مذاق العشق المر بقلم سارة المصرى

موقع أيام نيوز


قيودها سريعا فامسكت بكفيه هاتفة فى سعادة امتزجت بقلق من حالته التى تركته عليها
انت كويس 
قبل جبينها فى حب 
مټخافيش حبيبتى انتى كويسة 
هزت رأسها بقوة 
طول ما انت كويس 
هنا قطعت صړخة جينا تواصلهما
انت دخلت ازاى وفين الحمير اللى برة 
ساعد يوسف ايلينا على النهوض فى اللحظة التى وصلت فيها صوفيا وخلفها زين فاندفعت صوفيا الى ايلينا تضمها فى قوة وهى تردد 

الحمد لله حبيبتى انتى بخير 
نظر يوسف الى ايلينا التى كانت بشعرها العارى 
الټفت الى زين وبعدها اخذ يبحث بعينيه عن اى شىء ليخفيه به التقط مفرش كان على طاولة قريبة وغطى به رأسها فابتسمت مما يفعله حبيبها الغيور بينما قال هو وهو يضبط المفرش على رأسها دون ان ينظر لجينا
متتعبيش نفسك فى التفكير يا جينا اللى ولاءهم يتشرى بالفلوس مفيش ارخص منهم المكان دلوقتى كله بتاعى 
وعقد ساعديه الى صدره وهو يبدل النظر بينها وبين ايلينا وشتان الفارق بين النظرتين استقرت نظراته على ايلينا اخيرا وهو يقول فى هدوء
فارس كان وراكو من الاول كخط دفاع اخير هوا عارف انه لو كان جرالك حاجة عمرى ما كنت هسامحه انا وصلت باريس امبارح باليل بس وفارس بلغنى باللى وصلتوله وراقبناكو لما شوفنا زياد وهوا خارج من عند جينا راقبناها وعرفنا مكان ادم وجبناه وعلى ما رجعنلكو كانت الهانم خدرت الكل واخدتك مكنتش متخيلها هتوصل لكدة بس افتكرت ان من غبائها المطلق انها متعرفش ان العصابة اللي استخدمتها هيا نفسها العصابة اللي رشحتهالي من سنين طويلة عشان تخلصلي شغل هنا في باريس بشكل غير قانوني وقتها انا رفضت بس ده ما ممنعش اني اتعرفت على زعيمهم يمكن احتاجه واديني احتجته 
تنهد وهو ينظر الى الاعلى 
ودلوقتى بقا يا جماعة ممكن تسيبونى مع زوجتى العزيزة شوية عشان نتفاهم 
نظرت له ايلينا فى ضيق 
عن اى زوجة يتحدث هذا الاحمق 
تسمرت للحظات وهى تهتز ڠضبا كعادتها ان توترت فنظر لها يوسف فى تساؤل فتصاعدت انفاسها وهى تقترب من جينا قائلة 
انا مبسيبش حقى 
ورفعت كفها فجأة لتصفع جينا على خدها بقوة 
ربما لم تفعل ذلك لترد لها صڤعتها منذ قليل 
ربما فعلت ذلك لحنقها منها طيلة كل هذه السنوات او ربما حنقها من لفظ زوجة الذى اطلقه عليها يوسف حتى وهى تعرف وضع هذا الزواج التى اعترفت لها به جينا نفسها 
تأوهت جينا من الم الصڤعة ونظرت الى يوسف الذى اغمض عينيه فى هدوء وفتحهما ليقول لها فى برود 
خليها تاخد حقها هيا عشان لو اخدته انا ليها همحيكى من على وش الارض تماما ومش هعمل حتى اعتبار انك ام ابنى 
رفعت ايلينا رأسها فى اعتداد وهى تنظر الى جينا فى شماتة وتشفى فهاهو يوسف يعلنها للكل عن تملكها له تماما فتنهدت فى ظفر 
لا كدة كفاية اوى هستناكو برة 
تابع يوسف الجميع حتى غادرو المكان فجلس على كرسى قريب يقاوم الارهاق فهو لازال فى فترة نقاهته بعد ان جازف بكل شىء حين علم ان ايلينا قد أسقطت نفسها فى دائرة الخطړ من اجله 
فرك كفيه ببعضهما وهو ينظر الى ملامح جينا المذعورة التى تحاول اخفائها بفشل واضح 
كان يتابعها فى تلذذ كأنه طعام يترك له الفرصة فى النضوج حتى قال فى هدوء
مبدئيا كدة وقبل أي حاجة انتي طالق طالق طالق 
ابتسمت في تهكم فمنذ متى يعنيها الزواج منه من عدمه 
هى ارادت وصاله تحت اى مسمى وهذا لم يحدث
مش فارقة ابدا خلاص اللى بينا انتهى ومن زمان

اوى 
قالتها وهي تهز كتفيها بلا مبالاة 
فهز رأسه يتابع
مكنش فيه حاجة اصلا عشان تبدأ او تنتهى بس خلاص مبقاش يشرفنى انك تكونى على اسمى 
امتقع وجهها وأشارت بسباتهها تجاهه
من غير كلام ملوش لزمة شوف انت عايز توصل لايه بالظبط 
نهض فى بطء ممېت اقترب منها فجأة وجذبها من ذراعها ليضغطه بقوة 
طبعا اللى انت عملتيه فى ايلينا انا ممكن اډفنك عايشة عشانه بس للاسف مش هتحمل انى ابنى يواجهنى باللى هعمله فى امه بعد كدة 
وتابع فى ثقة وهو يدفعها بعيدا
لكن ده ما يمنعش انى ممكن اضطر او انك تضطرينى بمعنى اصح اسمعى يا جينا انا عارف ان ابنك مش فارق معاكى بس انا هعرض عليكى مبلغ كويس فى مقابل انك تتنازليلى عن حضانته انا ابنى كنوز الدنيا متساويش ضفره بس الفلوس دى تمن سكوتك انتى وخروجك من حياتنا نهائى 
دلكت ذراعها بينما شرد ذهنها قليلا يقيم تلك الصفقة اممم عاوز تدفع كام 
اجابها فى هدوء 
مليون يورو افتكر مبلغ كويس 
ابتسمت وهى تقترب منه رفعت حاجبيها وهمست في بطء
نص ثروتك يا يوسف 
أطلق ضحكة صاخبة وهو يرمقها في تقليل
خلاص يبقا مش هتطولى حاجة وانا برضه هاخده 
ازدردت ريقها وهي تحاول أن تثبت له انها في موضع القوة
متنساش انه ابنى ومش هسمحلك تاخده بسهولة القانون هنا فى صفى 
تابع فى ثقة تعرفها جيدا 
ومتنسيش انا مين انا لايفرق معايا قانون ولا مكان ولازمان واللى عايزه بخده 
واقترب من اذنها ليهمس 
ومتحاوليش تقنعينى انك زى اى ام طبيعيه محتاجة ابنك جنبك انتى اصلا كنت هتوهبيه للتبنى ده اللى عرفته من صاحبتك اللى كنت مخبية ابنك عندها عشان طبعا تفضى لخروجاتك ولحياتك وتأكدى لو كان ده حصل كنت هخليكى تتمنى المۏت ومتلاقيهوش يا جينا 
احتقن وجهها بشدة حين علمت بمعرفته بما كانت تنتويه يوسف البدري تعرفه جيدا لن يرحل دون ولده ايا كان الثمن وان خسره فلن يتركها تهنأ بلحظة سعادة واحدة عليها أن تعترف أنها خسړت معركتها أمامه 
فلابأس ان خرجت بمكسب ولو بسيط الطفل لن تهب له مستقبلها على كل حال استيقظت على صوت يوسف وهو يلوح بدفتر الشيكات الخاص به أمام عينيها 
انا رأيى تاخدى الفلوس وتطلعيلك بأى مصلحة لان ابنى كدة كدة هاخده
مررت يدها فى شعرها فى توتر فهتف فى نفاذ صبر
هااااا الورق جاهز نمضى ولا ايه 
هزت رأسها تعلن استسلامها وتنهي كل ما بينهما قائلة
اتفقنا 
وفى الخارج كانت ايلينا تتميز غيظا وهى تأتي وتذهب بلا هدف 
ټضرب كفها بقبضتها مانعة نفسها بصعوبة من اقټحام تلك الغرفة عليهما 
اقتربت منها صوفيا تخبرها في هدوء 
ايلي فيه هدوم عشانك يوسف بعت جابها وهناك فى الاوضة دى 
واشارت برأسها الى غرفة من غرفات المنزل الواسع فتنهدت ايلينا قائلة 
فين ادم 
ردت صوفيا 
مع زياد ودارين 
هزت ايلينا رأسها وقطبت حاجبيها فجأة وهى ترى يوسف يخرج اخيرا والى جواره جينا لم تستطع ان تخفى غيرتها وحنقها فهتفت وهى تشيح بوجهها 
انا هروح اغير هدومى 
بدلت ملابسها سريعا وخرجت لتجده فى انتظارها التفتت يمينا ويسارا وتساءلت
اومال فين صوفيا وزين 
رفع يوسف حاجبيه 
روحو 
قلبت شفتيها فى حيرة 
وما استنوناش ليه 
اقترب ليمسك بكفها فجأة 
حاولت ان تنزعه ولكنه لم يعطها الفرصة وهو يجرها خلفه ليجلسها فى النهاية الى جواره فى سيارته هتفت به فى حنق 
انت اټجننت يا يوسف 
رد فى برود وهو يتخذ مقعد القيادة 
اه 
حملقت به لحظات وبعدها لاذت بصمت أخرجها غيظها منه رغما عنها لتسأله
احنا رايحين فين 
ابتسم دون ان ينظر لها 
ع السفارة 
قطبت حاجبيها فى حيرة حذرة 
ليه 
تنهد قائلا 
عشان نصلح الغلطة البشعة اللى عملناها من كام سنة ونتجوز تانى 
تضايقت من عدم اكتراثه بها ولا برأيها كأنها قاصر ولوه أمرها
جواز ايه وسفارة ايه ومين قالك انى موافقة اصلا 
الټفت لينظر لها نظرة سريعة ذات معنى قبل ان ينظر الى الطريق امامه من جديد متابعا
انتى قولتيلى 
تدلى فكها فى بلاهة 
امتى ده حصل 
رد فى تندر واضح
لما كنت فى الحاډثة مين باس راسى وقالى ارجع وقاوم ومش هسيبك لحظة تانى 
شهقت في خجل واحتقن وجهها بشدة حتى اصبح فى لون حبة فراولة ناضجة أشاحت بوجهها الى النافذة تسأله في تلعثم
انت كنت سامعنى 
رد فى عبث 
يعنى حصل اهو 
ردت وهى تحاول التخلص من توترها
غيرت رأيى 
واصل قيادته فى هدوء وكأنه لم يسمعها 
وانا مش هسمح لعندك ده يفرقنا لحظة تانى كفاية اللى ضاع مننا 
ضړبت تابلوه السيارة بكفها في حنق
دلوقتى بتحملنى انا المسئولية 
زفر فى ضيق 
يا ستى مش مهم مين المسئول خلينا نبدأ مع بعض من جديد كفاية فراق بقا كفاية انتى متعبتيش 
احتضنت نفسها بذراعيها يسألها عن الفراق 
لقد ذاقت مراره لسنوات وعاشت قهره للحظات كانت كالدهر وهي تظنه سيدوم ولكن كرامتها لازالت تقاوم 
من فضلك يا يوسف انا مش هروح معاك لمكان احنا محتاجين لسة شوية وقت ارجوك رجعنى لصوفيا 
استجاب لها هذه المرة وسط دهشتها واوقف السيارة على جانب الطريق وهو يفك حزام الامان تنهد في عمق قبل ان يلتفت لها 
ايلينا خلينا نتكلم جد المرة دى انتى عارفة انى مش ممكن اغصبك على حاجة بس ولو لمرة واحدة خلينا نعيش الحب بوشه الحقيقى خلينى نشوف سعادته كفاية الۏجع اللى شوفناه منه لو لسة مش قادرة تسامحينى مش هكلفك فوق طاقتك بس خليكى فاكرة انا اد ايه بحبك 
تأملته فى قلق وهو يدلك صدره فى تعب واضح فهتفت به فى توتر
مالك اكيد تعبت من السفر والمجهود 
هز رأسه يجيبها بابتسامة متعبة 
انا كويس متقلقيش بس تعبت من السواقة ممكن انتى تيجى تسوقى بدالى 
هزت رأسها بالموافقة ليتبادلا الأماكن 
اسند رأسه على النافذة الزجاجية مغمضا عينيه لتبدأ هى فى مراقبة ملامحه الساكنة 
كم اشتاقت لكل شىء فيه 
تمنت لو مدت اناملها كما كانت تفعل دائما فى السابق ومررتها على قسمات وجهه 
أخذت تدق على عجلة القيادة بأناملها الطويلة وهى تبدل نظرها بينه وبين الطريق امامها قبل ان تنظر اليه مرة اخيرة وتنطلق بالسيارة ليس عودة الى صوفيا بل الى السفارة ليعقدا قرانهما من جديد 
ابتسم من حبيبته التى لن تتغير ففى حبهما تريد ان تكون لها الكلمة الاخيرة ولا مانع لديه ان كان قد خطط لما فعله الان ليصل الى ما يريده ويجعلها تعترف بشكل عملى انها تريد الوصال بينهما مثله تماما 
لا ليه يا صوفيا 
قالها زين فى احباط وهو ينظر اليها فى رجاء لتنهض فى بطء 
زين احنا لسة محتاجين وقت

نهض ليقف فى مواجهتها 
وقت ايه وليه مش كفاية اللى راح 
تأملته بعينين حزينتين كيف تشرح له تلك الطلاسم المعقدة بداخلها 
هل تخبره بأنها حتى بعد ان اخبرتها سمر بكل شىء وعلمت منها بما عاناه لم يشفع له كل هذا ابدا اذا انها علمت انها كانت اختياره الأخير 
لا يمكن مقارنته بيوسف فايلينا كانت لديه دوما الاختيار الاول حتى وان كان رغما عنها 
اخرجها من شرودها هتافه 
صوفيا انا تعبت يلا بينا دلوقتى ع السفارة نكتب كتابنا زيهم 
ابتسمت فى حزن اتراه لازال يخشى من ابيه ولكنه قاطع افكارها بصرامة 
انا مش هرجع مصر غير وانتى على ذمتى 
واجهته فى تحد 
يبقى مش هترجع خالص 
عقد ساعديه ورد فى تحد مماثل
متأكدة 
هزت رأسها وتركته وهو يفكر فى تلك التى تمردت عليه محاولا ايجاد طريقة لقمع تمردها هذا واعادتها اليه بأى ثمن 
اشتاق طفولتها مشاكستها وعنادها وكل شىء فيها هو لن
 

تم نسخ الرابط