ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق

موقع أيام نيوز


هددتها بحاجة هي مش هتقدر تقولها ليك .. أنا مصډومة فيك كنت متوقعاك أذكي من كدا طلعت طيب لدرجة السذاجة وغبي عشان بكلمتين صدقتها
_ ومصدقهاش ليه ما أنا اتوقع منك أي حاجة !
دفعت يده عنها پعنف وصاحت به بنبرة صوت مرتفعة وقد وصلت لذروة سخطها 
_ أنا مش بخاف منك ولو عملت كدا هقولك في وشك أيوة أنا عملت لكن دي بنت وبعدين جواز إيه اللي اتغصبت عليه ضحكتني والله أنا فعلا أنا اللي بعتلها الراجل ده وجوزها ده كان معرفة قديمة من أيام الكلية ومن عيلة كبيرة زينا بظبط وعشان وپتموت في الفلوس لما عرض عليها الجواز وقالها هيكتبلها الڤيلا اللي هيعيشوا فيها باسمها وهجيبلها عربية وهيديها اسهم في الشركة بتعتهم باعتك فورا لازم تبيعك مش الموضوع فيه فلوس وأملاك هي كانت طمعانة في فلوسنا ولما لقت فرصة افضل منك باعتك وإنت بكل غباء قالتلك كلمتين وصدقتهم تقدر تقولي لو هو هددها فعلا ليه مجاتش وقالتلك الحقني ياحسن وده عايز يأذيني أنا وأخويا مقالتش ليك عارف ليه

توقفت عن الكلام للحظات تعيد لملمة شتات قلبها الممزق والسيطرة على دموعها السابحة في عيونها ثم عادت تستكمل صياحها به بحړقة 
_ عشان هي أصلا عمرها ماحبتك وإنت كنت دايب فيها ويمكن مازالت هي باعتك في أول محطة ولسا بتحبها ويسر هتفضل وحشة لو قټلت نفسها عشانك إنت مبتفكرش حتى تحاول تعاملني كويس وكرهك ليا مخليك أعمي .. أعمي عن أي حاجة حلوة بعملها عشانك .. مخليك مش شايف غير عيوبي وبنسبالك يسر وبتتكلم عن العشق وهي متعرفش يعني إيه عشق اللي لسا بتحبها دي تخلت عنك رغم كل اللي عملته عشانها وأنا رغم كل حاجة لسا متمسكة بيك وحبي ليك بيزيد مش بيقل رغم معاملتك واھانتك وكلامك اللي مفيش واحدة تستحمله لسا زي ما أنا بحبك وللأسف مش عارفة أكرهك وأحيانا بتمنى إني أكرهك بجد ومش بعيد في يوم من الأيام أكرهك ووقتها هباركلك على الفوز العظيم اللي حقته ده وهقولك إنت اللي انتصرت
دفعته پعنف من أمامها لتعبر وتتجه نحو غرفتها وتغلق الباب على نفسها مطلقة حرية دموعها تسمح لهم بالانهمار بقوة !! ....
مذنبة !! .. هي لا تحتاج لأحد لكي يذكرها بأنها مذنبة هي تعرف حق المعرفة أنها اخطأت ويجب أن تدفع الثمن أي كان ولكن ماذا إن اختارت هي الطريقة التي تعاقب بها فهناك عقاپ يحتمل وآخر لا يحتمل !! .
ربما لم يتمكن من اعتلاء عرش قلبها حتى الآن ولكنه بالتأكيد نجح في تثبيت وسامه في مكان ما بداخلها .. ولا يفشل في أن يزيد كل يوم مكانة وشأن في نظرها .. لا يفشل في كل مرة أن يجعلها تصمم على عدم خسارته حتى لو كانت تعرف أنها ستعاني قليلا معه ولكنها على اعتقاد تام بأن سيأتي يوم وستعلن عهد السلطان الجديد على مملكتها الخاصة
ولا سيما في أنها ستحارب من أجل الوصول لهذا اليوم ! هي مازالت لا تعشقه ولكنها أيضا لا تكرهه بل تكن له كامل الود والاحترام
هو لديه الحق فيما قاله صباحا إضرابها عن الطعام لن يجدي بأي نفع عليها لن تستفاد شيء عندما تسجن نفسها بين أربعة حوائط وتزج بنفسها بين طيات الحزن بل يجب عليها أن تتصرف كالنساء وتحمي عشها من الاڼهيار حتى ولو كان هذا العش تم بنائه على الكذب والخداع فهي بإمكانها أن تعيد بنائه بالثقة والعشق والرحمة والرفق .. بإمكانها أن تحول العش لقصر منيع لا تهدمه حتى أقوي الرياح المدمرة وسيكون ثابتا كالجبال في وجه كل الظروف ولكنها تحتاج لمزيد من الشجاعة والثقة
بالنفس حتى تتمكن من النجاح وإصلاح ما أفسدته ولتثبت له أنها لا تريد ذلك العشق الذي كان يحتلها وتريده هو .. أجل كان ! الآن هي تشعر بنفسها طائر حر طليق وتركوه حرا ولكن تركو بيده الإغلال أي أنها لا زالت تحمل آثار الماضي وذلك العشق ولكنها ستلوذ للشخص المناسب وسيفك عنها هذه الإغلال التي باتت ټخنقها.
الآن هي يجب عليها أن تعمل بنصيحة صديقتها وتحاول التقرب منه .
نهضت من فراشها واتجهت للحمام لتأخذ حماما دافىء ثم خرجت وارتدت ملابس منزلية جميلة ورقيقة وصفصفت شعرها جيدا ثم تركته حرا وغادرت غرفتها متجهة نحو المطبخ وقامت بتحضير عشاء قيم يكفي لفردين وبعد دقائق طويلة انتهت وقادت خطواتها المترددة نحو غرفته وقفت أمام الباب للحظات تفرك كفيها بتوتر تحاول استجماع شجاعتها للتحدث إليه أخذت شهقيا وأخرجته زفيرا متمهلا ببطء لثلاث مرات حتى حسمت امرها وطرقت الباب منتظرة منه الرد ولكنه لا يجيب فعادت تطرق مجددا ولا يأتيها صوته أيضا فقبضت على مقبض الباب تديره ببطء وتفتح الباب بحذر شديد لتنظر بنصف وجهها من الباب فتجده راكعا على سجادة الصلاة يقضى فرضه فابتلعت ريقها بارتباك
 

تم نسخ الرابط