مذاق العشق المر بقلم سارة المصرى
المحتويات
جديدة غير الحياة اللى لخصتها كلها فيكى
تمعنت به.. شابتها دهشة وهي تراقب حسام الجديد الذي لم تصادفه طيلة عمرها بأكمله ...
ابتسم بزاوية فمه فى سخرية
ايه كنتى متوقعه هتيجى تلاقينى مڼهار وحابس نفسى يا حرام وبشرب وبسكر عشان انسى ومش بعيد كمان اكون شانق نفسى ..مش غرورك كان ممكن يوصلك ده
انا فوقت يا ايتن خلاص فوقت
تمعنت به اكثر حاصرته بنظراتها تلتهم ملامحه التي تراها لاول مرة بتلك الصلابة وكأن تلك الصورة الهشة التى كان عليها دائما لم تكن له او ان غرورها بالفعل هو ماكان يصور لها هذا ...تصورت بالفعل انه يعيش حالة اڼهيار وصدمة ...شعرت بالشفقة عليه لهذا جاءت هل بالفعل تخطاها بهذه السهولة
انا اسف جدا عندى شغل ولازم انزل
حكت جبينها بكفها فى تردد لم يمنعها من سؤالها التالي رغم علمها بمدى وقاحته
يعنى مش هشوفك تانى
انا من النهاردة بالنسبالك زى زين ويوسف وقت ما هتحتاجى حاجة هتلاقينى
تجمدت فى مكانها للحظات تتساءل لماذا ضاق صدرها بتلك الجملة وهى طالما تمنتها منه
اهو شعور التملك
اهي رغبتها فى ان يرضى غرورها كأنثى ويظل يحتفظ بحبها الكبير فى قلبه رغم ما حدث
لما تراه اليوم بشكل اخر غير الذي اعتادته طيلة عمرها ليس فقط في طباعه بل في ملامحه
نظرة أخيرة اليه والى الباب الذي وقف الى جواره ليطلب منها الرحيل جعلتها تشعر لأول مرة أنها خسړت الكثير ...
ألقت هاتفها فى غيظ بعد ان قرأت رسالة جديدة من رسائل لاتعد ولا تحصى من صديقاته القدامى ...تحاول كل منهن دائما ايهامها باستمرار علاقتها به ...
فتحاول هي بالمقابل التشبث بكل ذرة ثقة وضعتها فيه واقناع نفسها بنظرية الوقيعة التي تتبناها مثلهن للظفر به من جديد ...
ولكن الأفاعي لعبن على اضعف وتر لديها ..
ان لم ينجحن فى اقناعها بخيانته فعلى الاقل اوصلنها الى التفكير فى علاقاته العابثة من قبل كادت فى كل مرة ان تفقد عقلها وهى تتخيله مع اخرى قبل ان تدخل هى حياته ...
تمنت لو كانت اول انثى تخط ذكرياتها على صفحة قلبه..
دائما يذكرنها انها حرمت هذا الحق وأن قلبه يحمل صفحات من
ذكريات طويلة له مع أخريات ..
استغرقت فى أفكارها تماما حتى عادت الى واقعها بقبلته على شعرها ..
رفعت رأسها بابتسامة جاهدت كثير لترسمها على شفتيها ..
تبادل معها حوارا عاديا وهو يبدل ملابسه حتى تفاجىء بسؤالها
يوسف انت ليه مش عاوزنى ارجع شغلى
توقف لحظة وهو يضع ملابسه فى الخزانة والټفت لها قائلا فى هدوء
انا مرفضتش انك ترجعى الشغل ..بس لو هترجعى هترجعى مديرة لقسم التصميمات مش مديرة لمكتبى فاجئها بما قاله فسألته فى حيرة
وليه بقا
تمعن بها للحظات... هل يخبرها انه اعتاد دوما ان يفصل بين حياته الخاصة وعمله وانها بالذات ستفقده تلك العادة تماما.. فان بقيت امامه لن يهتم حينها بشىء مطلقا سواها ..شغفه بها قد وصل حد الهوس واذا عادت الى عملها فربما فقد اعصابه فى أي لحظة وقبلها او ضمھا... ليس ربما بل مؤكد هذا سيحدث ليراهما اى موظف فى وضع غير لائق ..
هيا الاجابة صعبة اوى كدة
قالتها ايلينا وهى تعقد ساعديها فى مواجهته سامحة لكل شياطين الكون ان تتناول عقلها بالشك كما تشاء وأضافت بسخرية
ولا عايز تكون على راحتك
رد فى حدة وقد ازعجه ما رمت اليه
قصدك ايه
قطبت جبينها تجيبه في ڠضب
انت فاهم قصدى كويس ..شكلك كدة حنيت لمغامراتك القديمة
زفر محاولا الحفاظ على هدوئه وهي تخبره صراحة بانعدام ثقتها به
يبقى الحكاية بقا مش حكاية شغل ..سيادتك عايزة تراقبينى ...مش مكفيكى التلفون اللى كل ليلة بتقعدى تفتشى فيه عاوزانى اكون تحت عنيكى على طول
حاولت الرد فاوقفها بكفه قائلا وهو يحتد بنبرته اكثر
احنا قبل ما نتجوز وانتى عارفة ان كان عندى ماضى وخلاص انا رميته ورا ضهرى ومش عايز ارجعله تانى ..لكن انتى مصرة كل مرة ترجعينا ليه ..مش قادرة تثقى فيا وفى حبى ليكى وتقتنعى انى اتغيرت
اخفضت رأسها للحظات وادركت انها بالفعل تسرعت ككل مرة فاقتربت تمسك بكفيه تحاول أن تعتذر مدعومة بأنوثتها الفجة
اعمل ايه يا يوسف بغير عليك ..كل ما اتخيل انك كنت مع واحدة قبلى ببقا هتجنن ..انا عارفة انه ماضى وانتهى عارفة انى ممكن اكون مچنونة بس كتير كنت بتمنى اكون اول واحدة فى حياتك ..الغيرة بټقتلنى يا يوسف
نظر الى اناملها التى تحيط كفيه وابتسم في حزن
يا ريتها كانت غيرة يا ايلينا لكن ده شك ..وانا طول الوقت اللى فات وانا بحاول اقنع نفسى بالعكس بس هيا دى الحقيقة ...وانا مش هستحمل كتير شكك فيا ولا نظرة الاتهام اللى على طول بشوفها فى عنيكى اللى ساعات بتحسسنى انك ندمانة انك ارتبطتى بيا
سارعت تنفي ما قاله بسرعة
يوسف لا اوعى تقول كدة ....انت اجمل حاجة حصلت فى حياتى
نظر لها فى تمعن ليجد ان عينيها لازالت تحمل الكثير الذى يرفض لسانها البوح به فاقترب ليقبل جبينها فى بطء قبل ان ينسحب الى فراشه قائلا
مش بالكلام يا ايلينا ....مش بالكلام
شهر قد مضى عليها وهى تقيم فى منزل ايلينا القديم فقد رفضت العودة معها الى القصر بعد كل ما تسببت لها هذه العائلة من الم ..أخفت الأمر برمته عن صديقتها وأخبرتها فقط بحاجتها الى البعد لتعييد تقييم علاقتها بزين من جديد ...لم تشأ ان تقحم ما فعلته به هذه العائلة ليفسد ما بين ايلينا ويوسف فهي تعرف أن صديقتها لن تمرر ما حدث ان علمت به مرور الكرام .. فى البداية شعرت بڠضبها على زين فهو لم يهتم بالسؤال عنها كأن لم يجمعهما شيئا ذات يوم ..
هل تضايق لأنها طردته من غرفتها يوم ان ظنت انه من فعل تلك الفعلة الشنيعة
ام تضايق هو من سوء ظنها به
من من حقه ان يغضب من الاصل
هى من اهماله
ام هو من رد فعلها
قضت اغلب اوقاتها فى الرسم وانتظمت ايلينا في زيارتها يوميا لتقضى معها بعض الوقت مكررة محاولاتها لاعادتها الى القصر دون جدوى .. اتخذت قرارها ذات لحظة بالعودة من حيث أتت ورأت ان هذا افضل للجميع ولكنها تحججت بحالتها الصحية التى لم تستقر بعد لترجىء الأمر قليلا ...حجة واهنة ساقتها مشاعرها المعذبة واستجاب الجسد وأعلن ضعفه بالفعل ليثبت مصداقيتها أكثر ..فهي لاتحتمل البعد ..لا تحتمل الفراق ..
مر الوقت ..
خفت صوت العقل تماما ..
تمكنت المشاعر من كل شىء ..
احتل زين وشوقها اليه كل ذرة من تفكيرها ..
شوق عارم محا كل قسوته فى لحظة واتخذ له كل الاعذار بل وضعه فى مكان الضحېة ..
مبررات كثيرة اتخذها قلبها له ورفضها عقلها ليثور القلب ناثرا فوضاه بكل ذرة من احساسها .. فيرفع الكيان بأسره رايته البيضاء مهزوما فلم يعد لشىء سلطان عليه ..
فتحت هاتفها وطالعت بعض الصور التى التقطتها لهما سويا ..
كم منعت نفسها من مطالعتها حتى لا يتغلب الشوق عليها وبما أن المعركة قد حسمت فلا ضير أبدا أن تراهما مرة واثنان وعشرة .
ابتسامات وديعة ..نظرات تحطها بالدفء والأمان .هذا لم يكن وهما مطلقا ..بل كانت حياة بأسرها ..حياة عاشت كل لحظة بها وانتظرت ما لم تعشه بعد منها
هي لم تحتج صورة على هاتف لتدرك هذا ..
لم تحتج أن تتذكر ما لم تنساه من الأساس ..
زين الدين في كل شىء تحط نظراتها مرساه عليه ..بل بين جفونها ان أغلقتها عن العالم ..
بين ألوانها التي تمزجها لتصنع لوحة وفي أوراقها التي لم تمسها أقلامها بعد .....
تنهدت بعمق وهي تستسلم تماما و تدير رقمه ليدق قلبها وترتعد يدها وهى تشعر ان ما يفصلها عن سماع صوته هى تلك الرنات السخيفة ..
كادت ان تنهى المكالمة حين اوشك الرنين على الانتهاء ليقطع صوته كل شىء وكأنه يأتيها من داخلها وليس عبر الهاتف
صوفيا
ازدردت ريقها وحاولت التحكم فى ارتعادها حتى لا يسقط الهاتف منها ...لحظات من الصمت استمعت فيها فقط الى أنفاسه فتتهدت في عمق وكأنها تسحب هذا الهواء الذي يخرج منه الى صدرها ..عله يحمل بعضا من رائحته وكثير من ذكراه ..حملت نبرتها بما تبقى بها من تماسك وهي تهمس
زين ...ممكن اشوفك ضرورى
وفى المكان والموعد المحدد جلست أمامه محاولة الحفاظ على ثباتها وهى تتأمل هدوئه الذى ازعجها واقلقها ..
تبا له الا يشعر بشىء من شوقها الذى كاد ان يجعلها تضمه امام الجميع حتى لو رغما عنه متناسية كل ما حدث لها بسببه ..
تأملت ملامحه للحظات وهو يعبث بكوب العصير امامه فى شرود دون ان ينظراليها فهمست فى عتاب
هنت عليك يا زين طول الفترة اللى فاتت دى متسألش عنى
تنهد وهو يرفع رأسه ببطء اليها
كنا محتاجين فترة نبعد يا صوفيا عشان نقدر نفكر كويس
واضاف بشبح ابتسامة واهنة
لو مكنتيش اتكلمتى انتى النهاردة كنت هكلمك انا بكرة او بعده بالكتير
ابتسمت وهي تمد كفها في تردد تتمنى لو لامست أنامله ولكنها قبضته وأعادته في منتصف الطريق تسأله ان كان لازال هذا حقها أم لا
يعنى وحشتك
أرادت ان تطمئن نفسها باجابته....ارادت ان تحصل منه على اقراره بهذا ..
نظر لها طويلا قبل ان يعود بظهره الى مقعده فى استرخاء
صوفيا اسمعينى ...انا فكرت كويس الفترة اللى فاتت ووصلت ان انا وانتى مينفعش نكمل مع بعض بأي شكل
تصلبت عضلات وجهها تستوضح منه ماقاله
انت قولت ايه
تابع وهو يقطب حاجبيه ويتحاشى النظر اليها لا يتحمل ابدا ان يرى صډمتها فيه
انا وانتى غير بعض فى كل حاجة مستحيل نقدر نتجمع فى نقطة واحدة ..انتى انسانة متهورة مبتديش فرصة لعقلك انه يفكر.. مبتعمليش حساب لاى حد ولا اى حاجة ..مهما احذرك ومهما احاول معاكى برضه بت..
قاطعته بعينين التمعت فيهما دموع القهر هاتفة
انا عملت كدة عشان ايتن ...عارفة انى اتصرفت بتهور بس مكنش قدامى حل تانى
رد فى قسۏة متعمدة وهو يضرب المائدة بكفه ..وضع نفسها في خانة الذنب يذبحه وهو الجاني والمذنب والمشتت
وانا مش هقدر استحمل تهورك ده
متابعة القراءة