رواية بقلم سارة

موقع أيام نيوز

ست خديجه 
واغمض عينيه وهو يقول كل دقيقه 
خلاص ...... خلاص
لتضحك بصوت عالى وهى تقول 
خلصت .... فتح عينك
ليفتح عينيه ويتقدم منهم وهو يقول 
وحشنينى يا قلبى لتنظر له مريم 
فيغمز لها وهو يقول 
يا قلب بابا 
لتضحك وهى تقول 
ما هو خلاص بعد ما جدت خديجه مبقاش لمريم لازمه ليحمل خديجه .. ويتجه لمريم وهو يقول 
ماما زعلانه مننا ولازم نصالحها 
وظل يقترب منها و خديجه تضحك وتحرك يديها فى الهواء بطريقه مضحكه وكانت مريم ترجع الى الخلف 
وهى تضحك حين استمعوا لطرقات على الباب لتنزل خديجه من حضڼ ابيها لتفتح الباب 
لتجد مريم تقفم امام الباب وهى تقول بابتسامه خجله 
تعالى العبى معايا .
لتقول خديجه بصوت عالى 
بابا 
ليخرج عادل من الغرفه وهو يقول 
اطلعى يا حبيبتى وانا جاى معاكى على ما ماما تلبس .. 
ونظر لمريم وغمز لها وهو يقول 
مش عايزه اى مساعده متأكده .
لتضحك وتهز رأسها بلا فيقول وهو يلوى فمه 
انت الخسرانه 
ليستمع لضحكتها قبل ان يغلق الباب
كانت جودى تركض خلف جورى تحاول ان تلبسها ملابسها حتى تذهب لاخيها كان حذيفه يضحك على طفلتيه فالكبيره عقلها اصغر من عقل صغيرتها 
كان أواب يجلس بجانب ابيه وهو يضحك على تصرفات اخته مع جودى .
نظر لابيه وقال 
البنات مملين جدا .... بس كمان مضحكين .
لينظر له ابيه وهو يرفع حاجبه وقال 
هقول لجودى .
ليصمت الطفل لثوانى ثم يقول 
على فكره الفتنه حرام .
وتركه ودخل غرفته فبعد مرور تلك السنوات استطاع أواب ان يسير على قدميه رغم انه لا يستطيع السير لمسافات طويله ولكن حالته النفسيه وعلاجه المنتظم به بفضل جودى تحسنت حالته جدا 
وهو يشعر بالامتنان حقا لجودى فى ذلك ..... فهى تتعامل مع أواب بحب صادق .. رغم انه يظهر للعلن انها علاقه صداقه ولكنها امومه حقيقيه ... ويجذم انها پالدم ايضا .
لينتبه للصمت من حوله ليبحث عن ابنته وزوجته ليجد جورى جالسه امام التلفاز بعد ان ارتدت ملابسها جورى حلم اخر تحقق ... فيوم ولادتها كان يشعر ان روحه تنسحب منه وحين احتضنها لاول مره شهق بصوت عالى وكأنه لاول مره يتنفس ...ولذلك اسماها جورى ...اقرب الاسماء لاسم عشقه الكبير وقف على قدميه ليبحث عن زوجته ومر بجانب ابنته ليقبل اعلى راسها قبل ان يدخل الى غرفه نومه لم يجدها فخرج ليطرق باب الحمام ايضا لا يوجد رد ... فتوجه لغرفه ابنه ليستمع لصوتها تتحدث مع أواب انتبه لكلماتها فوقف يستمع وهو كل يوم يذيد عشقه لها 
ها يا استاذ مش ناوى تقولى متغير بقالك كام يوم ليه 
ليصمت أواب فتحثه على الحديث قائله 
ها .. يلا قول 
ليتكلم أواب بهدوء قائلا 
انا مش عايز اروح عند خالو سفيان .
لتقطب جودى جبينها وهى تقول 
ليه يا حبيبى ... فى حد دايقك هناك 
ليخفض رأسه ولم يتكلم لتتضع يدها على كتفه
وهى تقول 
علشان فجر 
ليرفع رأسه وينظر اليها ثم قال 
بتلبس لبس مكشوف وكل ما اقولها تقولى انت مش اخويا علشان تقولى البس ايه وملبس ايه .
لتبتسم جودى وهى تقول
اقولك على حاجه تعملها وتخليها تسمع كلامك 
هز راسه بنعم فقالت 
لما نروح عندهم تجاهلها تماما سلم عليها ببرود ومتقولهاش اى حاجه على لبسها .... وكأنها مش موجوده وشوف بعدها هى هتعمل ايه 
ابتسم أواب وهو يدرك ما قلتله الان رغم صغر سنه و قال 
شكرا ..... يا
ماما.
لتبتسم جودى بسعاده وهى تقول 
دى اول مره تقولى يا ماما ... فرحتنى اوى بجد ... ربنا يخليك ليا يا حبيبى . 
كان السيد راجى جالس فى حديقه المصحه النفسيه وبجانبه احدى الممرضات تطعمه برفق ... كان صامتا تماما وهادئ .... وكأنه تصالح مع حياته الجديده ومن وقت لاخر تذهب مهيره اليه هى وايمن فبعد مده من بقائه فى المصحه قرر ايمن ان يسلمها كل املاك والدها ... ولكنها رفضت الا ان يأخذ نصيبه الشرعى فنفذ ذلك ولكنه ايضا اعاد كل ما كان قد ورثه من حسام لابنته واخبرها بالحقيقه دون تجريح فى امه ومن بعد ولاده مهيره انتقلت هى وسفيان والسيده نوال لهناك ... بعد معاناه طويله مع سفيان .
كانت زهره جالسه فى منتصف سريرها تبكى ... هو لم يتكلم يوما ولم يشتكى حتى عمها وزوجته لم يتحدث معها احد فى هذا الامر .. الكل يحمل لها جميل ارجاع صهيب للحياه من جديد فتأخير الانجاب لم يشغلهم ... لقد اصبح صهيب من اشهر رجال الاعمال ومكتبهم الهندسى اصبح شركه كبيره .... وتعيش معه حياه رائعه مليئه بالحب وكل فتره يحضر لها بدله رقص جديده فبعد اول مره ارتدت بدله رقص و يوضع يده وشعوره بكل حركه منها جعله يشعر باحساس مختلف ... ودائما يريد تكراره ... ودائما يقول لها جملته التى تزرع بقلبها سعاده العالم وفرحته . انت جنه ربى ليا على الارض 
دخل الى الغرفه وهو ينادى عليها لتمسح دموعها سريعا وهى تجيبه قائله 
نعب يا حبيبى 
ليقف مكانه مقطب الجبين وهو يقول 
مالك يا زهره بتعيطى ليه 
لتظل صامته دون كلام وهى تفكر كيف يشعر بها كيف يفهما فاقتربت منه وضمته قائله 
كمان الشهر ده مش حامل.
ظل على صمته فاكملت قائله 
انا بحبك اوووى يا صهيب اوووى 
ليقول باندهاش من نبرتها الغريبه 
ما انا عارف يا زهره ... وانا كمان بحبك اوووى 
ابتعدت عنه لتذهب وتجلس على الاريكه الكبيره فذهب خلفها فقد حفظ البيت جيدا ولم يعد يصطدم بشيئ
جلس بجانبها لتكمل قائله
صهيب انا عايزه اقولك على حاجه .
ليظل على صمته ينتظر ان يستمع لاغبى جمله منها
قالت بصوت خفيض 
عايزاك تتجوز
ظل صامت وطال صمته فنظرت اليه فقال 
انت بصالى دلوقتى ومستغربه صمتى مش كده .... هو انت ليه ديما بتنسى انى اعمى انا مش راجل كامل من كله ومفياش غلطه بس اهم ميزه فيا انى بحس بيكى انت وبس و بعدين مين هتقبل تتجوز اعمى لا وكمان متجوز ... لو فرضنا انها هتقبل بعمايا لو رفضت انى اكون متجوز أطلقك ولا اعمل ايه .... تفتكري انى اكون اب اهم عندى من انى اكون جوزك انت .... زهره انت بنتى وبعدك مش عايز ولاد انت الى رجعتينى للحياه ...من غيرك عمرى مكنت هعمل اى حاجه من الى حصلت .... ولاد ايه الى هيكونوا اهم حاجه عندى ... ولا انى ممكن اجرح او ابعد عنك علشانهم .
لم تستطع السيطره على دموعها ولكنها وضعت يدها على فمها تمنع تلك الشهقات التى تذبح قلبها وروحها ولكنه يفهمها ويشعر بها ليمد يده ويبعد يدها عن فمها وهو يقول 
عيطى بصوت عالى وتعالى استخبى فى حضنى لانه بتاعك ملكك انت لوحدك .... ولا يمكن يشركك حد فيه انت فاهمه 
القت بنفسها بين ذراعيه تبكى وتبكى ظل يربت على ظهرها حتى هدأت ثم قال 
الموضوع ده ميتفتحش تانى مفهوم .
حركت راسها بنعم وهى تستند لصدره فضربها خلف راسها وهو يقول 
بردوا ناسيه انى اعمى 
انتفضت من حضنه صاړخه وهى تقول 
دى تانى مره تقول اعمى ... هضربك 
ضحك بصوت عالى وهو يقول 
طيب هددى بحاجه تقدرى عليها .
ابتسمت وعادت لحضنه من جديد ..... ليبتسم هو الاخر ويتنهد براحه .
كان ايمن يكمل ارتداء ملابسه حين خرجت ملك من الحمام وهى تتأفف بصوت عالى ليلتفت اليها وهو يبتسم قائلا 
مالك يا لوكا زهقانه من ايه
لوت فمها كالاطفال وقالت 
يعنى انت مش شايفنى بقيت شبه الكوره الكفر ازاى منفوخه من كل حته .
ليضحك بصوت عالى ثم قال 
احلى كوره كفر فى حياتى يا ناس .
لتقطب جبينها وهى تقول 
اتريق عليا براحتك ..
والقت الحذاء الذى كان بيدها وهى تقول 
انا مش رايحه حته مش كفايه مش عارف البس الجزمه كمان تتريق عليا .
ليبتسم لها بحنو وهو ينحنى يلتقط الحذاء ثم اقترب منهى ليجلس امامها على ركبتيه وامسك بقدمها ليضع فرده الحذاء الاولى فى قدمها وهو يقول 
متزعليش يا حبيبتى خدامك ايمن هنا تحت الامر والطلب مولاتى تأمر وانا انفذ 
لتتذمر وهى تحاول سحب قدمها من بين يديه وهى تقول 
ميصحش كده يا ايمن .. قوم لو سمحت 
لينظر لها ببلاهه وهو يقول 
هو ايه الى ميصحش ... ميصحش انى اساعد مراتى واقف جمبها لما تكون تعبانه واساعدها واريحها .... اهدى يا بنت الناس وهاتى رجلك التانيه الى انت مخبياها دى .
لتضحك من كلماته الرقيقه وهو يمسك قدمها ويلبسها فرده الحذاء الاخرى .... ثم وقف على قدميه ونحنى قليلا وهو يقول
اتفضلى يا مولاتي .
لتقف وهى تعدل ملابسها وتضع يدها فى يده ويتحركا سويا ليذهبا لبيت اخته
حين وصل ايمن وملك كانت جودى وحذيفه يجلسان فى الحديقه بجانب السيده نوال 
وكان أواب جالس على الارض تحت تلك الشجره الكبيره التى كانت تجلس اسفلها مهيره ترسم تلك العيون التى تزورها فى احلامها
وكانت خديجه وجورى وادم يلعبان سويا ... وكانت فجر تجلس على الكرسى المواجه لاواب تنظر اليه بحزن وكان سفيان يقوم بتجهيز الشوايه لشواء اللحم 
حين رأى ايمن صړخ به قائلا 
والله عال الى المفروض يقف على الشوى لسه جاى ...جوعتنا 
ليضحك ايمن وهو يشير لزوجته وهو يقول 
معلش يا ابو نسب معايا نقل تقيل .
ليضحك الجميع بعد ما ضړبته ملك على كتفه وتركته وذهبت لتجلس بجوا السيده نوال 
استلم ايمن الشوايه من سفيان فى نفس اللحظه التى خرجت منها مهيره الى الشرفه تنادى على سفيان 
الذى صعد لها لتقول 
عندى ليك مفاجئه 
مفاجأه تانيه غيرك انت ...مش عايز .
لتضحك وهى تقول 
بس انا عايزه اديلك مفاجئتى .
ليقول لها بفكاهه 
ماشى هغمض عينى وبوسينى على طول 
لتضربه على كتفه ثم تمسك يده وتجلسه على السرير وهو مثبت نظره عليها وهى تتحرك باتجاه طاوله الزينه لتمسك بصندوق كبير وتعود اليه جلست بجواره وقالت 
الصندوق ده فى مفاجأه ليك من قبل حتى ما اكون مراتك وقبل حتى ما تفكر 
لتظهر علامات الدهشة على وجه سفيان ثم يخفض بصره للصندوق ويقوم بفتحه ليجد مجموعه من الاوراق الملفوفه فيفتحها واحده تلو الأخرى والاندهاش المصحوب بابتسامه سعاده يذداد على ملامحه حت انتهى من مشاهده كل تلك الصور التى تم رسمها لعينيه باكثر من شكل ليرفع عينيه اليها سائلا 
ايه ده 
لتقص عليه كل شيء منذ البدايه .... وحتى اللحظه التى تذكرت فيها تلك الرسومات وقت دخولها القصر من جديد وهو معها ليحضتنها بقوه ويقبلها بشوق ونهم كبير ثم قال 
انا بحبك ... اوى ومحظوظ اوووى بيكى .... يا حلم عمرى الى فات والى جاى ليبتسم لها وهو يقول 
نكمل كلمنا بليل يلا بينا 
ويخرجا متعانقى الايدى ليجلسى مع العائله الكبيره النى تزداد يوما بعد يوم.... ويظللها الحب والاحترام والتفاهم 
وتكون هذه العائله رمز للحب.... الحب الذى يبنى حياه ....لا ينهى حياه .
كلمه من الكتابه فى النهايه
من احب عيوبك قبل ميزاتك فذلك هو الاختيار الصحيح لا يوجد انسان على
وجه الارض كامل كلنا بنا عيوب ونواقص ولكن من تكون نواقصه فى جسده فهذه ليست عيوب ولكن العيب ان تكون النواقص فى اخلاقه 
فلا تسخر من احد .... ولا تقلل من شأن احد ... فجميعنا فى الميزان واحد
تمت

تم نسخ الرابط