مذاق العشق المر بقلم سارة المصرى
المحتويات
له ابوه يزجره فى حدة
الواحدة دى تبقى بنت عمك يعنى شرفنا وعرضنا ودى عيلة واحد ضحك عليها وغواها ..متنساش ان اختك نفسها كانت هتوقع نفسها فى نفس الغلطة لولا ... وضيق عينيه مواصلا
ستر ربنا
أفلت زين ضحكة عصبية ساخرة قائلا
مش عاوز تقول انه لولا صوفيا اللى انت بهدلتها كان زمان بنتك لها نفس المصير ...وقتها بقا يا ترى حسام كان هيوافق يتجوزها مهما كان بيحبها
وضع رأسه بين كفيه وأخذ يدلكها في ارهاق قبل أن يقرر أن ينهي النقاش تماما
اسمع يا زين احنا مش هندور ونلف حوالين الموضوع كتير ...بنت عمك هتتجوزها ولو عاوز تتجوز عليها بعد كدة عادى براحتك ...بس اهم حاجة نستر عرضنا ..ولو عاوز تتجوز صوفيا كمان عليها انت حر
ضحك زين هذه المرة في مرارة حتى أدمعت عيناه ..لم يهمه نظرات أبيه الساخطة عليه وهو يجيب على عرضه باستهزاء
وأضاف وهو يمسح عينيه وينظر الى الأعلى
انت يا والدى العزيز اقنعتنى فعلا انى مستاهلهاش
نهض في بطء وواصل وهو يعطى اباه ظهره وبلهجة حملت من اليأس بقدر ماحملت من القهر والعجز
وكدبت وغلطت وسلمت شرفها لاول واحد ضحك عليها بكلمتين.. بس عشان بنت اخوك لازم تفضل فى نظرك ونظر الكل صاحبة الصون والعفاف
زين اللى انت بتعمله ده رجولة مش ضعف ابدا ..انت بتستر على بنت عمك وبتلم عرضك يا بنى ..سمر وحسام دول امانة عمك الله يرحمه لما يسألنى عنهم بعد كدة اقوله ايه
تخلص زين برفق من قبضتى ابيه هامسا في ضياع
متقولش حاجة ...اللى انت عاوزه خلاص هنفذهولك وفى الوقت اللى تحدده
هل سترا على ابنة عمه بالفعل ام ان شعوره بعجزه عن حماية صوفيا الذي رسخ فى نفسه انه لم يعد جديرا بها هو ما دفعه ..
هل اتخذ مما حدث ذريعة ليبعدها عنه
هل كان بحاجة الى كل تلك القسۏة حتى تنساه وتبتعد هل حقا يحتمل هذا
هل يريدها ان تنساه بينما ستظل هي فى ذاكرته وقلبه الى اخر عمره
زفر فى قوة وهو يتهم نفسه بالأنانية فلا داعى ان يسحبها الى ڼار ېحترقا فيها سويا ..
كفاه هو ان ېحترق وحده
لقد اخذته الى جنتها وعاش فى نعيمها اجمل ايامه غرق فى سحر عينيها التى لايعرف كيف سيحيا من دونهما من الان فصاعدا ..
كانت بمثابة المخدر لكل الامه ..
السحر الشافى لكل اوجاعه ...
الترياق المضاد لكل سمۏم البشر وأحقادهم ..
مجرد نظرة منهما هى كل ما كان يحتاجه لينسى هموم كل هذا العالم ..
كيف يكون الحلم من بيديه واقعا ملموسا ليتلاشى هكذا وكأنه لم يكن
مش هقدر يا يوسف ..صدقني مش هقدر
قالتها ايلينا فى حزن وهى تجلس على طرف الفراش فى تهالك
جلس يوسف الى جوارها وهو يمسح على ظهرها قائلا في رجاء
ايلينا ...ده فرح اخويا الوحيد ولازم تكونى موجودة
زفرت فى الم وهى تزمر شفتيها فى غيظ فزين قد خيب ظنها تماما بما فعله فهل بعد كل هذا الحب الذى توهمت انه يكنه لصوفيا يتخلى عنها هكذا
واخوك ده دمر صوفيا ولحد دلوقتى مش قادرة اصدق ان زين يطلع بالشكل ده ويلعب بقلوب الناس ومشاعرهم
رد يوسف بسرعة وهو يرفع كفه مدافعا عن اخيه
لا طبعا مستحيل زين يكون كدة ..انا متأكد انه حبها بجد ..بس فيه حاجة غلط ..لما سألته قال ما اتفقناش
عضت ايلينا على شفتيها فى غيظ وهي تنهض في بطء وصوفيا قالت برضه نفس الكلمة ..بس جوازه من سمر بالسرعة دى بيقول غير كدة ...ده كأنه متعمد انه ېقتلها بالحيا
نهض يوسف وهو يضيق عينيه فى تفكير
سمر بالنسبالى هيا اللغز ...طول عمر زين بيعتبرها اخته فجأة كدة يفكر فيها كزوجه
وعاد الى ايلينا يعيد طلبه من جديد
ما علينا المهم دلوقتى تجهزى نفسك عشان هنتحرك على تمانية باليل
أشاحت بوجهها فى عدم رضا فاقترب يمسح على شعرها فى حنان قائلا
ايلينا انا عارف انه صعب عليكى بس وجودك مهم
مسحت وجهها بكفها في قلة حيلة
حاضر يا يوسف بس الاول عايزة اروح لصوفيا اطمن عليها وهكون جاهزة على الساعة تمانية
سمح لها بذلك وبعد ساعة كانت تفتح باب شقتها القديمة لتدلف الى حجرة النوم مباشرة...معتكف صوفيا في الايام الماضية ...
وجدتها هذه المرة أمام حقيبة كبيرة تضع فيها ملابسها بشكل عشوائى يفتقد لاي نظام اعتادته في ترتيب حاجياتها ..
سقطت منها بعض الاشياء على الأرض أثناء ما تفعله فلم تهتم لامرها وهى تواصل فى ڠضب مكبوت تحاول أن تخفي به انكسارها الواضح ...
شهقت ايلينا مما رأته واتجهت اليها لتمسك بكفيها قائلة
انتى بتعملى ايه يا صوفيا
نظرت لها صوفيا وتوقفت للحظات عما تفعله وأجابت فى هدوء حمل من الالم الكثير
زى ما انتى شايفة
ضغطت ايلينا على كفيها قائلة
انتى هتسافرى ...هتهربى يا صوفيا
افلتت صوفيا كفيها وواصلت وهى تتجه صوب الخزانه من جديد تعبث فى محتوياتها عن شىء لا تعرفه
ايوة هسافر ومش هرجع البلد دى تانى ابدا ... ونظرت الى ايلينا مردفة وهى تمرر يدها فى شعرها پعنف
ههرب يا ايلينا زى ما انتى ما بتقولى ..وانا حياتى عبارة عن ايه غير رحلة هروب ..انا اصلا جتلك هربانة من الوحدة ومن عمايل امى ..هرجع دلوقتى برضه هربانة ايه الجديد
تألمت ايلينا من لهجتها البائسة فضمتها اليها قائلة
مش اخر الدنيا ابدا يا صوفيا انك تحبى وتنجرحى ..مش اخر الدنيا ..ميستاهلش ابدا
ردت صوفيا پاختناق وصوتها يجرح حلقها مع كل حرف
هوا مش اخر الدنيا ..هوا بالنسبالى الدنيا كلها ..هوا الوحيد اللى حسسنى بأهمية وجودى ..هوا الوحيد اللى مطردنيش من حياته ..هوا الوحيد اللى حب روحى قبل جسمى ...ايوة يا ايلينا حبني انا متأكدة ..مش معقول كل اللى بينا كان كدب .. ..لو عيني كدبت فروحي وقلبي واحساسي مكدبوش ..تعرفى انا فضلت موجودة لحد فرحه عشان كنت متخيلة انه مش هيقدر يعملها ..كنت متخيله انه هيجيلى فى اى لحظة ويقولى يلا نهرب من كل العالم ده ونعيش لبعض وبس
واضافت فى حړقة ودموعها تنهمر بغزارة
ازاي قلبه طاوعه يعملها ..ازاي يعمل كدة في نفسه وفيا
واضافت وهى تتجه الى الخزانه لتضربها بقبضتها
بس عملها خلاص ..فمش هستحمل اكون معاه فى بلد واحدة ...مش هستحمل اكون قريبة منه وبفكر فيه ليل ونهار وهوا فى حضڼ واحدة تانية ...حاسة اني بتخنق وروحي بتروح مني... ھموت يا ايلينا همووووت..ازاي هنت عليه ..ازاي
احتضنت ايلينا وجه صوفيا بين كفيها قائلة وهى تمسح دموعها بابهاميها
انا هبقى جنبك يا صوفيا ...عايزة تسافرى وتسيبنبى
ابتسمت صوفيا فى حزن وهي تهمس في ألم بلغ أقصاه
انا محدش جنبى ابدا ...انتى عندك جوزك واخوكى وحياتك
حاولت ايلينا ان تقول شىء لتدافع عن نفسها ولكن صوفيا بسطت كفها قائلة
انا مش بلومك ابدا ...انا اتعودت على كدة ...امى اتجوزت وخلفت وبقا ليها حياتها ونسيتنى ...وابويا اتجوز وخلف وبقا ليه حياته وسابنى هوا كمان ...تفتكرى هستنى من مين اهتمام لو اقرب الناس ليا رمونى ..انا حتى لو مت محدش هيحس بيا
جذبتها ايلينا الى احضانها هذه المرة لتشاركها البكاء
اوعى تقولى كدة ..انا اسفة صوفيا ..اسفة فى لحظة ان الاحساس ده يكون وصلك بس ارجوكى بلاش تسافرى
شهقت صوفيا وهى تتخلص من ذراعى ايلينا قائلة
خلاص ايلينا انا خدت قرارى ومش هرجع البلد دى تانى ..هرجع لحياتى اللى كنت عايشاها ..يمكن لما ارجع انسى كل حاجة
وقف زين فى غرفة مكتبه يضع يديه فى جيب سترته ينظر فى شرود الى الشارع من خلال النافذة التى احتلت جدارا بأكمله ...
يتساءل للمرة الألف هل ما فعله هو الصواب ويعود ليسخر من روحه
هو يعرف انه ابعد مايكون عن الصواب ..
هو فقط يتخبط بين جدران حيرته وفشله وضلاله يشعر بالضعف ..
الطعنه التى تلقاها فى رجولته أصابته بالهشاشة ..
لم يكن يريد لمن وضعته فى منزلة الفرسان ان تراه على ضعفه وخذلانه ابدا ..
اراد ان يحتفظ بقوته للنهاية حتى لو كان قاسېا عليها ذاك ارحم من ان ترى قلة حيلته وعجزه ...
ماالذى عاقب نفسه به
زواجه من سمر الذى سمح لابيه بكل بساطة ان يجبره عليه وهو يحاول ان يقنع نفسه انه فعلها بالرضا لينقذ اسم العائلة وشرفها وماهى الا مجرد ذريعة اتخذها ليبعد صوفيا عنه فلم يعد جديرا ابدا بتلك النظرة التى تحدقه بها دائما لتشعره بأن الكون يخلو من أي رجل سواه....
لقد فاقت طاقة تسامحها كل ما تصوره ...طاقة قوة لاتشعر هى بها رغم أنها تعرى له عجزه اكثر واكثر نعم سامحته هى على مالم يستطع ان يسامح نفسه عليه ..
تحبه ويعلم ولكن لكل منهما طريقته ومذهبه في العشق.
نظر الى ساعته يعلم انه تأخر ولكنه سيذهب فى النهاية بقى فى شركته وحيدا ليبتعد عن تلك الاجواء فى القصر ..
مبهجة لهم قاټلة له ...
امه أخذت تقبله فى سعادة حينما علمت بقراره وهى تظن ان دعواتها اخذت طريقها الى السماء بالسرعة التى تمنتها وتخلص ولدها من تلك الخواجاية ليتزوج ابنه عمه ابنة الاصول التى ربتها على يديها لم يعد قادرا على مسايرتهم فى هذه اللعبة فابتعد عن القصر قدر الامكان ولكن اليوم هو الزفاف ...اى زفاف زفافه على تلك المخادعة التى تدعى ابنة عمه تلك الكلمة التى ظل ابوه يرددها على مسامعه طيلة الفترة الماضية ليشعره ببطولة ما يقوم به ..
ابتسم فى مرارة وهو يتخيل صوفيا حوريته
متابعة القراءة