ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
أن تمد يدها المصافحة لعلمها أنه لا يصافح النساء وكان واضح على معالمه أنه ينقصه دقيقة أخرى وينفجر بالكل بلا استثناء من فرط غيظه وهو يتحاشي النظر إليها ولا يرفع نظره بتاتا واحتراما لجدته فقط هتف بامتعاض دون أن ينظر لها
_ عاملة إيه ياميار
ردت عليه في خفوت هاديء وتوتر من ملامح وجهه المحتقنة بالډماء
كان يسود الصمت المشحون بالتوتر والضيق من الجميع على ما ترتديه أمام أولاد عمها دون احترام لأحد ولكن زين لم يكن يستطيع تحمل هذه المهذلة حيث وجه حديثه لشقيقته في نظرة صارمة ومخيفة وصوت رجولي أجش
_ قومي يا رفيف خدي ميار واديها حاجة تلبسها من هدومك
نقلت ميار نظرها بين الجميع في شيء من الدهشة وبالأخص جدتها التي اشارت لها بأن تفعل دون جدال فنهضت ولحقت برفيف إلى اعلى حيث غرفتها ليصدر هو زفيرا ملتهب ويزداد سوء غضبه عندما سمع جدته تهتف مدافعة عن حفيدتها
كنت هقولها
هدر في اندفاع وعصبية بصوت به لمسة خشنة مريبة
_ اللبس ده تلبسه في المانيا ملناش دعوة بيها لكن هنا تحترم وجودنا مش طالعة قدامنا بقميص نوم
ثم هب واقفا واندفع لغرفته بالاعلى وبدون تفكير لحقت به ملاذ هدى كانت تنظر في عدم حيلة فهذا ما كانت تخشاه أما الجدة فقد ظهرت علامات الڠضب على وجهها فلأول مرة يصيح بها حفيدها هكذا ليهتف كرم في هدوء ولطف
ثم تحولت نبرته من الهدوء إلى الحدة البسيطة وهو يكمل
_ لان هو عنده حق برضوا تلبس اللي عايزاه في المانيا بس هنا تحترم وجودنا
كان حسن يتابع الذي يحدث في صمت وفضل أن لا يتحدث أبدا حتى لا يكون فظا أكثر من أخيه الكبير و لتنهي هذا التوتر هدى وهي تهتف معاتبة ابنائها في ضيق
استقامت واقفة ثم اتجهت إلى غرفتها بالأعلى ولحقت بها هدى وانتهت الجلسة على كرم وزوجته وحسن ويسر ليقول حسن ساخرا وهو يضحك بشيء من الضجر في اندهاش من جرائتها التي مكنتها من الخروج أمامهم بهذه الملابس الڤاضحة
بادله الضحكة الساخرة بنفس الضجر .. لتهب يسر واقفة وهي تتنهد الصعداء وتشير لشفق بأن تأتي معها ويجلسوا في أي مكان آخر ويجددوا مودهم الذي عكرته تلك الالمانية الصغيرة !!
اغلقت ملاذ باب الغرفة خلفها برفق ورفعت النقاب عن وجهها ثم اقتربت منه بيدها على كتفه هامسة
صاح منفعلا
_ مش محتاج ازاي ياملاذ إنتي مش شايفة كانت لابسة إيه ... إزاي اصلا قدرت تطلع قدامنا بالمنظر القذر ده !!
قبضت على كفه تضغط عليه بلطف وتتمتم برزانة
_ هي صغيرة لسا وزي ما قالتلك جدتك هي عايشة برا فمتعودة على كدا
قال ضاحكا بسخرية على حسن نية زوجته
_ ميار مش أول مرة تاجي عندنا يا ملاذ دايما بتاجي ولما بتاجي أنا بسكت وبستحمل وعمرها
عقدت حاجبيها وهي تتساءل عن سبب تغير الأمر الآن وتهدر في حيرة
_ وإيه اللي اتغير دلوقتي يعني !!
قال بتوضيح أشد ونظرة مشټعلة
_ اللي اتغير إن جدتي مش عجبها إني اتجوزتك وأكيد موصياها وهي فاكرة إنها لما تلبس كدا أنا هغير رأي وهتجوزها وهطلقك مثلا .. من الآخر يعني كل ده مقصود وهو ده اللي مجنني ومخليني متعصب كدا عشان فاهم حركاتهم دي كويس أوي
تركت يده وظهرت علامات الغيظ والغل على محياها هل تسعى تلك الشيطانة الصغيرة للتفريق بين زوجها بعد كل ما فعلته لكي تحسن علاقتهم بالتأكيد لن تسمح لها بالعبث معها وستضع الحدود لردعها كما يجب ! .
مدت يدها وقالت بدلال وهي تعبث بقميصه وتنهدم من مظهره
_ ومين قالك إني هسمحلها أصلا إنها تفرق بينا حتى لو كانت جدتك
نظر إلى يدها التي على قميصه ونبرة صوتها ونظرتها فكاد لوهلة أن ينصاع خلف ولكنها اكملت في لؤم
_ هي جدتك مش عايزاك تاخد اسبوع معاهم هنا أنا بقولك نقعد اسبوع وسبلي البت ميار دي
ابعد يدها بكامل الهدوء حتى لا تؤثر عليه أكثر من ذلك وقال باسما بتحذير
_ ملاذ أنا مش عايز مشاكل !
أجابته ضاحكة بمداعبة محببة لقلبه
_ إنت تعرف عني إني بتاعت مشاكل برضو ياحبيبي .. اطمن
واستجمعت ثقتها وشجاعتها لتقترب .. ألم تكفيها كلمة حبيبي فأخذ هو نفسا عميقا ليخرج قليلا من النيران التي اشتعلت في أعماقه ولم يغب عنها وضعه بالتأكيد حيث لاحظت تأثيرها عليه فابتسمت بعاطفة وتلفتت في الغرفة بحركة دائرية وهي تقول
_ إيه ده أول مرة
متابعة القراءة