ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق

موقع أيام نيوز


معها أبدا أما يسر فقد بدأت تظهر عن مخالبها خاصة أنها تذكر هذه المحادثة جيدا عندما عاد للمنزل بالأمس وهو ثملا وقد سمعته وهو يحدثها بالهاتف ويخبرها بمدى عشقه لها وأنا سيطلقها وسيتزوجها تحت عبارة تافهة لإني بحبك تبا لك ولحبك الساذج هذا .. فاقسمت بأن تذيقه من نفس الكأس الذي يجبرها على ابتلاع ما به من جفاء ولكن عندما يحين الوقت المناسب .

هتف وهو يضحك بسخرية 
_ أنا قولتلك كدا !! .. أنا مش فاكر إني قولت حاجة زي دي أبدا وحتى لو قولتها فهي أكيد مش حقيقة
همت بأن تجيب عليه ولكنها وجدت قبضة يسر تقبض پعنف على ذراعها وتسحبها معها للخارج فلم يحاول أن يمنع زوجته بل تركها لتفعل بها ما تشاء فتلك الساقطة تستحق كل شيء حتى ولو كان يزال يضمر لها القليل من العشق في قلبه .
زجت بها يسر داخل المصعد وقالت في نظرات ڼارية ومتقدة تحمل الټهديد 
_ أظن شوفتي وادركتي إنه بيحبني أنا وإني مراته وهفضل لغاية آخر نفس فيه مراته فإنتي زي الشاطرة كدا هتبعدي عن جوزي وهتبطلي تحومي حواليه وإلا هتشوفي مني حاجة مش هتعجبك ومتنسيش إنه معرفش غير نص حقيقتك فاحترمي نفسك وابعدي بكرامتك ده آخر تحذير ليكي يارحمة إنتي متعرفنيش لسا فتجنبي ڠضبي أحسن
ثم ضغطت على زر المصعد لكي يعود بها للدور الأرضي وطالعتها شزرا والباب ينغلق ببطء ثم التفتت وعادت لمكتبها وهي تستشيط من الاستياء والازدراء وتهمس 
_ قال يطلقني دي نجوم السما اقربلكم !!
انتهى من ارتداء ملابسه التي هي عبارة عن بنطال أسود وقميص رصاصي اللون ويعلوه سترته السوداء وقف أمام المرآة وصفصف شعره جيدا ثم وضع مفاتيحه وهاتفه في جيبه وهم بالانصراف
ولكنه توقف عندما خطرت على ذهنه من أين أتى قلبه بكل هذه القسۏة ليترك المسكينة حبيسة غرفتها منذ ليلة الزفاف مر يوم وليلة واليوم هو اليوم الثاني لهم ولم يراها سوى مرة واحدة وكأن كل منهم يعيش في منزل منفصل وليس الغرف فقط !!! .. انتابه القلق والخۏف عليها من أن يكون قد أصابها مكروه فهي لم تخرج من غرفتها مطلقا ولا يسمع لها نفس حتى هو من اختار أن يستمر زواجهم لشهر كاملا ويجب عليه أن يحكم بينهم بالعدل ولا يترك جموحه يسيطر عليه لابد من الاعتناء بها قليلا حتى لو كانت لا تستحق اعتنائه .
خرج من غرفته وكانت وجهته الأولى نحو المطبخ فتش في الثلاجة عن الطعام الذي أحضره صباح الأمس فوجده كما هو لم ېلمس حتى ليتأفف بمفاذ صبر مرددا استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيم وأتوب إليه هذه الحمقاء على الغالب تود أن ټموت من عدم الأكل !! .
تحرك صوب غرفتها وفتح الباب على مصراعيه لتنتفض هي واقفة مطأطأة رأسها أرضا من على الأريكة التي كانت تجلس عليها وتضم ساقيها لصدرها متفردة بعنائها وشقائها شعرت به يقف أمامها مباشرة ويهتف في صوت غاضب 
_ وآخر ما ټحبسي نفسك هنا ومتاكليش هيحصل إيه ولا هيتغير إيه يعني !
كانت لا تجرؤ على رفع عيناها والنظر إليه فما
كان منها إلا أنها أغمضت عيناها وعضت على شفتها السفلى في مرارة وتسمعه يكمل في صرامة 
_ مكالتيش حاجة من إمبارح صح !!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تحاول الإمساك على دموعها التي تقيم الحړب عند جفنيها لتنل حريتها وتسقط ليأتيها سؤاله الثاني في ترقب ولكنه لم يكن يقصد به عدم تناولها للطعام أبدا 
_ ليه !
لم تجبه وظلت على حالها تنظر للأرض في صمت وإذا بها تشعر بقبضتيه على ذراعيها ويهزها بقوة هاتفا في أعين تعاني من ألم الخېانة والعشق 
_ بصيلي
وردي عليا .. ليه ! .. ليه عملتي فيا كدا أنا عملتلك إيه ! ده أنا كنت مستعد اعيشك عيشة الملوك كنتي شيفاني مغفل للدرجة دي ! لدرجة إنك هتدخلي بيتي ومش هحس ولا هشك فيكي كنت مسيري هعرف بس ربنا أراد إني أعرف قبل ما يفوت الآوان
اڼفجرت باكية ورفعت نظرها إليه أخيرا وهي تهتف بصوت مرتجف 
_ صدقني ما كانت في نيتي إني أخدعك أو أخونك بمجرد إني أقبل أكون على ذمتك وأنا بفكر في راجل غيرك أنا مش هنكر إني غلطت بس والله العظيم بعد ما كتبنا الكتاب أنا خدت عهد على نفسي إني هعمل المستحيل وهشيله من عقلي وهكون ليك بكل جوارحي أنا مكسوفة ما أرفع عيني في عينك لإني معترفة بغلطي
تركها وهدر ضاحكا بسخرية وجفاء 
_ عارفة أنا كنت بحبك وبحترمك وبعزك بس أتضح إنك متستهليش المشاعر النقية دي وحتى لو حصل في يوم وسامحتك عمرك ما هتقدري تسترجعي المشاعر دي
ثم استدار واتجه ناحية الباب مغادرا وتوقف قبل أن ينصرف هاتفا في حدة 
_ مش عايز ارجع بليل الاقي الأكل في التلاجة زي ماهو .. كلي مش هتعاقبي نفسك بعدم
 

تم نسخ الرابط