلمش والأكل صحبتها بتخليها تاكله بالعافية دخلت ليها النهردا حاولت اتكلم معاها وهي كأنها مش عايشة ومش سمعاني ومبصتش عليا حتى
تنهدت هدى في حزن وشفقة وقالت بقسمات وجه متأثرة 
_ ربنا يصبرها الصراحة كتر خيرها .. البنت لسا مفاقتش من مۏت أخوها ودلوقتي أمها وهي ملهاش غيرهم إلا صح ياكرم هي ملهاش عم أو خال أو أي حد 
_ أمها كانت وحيدة أبوها وأمها وأبوها معاه أخ وفي مشاكل كبيرة أوي بينهم وعايشين برا وحتى لما ماټ ابن اخوه مهنش عليه ياجي يحضر العزا ربنا يصلح الحال .. أنا هستني الصبح يطلع وهغير هدومي وهروح أجيبها من المستشفى وأخليها تاجي تقعد هنا معانا مش هقدر أسيبها وحدها في البيت
ابتسامة خبيثة داخلية انطلقت في نفس هدى ولكنها اخفتها مم الظهور على شفتيها وقالت بإذعان لرغبته في جلبها للعيش معهم 
_ أعمل اللي تشوفه صح يابني
داخل شركة عائلة العمايري بعد ساعات ليست بقليلة 
كانت يسر في مكتبها وبيدها كوب الشاي الدافىء الصباحي الخاص بها وترتشف منه ببطء وهي تقف أمام النافذة تشاهد الداخل والخارج للشركة من نافذتها فإذا بنظرها يقع على المدعوة ب رحمة وهي تسير صوب الباب مسرعة لتبتسم بسخرية امتزجت باللؤم وهي تهمس في نظرات شيطانية 
_ أدخلي ادخلي ياعمري .. ده أنا كنت مستنياكي !
ثم وضعت كوب الشاي على المنضدة وهندمت من ملابسها وتنصب جسدها لتقف شامخة ثم اندفعت للخارج متجهة نحو مكتب زوجها وقبل أن تدخل وقفت تتحدث للسكارتيرة في جدية مغمغمة 
_ ميرنا البنت اللي اسمها رحمة طالعة لما توصل اديني رنة وخليها تدخل علطول وادخلي وراها وقولي إنها دخلت بالڠصب فاهمة
أماءت لها في إيجاب بابتسامة عذبة بينما هي فتوجهت نحو الباب وفتحته دون أن تطرق ودخلت لتجده يقف أمام الزجاج الشفاف ويولي ظهره للباب فأغلقت الباب ببطء واقتربت له بعد أن التقطت حبة عنب من الصحن الموضوع على المنضدة المتوسطة في نصف المكتب فسمعت صوته المخټنق يهتف دون أن يستدير نحوها 
_ كان المفروض امنعك من الشغل مش هتبقى في البيت والشركة
مغمغمة في دلال 
_ اخص عليك ياحسن !! .. على فكرة إنت بټجرح مشاعري !!
وهو
يستدير له هاتفا في استهزاء 
_ إيه ده هو إنتي عندك ډم !! أنا كنت فاكرك عديمة الإحساس
رسمت ابتسامة صفراء على شفتيها وهي تجز على اسنانها وتجيبه بغيظ مكتوم 
_ دمك شربات يابيبي !
لف وقال في نظرة وقحة وكلمات قاصدا منها أن يثير ڠضبها التي تحاول كبحه أمامه 
سمعت رنة هاتفها في جيبها فتحكمت في أعصابها وابتلعت كلامته المهينة في جوفها حتى لا تفسد خطتها وزادت من اتساع ابتسامتها المزيفة همست بالقرب من أذنه في ثقة تامة 
_هنشوف 
وكما خططت فتحت رحمة الباب وهي تبتسم باتساع وسعادة غامرة ولكنها تسمرت بأرضها عندما رأته في هذا الوضع مع زوجته التي كان يخبرها بالأمس أنه لا يحبها وسيطلقها !! لتتصنع يسر الانتفاض وتلتفت لها صائحة في ڠضب مزيف ومكر 
_ إيه ده إنتي ازاي تدخلي كدا !
نظرت إلى ميرنا الواقفة خلفها واكملت صياحها المزيف بنظرات استطاعت فهمها 
_ إزاي تسمحيلها تدخل
تصنعت الأخرى الأسف وقالت 
_ أنا آسفة يايسر هانم مقدرتش امنعها
نظر حسن لميرنا وأشار لها بعيناه أن تنصرف ففعلت على الفور ثم عاد بنظره لرحمة هاتفا في نفاذ صبر 
_ إيه اللي جابك تاني !
صاحت رحمة في بكاء وحړقة 
_ إنت مش كلمتني إمبارح بليل وقولتلي إنك سامحتني خلاص وإنك بتحبني و هتطلق مراتك عشان مش بتحبها .. هي دي اللي مش بتحبها !!
طالعها بدهشة فهو لم يذكر أنها تحدث
 

تم نسخ الرابط