رواية بقلم سارة
المحتويات
الجالسه كائن حى .
وهى تتذكر انها كانت دائما وهى صغيره تقلد حركاته وكلماته حتى اصبحت جزء منه وهناك اشياء مشتركه بينهم دون قصد من أحدهم .... ولكنه لم يطلبها لشخصها هو يريد ام لاواب هكذا قال الصغير لها يوم تقدم لخطبتها عادت بذاكرتها لقبل ان يتحدث حذيفه حين قال لها أواب
جودى ينفع تبقى ماما
نظرت له باندهاش وقالت
هز راسه بنعم فطار قلبها من السعاده ولكنه وقع على الارض ليتفتت الى قطع صغيره
انا قولت لبابا جودى تكون ماما ... قالى اوك .
وبعد لحظات تقدم هو لخطبتها كيف هذا هل حبى الكبير له يختصره هو فى ام لاواب او مربيه ... هو لم يخبرنى يوما هل احبنى ... هل شعر يوما بتلك الدقه التى تحى قلبى لانها له هو .... حتى لم يعلق او يتخذ ما حدث فى الجامعه زريعه لطلبه ولكنه حضر الى سوق الجوارى ليختار الجاريه المناسبه التى تلائم ظروفه دون تزمر
كانت مهيره واقفه بالمطبخ تحاول تجهيز افطار خفيف لسفيان ولكنها لا تعلم ماذا عليها ان تفعل لم تقف يوم بالمطبخ ولم تحاول من قبل ورغم محاولاتها التعلم من السبده نوال لكن هذه اول مره لها بمفردها وتريد ان تسعده واو قليلا ... تعلم ان الكعام اخر اهتمامات سفيان لكن على الاقل تجعله يرى فيها سيده منزل مناسبه تستطيع الطهو والتنظيف ..... هى حقا تعرف قدر نفسها ... واذا فكر قليلا سوف تكون خارج هذا المنزل .... فلابد من المحاوله ... نحت افكارها جانبا
عادت الى المطبخ وامسكت هاتفها واتصل بمريم
صباح الخير يا ماما
صمتت لثوانى ثم قالت
وانت كمان وحشانى جدا
وهستناكى تزورينى
ابتسمت وهى تستمع لرد امها ثم قالت
بصراحه كده عايزه اعمل فطار لسفيان ومش عارفه اعمل ايه ... محتاسه .
انت بتضحكى عليا ... يعنى انا غلطانه انى اتصلت بيكى
صمتت تستمع بتركيز لكلمات والدتها و يدها تتحرك للتنفيز فى دقائق معدوده كانت تضع على طاوله المطبخ الصحون الجبنه البيضاء والمربى و عسل نحل وطبق سلطه متوسط وطبق من البيض والبسطرمه .... والاهم من كل ذلك طبق الفول ووضعت الخبز الساخن ...ووضعت كوبين من العصير وابتسمت فى سعاده شكرت امها واغلقت معها وتحركت لتخرج من المطبخ لتنادى سفيان
استيقظ وهو يشعر بسعاده يكفى وجودها بقربه ... يكفى انها فى بيته تحرك ليخرج من الغرفه استمع لصوتها فى المطبخ تتكلم من احد تحرك بهدوء ليقف عند الباب ليبتسم وهو يسمعها تتكلم مع امها حتى تحضر له وجبه افطار طار قلبه سعاده سوف يتناول من يدها افطاره اليوم سيسجل ذلك التاريخ ويحتفل به كل عام .. كان يتابع تحركاتها المتوتره وهو يبتسم وحين شعر بانتهائها عاد الى غرفته بهدوء حتى يرى ماذا ستفعل تمدد مجدا على السرير واغلق عينيه وبعد ثوانى قليله استمع لصوت طرقاتها الخجوله على الباب .... لم يجب ففتحت الباب بهدوء وتحركت خطوه واحده الى الداخل تناديه بصوت ضعيف جعل قلبه يرقص من سماعه لاسمه من بين شفاهها
فابتسم بسعاده حقيقه وقرر التعامل براحه وسلاسه معها فقال لها
صباح الخير يا مهيره
ابتسمت وقالت
صباح النور ... انا جهزتلك الفطار
اعتدل فى جلسته وقال
بجد ... هغسل وشي وهاجى فورا .... هو انا اطول ان الانسه مهيره الكاشف تعملى فطار بأيديها .
خرجت سريعا تشعر بالخجل ووقف هو وتوجه الى الحمام وبعد عده دقائق كان يقف فى المطبخ ينظر الى الطاوله وهو يبتسم بسعاده وقال
انت الى عملتى كل ده بايدك
هزت راسها بنعم وقالت
انا اول مره اعمل حاجه زى كده .... فلو فى اى حاجه عرفنى .... ارجوك انا عارفه ان انا فاشله .
ليقاطعها قائلا
فاشله ايه بس انت مش واخده بالك من الفطار الملوكى ده
و جلس سريعا وهو يبعد الكرسى لها لكى تجلس
جلست بهدوء تنظر له يمسك الخبز وياكل كانت تنتظر ان يقول اى شئ
كان يأكل دون ان يظهر شيء على وجه حتى يلعب معها قليلا
واكل لقمه اخرى واخرى دون كلمه فلوت فمها كالاطفال وقالت
هو الاكل معجبكش .
ابتسم لها بحب حقيقى وسعاده كبيره
احلى فطار اكلته فى حياتى تسلم ايدك يا حبيبتى
فرحت كثيرا وسفقت بيديها فى سعاده وامسكت قطعه خبز لتتزوق هى الاخرى لتندهش من الطعم حقا لذيذ ولكنها نظرت له وهى تقول
بس عايز شويه ملح .
قال وهو ياكل بسعاده
حلو كده انا حبيته وكفايه انه من ايدك
اغلقت مريم الهاتف مع ابنتها وابتسمت فى سعاده ودعت الله ان يسعدها ويجعل زوجها خير عوض لها عن كل ما رأت فى حياتها
عادت الى الغرفه لتجد عادل استيقظ و جالس على السرير يستند على ظهره
ابتسم لها وهو يمد يده لها فلبت نداءه وجلست بجانبه
كنت بتكلمى مهيره
هزت رأسها بنعم ثم قالت
كانت عايزه تحضر فطار لسفيان ومش عارفه تعمل ايه
ابتسم بسعاده وقبل يديها ووجنتيها وقال
صباحيه مباركه يا عروسه
احمرت وجنتاها وهى تتذكر ما حدث بالأمس
حين عاد من العمل بعد ان حادثته خديجه واخبرته بما حدث و حظرته من الصعود اليها لانها حينها لن تجعله يخرج من البيت مره اخرى
فنفز كل ما قلته وما احب ذلك الى قلبه
ومع روتينه اليومى طرقتان على الباب ثم يفتح الباب ... ولكن حين دخل الشقه لم يجد مريم على نفس جلستها ولكن استمع لصوت يصدر من المطبخ ... ليدخل اليها ليفاجئ
بها ترتدى منامه حريريه فيروزيه تظهر جمالها الذى اشتاق له ... وعاش عمره كله يحلم بها
اقترب منها بهدوء وحاوط خصرها فانتفضت قليلا ولكنها ابتسمت وهى تقول
حمد لله على السلامه ثوانى والغدا يكون جاهز
أدارها اليه وهو يقول
هو فى احلى من كده غدا
ابتسمت وقالت
انا فرحانه اوووى انى بطبخلك بايدى اول مره يا عادل .
المه قلبه يعرف انها كانت مچروحه بتنفيذه رغبه خديجه والابتعاد عنها صحيح هى كانت تتألم لبعد ابنتها لكنها كانت بحاجه لقربه .... الان سيعوضها عن كل شيء لتطبخ له وكل ما تريده مجاب ... اخرج من جيب سترته علبه زرقاء وقدمها لها وهو يقول.
يارب زوقى يعجبك
ابتسمت فى سعاده وفتحتها لتجد خاتم زواج وبجواره دبله فضيه نظرت له ثم ليده لتنتبه انها لم تراه من قبل يرتدى خاتم زواج
ابتسمت فى سعاده حقيقه امسك الخاتم والبسها اياه ثم قبل يديها بتقديس ثم البسته هى الاخرى خاتمه
تناولوا غداهم بنقاشات ومجادلات انتهت بضحك هستيرى ذكرهم بايامهم قديما وبعد انتهائم من تناول الطعام اصر هو على غسل الصحون وحضرت هى كوبان من الشاى
وبعد تناولهم امسكها من يدها ليدخلى معا عالم كانا يحلمان به عمر طويل .... حلم كم تمنوا تحقيقه ولكن كانت هناك دائما عقبات .... ولكن لكل شئ معاد ..
وحتى ساعات الصباح لم يخرج احد من الغرفه كان كل منهم يعوض حرمان سنوات ... وسنوات ... حب يتدفق يقابله حب جارف .
كانت خديجه تستمع لصوت ضحكاتهم قلبها يتلوى ألما ولكنها تتذكر يوم وقوفهم امام الملك الجبار .... يوم يحاسب كل منهم على نواياه واخطاءه .. يوم تحاسب عن منع الحق عن صاحبه .... توضئت وصلت وظلت طوال الليل تصلى وتدعوا الله ان يقوى قلبها ....
... الفصل الحادى والثلاثون
كان يقطع الغرفه ذهابا وايابا فى قلق رؤوف لا يجيب على هاتفه ... ولم يستطع الوصول لسفيان .. ماذا يفعل الان ان تهديدات الشهاوى واضحه لا جدال فيها
حين تحدث معه رؤوف لاخر مره اخبره قائلا
الشهاوى بعتلى صور ورق لو وصل للنائب العام مش هتفلت من المؤبد وبيقولك انت عارف ايه الى المفروض تعمله
ابتلع ريقه وهو يشعر ان الحساب قد حان ميعاده وكل اخطاء الماضى امام خطئه الاخير فالحساب الان مضاعف
حاول للمره الذى لا يعرف عددها الاتصال برؤوف ولكن ايضا نفس الرد مغلق
كانت تقف امام الباب فى زهول لما تسمع هل هذا حقيقى هل هذا الضحك صادر من صهيب ... هل حقا عاد صوته يملئ العالم من جديد وضحكاته التى يرقص لها قلبها طربا وفرحا كان صوت حديثه المرح مع امه وصوت ضحكاتها مع ضحكاته كانت اكثر ما يسعدها ولا تريد شئ بعدها
طرقت على الباب لتسمتع لصوات ضحكات خافته تقترب مع صوت صهيب وهو يقول
دى اكيد زهره
فتحت الحاجه راضيه الباب وعلى وجهها ابتسامه سعاده ورضا ... وحين قابلت زهره ذادت عليها احساس بالامتنان
ابتسمت وقالت
قلبك دليلك ... نورتى يا زهره اتفضلى
غمزت لها زهره وهى تقول
ده نورك يا طنط .... انا سامعه ضحك جامد جدا ... انا كمان عايزه اضحك
وقف صهيب فى مكانه وقال
تعالى وانا اضحكك
اقتربت من ووقفت بجانبه وقالت بصوت منخفض
وحشتنى .
ضحك بصوت عالى وقال
وانت كمان جدا جدا ... يلا بينا
امسكت يده وهى تقول باندهاش
على فين
قطب جبينه وقال
مش انا عازمك على الفطار
رفعت حاجبها وهى تقول غير مصدقه تلك المفاجئه الرائعه سوف تخرج مع خطيبها وحبييها لاول مره
ده بجد يلا جدا انا جعانه اوووى
تحركا معا بتجاه الباب وصهيب يقول بصوت عالى
احنى نازلين يا امى
خرجت من المطبخ تقول
ماشى يا حبيبى بالسلامه
خرجى من المنزل متجاوران
ولكن صهيب وقف مكانه فسألته ماذا به
فقال
اول مره اخرج من البيت لشارع ومطعم بصراحه خاېف
أمسكت يديه وقالت
كل حاجه فى اولها صعبه ومخيفه .... بس مع بعض هنعدى اى حاجه صح
ابتسم بتوتر وهز رأسه بنعم وظل صامت ظل محتفظ بيدها بين يديه ابتسمت هى لتلك الحركه ومشوا سويا ولم تتقدم خطوه واحده عن خطواته حتى لا يظن انها تقوم بسحبه
حين وصلوا الى المطعم اختارت زهره طاوله بعيده نسبيا هادئه
وجلست وهى تنظر اليه بحب وقالت
المكان هنا تحفه انا بحبه جدا محترم وديما بجيه انا وجودى
اقترب النادل منها قائلا
اهلا انسه زهره نورتى المكان
ابتسمت بمجامله وقالت
شكرا جدا يا حسام ... عايزه احلى فطار مع كوبيتين شاى
هز راسه بنعم وتحرك من فوره
ابتسم صهيب وهو يقول
انت معروفه هنا بقا
اجابته بفخر مصتنع قائله
طبعا ده انا مسيطره .
كان لحظات من العمر حقا صهيب عاد من جديد ... كل ما حلمت به الان بين يديها امامها يتجسد فى تلك
متابعة القراءة